عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 07-Mar-2003, 02:27 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
لــيــل
إداري سابق
إحصائية العضو





التوقيت


لــيــل غير متواجد حالياً

افتراضي

(نكمل القرآه)


امر سعود ابي نقطه بمهاجمة جده, ولكن الشريف قابله في الطريق فدحر الشريف وعاد الى مكه,وفي خريف 1805م اصدر سعود امرا الى ابي نقطه بالاستيلاء على مكه وبمنع قافلة الحجاج من الدخول اليها, وكانت ثمة مجاعه شديده منتشره منذ سنتي 1804-1805م ,عانت منها شبه الجزيره الامرين ,وهذا مايفسر مالاحظه علي بك من هزال"هياكل حقيقيه مكسوه برقوق لاصقه بالعظام".
اضطر قطع الارزاق عن المدينه واستحالة المقاومه اضطرت الشريف للاستسلام,فوصلت الارزاق حينئذ,ودخلت قافلة الحجيج.

على ان الشريف غالب كان يسعى لاستعادة مكه,كما اتضح بعدئذ.في تلك الاثناء كانت المدينه قد سقطت في ايدي الوهابيين.فقد وجه سعود جيشا قويا الى المدينه في سنة 1806م لايقاف قافلة الحجاج ,لانه خشي ان يجد الشريف الذي يدعو موقفه للشك امدادا في القافله.
وهكذا بعد ان برهن سعود للشريف عن سيطرته على المدينتين المقدستين,سار على رأس جيشه لمكه ليدخلها ثانية بقصد الحج.
كنت في الشارع الرئيسي في الساعه التاسعه صباحا عندما رأيت جماعه من الناس قادمين ليس لهم من اللباس سوى خرقه حول الحقوين,وفوطه وضعها بعضهم على كتفه اليسار
ومسلحين ببنادق ذات فتائل وخناجر معقوفه في احزمتهم.
عندما رأى الناس هذا السيل من الرجال العراه المسلحين,هربوا من الشارع ,ولكنني اصررت على البقاء واعتليت تله من الانقاض لتتسنى لي رؤية افضل.رأيت مايقرب من خمسه اوستة آلاف رجل يسيرون في عرض الشارع متتابعين مزدحمين الى درجة انه لم يكن في وسعهم ان يحركوا ايديهم.وكان يتبع هذا الجحفل الذي يتقدمه اربعه من الخياله حاملين رماحا لايتجاوز طولها قدمين,كان يتبعه خمسة وعشرون جحفلا اخر من الخياله والهجانه يحملون في ايديهم رماحا,ولكنهم لم يكونوا يرفعوا بيارق,ولايحملون طبولا,ولا اية اداه اخرى.
وفيما كانوا يسيرون كانت تند من بعضهم صرخات قدسيه البهجه.
وقد اقبل للقائهم عدد كبير من الصبيه الذين يعملون كادلاء , وقدموا لهم انفسهم ليقودوهم في الطقوس الدينيه,ولاحظت انه لم يكن بين هؤلاء الادلاء اي رجل.
كانت الكوكبات الاولى قد اخذت تطوف حول الكعبه وتقبل الحجر الاسود حين قدمت كوكبات اخرى صاخبه وقد نفذ صبرها, واختلطت بالكوكبات الاولى,فبلغت البلبله اشدها فلم يعودوا يسمعون اصوات ادلائهم الاحداث.
وعقبت البلبله ضجه شديده ,الجميع يريد تقبيل الحجر الاسود,ويزدحمون عليه , واعتلى احد زعمائهم قاعده قريبه من الحجر لاعادة النظام,وذهبت اشاراته وصرخاته ادراج الرياح لان روعة البيت المقدس كانت تلتهمهم.
بعد اجراء المناسك حول المعبد,كان على كل واحد ان يشرب من الماء العجيب ويرتش به, ولكن بالنظر الى كثرة عدد المتوجهين للبئر ,وافراطهم في التسرع لم تلبث الحبال والسطول والبكرات ان اصبحت اربا اربا.
وعندما عدت لمنزلي علمت ان فصائل اخرى من الجيش الوهابي كانت ماتزال تتدفق على مكه لتأدية الحج,ماذا كان يعمل شريف مكه في هذه الاثناء؟
كان عجزه عن مقاومة هذه القوه القاهره,وخوفه من ان يهاجم,وقد اضطره الى الاحتباس او الاختباء,وكانت الحصون مزوده بالذخائر,مستعده للدفاع ,وكان الجنود العرب والمغاربه والزنوج يلزمون مراكزهم, وقد رأيت الحرس في القلاع ورأيت ابوابا كثيره تسد بالحجاره,وكان كل شيء هيء استعدادا للهجوم,ولكن اعتدال الوهابيين ومفاوضات الشريف جعلت الاستعدادات غير ذات فائده.

(يتبع ان شاء الله)















رد مع اقتباس