عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 07-Sep-2010, 07:16 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
السلمي العدناني
عضو فضي
إحصائية العضو





التوقيت


السلمي العدناني غير متواجد حالياً

افتراضي

المطلب الثامن

هجرة قبائل منصور « سُليم وهلال » إلى الغرب [ بين عاميّ 438-440]



أكثر من فصل عن تاريخ بني سليم وهلال بعد دخولهم مصر العلامة ابن خلدون، وذكر سبب دولهم مصر. حيث قال:

1- سبب دخولهم مصر أن الحاكم العبيدي نقل أشياع القرامطة من قبائل قيس «هلال وسليم » إلى مصر.

وهناك وقفة أن هلال وسليمًا وسائر العرب البوادي في ذلك الوقت.

2- لا معتقد لهم باطني مثل القرامطة، وإنما هم البوادي السلب والنهب وطلب المعيشة الضنكى بذلك.

3- لم يعرف عن سليم وهلال في البلاد التي سقطت في أيديهم من غرب مصر حتى المحيط أنهم نشروا المذهب الباطني أو الشيعي بل العكس من ذلك قضوا على البربر الباطنية مثل كتّامة وغيرها، وأصبحت البلاد حتى اليوم سنة على مذهب مالك.

وهذه بعض المقتطفات المختصرة من تاريخ ابن خلدون.

1- لما قدموا مصر أنزلهم الخليفة العزيز العبيدي الصعيّد وفي العدوة الشرقية من بحر النيل، فأقاموا هناك وكان لهم أضرارًا بالبلاد، فقد عمّ ضررهم، وأحرق البلاد الدولة شررهم.

2- أشار عليه الوزير أبومحمد الحسن بن علي اليازوري على الحاكم العبيدي الباطني المستنصر باصطناعهم والتقدم لمشايخهم، وتوليتهم إفريقيا، ومحاربة المعز بن باديس وقبيلته صنهاجة الذي خلع الخليفة العبيدي واستقر بحكم إفريقية « ما يعرف اليوم بتونس ».

3- وكما قيل « يرمي عصفورين بحجر واحد » فيُسلم البلاد من شرهم، ويرميهم في محاربة صنهاجة ودولتها.

4- بعث المستنصر وزيره « اليازوري » إلى هؤلاء الأعراب « سليم وهلال » سنة (441هـ).

5- وأعطاء لأمرائهم العطاء ووصل عامتهم بعير ودينار لكل واحد.

وأرسل إلى المعز بن باديس يقول: « أما بعد فقد أنفذنا إليكم خيولاً فحولاً وأرسلنا عليها رجالاً كهولاً، ليقضي الله أمر كان مفعولاً ».

6- جاوزوا الأعراب « سليم وهلال » النيل إلى برقة، وتقارعوا البلاد، فحصل لسُليم الشرق ولهلال الغرب.

7- أقامت قبائل هَيْب بن عبدالله، ورواحة وقبائل خفاف « عُصيّة وناصرة، بأرض بَرْقة ».

8- وسارت قبائل « ذباب، وزعب وعلاّق من عوف » وجميع قبائل هلال إلى تونس كالجراد المنتشر لا يمرون بشيء إلا أتوا عليه.

9- ثم اجتاحوا البلاد ولم يعيأ بهم المعز بن باديس في أول الأمر.

10- لما قربوا من القيروان حاضرة أفريقية وعاصمة ابن باديس حاولوا دخول القيروان.

11- أشار عليهم الأمير مؤنس بن يحيى المرداسي الرياحي الهلالي بأن لا يدخلوا وضرب لهم مثلاً « فأتى بيساط فبسطه ثم قال لهم « من يدخل إلى وسط السباط من غير أن يمشي عليه »؟ فقالوا « لا نقدر على ذلك، قال: هكذا القيروان خذوا شيئًا فشيئًا حتى لا يبقى إلا القيروان فخذوها حينئذٍ » فقال رافع بن حمّاد العلاقي العوفي: « إنك لشيخ العرب، وأميرها المقدّم علينا ».

12- لما أحس المعزّ بن باديس بخطر الأعراب « هلال وسليم » جهّز جيشًا كثيفًا بقدر (60) ألف (30) ألف من فارس و (30) رجّالة وأمدته قبائل البربر « زناتة، قومه واصنهاجة، ومغراوة ».

13- التقي الجيش مع العرب وهجم عليهم المعز بن باديس الذي تولى بنفسه قيادة الجيش وهم في صلاة عيد الأضحى.

14- دارت المعركة في ذي الحجة سنة (443) في مكان يسمى « حيدران » جنوب شرق القيروان وقد حضرها جميع قبائل هلال وحضرها قبائل عوف « علاّق » و « ذباب، وزعب » ودارت المعركة، وأمرهم الأمير/ مؤنس بن يحيى بأن يطعنوا في أعين جنود المعزّ بن باديس وتخاذل جنود ابن باديس وانهزم جيش ابن باديس وصبر وقاتل وانتهت المعركة بهزيمة ساحقة للمعز بن باديس.

قال علي بن رزق الهلالي:

لقد زار وهنا من أميم خيال
وإن ابن باديس لأحزم مالك
ثلاثة آلاف لنا غلبت له



وأيدي المطايا بالزّميل عجال
لعمري ولكن ما لديه رجال
ثلاثين ألفا إنّ ذا لنكال




15- على إثر هذه استولت الأعراب على القيروان وجميع البلاد التونسية، وصارت في أيدي شيوخهم.

16- صارت من تونس حتى العقبة الكبرى « ما تعرف اليوم بمرسى مطروح » في مصر لبني سليم وصارت البلاد الواقعة جنون تونس والجزائر لبني هلال.





المطلب التاسع

أخبار بني سُليم من سقوط القيروان حتى دخول البلاد تحت الحكم العثماني



لقد امتلأت كتب المغاربة بأخبار قبائل سليم وأيامهم وفصّل في ذلك المؤرخون.

نلخص أهم ذلك فيما يلي:

أولاً: حروب بني سُليم مع الثورات والدولة التي قامت.

أ- حروب بني سُليم مع بقايا دولة صنهاجة، وحروبهم مع خليفة الموحدين والمرابطين.

1- أمر الموحدين باستقرار بعض قبائل سليم في المغرب الأوسط، وتوطينهم.

2- اشتراكهم في جيش الموحدين في المغرب والأندلس في عهد عبدالمؤمن بن علي.

3- حروب سليم مع أبي زكريا (647هـ) الحفصي لقد استخدم الحاكم الحفصي التفرقة بين « مرداس وعلاّق من سُليم » فغضب أولاد جامع أمراء بني العباس فحاول الحاكم إرضاءهم، وأرسل وزير السلطان يؤنبهم بقصيده منها:

قِدّ المهام بالمهريّة القود



واطوِ الفلاة بتصويب وتصعيد




وقال أيضًا:

سلوا دِمنة بين الغضاء والسواجر



هل استن فيها واكفات المواطر




فأجابه عَنان بن جابر بن جامع شيخ المرادسيين:

خليليّ عوجا بين سلع وحاجر



بهوج عناجيج نواج ضوامر




4- حربهم مع قراقوش الأرمني وهو يدعو للدولة الأيوبية بمصر في عهد صلاح الدين كانت قبائل ذباب ضد حركة قُراقش الأرمني، فلما استولى على قابس وخدع أهلها استدعى أشياخ بني ذباب وغدر بهم فقتل ما يقرب من (70) ومنهم محمود بن طوق التي تنسب إليه قبيلة المحاميد، وحميد بن جارية الوشاحي ثم حاربته سليم واستعانة بيحيى الميورقي الأندلسي، وقيل أصله من بني سُليم كما في شعره يستعين بهم حيث قال:

بلغ سُليمًا على بعد المزار بها
يا قومنا لا تشبوا الحرب إن خمدت

بيني وبينكم الرحمان والرحم
واستمسكوا بعُرى الإيمان واعتصموا




فحاصروا قُراقش بودان، فأخذوه بنو ذباب وقال له ابنه أين يذهبون بنا فقال إلى أين ذهبنا بآبائهم فقتلوه وقتلوا ولده سنة (609هـ).

5- انضمام عوف وهَيْب مع يحيى ابن غانية ضد الدولة الحفصية سنة (606هـ).

6- ظهور مرغم بن صابر (ت بعد 600 سنة) شيخ قبائل الجواري من ذباب وسيطرته على ما بين طرابلس وقابس، وحربه مع الدولة الحفصية بمساعدة الكعوب من سليم.

7- سيطرت قبيلة الجواري الوشاح ما بين سنة (724-803هـ) على منطقة طرابلس وحكم أسرة الثابت الجواري لطرابلس، وأولهم ثابت بن محمد الوشاح الذبابي.

8- مقتل شيخ عرب « الكعوب » هداج بن عبيد بن أحمد الكعبي من سليم في سنة (707هـ) تقريبًا.

لقد دخل جامع تونس وكان أهالي تونس يحقدون على عرب علاّق لسيطرتهم على الريف والقرى فلما دخل بنعاله المسجد نهاه بعض العامة فقال إني أدخل بها بساط السلطان فتناذروا به فقتلوه فغضت قبائل علاّق فحاربوا أهل تونس وقطعوا السابلة.

9- ظهور أبوحمزة أحد شيوخ الكعوب وحربه مع السلطان أبي الحسن المريني ودارت بينهم الحروب حتى مات أبوحمزة سنة (740هـ).

10- ظهور « أبوالليل بن حمزة الكعبي » واستبداده بزعامة بني كعب وحروبه مع السلطان، وقد أقطعتهم الدولة الضواحي حتى الأمصار، وما زالوا يغالبون الدولة حتى غلبوا على الضاحية، وقاسموا في جبايات الأمصار بالإقطاع ريفًا وصحراء وتلولاً.



ثانيًا: حروب بني سُليم في الغرب مع بني هلال وما بينهم:

1- حروب الكعوب على الزعامة بين أولاد شيحة، أولاد أحمد وهم ما يعرف بـ «أبوالليل».

2- قيام الداعية « قاسم بن مرابن أحمد » بالدعوة في قبائل علاّق وقتله، قام هذا الرجل الداعية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتصادم مع قبيلته فقتله محمد بن مهلهل فغضب أولاد أبي الليل ودارت حرب أهلية بين الكعوب وذلك سنة (706هـ).

3- الحرب الكعوب من علاق وبني حصن من علاق فقد دارت بينهم معارك كثيرة فصّلها ابن خلدون.

4- الحروب بين بني مرداس من سليم وشيخهم ابن جامع مع قبائل رياح والدواودة من هلال فقد دارت معارك بينهم على إثرها انتصرت بنو مرداس بمساعدة السلطان حتى أزاحوا بني هلال عن تونس إلى بجاية والزاب.

6- الحروب بين علاّق مع بني مرداس وكلهم من عوف، الأصل أن بني مرداس هم حلفاء مع عوف عند هجرتهم في القرن الخامس وأصلهم من ذرية مرداس ابن أبي عامر من رفاعة.

7- الحروب بين قبائل ذباب، فقد فصّل المغاربة في كتبهم.

8- استقرت بلاد سليم في العصر الحديث فيما بين الإسكندرية حتى أطراف الجزائر















رد مع اقتباس