عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 14-Jun-2003, 07:51 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الابرق
عضو ماسي
إحصائية العضو





التوقيت


الابرق غير متواجد حالياً

افتراضي مرحباً بالاختبارات

أيام بهجةٍ وسعادةٍ وسرورٍ وحبور ، فقد قرُب الموعد ، لنجنيَ الثمار ، ونحقِّقَ الآمال ، علّنا نكونُ شيئاً عظيماً في هذه الأكوان ، يفتخرُ بنا الأهلُ والأحباب ، يسعدُ الوطن ، وتزهو الأمّة ، فهذا فتىً قادمٌ ، يُعيدُ مجدَنا ، ويبني حضارتنا ، ويردُّ كرامتنا ، فأهلاً أهلاً بالأبطال ، في ميدانهم .
إليك يا ابن الإسلام وصيَّتنا من قلبنا - في كلمات- فاعقلها وتوكّل على مولاك ، والله معك ، يحفظك ويرعاك :
1 ـ فرّغ نفسَك من كلِّ الأشغال ، فلا عمل لك الآن إلا المذاكرة ، اعتذِر لمن يشغلُك ، بكلّ لطفٍ وحكمة ، واجلس على مكتبك ، ففيه مستقبلُك ، وحافظ على وقتِك ، فهو رأسُ مالِك ، بل هو عمرُك ، لا تُضيّع منه لحظة ، فأنت مسؤولٌ عنه أمام ربك .
2 ـ ربِّ نفسك على الجدّ ، لا تلتمس الأعذار ، فأنت المسؤول عن حياتِك ، عن نجاحِك ، عن مصيرك ، فانهض .. وتقدّم .
3 ـ أحِبَّ المذاكرة ، فبِها ستنالُ المجد والسؤدد ، لن تكون فرداً كسائرِ الناس ، ممن حسبوا أنهم خُلقوا عبثا؛ وإنما سيُشار إليك بالبنان، وتنالُ رضى الرحمن ، عندما يتأثّر بك الآخرون ، ويهتدي على يديك التائهون .
4 ـ المعصيةَ المعصيةَ ، فهي سبب كلّ بليّة ، يجد صاحبُها عثراتٍ في فهمه ، وعقباتٍ في استيعابِه ، وقد يعيبُ عقلَه ، ويتّهمُ خلقتَه ، مع أنّ الله هو الذي خلقه فأحسن خلقه ، وفضّله على كثبر ممن خلق .
بادر الآن بالتوبة والاستغفار ، يعدْ لك رشدُك ، ويُردّ عقلُك .
5 ـ ادعُ الله أن يشرحَ صدرَك ، وييسّرَ أمرَك ، والتمس من أبيك وأمّك - وكلِّ من يحبُّك - دعاءً صادقاً مخلصا ، وظُنَّ الخير في ربِّك ، فهو سبحانه عند ظنِّك به .
6 ـ أنت الآن في طاعة ، فاجعلها خالصةً لمولاك ، انوِ بمذاكرتِك وجه ربك ، اعزم على تسخير تفوقك، في إعمار أرضه ، وإصلاحها ، وتعبيدِها له سبحانه .
7 ـ هيئ الجوّ المناسب للمذاكرة : نظّم مكتبَك ، ابتعد عن الضوضاء ، لا تذاكر عند السرير ، ولا أمام التلفاز ، اجلس الجلسة الصحيحة ، لا ينحن ظهرُك .
8 ـ استعمل الورقة والقلم في مذاكرتِك ، اكتب عناصر الدرس ، حلََََّ أسئلتَه ، تأكّد من صحّة حلّك ، عالج نقاط ضعفِك ، مارس الاختبارات ، لتجدَ اختبارك الحقيقيّ شيئاً يسيراً معتاداً ، قد مرَّ عليك مثلُه .
9 ـ اشرح لزملائك الصالحين ، فإنّ إنفاق العلم يزيدُه ، وشرحُك لا يجعلُك متفوّقاً ؛ بل تكون به أستاذا .
10 ـ لا تفكِّر في أقلَّ من مئةٍ بالمئة ، وأنت لها .
11 ـ وليلةَ الاختبار لا تسهرْ ، واستيقِظ كما تعوّدت عند الفجر ، صلِّ ، اذكر ربَّك ، راجع مراجعةً خفيفةً سريعة ، أعدَّ أدواتِك ، انطلق إلى مقرّ اختبارك ، لا تتأخّر .
12 ـ وعند الاختبار ، اجلس منضبطاً ، هادئ الأعصاب ، ساكن القلب ، واعتمد على ربِّك العظيم ، وادعه أن يجعل الحزْن سهلا .
13 ـ أمسك ورقة الأسئلة ، اقرأها ، قد تشعر أن هناك ما لا تعرفه ، لا تقلق ، فهذا شعورٌ طبيعيّ ، وسوف ترى بعد قليل ؛ ستُفتح المغاليق ، وستنطلق انطلاقة الجواد العتيق ، فاستعن بالله ولا تعجز .
14 ـ ابدأ بحلّ الأسئلة السهلة عليك ، نظّم دفتر إجابتك ، حسّن خطّك ، وبعد أن تنتهي؛ راجِع مراجعةً دقيقةً بقراءة السؤال ، والتأمّل في الجواب، وكأنك تجيبُ من جديد ، ولا تترك سؤالاً بلا جواب ، فما لم تعرفه أجب عنه في النهاية من معلوماتك العامّة ، شريطة أن تكون لها علاقة بالسؤال .
15 ـ لن أقول لك : احذر الغشّ ، لأنّك تخشى الحرام ، وتتقي الله وتراقبه ، فالله أكبر وأجلّ وأعظم في نفسك من المدير والموجّه والمراقب .
وأنت تعلم أنّ الله لا يبارك في الحرام ، فسرعان ما ينكشف الغاشّ ويقع ، وإذا نجح كان النجاح مزيّفا ، لن يبقى له أثر .
ومن الغشّ محاولة الحصول على الاختبار قبُيل وقته ، ليكون الغضب والعقاب من الله علام الغيوب .
16 ـ وبعد الاختبار؛ اخرج من لجنتك حامداً ربَّك ، ولا تفكّر فيما فات ، واستعدّ لما هو آت ، واستفد من أخطائك في تصحيح مسارك .
17 ـ وبعد ظهور النتيجة؛ لا تنسبْ فضل تفوقك لنفسك، لعقلك ، لذكائك ، لمدرسك، لأبيك ، لأمك ؛ بل أرجع الفضل لله وحده ، فهو الذي خلق لك العقل ، وهيّأ لك الأسباب ، وهو الذي وفّقك وسدّدك ؛ فاشكره واسجد له واعبده .
وهذا لا يمنعك من شكر أساتذتك وأهلك على ما بذلوه لك ، فإنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس .
وأخيراً؛ أخانا الطالب.. والله إنا لنهنئ أنفسنا بك ، ونرقب جميعاً تفوقك ، وننتظرك لتقرّ أعيننا، وتستلم رايتنا ، فهيّا نحن في انتظارك ، فهذا لسان حالك :

سيذكرُني قومي إذا جَد جدّهمُ
وفي الليلة الظلماء يُفتقدُ البدرٌ

أسامة علي متولي
14/4/1424
14/06/2003

منقول















رد مع اقتباس