الموضوع: ليلة القدر
عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 12-Sep-2009, 01:52 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحنش
عضو فعال
إحصائية العضو





التوقيت


الحنش غير متواجد حالياً

افتراضي ليلة القدر

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، مفضل الأماكن والأزمان على بعضها بعضا ،الذي أنزل القرآن في الليلة المباركة ، والصلاة والسلام على من شد المئزر في تلك الليالي العظيمة المباركة ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين .. أما بعد

لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص ، وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل وأنزل لها الكتاب المبين كتاب الله العظيم ، كلام رب العالمين في ليلة مباركة هي خير الليالي ، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر ، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر .. ألا وهي ليلة القدر مبيناً لنا إياها في سورتين

قال تعالى في سورة القدر :{ إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }



وقال تعالى في سورة الدخان :{ إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم }



سبب تسميتها ليلة القدر



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى

أولا : سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف

ثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه .

ثالثا : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه


وقتها

هناك من يعبد الله في ليلة السابع و العشرين. لكن ليلة القدر لم تتحدد في أي وقت من العشر الأواخر. يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: التمسوها في الوتر في العشر الأواخر من رمضان يعني في الليالي الفردية.

يقول احد العلماء: إن هذه الليلة غير ثابتة إنما ينقلها الله بين الوتر يعني قد تكون الخامسة العشرين هذه السنة و الحادي و العشرين السنة القادمة و السابع و العشرين التي بعدها.






علامات ليلة القدر

ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة



علامات المقارنة

قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار

الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي
أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل بكون الجو مناسبا
أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم .
أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي
العلامات اللاحقة

أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) -رواه مسلم


فضائل ليلة القدر

أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }
أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة }
يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم }
فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}
تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }
ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }
فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) - متفق عليه

ماذا كان يعمل الرسول صلى الله عليه و سلم في هذه الليالي؟

تقول أمنا عائشة رضي الله عنها: إذا دخلت العشر الأواخر، أحيى الليل، وأيقظ أهله، و شد مأزره و طوى فراشه، و اعتكف.
أحيى ليله يعني قد مضى زمن النوم
أيقظ أهله يعني كان رسول الله صلى الله عليه و سلم طول السنة يعبد ربنا و أهله نيام، و كانت أمنا عائشة تقوم و تصلي ركعتين و ترجع لتنام، لكن في هذه الأيام كان يوقظها. يا نساء، قمن الليل و إن كان ممكنا أن تصلين صلاة تهجد في المساجد يكون أحسن.
شد المأزر: مثل الفلاح لما يدخل الحقل يرفع الجلباب، و يشمر عن يديه و يبدأ بالعمل.
طوى فراشه: يطويه و المعنى أنه كان يحي الليل و لا ينام
اعتكف: يعني كان يقضي الوقت في عبادة الله
هذا لا يعني أنك لا تنام، نم و لكن اعبد ربنا أكثر. بدل ثماني ساعات نوم، اجعلها أربعة. هي عشرة أيام فقط. تعرف الطالب قبل عشرة أيام من الامتحان، تكون لديه همة عالية و مقبل على الدراسة بشكل قوي. الآن أنت مقبل على ما هو أحلى، أنت مقبل على جنات النعيم و على ليلة عتق من النار.
انظروا إلى الصحابة ماذا كانوا يعملون في هذه الليالي
يقولون: كنا نغتسل و نتطيب في العشر الأواخر استقبالا لهذه الليلة. هم يعنون أنهم يحبون أن يقابلوا الله طاهرين ظاهرا و باطنا.


أولا: صلاة تهجد في الثلث الأخير من الليل

أنت تعلم أن رحمه الله تنزل عليك على قدر ما تعبده، يعني لو تعبدت الله نصف ساعة رحمة الله تنزل نصف ساعة و لو عبدت الله 3 ساعات رحمة الله تنزل 3 ساعات، و لو تعبدت الله كل الليل، رحمة الله تنزل عليك طول الليل، فماذا تختار؟؟ النصف ساعة أو طول الليل؟؟

ثانيا:قراءة القرآن

أنت تعلم أن القرآن نزل في ليلة القدرـ و أن أول كلمة نزلت هي اقرأ، ذلك لأن ربنا يعملنا أن في هذه الليلة الإكثار من قراءة القرآن.


ثالثا: الدعاء+ الاستغفار.
1- فالدعاءُ طاعةٌ لله، وامتثال لأمره، قال الله _عز وجل: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر:60)
2- والدعاء عبادة، قال النبي: (الدعاء هو العبادة )
وقال صلى الله عليه وسلم :إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين
3- وقال صلى الله عليه وسلم :لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر.
4- والدعاء سلامة من الكبر: والدليل من القرآن الكريم : قول الله تعالى ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60)

وفي الحديث القدسي يقول سبحانه: (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم)

وأخيراً أذكر نفسي وإياكم :

لا يلزم أن نعلم من أدرك وقام ليلة القدر أنه أصابها ، وإنما العبرة بالاجتهاد والإخلاص ، سواء علم بها أم لم يعلم ، وقد يكون بعض الذين لم يعلموا بها أفضل عند الله تعالى وأعظم درجة ومنزلة ممن عرفوا تلك الليلة وذلك لاجتهادهم . نسأل الله أن يتقبّل منا الصيام والقيام وأن يُعيننا فيه على ذكره وشُكْره وحُسْن عبادته . وصلى الله على نبينا محمد

اللهم اقبلنا يا رب و تب علينا و اغفر لنا. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا 0000000000000






بعض المصادر:
لفضيلة الشيخ بن عثيمين رحمه الله
لفضيلة الشيخ عبدالله الجبرين حفظه الله

للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله

(منقول)















رد مع اقتباس