عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 22-Aug-2010, 11:47 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
اداوي الجروح
العمري الحربي
إحصائية العضو





التوقيت


اداوي الجروح غير متواجد حالياً

افتراضي الكاتب / محمد السحيمي الحربي يتكلم عن شيعة بني عمرو من مسروح من حرب

في اليوم الوطني .. كتّاب "الوطن" يجيبون: لماذا ركز مجلس الوزراء في بيانه الأخير على حق الناس في الاختلاف؟ أولئك آبائـي فجِئني بـمـثـلهم







كتب لي الصديق العزيز/ فارس بن حزام (العويمري العمري الحربـي) نقلاً عن باحث فرنسي، مهتمٍّ بالشأن القبلي في الجزيرة العربية: "وتتميز قبيلة حرب بأن أبناءها لا يبالغون في سرد مآثرهم، وهي المبالغة المعروفة شعبياً بـ"المهايطة"، أي الفشخرة الكذابة". ويؤكد هذه الشهادة الفرنسية، كتابات ومؤلفات المؤرخين والنسابة من هذه القبيلة، كشيخنا/ عاتق بن غيث البلادي، والمحقق العدل الثقة الأستاذ/ فايز بن موسى البدرانـي.
ولكنك اليوم تجد كل مواطنٍ مدفوعاً إلى الفخر بين يدي الوطن العظيم، بما قدَّم أجداده وهذا ليس من حقه هو وحسب، بل من حق الأجداد بالمقام الأول، إنقاذاً لما يمكن إنقاذه من تاريخٍ شفوي اندثر أو كاد، محدثاً فجوةً سحيقة بين أبنائنا اليوم، وبين تاريخنا الحديث منذ توحيد الوطن على يد الموحِّد الرمز العظيم الملك / عبدالعزيز، طيب الله ذكراه.
فاسمحوا لي أن أفخر اليوم بقبيلتي/ "السحمان من حرب"، من هذا المنطلق، ومن منطلقٍ آخر هو أن الاعتداد بمفاخر الأجداد غريزة بشرية، لا عيب فيها إلا حينما تكون زائفةً، أو تؤدي إلى انتقاص الآخرين. وسأعرض حيثيات افتخاري التي تؤكد ـ كما أرى ـ على أن القبلية نظامٌ مدنـيٌّ، لم تتفتِّق العقلية الإدارية العربية عن أحسن منه، وربما كان هو الأنسب لنا!
في البداية لا بد أن أشير إلى أن السحمان على اختلاف انتمائهم العرقي سعوديون أولا وأخيرا وقبل وبعد كل شيء.
ولن أصف "السحمان" بالشجاعة والكرم، فكل قبيلةٍ لا بد أن تتصف بهاتين الصفتين، أم أنكم سمعتم عن قبيلةٍ من "الجبناء"، أو أخرى من "البخلاء"؟ ولكني سأصفهم ـ ولن يكذبني من يعرفهم ـ بما تستخدم فيه هاتان الصفتان العربيتان العريقتان وهو: "الحمية" فـ"فزعة السحيمي"، بالمال والنفس، يضرب بها المثل، فقد كانت من القبائل القليلة التي تُدخل الدخيل، أي تؤوي وتحمي من يلجأ إليها حتى لو كان ظالماً أو مخطئاً، وفي الوقت نفسه كانت تحظى باحترام من يطلبه؛ حتى قالت الشاعرة القديمة:
ياليت ربعي من السحمان * حتى الضعيِّف يعزُّونه
وأول حيثيات افتخاري أن زعيم القبيلة: راشد بن رشيد، هو عمِّي الأكبر، ولكنه بمثابة جدِّي الذي مات، ووالدي/ "رويشد" ـ الذي توفي العام الماضي عن تسعين عاماً ـ في بطن أمه، فتعهده راشد كأحد أبنائه، الذين لم يبقَ منهم إلا "عائش"، شيخ شمل السحمان الحالي، متَّعه الله بالعافية.
من يلومني في الفخر برجلٍ، وصفه "ابن بليهد"/ مؤرخ الملك عبدالعزيز المعروف، بأنه كان "أجرأ رجلٍ في المنطقة"، ويعني المدينة المنورة، في كتابه الشهير: "صحيح الإخبار عمَّا في جزيرة العرب من أخبار"؟! وكان من أول شيوخ القبائل الحجازية الذين بادروا لمبايعة الملك عبدالعزيز، فشارك هو وفرسان قبيلته في عددٍ من المعارك، كان أهمها "أبرق الرغامة" التي انتهت بمعاهدة جدة الشهيرة، حيث كان من حملة البيارق فيها، وما زال البيرق يتصدر مجلس منزل ابنه "مرزوق"/ الشيخ السابق للسحمان. ومِمَّا يرويه أبناء القبيلة في تلك المعركة: أن عمِّي "راشداً" أشار على الملك عبدالعزيز أن يغيِّر موقع خيمته؛ لأنها كانت على مرمى المدفعية، فأخذ الملك بمشورته، كونه أعرف بالمنطقة، وما إن اتخذ موقعه الجديد حتى فاجأتهم قذيفةٌ سقطت على الموقع السابق، الذي غادروه للتو!
كما كان للسحمان موقف مشرِّف مع "إبراهيم النشمي"، قائد الملك عبدالعزيز في حصاره المدينة، تحدَّث عنه المؤرخون، كالدكتور/ عبد الرحمن السبيت، في كتابه "رجال مع الملك عبدالعزيز". فلم يكن مستغرباً من الملك عبدالعزيز، المعروف بتقدير رجاله، أن يزور "الصويدرة"/ بوابة المدينة المنورة الشرقية، وأشهر مضارب السحمان، فلهم مضارب أخرى جنوب المدينة وشرقها، زيارةً تاريخيةً تحدثت عنها الوثائق، والمؤرخون المعاصرون لها، كمحمد حسين زيدان.
أما أبرز حيثيات افتخاري بـ"عيال سحيم/ إخوان رجوى"، فهو انتماؤهم لـ"مسروح" من حرب، الذي يضم عدداً من القبائل "الشيعية"، محقِّقاً أحد أهم شروط المجتمع المدنـي، وهو "التعددية"، حيث كان السُّنِّي يتعايش مع ابن عمه الشيعي بكل ماتعرفه القبائل من "سلوم"، في السراء والضراء، مقدِّمين الانتماء للوطن، تحت راية ابن سعود الخضراء، على أية صغائر! هل قلتُ : ابن عمِّه؟ بل شقيقه، فصدِّق أو لاتصدِّق أنك تجد في بعض قبائل "عوف من مسروح" الشقيقين، من أم واحدةٍ وأب واحدٍ: أحدهما شيعي والآخر سُنِّي، ولم نشم رائحة الطائفية المذهبية المنتنة، إلا من خلال بعض مناهجنا التجهيلية ـ وليست التعليمية ـ خاصَّةً في الجامعة الإسلامية، حيث لم نعرف أن هناك سنِّيّاً وشيعياً فقط، بل عرفنا "التبليغي"، و"الإخوانـي"، و"الصوفي"، و"السروري"، و"الجامي"، ناهيك عن العلمانـي، والحداثـي، وهلمَّ تفريقاً، وإقصاءً!وهاكم حيثيةً أخيرة؛ حتى لا تلوموني في الفخر بالسحمان، فقد رصدتُ خلال السنوات الخمس الأخيرة حالَتي زواج سحيمية بغير "قبيلي"، كان شيخهم "عائش بن راشد" أول الحاضرين في إحداهما! وهم الذين كانوا مضرب المثل، في عنصريتهم، وتكبُّرهم على بقية القبائل، في مسألة الزواج تحديداً! وصدق رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، متى فقهوا"! وحق لشاعر السحمان أن يفخر بهم قائلاً، و"الحَمَرْ" هو الدم :
سحمان من وقت "ابوتركي" * ما نِكِّس لعِزُّهم راية
والطيب كالمصحف المكِّي * مافرطوا به ولا آية
قِشران يوم "الحَمَرْ" يحكي * واليوم : شمسٍ على مراية

* كاتب سعودي




http://www.alwatan.com.sa/news/write...7513&Rname=134