النذالة في زمن الرويبضة
النذالة تفاعل نفسي ذاتي مع الجذور والطبائع السيئه الموروثه اكثر من المكتسبات الحسنة والتعاطي مع الاخرين من خلال تلك المورثات حتى في وقت فعلهم للامور الحسنة؛ ويوفر زمن الرويبضة المناخ المناسب لإنتاج النذالة.
وفي زمن الرويبضة تتغير أحوال الناس وطبائعهم بتغير الزمان والمكان, وهو أمر يتماشى مع سنة الله تعالى وحكمته في خلقه, قال تعالى: "وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ". وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنِينَ خَدَّاعَةً ، يُكَذبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيَتَكَلَّمُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ، قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ.
والرويبضة : في اللغة تصغير الرابضة ، وهو راعي الربيض ، والربيض : الغنم ، والهاء للمبالغة..
قال اللغوي ابن منظور: الرويبضة: هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها، والغالب أنه قيل للتافه من الناس لربُوضِه في بيته، وقلة انبعاثه في الأمور الجسيمة. والرويبضة هم الذين يتصدرون المجالس بل وأحيانا المناصب فيتكلمون ويتصرفون في أمور الناس دون أثارة من علم، فقد صارت الصدارة لهؤلاء المتفيهقين والمتشدقين.
في زمن الرويبضة تجد الأصاغر يتصدون للتعليم والفتوى , يقول النبي صلى الله عليه وسلم إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر.
وفي زمن الرويبضات تضيع الأمانة ويوسد الأمر إلى غير أهله؛
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِى مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِىٌّ فَقَالَ مَتَى السَّاعَةُ فَمَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ سَمِعَ مَا قَالَ، فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ أَيْنَ- أُرَاهُ- السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ. قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا قَالَ إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَة.
روى الإمام أحمد والبيهقي والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سيأتي على الناس سنوات خداعات؛ يصدق فيها الكاذب؛ ويكذب فيها الصادق؛ ويؤتمن فيها الخائن؛ ويخون فيها الأمين؛ وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".
قال الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 3650 في صحيح الجامع.
وفي زمن الرويبضة يسود القبيلة منافقوها, عن ابن مسعود رضي الله عنه: لن تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها.
وفي زمن الرويبضة يصبح الناس فوضى لا حكماء يقودونهم, بل تكون القيادة للجهال وأنصاف المتعلمين.
وفي زمن الرويبضة يصبح من لا عقل لهم ولا حلم لديهم هم أهل الوجاهة والتصدر والقيادة, ويصبح العقلاء الحكماء الحلماء هم الغرباء.
وزمن الرويبضة ينطبق عليه قول الشاعر:
آخر تعديل احمد العـتيبي يوم 29-Oct-2013 في 08:50 PM.