[ابن نجد]

قصة قديمة تبين لنا شيم العرب وشهامتهم ومساعدة بعضهم البعض وكذلك تبين العشق العفيف ، حيث ياخذ البعض منهم سنين وكل واحد من العاشقين يبقى في انتظار الثاني ، القصة جرت على سليمان بن صخمان من البجايدة من قبيلة عنزة الشهيرة ، كان المذكور نازلا بجوار عرب من آل غازي والعليان من قبيلة شمر الشهيرة ، وتقدم الى خطبة بنت لطلال بن غازي الشمري ، وعندما خطبها اعطوه الموافقة بشرط ان يحضر خمسون ناقة من خيار الابل ، فذهب الى اقاربه وجماعته يجمعها منهم واحدة واحدة حيث الامر قديما من ضعف في ضعف ، وبعد ان اخبرهم بالمهر المطلوب ، قام كل صاحب بيت واعطاه ناقة ، واخذ مدة طويلة بما يقارب ثلاثة شهور يجمع هذه الابل والسبب الاول ان جماعته هم الذين اخروه ليس لاي سبب ولكن طريقة جمع الابل بينهم ثم السبب الثاني بعد المسافه لديار الشمري.

لكن البنت المخطوبة واهلها ظنوا انه تراجع عن زواجه او لم يستطع جمع المهر ، وصار في خاطر البنت عليه بعض العتب لان كل من جاء يخطبها رفضت لارتباطها بالكلمه التي اعطاها اهلها لسليمان وبعد مدة حضر سليمان ومعه خمسون ناقة ، فعاتبوه على التأخر ، وقال لهم ان سبب تأخره هو بعد المسافه ، ثم بعثت له الخطيبه برسالة عتب والاستفسار عن تأخره وفرد عليها بالابيات التاليه وتعذره ببعد المسافه :

يابنت ريضني بعيد المسافه
عن لازمي يابنت ماني مهوني

انتي على قلبك تزايد اهرافه
وانا بعد عليك يبست اشنوني

كم واحد حب الغنادير لافــه
لوف الهوى لمشففات الغصوني

وحب الذي مثلك عليه الحسافه
بنت الرجال موسعين الطعوني

انتي رشوم اللي على الخيل نافه
وانتي بعذر اهلك لو يطمعوني

يابنت والله ماتركتك عيافـه
لاشك والله ماتطولك اثموني

والكرمه اللي ما تجمل اقنافه
ياصار ما منها العرب يشبعوني

ياصار ما تافي بكل الكلافه
من راس مالك تعترض للطعوني

ثم دفع لاهلها ماطلبوه من النياق ودخل بها ، فلما تزوج ورحلت الى بيته وفي اليوم التالي واذا الابل التي دفعها عند بيته واستغرب ترجيع الابل له ، فقال اهلها نحن اخذناها امام الناس ، واليوم نحن موفرينها لك ولام عيالك ، وهذا دليل واضح على شيم العرب وشهامتهم.

نرجو ان تحوز على الاعجاب
---------------------------------------------------------------------
زماننا غير زمانهم وحتى نتذكر الاولين
اخوكم ابن نجد