عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 07-Sep-2010, 07:15 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
السلمي العدناني
عضو فضي
إحصائية العضو





التوقيت


السلمي العدناني غير متواجد حالياً

افتراضي

المطلب الخامس

أخبار بني سُليم في عهد الدولة العباسية



1- اشتراك قبيلة سليم في الشام في معركة الزّاب مع آخر خلفاء بني أمية « مروان ابن محمد سنة 132 ».

وكانت القبائل الموالية لمروان متخاذلة ليس عندها حماس لقتال العباسيين بخلاف الخرسانيين الأعاجم، ومن معهم فإنهم يقاتلون لمعتقد التشيع، وكل قبيلة مع بني أمية تريد أن تقاتل الآخرى.

قال ابن جرير: « قال مروان لقضاعة: انزلوا، فقالوا قل لبني سليم فلينزلوا فأرسل إلى السكاسك أن احملوا، فقالوا قل لبني عامر فليحملوا فأرسل إلى السكون أن احملوا، فقالوا: قل لغطفان فليحملوا.

وهذا يدل على وجود كبير لبني سُليم في الشام في القرن الثاني.

2- أبوالأغر خليفة بن مبارك السُّلمي أرسله الخليفة العباسي المكتفي لقتال القرامطة بالشام فالتقى معهم سنة 290هـ - 139-200 وقد قتل ابنه في محاربة القرامطة في الشام 278.

وقد خلع عليه الخليفة العباسي وأخرجه بجيش لمحاربة صاحب الخال القرمطي في حلب وما حولها.

وأبوالأعز خليفة بن مبارك السُّلمي قائد مذكور مشهور ولي حلب (ت289هـ).





المطلب السادس

ثورة قبائل بني سليم في الحجاز واستيلاؤهم على المدينة وما حولها



في القرن الثالث: تفصيل ذلك عند ابن جرير الطبري وعند أبي علي الهجري وملخصها ما يلي:

قال الطبري وفي سنة (230هـ) وجه الخليفة العباسي « الواثق » القائد التركي « بغا الكبير » إلى الأعراب الذين عاثوا بالمدينة وما حواليها.

1- وبدء ذلك أن بني سليم كانت تطاول على الناس حول المدينة بالشر وكانوا إذا وردوا سوقًا من أسواق الحجاز أخذوا سعرها كيف شاؤوا ثم ترقى بهم الأمر إلى أن أوقعوا بالحجاز بناس من بني كنانة، وباهلة فأصابوهم وقتلوا بعضهم في جمادى الآخرة 230هـ.

وكان رأسهم عُزيزة بن قطّاب اللبيدي العوفي.

2- وجه إليهم محمد بن صالح الهاشمي عامل المدينة حماد بن جرير الطبري وكان الواثق وجه حمادًا مسلحة للمدينة لئلا يتطرقها الأعراب -في « 1200 » فارس من الشاكرية، فتوجه إليهم ومعه من تطوع من الجند- للخروج من قريش والأنصار ومواليهم وغيرهم من أهل المدينة.

3- فسار إليهم حمّاد فلقيته طلائعهم -وكانت بنو سليم كارهة للقتال- فأمر حماد الطبري بقتالهم.

4- وكانت المعركة بمكان « الرويثة » من المدينة ثلاثة مراحل.

5- وكانت بنو سُليم يومئذٍ في « 650 » وهم من عوف فقط.

6- كانت قيادتهم:

1- أشهب بن دُويكل بن يحيى العوفي.

2- عمه سلمة بن يحيى العوفي.

3- عُزيزة بن قطّاب « أبوالبسّام » اللبيدي من لبيد بن هَيْب بن عبدالله من عوف.

7- كانت خيلهم « 150 ».

8- فقاتلهم حمّاد وأصحابه ثم أتت بني سليم أمدادُها (500) من بدوهم.

9- دارت المعركة وحصل قتال شديد انهزمت سودان المدينة، وثبت حمّاد ومن معه من قريش والأنصار، فقتل حمّاد وأصحابه وقتل ممن ثبت من قريش والأنصار.

10- حازت بنو سُليم الكُراع والسلاح.

11- غلظ أمر بني سليم فاستباحت القرى والمناهل، فيما بينها وبين المدينة ومكة حتى لم يمكن أحدًا أن يسلك ذلك الطريق، وتطرقوا من يليهم من قبائل العرب.

12- وجه إليهم الواثق القائد التركي « بُغا الكبير أبا موسى » في الشاكرية والأتراك والمغاربة.

13- قدم المدينة في شعبان 230هـ فلقيهم في الحرة من وراء السُّوارقيّة وهي قريتهم التي كانوا يأوون إليها والسوارقية حصون.

14- وقد التقي ببني عوف وفيهم عُزيزة والأشهب، فدارت المعركة وانهزمن بنو سليم.

15- ودعاهم بعد الوقعة إلى الأمان على حكم أمير المؤمنين « الواثق » وأقام بالسوارقية فاجتمع إليه كثير من عوف فأخذ منهم ما يقرب من الألف أسرى فيهم قيادة عوف ومنهم عُزيزة وبنو حبشي والأشهب.

16- هربت قبائل خفاف من سليم وهي التي كانت تؤذي الناس وتطرّق الطريق.

17- ثم سار بُغا إلى بني هلال بذات عرق، ثم جمع كل من أخذ من سُليم وهلال وحبسهم في المدينة وعددهم من سليم وهلال (1300)، وجمعهم في دار يزيد ابن معاوية في المدينة في الأغلال والقيود.

18- فنقبوا الدار ليخرجوا فرأت امرأة من أهل المدينة النقب فاستصرخت أهل المدينة فاجتمعوا عليهم أهل المدينة ليلاً.

19- خرجوا من السجن وأخذوا سلاح الحرّاس عليهم وغالبهم في القيود ودارت معركة بينهم وبين أهل المدينة فظهر أهل المدينة عليهم فقتلوهم أجمعين.

وقال عزيزة يرتجز ويقول:

لابد من زحم وإن ضاق الباب
للموت خيرٌ للفتى من العاب



إني أنا عُزيز بن القطّاب
هذا وربي عملُ للبوّاب




وقيده بيده قد فكه فرمى به رجلاً فخر صريعًا.

20- كانت نتائج الحملة التي قادها بغا قتل ما يقرب من (900) من عوف سليم فقط.

21- لم يقتل أحد يذكر من بقيّة قبائل سُليم من خفاف ورفاعة وظفر، وذكوان وبَهْز وغيرهم.

22- هذه الحملة لم تؤثر على قوة بني سليم كثيرًا بل حتى على قبائل عوف كما يأتي.





المطلب السابع

أخبار بني سليم في كتاب التعليقات والنوادر لأبي علي الهجري

« من أهل القرنين الثالث والرابع « كما حقق ذلك الأستاذ/حمد الجاسر



1- يُعد كتاب الهجري من أهم المصادر عن تاريخ قبائل منصور « سليم وعامر » وكأن الكتاب ألف عن أخبارهم وشعرائهم، وهذا يدل على قوتهم في زمن الهجري.

2- تعد قبيلة بني سليم الثانية بعد بني عامر، فقد روى عن (23) راويًا من سليم.

3- بلغ شعر القبيلة عنده (1352) بيتًا من الشعراء و (46) بيتًا من الرجز.

4- بلغ شعراء بني سليم في كتاب الهجري الموجود (45) شاعرًا، وفيهم شعراء لا وجود لهم إلا في كتاب الهجري.

5- فيه أخبار وتفصيلات عن بطون سليم لا توجد عند غيره.

6- فيه أخبار عن فرسان سليم وعن خيلهم لا توجد عند غيره.

7- فيه أسماء لبعض ديارهم.

8- فيه أخبار عن أيامهم مع:

1- إخوتهم بني عامر 2- مع خزاعة 3- مع مزينة

4- مع ذبيان 5- مع هذيل.

9- فيه أشعار في المهاجاة التي حصلت بين بعض شعراء سليم وغيرهم من القبائل.

10- فيه أشعار في الصلح بين سليم وإخوتهم بني هلال.

11- فيه بيان لصلتهم بقريش وبني هاشم.

12- فيه بيان لبعض لهجة بني سليم.

وهذه بعض النماذج:

1- وأنشدني لمران الحرملي العامري في يوم لَسْلَسَان وادٍ من وراء تُربة -وهو أول يوم بين سليم وعامر-.

حيث قال:

حدا عامرًا فرعا سليم فشمّرت
خفاف وعوف وابن (بهثة كلهم)
لهم راية دون السماء كأنها
تقود الجياد الأعوجية ضمرًا



بنو عامر مردانها ووفودها
مجرّبة الأبطال جُمّ عديدها
خدارية في الجو باق ركودها
ممزقة أنماطها ولبودها




ثم ذكر أنهم أدركوا سليمًا بعد أن تفرق بعضهم بنعف عنيزة -وهو قرب حفر كشب- وانتصروا على سليم.

فرد عليه أبوالزكركر الشريدي العصوي:

تغنيت يا عمري لما تباعدت
وناصرة النكد المشاييم لم يزل



بنو قنفذ علاقها ولبيدها
لها الشوم معروفًا على من يكيدها




2- أنشدني لمحمود بن رباح الرياحي، رياح عُصية من خفاف سليم يرثي فرسًا لابنه عُقرت تحته. واسمها « زَمّ ».

3- حيث: بنو مرداس وكل بنو الحارث من سليم يفتحون « حيثَ » وينصبون بالقول.

4- قال أنشدني سيار بن صخر الناصري أحد بني عُتبة من خفاف. وبنو عُتبة من ناصرة من خفاف ولا يزال لهم وجود في الشرقية ومنطقة الخليج كما سوف يأتي. انظر كتاب العتوب وقبائل الخليج لعبدالله آل ابن علي العتبي.

هجرة بني سُليم وبني هلال التاريخية، وذلك في حدود (435-440) وهي رحلة صار لها شأن كبير في التاريخ المدون.

والسبب الأول في هجرتهم هو القحط العظيم الذي عم نجد والحجاز، بل قد غيّر معالم نجدو الحجاز وكثرت الهجرات واختلطت القبائل الباقية، وقل سكان نجد والحجاز، ولا شك أن هناك هجرات لقبائل نجد والحجاز إلى الشام والعراق في ذلك الزمن ولكن لم تدون في التاريخ.















رد مع اقتباس