الموضوع: من روائع الشعر
عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 04-Nov-2010, 11:52 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
م ش ع ل
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


م ش ع ل غير متواجد حالياً

افتراضي من روائع الشعر

رائعة شعرية للشاعر إبراهيم علي بديوي





بك أستجيـر ومـن يجيـر سواكـا
فأجـر ضعيفـا يحتمـي بحـمـاك
إني ضعيف أستعيـن علـى قـوى
ذنبـي ومعصيتـي ببعـض قواكـا
أذنبـت ياربـي وآذتنـي ذنــوب
مالـهـا مــن غـافـر إلا كــا
دنيـاي غرتنـي وعفـوك غرنـي
ماحيلتـي فـي هــذه أو ذا كــا
لو أن قلبي شـك لـم يـك مؤمنـا
بكريم عفوك مـا غـوى وعصاكـا
يا مدرك الأبصـار ، والأبصـار لا
تــدري لــه ولكـنـه إدراكــا
أتراك عيـن والعيـون لهـا مـدى
مـا جاوزتـه ، ولا مـدى لمداكـا
إن لم تكـن عينـي تـراك فإننـي
فـي كـل شـيء أستبيـن علاكـا
يامنبـت الأزهـار عاطـرة الشـذا
هذا الشـذا الفـواح نفـح شذاكـا
يامرسل الأطيار تصدح فـي الربـا
صدحـاتـهـا إلــهــام [. ...]
يامجـري الأنهـار : ماجريانـهـا
إلا انفعـالـة قـطـرة لـنـداكـا
رباه هأنـذا خلصـت مـن الهـوى
واستقبـل القلـب الخلـي هواكـا
وتركـت أنسـي بالحيـاة ولهوهـا
ولقيت كـل الأنـس فـي نجواكـا
ونسيت حبـي واعنزلـت أحبتـي
ونسيت نفسـي خـوف أن أنساكـا
ذقت الهوا مـراً ولـم أذق الهـوى
يـارب حلـواً قـبـل أن أهـواكـا
أنا كنـت ياربـي أسيـر غشـاوة
رانت علـى قلبـي فضـل سناكـا
واليوم ياربـي مسحـت غشاوتـي
وبـدأت بالقلـب البصيـر أراكــا
ياغافـر الذنـب العظيـم وقـابـلا
للتـوب: قلـب تـائـب ناجـاكـا
أتـرده وتـرد صــادق توبـتـي
حاشـاك ترفـض تائبـا حاشـاك
يارب جئتـك نادمـاً أبكـي علـى
مـا قدمتـه يــداي لا أتبـاكـى
أنا لست أخشى مـن لقـاء جهنـم
وعذابـهـا لكنـنـي أخـشـاكـا
أخشى من العرض الرهيب عليك يـا
ربـي وأخشـى منـك إذ ألقـاكـا
يارب عـدت إلـى رحابـك تائبـاً
مستسلمـا مستمسـكـاً بعـراكـا
مالـي ومـا للأغنيـاء وأنـت يـا
رب الغـنـي ولا يـحـد غنـاكـا
مالـي ومـا للأقويـاء وأنـت يـا
ربــي ورب الـنـاس ماأقـواكـا
مالي وأبواب الملـوك وأنـت مـن
خلـق الملـوك وقسـم الأمـلاكـا
إني أويت لكل مـأوى فـي الحيـاة
فمـا رأيـت أعـز مـن مـأواكـا
وتلمست نفسي السبيل إلى النجـاة
فلم تجـد منجـى سـوى منجاكـا
وبحثت عن سـر السعـادة جاهـداً
فوجدت هـذا السـر فـي تقواكـا
فليرض عني الناس أو فليسخطـوا
أنا لم أعـد أسعـى لغيـر رضاكـا
أدعـوك ياربـي لتغفـر حوبـتـي
وتعينـنـي وتمـدنـي بـهـداكـا
فاقبل دعائي واستجـب لرجاوتـي
ماخاب يومـا مـن دعـا ورجاكـا
يارب هـذا العصـر ألحـد عندمـا
سخـرت يـاربـي لــه دنيـاكـا
علمته مـن علمـك النـوويَّ مـا
علمـتـه فــإذا بــه عـاداكـا
ما كـاد يطلـق للعـلا صاروخـه
حتـى أشـاح بوجـهـه وقـلاكـا
واغتر حتى ظـن أن الكـون فـي
يمنـى بنـي الانسـان لا يمنـاكـأ
و ما درى الانسـان أن جميـع مـا
وصلت إليـه يـداه مـن نعماكـا؟
أو ما درى الانسان أنـك لـو أردت
لظلـت الـذرات فــي مخبـاكـا
لو شئت ياربـي هـوى صاروخـه
أو لو أردت لمـا أستطـاع حراكـا
يأيهـا الانسـان مهـلا وائتـئـذ
واشكـر لربـك فضـل مـاأولاكـا
واسجـد لمـولاك القديـر فإنـمـا
مستحدثـات العلـم مـن مـولاكـا
الله مـازك دون سـائـر خلـقـه
وبنعمـة العقـل البصيـر حبـاكـا
أفـإن هـداك بعلـمـه لعجيـبـة
تـزور عنـه وينثنـي عطفـاكـا
إن الـنـواة ولكتـرنـات الـتـي
تجـري يراهـا الله حيـن يـراكـا
ماكنـت تـقـوى أن تفـتـت ذرة
منهـن لـولا الله الـذي سـواكـا
كل العجائب صنعـة العقـل الـذي
هـو صنعـة الله الـذي سـواكـا
والعقـل ليـس بمـدرك شيئـا اذا
مالله لـم يكتـب لــه الإدراكــا
لله فـي الآفــاق آيــات لـعـل
أقلهـا هـو مـا إلـيـه هـداكـا
ولعل ما فـي النفـس مـن آياتـه
عجب عجـاب لـو تـرى عيناكـا
والكـون مشـحـون بـأسـرار إذا
حاولـت تفسيـراً لـهـا أعيـاكـا
قل للطبيـب تخطفتـه يـد الـردى
ياشافي الأمـراض : مـن أرداكـا؟
قل للمريض نجا وعوفي بعـد مـا
عجزت فنون الطب : مـن عافاكـا؟
قل للصحيح يمـوت لا مـن علـة
مـن بالمنايـا ياصحيـح دهاكـا؟
قل للبصيـر وكـان يحـذر حفـرة
فهوى بها مـن ذا الـذي أهواكـا؟
بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحـام
بلا اصطدام : مـن يقـود خطاكـا؟
قل للجنيـن يعيـش معـزولا بـلا
راع ومرعـى : مالـذي يرعاكـا؟
قل للوليد بكـى وأجهـش بالبكـاء
لـدى الـولادة : مالـذي أبكاكـا؟
وإذا تـرى الثعبـان ينفـث سمـه
فاسأله : من ذا بالسمـوم حشاكـا؟
وأسأله كيـف تعيـش ياثعبـان أو
تحيـا وهـذا السـم يمـلأ فاكـا؟
وأسأل بطون النحل كيف تقاطـرت
شهداً وقـل للشهـد مـن حلاَّكـا؟
بل سائل اللبن المصفى كـان بيـن
دم وفــرث مـالـذي صفـاكـا؟
وإذا رأيت الحي يخرج مـن حنايـا
ميـت فاسألـه: مــن أحيـاكـا؟
وإذا ترى ابن السودِ أبيضَ ناصعـاً
فاسأله : مِنْ أين البيـاضُ أتاكـا؟
وإذا ترى ابن البيضِ أسودَ فاحمـاً
فاسأله: مـنْ ذا بالسـواد طلاكـا؟
قـل للنبـات يجـف بعـد تعـهـد
ورعاية : مـن بالجفـاف رماكـا؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو
وحـده فاسألـه : مـن أربـاكـا؟
وإذا رأيـت البـدر يسـري ناشـرا
أنـواره فاسألـه : مـن أسراكـا؟
وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد
كـلّ شــيء مـالـذي أدنـاكـا؟
قل للمرير من الثمـار مـن الـذي
بالمـر مـن دون الثمـار غذاكـا؟
وإذا رأيت النخل مشقـوق النـوى
فاسأله : من يانخـل شـق نواكـا؟
وإذا رأيـت النـار شـب لهيبـهـا
فاسأل لهيب النـار: مـن أوراكـا؟
وإذا ترى الجبل الأشـم منـا طحـاً
قمم السحاب فسلـه مـن أرساكـا؟
وإذا رأيت النهـر بالعـذب الـزلال
جرى فسله؟ مـن الـذي أجراكـا؟
وإذا رأيت البحـر بالملـح الأجـاج
طغى فسلـه: مـن الـذي أطغاكـا؟
وإذا رأيـت الليـل يغشـى داجيـا
فاسأله : من ياليـل حـاك دجاكـا؟
وإذا رأيت الصبـح يُسفـر ضاحيـاً
فاسأله: من ياصبح صاغ ضحاكـا؟
هذي عجائب طالمـا أخـذت بهـا
عينـاك وانفتحـت بهـا أذنـاكـا!
والله فـي كـل العجائـب مـاثـل
إن لم تكـن لتـراه فهـو يراكـا؟
يـا أيهـا الإنسـان مهـلا مالـذي
بالله جــل جـلالـه أغـراكــا؟
حـاذر إذا تغـزو الفضـاء فربمـا
ثـآر الفضـاء لنفسـه فغـزاكـا؟
اغز الفضـاء ولا تكـن مستعمـراً
أو مستـغـلا باغـيـا سـفـاكـا
إيـاك ان ترقـى بالاستعمـار فـي
حـرم السمـوات الـعـلا إيـاكـا
إن السموات العـلا حـرم طهـور
يـحـرق المستعـمـر الأفـاكــا
اغز الفضاء ودع كواكبـه سوابـح
إن فــي تعوبقـهـن هـلاكــا!
إن الكواكب سـوف يفسـد أمرهـا
وتسـيء عقباهـا إلـى عقبـاكـا
ولسوف تعلـم أن فـي هـذا قيـام
الساعـة الكبـرى هنـا وهنـاكـا
أنا لا أثبـط مـن جهـود العلـم أو
أنا في طريقـك أغـرس الأشواكـا
لكننـي لـك ناصـح فالعـلـم إن
أخطـأت فـي تسخيـره أفنـاكـا
سخر نشاط العلم في حقل الرخـاء
يصغ من الذهـب النضـار ثراكـا
سخره يمـلأ بالسـلام وبالتعـاون
عالـمـاً متـنـاحـراً سـفـاكـا
وادفع بـه شـر الحيـاة وسوءهـا
وامسـح بنعمـى نـوره بؤساكـا
العلـم إحيـاء وإنشـاء ولـيـس
العـلـم تدمـيـراً ولا إهـلاكــا
فـإذا أردت العلـم منحرفـاً فـمـا
أشقـى الحيـاة بـه ومـا اشقاكـا















رد مع اقتباس