من القصص التي ذكرت عن الشاعر الكبير محمد بن تويم الثبيتي رحمة الله أنه في بدايات حياته الشعرية كانت أحوال البادية آنذاك صعبة للغاية وكان يعمل سقا في عاصمتنا المقدسة وأهلة في ديار بني سعد وعندما جمع المال لفترة ثلاثة شهور فكر في العودة إلي أهلة وذهب غلي سوق الليل لشراء بعض الهدايا لأقاربة وكانت مكة وقتها صغيرة جداً وبعد شراء هداياه قابلة شخص لايعرفة ومعه حمار (أكرمكم الله ) لعدم وجود سيارات ذلك الوقت وطلب منه محمد مرافقة صاحب الزاملة وفعلاً قام بوضع أغراضه على ظهر الحمار بما فيها باقي النقود وعندما ذهب لتحميل ما تبقى له من أغراض وعاد لم يجد صاحب الحمار وأتضح له أنه سرقة وهرب فأوكل أمرة إلي الله وقرر البقاء مدة أخرى ليجمع المال ولا يعود خالي اليدين وكان الملك فيصل رحمة الله أميراً لمكة وكان يحب الشعر ويعشق المحاورة وبعد الحادثة بأسبوعين أرسل أحد الأخويا لمحمد بن تويم في السكن الذي يقطنه وقتها بحي العدل وأبلغة بالحضور للحفلة التي مقيمها الملك فيصل بقصر السقاف بمكة وفعلاً حضر محمد بالموعد قابل أحد الشعراء من أهل مكة يقال له منصور الحضري ويعرف من علوم البدوا الكثير وبعد تناول العشاء بدع الشاعر الحضري وكان لدية خبر بسرقة محمد بن تويم والمعذرة من نقص بعض الأبيات لاكن على قال راع المثل الجود من الماجود وقال :
منصور الحضري
أنا بنشدك يابن تويم أنا أوحيت العرب يقلون = غدالك ذاهبه في سوق ما هي في خلاء خالي
وش أسباب القضية كيف تسرق والعرب يمشون= وأنا ماني بخابر ثعلباً في ذيب يحتالي
قال محمد الثبيتي
غدرني ثعلباً مقرود ماهو ثعلباً ما مون = وأنا ذيباً مقفي ما حرز غدرات الأنذالي
قال منصور الحضري
يعوضك يا محمد عالم الجهراء ومكنون = كريم الوجة حلال المشاكل واسع الجالي
ثم غير منصور الحضري القافية وقال
هلا مرحبا عد بفتاً ما خلط بالدوت = وأنبغا يظلم الشراي تجارة
الجبال الرواسي ما تسير أخبوت = يا بن تويم جاء للبل قفارة
بن تويم
بلنا من قفرها بالسلاح يموت = صيدنا حر ماهو فيد جزارة
أنتم أهل البقش وأنتم هل النبوت= وأنا بغى يختبركم ريس الحارة
منصور الحضري
آه ليتني ذيب وأني فالخلاء مفلوت= وأدخل مراحكم وأدري عن أسرارة
خبزكم يا قبايل فا لعسل مفتوت = ذيوقوني عسلكم سقيت أديارة
بن تويم
يا رجال الملوخية ولحم الحوت = عسلنا في ديرنا دونة أسوارة
كل ذيباً يعود يمنا مبتوت = ما يعود من المقناص في غارة
منصور الحضري
المواتر مواتر مشيها ملفوت = مير ما عاد نركب غير طيارة
وأن بغينا السفر رحنا على بيروت = وأشبعوا بأرضكم ميسان وأجدارة
وقد لمس الملك فيصل حمة الله أن محمد بن تويم أعجز منصور الحضر وأغلق عليه الأبواب فقام وشرهه ومنها طلع إلي ديارة بالحجاز وهذه من القصص الواقعيه آمل أن تنال أعجاب قاريها والفائدة للجميع
تحياتي محبكم أبا غيث