عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 24-Jun-2008, 03:54 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سعد بن خولان
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


سعد بن خولان غير متواجد حالياً

افتراضي

العولقي


حياك الله ,, الحديث عن حمير ذو شجون فهي قبيله عربيه عانقت الثريا شرفا و رفعه ,, و قد كانت تنظر لها أمة العرب في الجاهليه بنظرة اجلال و تقدير ,, و كما ذكر ان خلدون في مقدمته المشهوره أن الدول و الحضارات تمر بمراحل نمو و رفعه و انحطاط و ذلك معروف و مشاهد حتى في الحضاره الاسلاميه اليوم.

حمير -بكسر الحاء و سكون الميم و فتح الياء- عاشت حضارات قديمه فأصل و مراحل بلغت بها شأنا عظيمافانظر مثلا قوله تعالى على لسان الهدهد (إنّى وجدت امرأة تملكهم و أوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ) فهذا دليل على أنها حضاره عظيمه بلغت مراحل متقدمه من التقان و القوه و كذلك رد قوم بلقيس عليها عندما قالو لها (نحن أولو قوة وأولوا بأس شديد) ولم ينكر عليهم القرآن هذه القوه فقد بلغت قوتهم شأنا عظيما. وكذلك يقول سبحانه وتعالى مقارنا بين قوتهم وقوة غيرهم في سؤال استنكاري (أهم أشد قوة أم قوم تبع).

سأذكر ثلاثة أحداث -باختصار- من مجموعة أحداث تدل على قوة و سطوة هذه القبيله:

أولا ,, عندما احتل القرامطه اليمن و كثير من أجزاء الجزيره العربيه قامت هذه القبيله بقتالهم أشد قتال حتى نفتهم من اليمن تماما و أقامت الدوله هناك.

ثانيا ,, قبيلة خولان بن عمرو قاتلت نخبة الجيش المصري و قتلت ما يقارب ستين ألف عسكري مصري دربهم الجيش الأحمر الروسي المنتصر بعد الحرب العالميه الثانيه.

ثالثا ,, منذ ما يقارب الخمس سنوات تدور في صعده -خولان بن عمرو -رحى معارك بين الجيش اليمني بكامل قوته و ما يقارب ألف مقاتل فقط ولم يستطع الجيش اليمني أن يسيطر على أرضهم لليوم.

ثم ان حضارتهم لم تكن مجرد قوة و سيطره فقط بل قد أثرو التاريخ بعلوم الهندسه و العماره و شق الطرق و حفر الابار و تنظيم الضرائب و مجالس استشاريه فالأقيال هم مستشاري الملك و بنو الموانيء و اتصلو بالأمم الأخرى عن طريق التجاره أو الغزو ,, فلم تكن حمير تغزو لتحتل الأرض بل كان غزوهم للغنائم ولاظهار القوه.

وقد كان لهم فضل كبير في تكوين اللغه و الخط العربي حيث يقول عنهم ابن خلدون :

و إنما أتى هذا من كمال الصنائع و وفورها بكثرة العمران و انفساح الأعمال.و ليس الشأن في تعليم الخط بالأندلس و المغرب كذلك في تعلم كل حرف بانفراده على قوانين يلقيها المعلم للمتعلم و إنما يتعلم بمحاكاة الخط في كتابة الكلمات جملة. و يكون ذلك من المتعلم و مطالعة المتعلم له إلى أن يحصل له الإجادة و يتمكن من بنانة الملكة فيسمى مجيدا. و قد كان الخط العربي بالغا مبالغه من الإحكام و الإتقان و الجودة في دولة التبابعة لما بلغت من الحضارة و الترف و هو المسمى بالخط الحميري. و انتقل منها إلى الحيرة لما كان بها من دولة آل المنذر نسباء التبابعة في العصبية و المجددين لملك العرب بأرض العراق. و لم يكن الخط عندهم من الإجادة كما كان عند التبابعة لقصور ما بين الدولتين. فكانت الحضارة و توابعها من الصنائع و غيرها قاصرة عن ذلك. و من الحيرة لقنه أهل الطائف و قريش فيما ذكر. و يقال إن الذي تعلم الكتابة من الحيرة هو سفيان بن أمية و يقال حرب بن أمية و أخذها من أسلم بن سدرة.

رأيت في كتاب التكملة لابن الأبار عند التعريف بابن فروخ القيرواني الفاسي الأندلسي من أصحاب مالك رضي الله عنه و اسمه عبد الله بن فروخ. فقد روى ابن فروخ عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن أبيه. قال‏ قلت لعبد الله بن عباس‏‏ يا معشر قريش خبروني عن هذا الكتاب العربي هل كنتم تكتبونه قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم تجمعون منه ما اجتمع و تفرقون منه ما افترق مثل الألف و اللام و الميم و النون. قال نعم. قلت‏ و ممن أخذتموه. قال‏‏ من حرب بن أمية‏.‏ قلت و ممن أخذه حرب. قال‏‏ من عبد الله بن جدعان‏.‏ قلت‏ و ممن أخذه عبد الله بن جدعان. قال من أهل الأنبار‏.‏ قلت‏ و ممن أخذه أهل الأنبار. قال‏:‏ من طارئ طرأ عليه من أهل اليمن‏.‏ قلت‏ و ممن أخذه ذلك الطارئ. قال‏ من الخلجان بن القسم كاتب الوحي لهود النبي عليه السلام‏.


و كان لحمير كتابة تسمى المسند حروفها منفصلة و كانوا يمنعون من تعلمها إلا بإذنهم‏.‏ و من حمير تعلمت مضر الكتابة العربية إلا أنهم لم يكونوا مجيدين لها شأن الصنائع إذا وقعت بالبدو فلا تكون محكمة المذاهب و لا مائلة إلى الإتقان و التنميق لبون ما بين البدو و الصناعة و استغناء البدو عنها في الأكثر فكانت كتابة العرب بدوية مثل كتابتهم أو قريبا من كتابتهم لهذا العهد أو نقول إن كتابتهم لهذا العهد أحسن صناعة لأن هؤلاء أقرب إلى الحضارة و مخالطة الأمصار و الدول‏.‏ و أما مضر فكانوا أعرق في البدو و أبعد عن الحضر من أهل اليمن و أهل العراق و أهل الشام و مصر فكان الخط العربي لأول الإسلام غير بالغ إلى الغاية من الإحكام و الإتقان و الإجادة و لا إلى التوحش لمكان العرب من البداوة و التوحش و بعدهم عن الصنائع‏.‏


المصدر: تاريخ ابن خلدون ,, الفصل الثلاثون في أن الخط و الكتابة من عداد الصنائع الإنسانية


حمير كان زعماؤها يتلقبون في عصورهم المتأخره ما قبل الاسلام بالأشراف لذلك تجدهم عندما يذكرون العواسج مثلا فهم يقولون عنهم أشراف حمير و لا يستبعد كثير من المؤرخين بأن أشراف قريش اتخذوا هذا اللقلب من حمير
فقد كانت العرب تنظر لهاتين القبيلتين بعد الاسلام نظرة تقدير و تبجيل,, و قد ذكر اسم الشريف لملوك حمير و أقيالهم قول أحمد بن يزيد من ىل ذي مقار حين يقول :

فمـن مبلـغ عـن الشريـف ابـن زرعــة
وسادة قومي من سـراة بنـي عمـرو
فعـش ناعـمـا فــي غبـطـة وغـضـارة
فـانــا رمـيـنـاهـم بـقـاصـمـة الـظـهــر

وذلك بعد معركه لهم في مدينة جرش في جنوب السعوديه اليوم.

الملاحظ أن الكثير عندما يتحدث عن حمير كأنه يتحدث عن مجرد قبيله مع أنها عباره عن دوله تتخذ شكل القبيله فأغلب قبائل العرب الى هذا اليوم تجد تقسيمهم القبلي يأتي على شكل شيخ شمل و شيخ قبيله ,, بينما حمير الى هذا اليوم يكون لديهم أمير ثم شيوخ حد (الحدود) و شيوخ رد (الردود) ثم شيوخ شمل ثم شيوخ قبائل ثم عرائف للأسر. ولديهم نظام قبلي صارم ,, طبعا أفضل من يمثل هذا النظام اليوم هي قبيلة خولان بن عمرو في جنوب السعوديه ( فيفاء و بني مالك وبلغازي و تليد و الريث و غيرهم ) و اليمن فلازالت تدير هذه القبائل شؤونها بهذا النظام لليوم.

الحديث عن حمير يطول بطول حضارتهم اللتي امتدت لأكثر من أربعة آلاف سنه -أي أنها أطول من حضارتنا اليوم - تخللها فترات نهوض و فترات ركود شأنها في ذلك شأن أي حضاره أخرى.


أعتذر عن الاطاله ,, ولكن أحببت أن أضيف على موضوعك ما يفيد الاخوه للاطلاع و الفائده.


سعد بن خولان















رد مع اقتباس