عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 25-Aug-2014, 04:57 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو عبد الملك الرويس
عضو ماسي

الصورة الرمزية أبو عبد الملك الرويس

إحصائية العضو





التوقيت


أبو عبد الملك الرويس غير متواجد حالياً

افتراضي

ذكرت أن هذا الزمن زمن العلم والمنطق والعقل ؛ وهل كانت أزمان السابقين من بني آدم ، وفيهم العلماء والحكماء والأدباء والشعراء والقضاة والهداة والدهاة والرواة خالية من العلم والعقل ؟!

فلا يعني خلو زمنهم من الحاسوب والجوال والطيارة والسيارة أنه خال من العلم والعقل ؛ فليس العلم والعقل - أبدا - صناعة طيارة أو حاسوب ، بل بصيرة ونور يدرك بها المرء حقيقة الوجود وما فيه من علاقات وآثار ومؤثرات وأسباب ومسببات وصواب وخطأ ، وحق وباطل ، وعدل وجور ، ورحمة وقسوة ...إلخ .

وأعداء الدين لا يعادونه ؛ لأنه يخالف العلم والعقل البتة ، بل لأنه يخالف الهوى وينهى عن اتباعه ، هذا الهوى الذي لا يأمر إلا بالشهوات وإشباعها والحرية المطلقة في هذا الشأن !
ولذا قد يكون من الحكمة - أحيانا - ترك الرد على كل ناعق بما يوحيه إليه شيطانه وهواه ، وهم الأكثر في هذا الزمن الذي وصفته بزمن العلم والعقل ، وما هو إلا زمن انتشرت فيه الشهوات واتباع الهوى وعبادته والضلال والإجرام والكفر والإلحاد ومخالفة العلم والعقل انتشارا لم يسبق إليه !

وأما المجادلة ؛ فتكون بالحكمة ليس غير ، هذه الحكمة التي توجب ترك مجادلة الجاهل والمكابر والمعاند ومن يجعل من المجادلة والمناظرة مطية إلى ترويج شبهه بين الجهلة ومن هو على جرف هار في هوية إشباع الشهوات وعبادة الهوى ، هذا المجادل الذي نعلم من بالعلم بالتجربة أنه لا يقبل بالحق وإن ظهر له كالشمس في رائعة النهار ، بل يظل ينطق وينعق ؛ فهذا رميه بحجر الحجج سيجعله أغلى من الذهب على جالبه ، وإن لم يجد من يشتريه في سوق الثرثارين والمرجفين والشهوانيين والشياطين بالتراب !


وفي الختام ، يجب يكون الرد من عالم عاقل قادر ، وليس لكل من أراد وإن صدق في قصده ، إلا أنه قاصر في نفسه .


هذا . والله الجليل الهادي إلى سواء السبيل .















رد مع اقتباس