[جابر الثقفي]

أخي وصديقي النسابة الصامت , كلامك صحيح 100% ولا يوجد عليه غبار فكان سكان مدينة الطائف الأصليون هم قبيلة هوازن العريقة , وكان قبيلة ثقيف ( ضائعة النسب ) تحوم بين ديار قحطان وعدنان , حتى وجدوا كنز علي بابا والأربعين حرامي .. فأخذوه خلسةً .. بعد ذلك خافوا أن يضيع هذا الكنز الثمين في كلام فاضي .. فقالوا : ما رأيكم أن نشتري مدينة بكاملها ؟ .. فستشاروا كبار السن من هذه القبيلة المتشردة فوجدوا أن المنطقة المركزية في مدينة الطائف مناسبة لذلك .. فذهبوا إلى سكان الطائف الأصليين وهم الهوازنيون .. وطلبوا منهم مدينتهم وأن يذهب الهوازنيون إلى الأودية ورؤوس جبال الطائف , فوافق الهوازنيون وأشترت ثقيف ( ضائعة النسب ) الطائف ووضعوا أمتعتهم بها .. هذا طبعاً في عهد الرسالة .. وقررت ثقيف في نفس الوقت أن يحيطوا منطقتهم بسور كبير حتى لا تأتيهم اللصوص ويسرقون عليهم ما تبقى من كنزهم .. وبنوا سورهم العظيم ..


أخي النسابة الصامت .. الجميع يستطيع إختلاق القصص والروايات ..

ولا ننسى أن الحجاج بن يوسف الثقفي كان شديداً إزاء فتن الخوارج والشيعة وذلك كادوا له ولقبيلته ثقيف وشوهوا صورته , ولحق ذلك قبيلة ثقيف كافة , ونُسب إليه من القتل والقسوة ما لا يصدقه عقل , حاله حال هارون الرشيد وما نسب إليه الشعوبيون من الفساد ومجون لا يليق بخليفة عملاق يحج سنة ويغوز سنة , فالمقصد من هذا أن بعض الشيعة الأنجاس قام بالتحريف بماضي ثقيف , لدرجة أنهم نسبوا أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم كذباً .. يذم فيها ثقيف .. فهل يعقل أن الرسول يدعي ويقول ( اللهم إهد ثقيفاً وآت بهم ) ثم يذمها .. وأنا لا أختلف معك في مسألة نسب ثقيف , فهناك بعض الإختلاف في نسبها .. فالقليل من الناسبون ولا ندري إن كانوا من الشيعة الأنجاس أو أنهم مجتهدون قال بأن نسب ثقيف هو : قسي بن منبه بن النبيت بن يقدم بن أفصى بن دعمي بن إياد بن نزار بن معد بن عدنان , وقال القليلون أن ثقيف هو أخ هوازن , أي أنه ثقيف بن منصور , وهذا أضعف الأقوال .. والقول الثالث أن ثقيف من بقايا ثمود , ورد عليهم القرآن في آية " وثمود فما أبقى " أما القول الرابع وهو الذي أجمع عليه أهل العلم بالنسب وأجمع عليه أفراد القبيلة بأن ثقيف هو : قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزال بن معد بن عدنان , فيقول الحجاج بن يوسف الثقفي :

وإنا معشر من جذم فيس=فنسبتهم ونسبتنا سواء
همو آباؤنا وبنوا علينا=كما بنيت على الأرض السماء

وقال غيلان بن سلمة الثقفي :

حَلَلنا الحدَ من تَلَعـات قيـس=بحيث يَحُل ذو الحسب الجسيم
وقد علمت قبائلُ جَذْم قيـس=وليس ذوو الجهالـة كالعليـم
بأنا نُصْبـح الأعـداء قدْمـاً=سِجَالَ الموت بالكاس الوخيم
وأنا نَبتَني شَـرفَ المَعالـي=وننعشُ عَثرَةَ المولى العديـم
وإنا لـم نـزلْ لجـأً وكهفـاً=كذاك الكَفـلُ منـا والفطيـمُ

وقال الحجاج يوماً لأبي العسوس الطائي من قبيلة طيء : أي أقدم نزول ثقيف الطائف أم نزول طيء الجبلين , فقال أبو العسوس : إن كانت ثقيف من بكر بن هوازن فنزول طيء الجبلين قبلها , وإن كانت ثقيف من ثمود فهي أقدم , فقال الحجاج : إتقني إنني سريع الخطفة للأحمق المتهوك , فقال أبو العسوس :

يؤدبني الحجاج تأديب أهله=فلو كنت من أولاد يوسف ماعدا
وإني لأخشى ضربةً ثقفية=يقد بها ممن عصاه المقلدا
على أنني مما أحاذر آمن= إذا قيل يوماً قد عتى اليوم واعتدى

أخي النسابة الصامت , دعنا نترك نسب ثقيف ونرجع إلى الوراء قليلاً , الطائف وما آدراك ما الطائف .. بكل بساطة أخي النسابة , وبدون أي نقاش طويل عريض .. هناك عدة قبائل حكمت الطائف وهي :

1) قبيلة بنو هلائيل بن قنيان - من الأمم البائدة .
2) قبيلة ثمود - وتوجد إلى الآن كتابات ثمودية أشهرها بحمى قبيلة النمور .
3) قبيلة إياد - بطن عظيم من العدنانية .
4) قبيلة عدوان - قبيلة قديمة حكمت الطائف إلى أن أخرجتها ثقيف .
5) قبيلة ثقيف وبني عامر بن صعصعة - قبيلتين سكنتا الطائف حتى أخرجت ثقيف بنو عامر .

وبعد ذلك أنفردت ثقيف بالطائف إلى أن أتى بفضل الله هذا الإسلام وأصبحت الطائف تحت لاوء لا إله إلا الله , ولا أثر في التاريخ يقول أن هوازن كانت من سكان الطائف .. وأريد أيضاً أن أعقب على قولك ( ثقيف مرة قحطانيون ومرة عدنانيون ) .. عدنانيون مرة وعدنانيون مرة ثانية ممكن , أما قحطانيون فلم ينسبها أحد إلى قحطان قط .. أخي النسابة هذه بعض المعلومات المتواضعة , فلا تأخذها من باب ( كتمني وأكتمك ) فالكل يُخطأ , وموضوع الأنساب لا نقول فيه إلا ( الله يكفينا شره ) فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن ـ الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ،
والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة على الميت )) .

وشكراً جزيلاً لك أخي .. وأشكر أخواني ( برقا والسما زرقا ) و ( قوت قلوب ) و( نبض عتيبة ) و(البعيد النايف ) على مروركم الكريم