عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 20-Jul-2011, 07:44 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عـاشـق الحقـيـقـة
فارس نجد المجد

الصورة الرمزية عـاشـق الحقـيـقـة

إحصائية العضو





التوقيت


عـاشـق الحقـيـقـة غير متواجد حالياً

Lightbulb ثورة طلاب القروش وملء الكروش على أصحاب الكراسي والعروش .. !؟

بسم الله . والحمد لله .


ثورة طلاب القروش وملْء الكروش على أصحاب الكراسي والعروش .. !؟


لقد اشتعلت في كثير من الدول العربية ـ كما هو معلوم لدى الجميع ـ نيران الثورات الشعبية ؛ حتى أحرقت بلهيب نيرانها الدول العربية التي اشتعلت فيها ، وغطّت بدخانها جميع الدول العربية مَن اشتعلت فيها ، ومَن لم تشتعل فيها ، فكان في تونس أولها ومضرمها ، وكان في مصر أشدها وأهمها ، فعلت فيها أصوات أصحابها حتى لا يُسمع ـ قطّ ـ صوت فوق صوتهم ، ولا يلتفت إلى شيء إلا إليهم ، ولا يُهتم بأمر إلا بأمرهم ، ورفعت الشعارات البراقة ، واللافتات الخداعة بإعادة أمجاد الأمة الإسلامية والعربية الضائعة ومن ذلك لا كله قطع العلاقات مع قطعان اليهود المشرّدة والمجتمعة في فلسطين ، ومنع إمداد الغاز إليهم ، وإن كان ما كان ، وأن الجيوش الجرارة زاحفة إليهم لا محالة ، وزُخرفت هذه الثورات الشمطاء حتى رُئيَتْ كالفتاة الحسناء في أنظار الكثير ممّن تستهويه النساء بمحاسنها والدنيا بمفاتنها والشهوات بلذائذها ؛ ليصيح الكثير هنا وهناك بملء فيه مثل هدير البعير التغيير التغيير ، وارحل ارحل ، وإن كان أكثر هؤلاء الكثير لا يعرف معنى التغيير ، وإن عرف ذلك ، فإنه بالتأكيد لا يعرف أين يسير هذا التغيير ، وما المصير ، ولا يجزم بأنه من هذا الأمر ذي الخطر قد يرحل هو مع مَن رحل في الأخير سواء بجسمه ، أم بقيمته ومكانته ، أم بهما معاً ... !

أصوات أصمّت الآذان ، وهتافات ملأت الأوطان ، ولا فتات بأشكال وألوان ، وشعارات بأقوى العبارات ؛ حتى خيّل لكل سامع وراءٍ ومهتمّ مِن عربي ومسلم أن النصر بثورة مصر قد تمّ على عبدة العجل ، وأن فلسطين الإسلام والعروبة قد أصبحت في الجيب بالنصر القريب ، فما هي إلا أيام معدودة وتصبح القدس مُحرّرة ومطهّرة ، وإن الإسلام بشريعته السمحة سيعمّ كل الأمة ، وأن شمس تطبيقها ستشرق أولاً على أرض الكنانة أرض الإسلام والعروبة ، ومِن ثمّ بقية الدولة العربية عدا السعودية السابقة بهذه الهبة والمنّة الربانية ، وأن نبتها سيزهر في كل أرجائه ويعطّرها لا محالة !

وبقي هذا الأمل يشتعل ، وإن لم يُطل ؛ فما هي إلا برهة من الزمن حتى اتضحت حقيقة الأمر ، وانكشف سوءة ما تحت الستر ؛ فعاد الهدير رغاء ، والمقاطعة إيخاء ، ومنع الغاز به سخاءً ، وتطبيق الشريعة سرابًا بتغييبها بالكلية بجعل الديمقراطية هي الشريعة الوطنية ، وبإباحة أن يرأس الدولة المصرية الإسلامية مَن يدين بالديانة النصرانية (1) ، ونصرة القضايا العربية السنية هروبًا بتطبيع العلاقة مع إيران الصفوية الرافضية عدوة السنة والعروبة ورفع علاقتها من الدرجة العادية إلى درجة الأخوّة وكونها شقيقة أخرى ، ونفْي أن تكون السعودية هي شقيقة مصر الكبرى ، وبالسماح لأول مرّة للسفن الصفوية بالعبور مع قناة السويس ، وبجعْل ثورة سورية فتنة وليست بثورة (2) ... وهذا كلّه ، مع الاعتزاز والافتخار والتجميل والتبجيل .. !؟

ولو أن هذا الأمر وما فيه من الشرّ قد اقتصر على هذا القدر ؛ فبقي في مصر حدّ الضرر في الدين والعروبة فحسب ، ولم يشمل معه الدنيا والكسب ؛ لجاز لقائل منهم أن يقول خسرنا الدين والعروبة وغنمنا الدنيا والثروة ، فلكان معه بعض الحق لوجود بعض الكسب ، ولكنه قد شمل الدين والعروبة والدنيا والثروة جميعًا ، فلم يبقِ هذا الأمر ولم يذر مِن مكسب يُذكر ، فهذا الدين قد أقصِي ، وهذه شريعته قد أبعدت ، وهذه العروبة قد ذُبحت ، وهذه إيران الصفوية قد قُرّبت ، وهذا الجائع قد ازداد جوعاً ، وذاك الفقير فقرًا ، وذلك البائس بؤسًا ، وهذا البلد انحدارًا إلى القعر في الغلاء واللأواء والاضطرابات والقلاقل والمصائب والجرائم والبعد عن الشريعة ، وفقد العروبة دركة دركة ، ولا خير ولا بركة .. !


وهكذا تبخّرت الآمال ، وتكشفت الأحلام عن أوهام عظام وآلام جسام سواء فيما يخص الإسلام أو ما يخص معيشة الأنام ، واتضحت الحقيقة المرّة أن القصد من هذه الثورات جمع الثروات ، وملء الجيوب بالقرش المحبوب ، وليس لجمع الحسنات ولا لطلب الجنات بإعلاء شريعة خاتم الرسالات ، وأن الثائر في هذه الثورة كان أشد طمعًا في الدنيا من المثور عليه ولا شك ، وأن لعابه إلى الفلوس من ضعف النفوس أشد سيلانًا ممّن كان يتهمه بأن همه فلسه ، وأنّ اللاحق إلى الدنيا وملذاتها أسبق من السابق في الحرص على الاستمتاع بها ؛ فكانت النهاية عودة إلى البداية ؛ لأنها لم تكن لله منذ البداية .. !

>> فيا لها مِن مخسر هذه الثورة لمصر في شريعة الربّ ، وعروبة العرب !

ويا لها مِن مكسب هذه الثورة لإيران الصفوية عدوة السنة والعرب !

فيا لها من ثوارة وليست بثورة !

ويا لها مِن مُثارة بأيادي مَن يطلب الثروة ويقطف الثمرة على حساب مَن أجّر ظهره وخسر ثمنه !

>> ومع هذا الحقيقة المرّة الأكيدة ـ يا للأسف ـ فما زال ثور الترعة يدور في محلّه !


*فيا ربّ ، تكفينا الشرور ، وتُصلح لنا الأمور .

(1)- : http://www.umahtoday.net/arabic/?action=detail&id=6603

(2)- :



* عاشق الحقيقة *

18 / 8 / 1432
هـ















التوقيع
الآراء كثيرة مُتباينة .. وتبقى الحقيقة واحدة .. تراها العين التى ترَى بالعقل من منظار النقل و الهُدى ، لا العين التي ترَى من منظار الفِسق والهَوى


.
.

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

* تسعدني زيارتك ؛ فأهلاً وسهلاً بك :
http://aashiqalhaqiqah1.maktoobblog.com/
رد مع اقتباس