عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 14-Mar-2011, 03:04 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
بن حطيم
عضو فعال
إحصائية العضو






التوقيت


بن حطيم غير متواجد حالياً

افتراضي

بيض الله وجهك يا مهنا الهذلي على هذا الايضاح ، وقد علم بالنقل المتواتر بين علماء الدين وعلماء النسب أن النبي صلى الله عليه وسلم استرضع في بني سعد بن بكر بن هوازن وما نقله المعطاني من كتاب (( نور العيون في تلخيص سيرة الأمين المأمون) ) للإمام الحافظ النحوي الفقيه الأديب فتح الدين ابو الفتح محمد بن محمد اليعمري الأندلسي المصري الشهير (بابن سيّد الناس) المولود 641هـ يعتبر نقل احاد لا يعتد به البتة ولم يقل بهذا القول غير صاحب كتاب نور العيون ولدي بعض الادله التي تثبت هوازنية سعد بن بكر المجاورة لقبيلة هذيل ناحية مكة في اوطاس وقرن المنازل وتلك النواحي

قال صاحب المناسك ، وأماكن طرق الحج : " وأوطاس بها قصور وأبيات وحوانيت وبركة ، يسرة ويقال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرضع في تلك الناحية " (1 )

قال أبو الحصين الهذلي : " قدمت على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إحدى نساء بني سعد بن بكر ــ أمّا أو أختا أو خالة ــ بنجيّ مملوء سمنا وجراب اقط فدخلت عليه وهو في الأبطح فلما دخلت انتسبت له فعرفها صلى الله عليه وسلم ودعاها إلى الإسلام فأسلمت وصدّقت ثم أمر صلى الله عليه وسلم بقبول هديّتها وجعل يسائلها عن حليمة فأخبرته أنها توفّيت في الزمان ، قال : فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سألها من بقي منهم ؟ فقالت : أخواك وأختاك وهم والله محتاجون إلى برّك وصلتك ولقد كان لهم موئل فذهب ، وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين أهلك ؟ فقالت بذنب أوطاس فأمر لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بكسوة وأعطاها جملا ظعينة وأعطاها مائتي درهم وانصرفت وهي تقول : نعم والله المكفول كنت صغيرا ونعم المرء كنت كبيرا عظيم البركة (2)

قلت : يفيدنا هذا النصّان أنّ منازل بني سعد بن بكر بن هوازن كانت في أوطاس منذ العهد الجاهلي ويجاورهم في هذه المنطقة قبيلة هذيل

وىروي البيهقي بسنده عن إبن عبّاس في خبر شقّ صدر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ حليمة السعدية قالت : " ...... فاحتملته فأتيت به منزلا من منازل بني سعد بن بكر فقال لي الناس اذهبي به إلى الكاهن حتى ينظر إليه ويداويه فقال : ما بي شيء ممّا تذكرون وإنّي أرى نفسي سليمة وفؤادي صحيح بحمد الله ، فقال الناس : أصابه لممٌ أو طائفٌ من الجنّ ، قالت : فغلبوني على رأيي فانطلقت به إلى الكاهن فقصصت عليه القصّة ، قال دعيني أنا أسمع منه فإنّ الغلام أبصر بأمره منكم ، تكلّم يا غلام ، قالت حليمة : فقصّ ابني محمد قصّته ما بين أولها إلى آخرها فوثب الكاهن قائما على قدميه فضمّه إلى صدره ونادى بأعلى صوته : يا آل العرب ، يا آل العرب من شرٍّ قد اقترب اقتلوا هذا الغلام واقتلوني معه فإنّكم إن تركتموه وأدرك مدرك الرجال ليسفّهن أحلامكم وليكذّبن أديانكم وليدعونّكم إلى ربٍّ لا تعرفونه ودينٍ تنكرونه .... "(3)

وفي رواية عند أبي نعيم أنّ ذلك كان في ذي المجاز قال الصالحي : " وعند أبي نعيم عن بعض رعاة حليمة أنّها مرّت بذي المجاز وهي راجعة برسول الله صلى الله عليه وسلم وبه عرّاف يؤتى إليه بالصبيان ينظر إليهم فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى الحمرة بين عينيه وإلى خاتم النبوة صاح : يا معشر العرب اقتلوا هذا الصبي فليقتلنّ أهل دينكم وليكسّرن أصنامكم وليظهرنّ عليكم فانسلّت به حليمة ، زاد ابن سعد فجعل الهذلي يصيح : يا لهذيل يا لهذيل ... "(4)


وفي رواية أنّ القوم قالوا لحليمة : " انطلقوا به إلى كاهننا حتى ينظر إليه ويداويه " (5)

وفي رواية أنه لمّا حدث للنبي صلى الله عليه وسلم الشقّ وعلم به بنو سعد : " اقبل الحيّ بحذافيرهم وإذا أمّي وهي ظئري أمام الحيّ ........ فاتّفق القوم على أن يذهبوا بي إلى الكاهن فاحتملوني حتى ذهبوا إليه .... " الحديث (6)


قالت حليمة : " ... فأتيت به منزلي فما أتيت به منزلا من منازل بني سعد إلا وقد شممنا منه ريح المسك فقال الناس يا حليمة ردّيه إلى جدّه ... (7)

قلت وهذا من ديار بني سعد بن بكر بن هوازن بذي المجاز و ذو المجاز من ديار سعد هوازن وليست ديار هذيل ؟ ، وكان طريق حليمة هذا يسير ناحية الطائف

وقد جاء في خبر حليمة السعدية وتخلفها في مكة عن صواحبها وأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الواقدي أنها : " خرجت به إلى منزلها فحدجوا أتانهم فركبتها حليمة وحملت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين يديها وركب الحارث شارفهم فطلعا على صواحبها بوادي السرر وهنّ مرتعات وهما يتواهقان ، فقلن : يا حليمة ما صنعت ؟ فقالت : أخذت والله خير مولود رأيته قطّ وأعظمهم بركة ، قال النسوة : أهو ابن عبد المطلب ؟ قالت : نعم ، قالت : فما رحلنا من منزلنا ذلك حتى رأيت الحسد من بعض نساءنا " (8)

وقد جاء في خبر إعادة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمّه حينما فطمته حليمة فيما رواه أبو نعيم عن بعض رعاة حليمة قالوا : " مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم سنتين حين فطم وكأنه ابن أربع سنين فقدموا به على أمّه زائرين لها وهم أحرص شيء على ردّه مكانه لما رأوا من عظيم بركته ، فلمّا كانوا بوادي السرر لقيت نفرا من الحبشة فرافقتهم فسألوها فنظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرا شديدا ثم نظروا إلى خاتم النبوة بين كتفيه وإلى حمرة في عينيه فقالوا : هل يشتكي عينه ؟ قالت : لا ولكن هذه الحمرة لا تفارقه ، قالوا : والله إنّه نبي " (9)

وقد أورد هذا الخبر جلال الدين السيوطي نقلا عن ابن سعد وأبي نعيم وابن عساكر الخصائص الكبرى ، ص 101(10)
هذان خبران يدلاّن على نزول حليمة وقومها بنواحي وادي السرر وأنها كانت تمرّ به في ذهابها وإيابها من مكّة المكرّمة برسول الله صلى الله عليه وسلم

روى الواقدي في حديثه عن غزوة حنين عند القبض على بجاد السعدي من بني سعد بن بكر : " ... فأخذته الخيل فضمّوه إلى الشيماء بنت الحارث بن عبد العزّى أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وأتعبوها في السياق فتعبت الشيماء بتعبهم فجعلت تقول : إنّي والله أخت صاحبكم فلا يصدّقونها وأخذها طائفة من الأنصار وكانوا أشدّ الناس على هوازن فأتوا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا مُحمّد إنّي أختك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما علامة ذلك فأرته عضّة بإبهامها وقالت : عضّة عضضتنيها وأنا متورّكتك بوادي السرر ونحن نرعى البهم وأبوك أبي وأمّك أمّي وقد نازعتك الثدي وتذكر يا رسول الله حلابي لك عنز أبيك أطلان فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم العلامة فوثب قائما فبسط رداءه ثم قال : اجلسي عليه ورحّب بها ودمعت عيناه وسألها عن أمه وأبيه فأخبرته بموتهما فقال : إن أحببت فأقيمي عندنا محبّبة مكرّمة وإن أحبب أن ترجعي إلى قومك وصلتك ورجعت إلى قومك ، قالت : بل أرجع إلى قومي فأسلمت فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أعبد وجارية وأمر لها ببعير أو بعيرين وقال لها : ارجعي إلى الجعرانة تكونين مع قومك فأنا أمضي إلى الطائف فرجعت إلى الجعرانة ووافاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة فأعطاها نعما وشاء ولمن بقي من أهل بيتها وكلّمته في بجاد أن يهبه لها ويعفو عنه ففعل صلى الله عليه وسلم " (11)


وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى رضاع النبي صلّى الله عليه وسلّم في هذه الأنحاء فقال : " وقد علم بالنقل المتواتر أنّ مُحمّدا صلّى الله عليه وسلّم ولد بمكّة وبها نشأ بعد أن كان مسترضعا في بادية سعد بن بكر قريبا من الطائف شرقيّ مكّة وهو صغير ثمّ حملته مرضعته حليمة السعدية إلى أمّه بمكّة " (12)

الهوامش

( 1) صاحب المناسك ص 347
(2) المغازي ج 2 ص 869
(3) دلائل النبوة ، ج 1 ، ص 141 ــ 142
(4) تاريخ الطبري ، ج 1 ، ص 457
( 5) تاريخ دمشق ، ج 3 ، ص 267 ــ 268
( 6) سبل الهدى ، ج 1 ، ص 389
( 7 ) تاريخ دمشق ، ج 3 ، ص 270
( 8 ) الطبقات الكبرى ، المجلد الأول ، ص 111 ، تاريخ دمشق ، ج 3 ، ص 51
( 9 ) سبل الهدى والرشاد ، ج 1 ، ص 388
( 10 ) ابن عساكر الخصائص الكبرى ، ص 101
( 11 ) سبل الهدى والرشاد ، ج 5 ، ص 333 ، المغازي ،ج 3 ، ص 913
( 12 ) الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح ، ج 2 ، ص 299