عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 09-Apr-2009, 08:57 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
خلف القثامي
عضو مميــز
عضو مميز 
إحصائية العضو






التوقيت


خلف القثامي غير متواجد حالياً

افتراضي 6 بطانيات لأسرة سعودية مشرّدة..!وقصة خالد الجعيد

مطلع الأسبوع الماضي فُجع المواطن السعودي الشاب خالد الجعيد برحيل ابنيه فهد (10 أعوام) وسعود (12عاماً) إثر اختناقهما بدخان حريق نشب في البيت (الشعبي) الذي يتقاسمانه مع نحو 13 شخصاً آخر من أقاربهم في مدينة الطائف.

كان الطفلان قبل رحيلهما عن هذه الحياة يغطان في نوم عميق في ملحق على سطح المنزل مسقوف بألواح الزنك بينما كانت النار تأكل المنزل بما فيه بسبب ماس كهربائي بحسب تقرير الدفاع المدني وبحسب ما أوضحه لي والد الفقيدين رحمهما الله في مكالمة هاتفية لا أبالغ إن قلت إنها قادرة على إنطاق الصخر حزناً وألماً.

وفي الوقت الذي كان فيه هذا الأب المفجوع بولديه يستقبل المعزين تدخلت الجهات المعنية لإخلاء المنزل من سكانه بالقوة لثبوت أنه بات آيلاً للسقوط, لكن تلك الجهات لم تجد حرجاً أبداً في أن تلقي بالثلاثة عشر نفساً في الشارع أثناء تلقيهم العزاء دون ملجأ يأويهم ودون أن توفر لهم على الأقل سكناً متواضعاً مؤقتاً يستر نساء الأسرة وأطفالها!

هل يعقل أن يحدث مثل هذا في بلادنا؟ أين الشؤون الاجتماعية وأين الجمعيات الخيرية وأين الجهات المسؤولة عن فقراء هذا الوطن؟!

أقول هذا وأنا أعلم جيداً أن الأسرة المعنية بقيت في الشارع حتى تمكن والد الطفلين الفقيدين من إنهاء معاملة راجع من أجلها فرع وزارة المالية في الطائف والدفاع المدني والإمارة لمدة خمسة أيام كاملة انتهت بتسلمه ست بطانيات وخيمتين نصبهما أمام منزله المحترق ومازال حتى هذه اللحظة يوزع تلك البطانيات بالتناوب بين الثلاثة عشر نفساً وهو غير مصدق لما يحدث له ولأسرته!

يقول الجعيد إنه لم يتوقع أن تكون مساعدات المالية هذه الخيام والبطانيات، كما لم يتوقع أن يبقى دون مساعدة طوال هذه المدة من قبل الشؤون الاجتماعية ويؤكد أنه لم يتسلم أي مساعدة مالية بعد نكبته من أي جهة أو حتى من فاعلي الخير!

هل تشعرون بمدى الألم الذي يعتصر هذا الرجل الآن؟ ألم فقد فلذتي كبده وألم تشرد أسرته بينما يقف مكتوف اليدين مجبراً لا يملك أي حل لإنقاذ نفسه أو أسرته من هذا الوضع المأساوي؟!

لنفترض أن وزارة الشؤون الاجتماعية تغط في سبات أعمق من سبات الفقيدين رحمهما الله ولنفترض أن الجمعيات الخيرية أفلست ولم يعد بإمكانها مساعدة هذا الرجل ولنفترض أن جميع الجهات الخاصة التي تتفاخر بمساعدة الفقراء والمحتاجين من باب خدمة المجتمع أفلست أيضاً, فأين شهامة السعوديين الذين لم يبقوا شعباً منكوباً في أرجاء المعمورة دون أن يتسابقوا للتبرع له بسياراتهم وحلي زوجاتهم ومصروف أطفالهم المدرسي؟!

إنني عاجز بحق عن التعبير أمام هذه المأساة التي تعبر عن ذاتها بشكل صارخ, لكنني ومع ذلك لن أتوانى عن مناشدة كل الجهات المسؤولة في هذا البلد للقيام بمسؤوليتها تجاه أسرة تقطن خيمتين في قلب مدينة الطائف.. عائلها يُدعى (خالد هديب الجعيد), أسأل الله أن يعظم أجره ويسكن ولديه فسيح جناته.















رد مع اقتباس