عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 04-Mar-2010, 06:56 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ابو رامي
كــــاتب
إحصائية العضو





التوقيت


ابو رامي غير متواجد حالياً

افتراضي

أول العقلاء الحمقى إبليس

فأول القوم إبليس، فإنه كان متعبداً مؤذناً للملائكة فظهر منه من الحمق والغفلة ما يزيد على كل مغفل، فإنه لما رأى آدم مخلوقاً من طين، أضمر في نفسه لئن فضلت عليه لأهلكنه، ولئن فضل علي لأعصينه. ولو تدبر الأمر لعلم أنه كان الاختيار قد سبق لآدم لم يطق مغالبته بحيلة ولكنه جهل القدر ونسي المقدار.

اعترض على حكمة اللـه

ثم لو وقف على هذه الحالة لكان الأمر يحمل على الحسد، ولكنه خرج إلى الإعتراض على المالك بالتخطئة للحكمة، فقال: "أرأيتك هذا الذي كرمت علي" والمعنى لم كرمته؟ ثم زعم أنه أفضل من آدم بقولـه: "خلقتني من نارٍ وخلقته من طين" ومجموع المندرج في كلامه:
أني أحكم من الحكيم وأعلم من العليم، وأن الذي فعلـه من تقديم آدم ليس بصواب هذا، وهو يعلم أن علمه مستفادٌ من العالم الأكبر فكأنه يقول: يا من علمني أنا أعلم منك، ويا من قدر تفضيل هذا علي ما فعلت صواباً.


رضي بإهلاك نفسه

فلما أعيته الحيل رضي بإهلاك نفسه فأوثق عقد إصراره ثم أخذ يجتهد في إهلاك غيره ويقول لأغوينهم، وجهلـه في قولـه "لأغوينهم" من وجهين؛ أحدهما: أنه أخرج ذلك مخرج القاصد لتأثر المعاقب لـه، وجهل أن الحق سبحانه لا يتأثر ولا يؤذيه شيءٌ، ولا ينفعه، لأنه الغني بنفسه. والثاني: نسي أنه من أريد حفظه لم يقدر على إغوائه، ثم انتبه لذلك فقال:
"إلا عبادك منهم المخلصين"، فإذا كان فعلـه لا يؤثر وإضلالـه لا يكون لمن قدرت لـه الـهداية فقد ذهب علمه باطلاً.


رضي إبليس بالخساسة

ثم رضي لخساسة همته بمدة يسيرة يعلم سرعة انقضائها فقال: "انظرني إلى يوم يبعثون" وصارت لذته في إيقاع العاصي بالذنب كأنه يغيظ بذلك ولجهلـه بالحق أنه يتأثر، ثم نسي قرب عقابه الدائم فلا غفلة كغفلته ولا جهالة كجهالته وما أعجب قول القائل في إبليس: الرجز:

عجبت من إبليس في نخوته
وخبث ما أظهر من نيته
تاه على آدم في سجدةٍ
وصار قواداً لذريته


ابن الراوندي الفيلسوف الأحمق

وما رأيت من غير إبليس وزاد عليه في الجنون والتغفيل مثل أبي الحسين ابن الراوندي فإن لـه كتباً يزري فيها على الأنبياء عليهم السلام ويشتمهم، ثم عمل كتاباً يرد فيه على القرآن ويبين أن فيه لحناً، وقد علم أن هذا الكتاب العزيز قد عاداه خلق كثير ما فيهم من تعرض لذلك منه ولا قدر.

زعم أنه استدرك على الفصحاء

فاستدرك هو بزعمه على الفصحاء كلـهم. ثم عمل كتاب الدامغ فأنا أستعصم أن أذكر بعض ما ذكر فيه من التعريض للرد على الخالق سبحانه، وذكر إياه بأقبح ما يذكر به آدمي مثل أن يقول: منه الظلم ومنه الشر، في عبارات أقبح من هذه قد ذكرت بعضها في التاريخ، فالعجب ممن يعترض على الخالق بعد إثباته. فأما الجاحد فقد استراح، أتراه خلق لـهؤلاء عقولاً كاملة وفي صفاته هو نقص، تعالى اللـه عن تغفيل هؤلاء.















آخر تعديل ابو رامي يوم 04-Mar-2010 في 07:09 PM.
رد مع اقتباس