عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 18-Mar-2008, 07:35 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
الصارم الحقيقي
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو





التوقيت


الصارم الحقيقي غير متواجد حالياً

افتراضي

ملا حظه


رهاط ليس من ديار عتيبه هو من ديار قبيلة هذيل العريقه


وذكر في اشاعرهم


اليكم بالتفصيل


مما لا شك فيه أن هناك سِمَاتٌ عامة بين هذيل تشمل بني لحيان وغيرهم من قبائل هذيل ، يُعَبِّرُ عنها الباحثون بالعموم خاصة في الحياة المعيشـية والمادية والصيد والزراعة والْكَرَمِ ، لأنهم أبناء عمومة ومنازلهم متجاورة وحياتهم المعيشية متقاربة وبيئتهم واحدة ، فإذا قال الباحثون " هذيل أو الهذليين " فهذا تعميم يشمل بني لحيان وغيرهم من قبائل هذيل ، وإذا قالوا : بني لحيان أو بني صاهلة أو بني سهم فهذا تخصيص قد لا يشمل باقي قبائل هذيل . لذا فإن ما سَأَوْرِده في هـذا الصدد مما قاله الباحثون يأخذ صفة العموم ، وينطبق على جميع الهذليين ومن ضمنهم بنو لحيان .
الرعي : لقد كانت هـذيل _ في جاهلية ما قبل الإسـلام _ يعيشون عيشة البدو الرُّحَّلِ الذين يسـعون خلف الماء والكلأ ، فكانت حياتهم تقوم أكثر ما تقوم على رعي الإبل والأغنام ، والإنتفاع بلحومها وألبانها وجلودها وما يَتْبَعُ ذلك من منافعٍ أُخرى . وهذه الإبل والأغنام كان يرعاها في العادة فقراءهم ، ويقتنيها أغنيـاءهم . ولعلَّ من نافلة القول أنْ نقول إنَّ هذه النعم كانت عند الهـذليين كما هو الشـأن عنـد غيرهم من العـرب قد احتلَّتْ عنـدهم مكانة عظيمة .
( هذيل في جاهليتها وإسـلامها ، ص 91 – 93 ، الدكتور / عبد الجواد الطّيب ، 1982 م تونس )

الصّيد : بعـد أنْ تكلمنا عن الرعي عنـد الهذليين وعرفنا أنَّهُ مصدر من مصادر الرزق عندهم وأبرز مظهر من مظاهر العمل في هـذه البيئة الهذلية الصحراوية . نشـير إلى وجهٍ آخر من وجوه كسب الرزق وهو صيـد الحيوان البرِّي الذي تزخر به البادية في ذلك الوقت كحُمُر الوحش والزّراف ، والغزلان وغيرها . فقد وجدنا ذلك في أشـعارهم التي يصفون فيها هـذه الحيوانات وصيدها وصفاً دقيقاً ، ويتحدّثون عنها حديث الخبـير بها ، فهذا شـاعرهم أبو ذؤيب يصف صيـده في قصيـدة فحواها إنَّه رأى حُمُرَ وحشٍ ترعى في أرض مليئـة بالعشب والكلأ ، فأمطرها بوابل من سهامه فأوردها حتوفها ، فهي بين هارب بدمائه ، أو بارك يتشحَّط في دمه وقد صرعته السهام .
( ديوان الهذليين القسـم الأول ، ص 4 – 9 ، ط2 ، القاهـرة ، دار الكتب المصرية ، 1995 م )
الزراعة : لاتخلو البيئة الهذلية من مظهر يسـير من مظاهر الزراعة التي تقوم في الأودية معتمدة على مياه بعض العيون التي كانت تتناثر هنا وهناك في بادية هذيل . فقد كان " ذو المجاز " من نواحي نعمان في هـذه البادية به ماء يحمل اسـمه . كما كان يوجد في شماليِّه قريباً من مكة " داءة " وهو الجبل الذي يحجز بين نخلة الشامية ، ونخلة اليمانية ، وكانت تنـزل على مياهه بنو مُرَّة من هذيل وبعض بنو لحيان .
( معجم ما استعجم ، ج / 2 ، ط3 ، ص 530 ، عبد الله البكري الأندلسي، 1983م ، بيروت لبنان ) .
ومن أودية هذيل وادي " النخب " بناحية الطائف ( هذيل في جاهليتها وإسلامها ، ص 100د/ عبد الجواد الطّيب ، 1982م الدار العربية للكتاب تونس ) ووادي " عُرَنَة " قرب عرفة . ( صـفة جزيرة العـرب ، ص 173 ، للهمـداني ، نشـر محمد بن بليـهد النجدي ، 1953 م )
ومن أودية بنو لحيان من هذيل في الشمال قريباً من عسفان وادي " رهاط " الذي كان يُسَمّى وادي " غران " وكان وادياً كبيراً خصباً به كثيراً من العيون الجارية والنخيل المثمر . ويقال أنَّ عدد العيون التي كانت تجري فيه حينئذٍ خمسة عشر عيناً
( أخبـار مكة ج /1 ، ط8 ، ص 131 ، الحاشية 4 ،محمد بن عبـد الله الأزرقي ، 1983م ، مكة )
وفي هذه الأودية وحولها كان يقوم شـيء قليل من الزراعة التي كانت في أغلب الظن مقصورة على بعض الحبوب كالقمح والشـعير ، هذا إلى جانب ما كانت تحصل عليه هذيل من ثمار أهمها التمر .
إشتيار العسل : لقد كان من وجوه التكسب عند هذيل ارتياد أماكن النحل واشتيار العسل ، الذي كان موجوداً في أعالي جبال السراة بين مكة والطائف ، وفي جبال بنو لحيان وغيرها . فكان بنو هـذيل يَتَّخِذُونَ من بعضه طعاماً ، ويبيعون أكثره ليعينهم على مجابهة هذه الحياة القاسـية التي يحياها أمثالهم في البادية ، فقد ألمحوا بِذِكْرِ النحل والعسل في مواضع كثيرة من أشعارهم .
( هذيل في جاهليتها وإسلامها ، ص 101 ، 102 ، الدكتور / عبد الجواد الطّيب ، 1982 م تونس )
ولا يزال بعض الهذليين يشتارون العسل من جبالهم إلى وقتنا الحاضر . وتروى قِصَّـةٌ طريفة عن إشتيار العسل هي : أنّ " تأبَّط شراً " واسمه ثابت بن جابر بن سفيان ، أتى جبـلاً في بلاد بني لحيان يشتار منه عسـلاً ، وكان يأتيه في
كل عام ، وكان ذلك الجبـل منفرداً ، فصعده وقد وضـعوا عليه الرُّصُد ،
وكان معه نفرٌ من أصحابه فَدَلَّوا حبالهم ، فتوصَّل بها تأبَّط شـراً حتى صار إلى الغار الذي فيه العسـل ، وَدَلَّوا أصحابه إليه الأسقية ، وكان كل ذلك تحت أعين الرُّقباء ، حتى إذا رأوه قد ملأ الأسـقية بالعسل ، نادوه فأطْلَع رأسه فقالوا له : إصعد .
قال : على ماذا أصعد ؟
قالوا : تصعد فنرى فيك رأينا .
قال : إنْ كنتم إذا صعدت أمِنْت من أنْ تقتلوني وقبلتم اليسـير من الغذاء منِّي صعدتُ .
قالوا : مالك علينا شرط ، فاصعد .
قال : فإذا صعدتُ تأكلوا عسلي الذي اشترته ؟
قالوا : نعم .
قال : لا والله لا جمعتم قتلي وأكل عسلي ، وجعل يصب العسل من الأسقية على صَفَا عند فم الغار ، وهم يتعجَّبون منه ويضحكون . حتى إذا فرغ من صب العسل ، أخذ رِقَّاً أي " جِلْداً " فشـدَّه على صدره ثم انحدر في العسل ينـزلق عليه حتى وقع بالأرض ، وبينه وبينهم مسيرة ثلاثة أميال ، ثم انطلق ورجع إلى أهله .
( المحبر ، ص 196 ، 197، محمد بن حبيب بن أميّة الهاشمي ، المكتب التجاري للطباعة والنشر بيروت )


الخيل : عرف الهذليون الخيل كما عرفها غيرهم من قبائل العـرب الأخرى إلاَّ أنَّ بعض الرُّواة نفى أنْ يكون لهـذيل خيل ، ومن هؤلاء الرُّواة الأصمعي حيث يقول : إنَّ الهـذليين لم يكونوا أصحاب خيل ، فهم عراجلة رَجَّالة ، وقد اسـتنتج الأصمعي قوله هـذا من وصف بعض شـعراء هذيل للخيل ، وهو الشـاعر " أبو ذئيب " حين يقول في مثل هـذا الوصف من قصيدته التي نذكر منها :


تَأْبَى بِدِرَّتِهَا إذَا ما اسْتُكْرِهَتْإلآَّ الْحَمِيـمَ فَإِنَّـهُ يَتَبَضَّـعُ


فيقول الأصمعي إنّ مثل هذا الوصف لا تُوصف به الخيل ، وإنّ أبا ذئيب أساءَ في ذلك لأنّه لا يُجيد وَصْف الخيل . ثم يسـوق لذلك عِلَّةً أُخرى وهي أنَّ هـذيل كانوا أصـحاب جِمَالٍ ، وكانوا يغـيرون رَجَّالة ، ولم تكن لهـم خيل .
( شرح أشـعار الهذليين ج / 1 ، ص 34 ، 35 ، أبو سعيد السكري ( تحقيق عبد السـتّار فرّاج )
إلاَّ إنني لا أرى هذا الإسـتنتاج صائباً لوجود إشـارات في كُتب الأدب تُفيد أنَّ أبا كبير الهـذلي كان صاحب خيل .
( هـذيل في جاهليتها وإسـلامها ، ص 96 ، الدكتور / عبد الجواد الطّيب ، 1982 م تونس ) ويسوق صاحب الأغاني أنَّ أبا خراش الهـذلي كان يمتلك أفراس أهداها إليه الوليـد بن المغيرة ( كتاب الأغاني ج / 21 ، ط1 جديدة ، ص 233 ، لأبي فرج الأصفهاني ، 1994م ، بيروت لبنان )
كما أنَّ بني لحيان كانوا يملكون الخيـل منـذُ كانت دولتهم قائمة في شـمال الجزيرة العربيـة في " ديدان " العـلا حالياً . وقد كان البطالمة ملوك مصر في ذلك الوقت يسـتوردون الخيول العربية الأصيـلة من الدولة اللحيـانية كما ذَكَرَتْ ذلك وثائـق البردي المصـرية في العصر البطلمي .
( تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسـلام ، ك 2 ، ص 413، الصراع على البحر الأحمر في عصر البطالمة ، سيّد أحمد علي الناصري )

الْكَرَم : من الأمور التي يَعْتَزُّ بها العرب عامة ، وهذيل خاصة الكرم والجود ، وإنَّا لنجدُ من مظاهر الجود والسـخاء عند هـذه القبيلة ما تَحَدَّثَتْ به أشعارهم بالرغم من بيئتهم التي تتصف بشـظف العيش وخشونة الحياة . فنجدهم على درجة عالية من السماحة والسخاء يسـتطيعون معها التخفيف عَمَّن ينـزلون بهم أو يجتدون عطائهم ، ولهذا تراهم حين يفخرون يَتَمَدَّحُونَ بالكرم ويعطونه من عنايتهم ما يُنْبيء عن عِظَمِ قيمته عندهم . فها هو الشاعر " المتنخِّل " الهذلي اللحياني مـن بني طابخة بن لحيان نراه يفتخر بإكرام أضيافه حتى وإنْ أتوه في الليلة المظلمة الشديد برْدها ، فيقول :


فلا والله نَادَى الحيُّ ضَيْفِيهُدُواً بِالمسَاءَةِ وَالْعِلاطِ
سَأَبْدَؤُهُمْ بِمَشْمَعَةٍ وَأَثْنِيبِجَهْدِي مِنْ طَعَامٍ أَوْ بِسَاطِ


( ديوان الهذليين القسم الثاني ، ص 21 ، 22 ، ط 2 ، مطبعة دار الكتب المصرية ، القاهرة 1995 م )
يقول والله ما أنْ ينادي الضيف في الحي إلاَّ أجبته وَرَحَّبْتُ به ولو كان ذلك في منتصف الليل وشِـدَّة البرد وفرشت له الفراش وَهَشَشْتُ له وأتيته بالطعام والشراب ومازحته ولا طَفْته .
وهذه الشاعرة " عمرة " أُخت عمرو ذي الكلب الهذلي اللحياني تفخر بكرم أخيها عمرو فتقول في قصيدة طويلة نذكر منها :




وَقَدْ عَلِمَ الضَّيْفُ وَالْمُجْتدُونَإِذَا اغْبَرَّ اُفْقٍ وَهَبَّتْ شَمَالا
وَخَلَّتْ عَنَ اٌوْلادِهَا الْمُرْضِعَاتُوَلَمْ تَرَ عَيْنٌ لِمُزْنٍ بِلالا
بِأَنَّكَ كُنْتَ الرَّبِيعَ الْمُغِيثَلِمَنْ يَعْتَرِيكَ وَكُنْتَ الثِّمَالا
فَكُنْتَ النَّهَارَ بِهِ شَمْسَهُوَكُنْتَ دُجَى الليْلِ فِيهِ هَلالا


( شرح أشـعار اهذليين ج / 2 ص 585 ، أبو سعيد السكري ( تحقيق عبد الستّار فرّاج ، القاهرة )
وتقول الشاعرة " جنوب " أُخت عمرو ذي الكلب الهذلي اللحياني مفتخرةً بكرم أخيها عمرواً :




لا يَنْبَحُ الْكَلْبُ فِيهَا غَيْرَ وَاحِدَةٍمِنَ العِشَاءِ وَلا تَسْرِي أَفَاعِيهَا
أَطْعَمْتَ فِيهَاعَلَى جُوعٍوَمَسْغَبَةٍشَحْمَ الْعِشَارِ إِذَا مَا قَامَ بَاغِيهَا


( ديوان الهذليين القسم الثالث ، ص 126 ، ط 2 ، مطبعة دار الكتب المصرية ، 1995 م ، القاهرة )















رد مع اقتباس