عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 27-Jul-2004, 05:44 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هنيدس الروقي
عبدالرحمن بن محمد بن هجهوج
رحمه الله
إحصائية العضو






التوقيت


هنيدس الروقي غير متواجد حالياً

افتراضي أسرار القبلية : العرب والإفتخار السامي

لما كان للثقافات والتواريخ القديمة والكتب الدينية للشعوب المختلفة والعلوم اللغوية والجغرافية والأنثروبولوجي مع بعضها البعض روافد مهمه لدراسة أساسات التكوين الاجتماعية والثقافية للشعوب المختلفة ومنها القبائل العربية القديمة أو بمعنى آخر وفيما يخص مجتمعاتنا لفهم علة وجذور تمسك القبائل العربية الحالية سواء في البادية أو الحاضره بنقاء عرقهم وفهم الثقافة الاجتماعية التي نشأو عليها منذ الأزل ، فلا نرى عصبيتهم تلك ناتجة عن ظروف للطبيعة القاسية وقسوة معيشتهم في الصحراء ووحشتها أوعدم اختلاطهم بباقي الأمم كما يعتقد بعض العوام ، وانما مرد ذلك في نظرنا يكمن في إرث ثقافي ديني قديم خصهم الله به لغايات بعضها يكاد يكون واضحاً وبعضها لا يزال مجهولاً .
ومن المعروف أن بني اسرائيل من أشد الناس حرصاً على تسجيل وتوثيق انسابهم واسماء اجدادهم منذ القدم وحتى اليوم ، ولم يكونوا ليفعلوا ذلك الا لعلمهم بالعهود والمواثيق التي جاءت في رسالات انبيائهم ومباركة الرب لآبائهم وما أخبر الله به انبيائهم في كتبهم عن أسلافهم القدماء ، قال تعالى : ..( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)..) ـ البقرة ، مع علمنا بتحريفهم للقضايا العقائدية وبعض قضايا النسب التي تخدم غرورهم وعنصريتهم وتكبرهم وكفرهم في كتبهم حتى انهم خرجو بافعالهم من تلك البركه في النهاية إلى اللعن ، الا طبعا من رحم الله منهم ، وما يهمنا من دراسة كتبهم هو ما يتعلق فيها بالنسب ، ذلك أنهم أقرب الشعوب لنا نحن العرب ، وان تسجيل اسماء الاباء والاجداد القديمة عندهم لم يكن الهدف منها هو الافتخار فقط ، بل هو لحفظ تلك السلاسل للابناء لغايات دينية وثقافية تمسنا نحن كساميين ، وسبق أن نقلنا عنهم بعض ما جاء في تلك السلاسل في مواضيع طرحناها هنا ، واعترض علينا بعض العوام ، ولو كان الاعتراض على مرجع سلاسل النسب القديمة هو اعتراض من ناحية التوثيق فالكتاب الذي نقلنا عنه وهو (التكوين) عمره تقريباً 2500 عام ، اما من ناحية شرعية النقل اسلامياً كونه من عقيدة تختلف عن عقيدتنا فقد قال صلى الله عليه وسلم : "حدثو عن بني اسرائيل " دون ان ندخل في المسائل العقائدية ذات الاهداف المعروفة لنا كمسملين ، ولننظر إلى كتب ديدات وكتاب رحمة الله الهندي من قبل فهما لم يتطرقا الى هذا التنسيب بشئ في نقدهم للكتاب المقدس . أما بخصوص نقلنا كما سيأتي من مباركة الرب لنوح ثم لسام ثم لابراهيم وآله (أي نسله اسماعيل وأسحق) والتي هي لب تمسك ابناء القبائل العربية والعبرانية ـ في نظرنا ـ وسر افتخارهم العرقي عن المخلطين (الحاميين والآريين) فلا يعترض عليه الا منكر لركن كبير نتلوه في كل صلاة منذ 1420 عام متمثلا في قولنا في كل صلاه " وبارك على ابراهيم وعلى آل ابراهيم " ، وإلا كيف خص الله نسل ابراهيم بالبركة ولم يخص غيرهم بها ؟؟. وهو ما اجمعت عليه الأمه بمذاهبها المختلفة منذ الف واربعمائة وعشرون عاماً ، قال تعالى : (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132)..) ـ البقرة .

والخلاصة التي نريد أن نبينها هنا أن الشعوب الصريحة النسب للسامية حالياً هي فقط العرب : القحطانيين والعدنانيين حاضرة وبادية ، ومعهم بني اسرائيل ، وأن كلمة العبرانيين ليست حكراً على بني اسرائيل فقط ، فقبائل العرب من القحطانيين والعدنانيين هم أيضاً من بني عابر (العبرانيين) الذي من نسل سام المبارك من قبل الرب بن نوح عليه السلام المبارك أيضاً كما سيأتي من نصوص التوراه ، ويتميز العدنانيون على إخوتهم القحطانيين ان الله اختصهم ببركتين الاولى في إبراهيم عليه السلام وفي نسله (الرسالة الحنفية والرسالات السماوية : موسى عليه السلام وعيسى عليه السلام ) والأخرى في بني اسماعيل عليه السلام حيث ظهرت تلك البركة في نسله فيما بعد متمثلة في (الإسلام) رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم للعالمين وكما أشرنا أعلاه لا نزال نتلو هذه البركات في كل صلاة " وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم" ، وهذه البركة التذكيرية الأخيرة لبني البشر مستمره إلى أن يرث الله الارض ومن عليها ، كما جاء في محكم التنزيل وفي الأثر عنه صلى الله عليه وسلم ، وكما جاء من قبل في التوراه مالم ينقضو عهد الرب الذي قطعه مع آبائهم في التوحيد له بالألوهية ، وقد تكفل الله بحفظ تلك الرسالة إلى ان يرث الأرض ومن عليها . ومن هنا نستشف ان تمسك ابناء القبائل العربية على مر العصور بأنسابهم وأصولهم ومحافظتهم على نقائهم العرقي لم يأتي من فراغ بل هو شئ مخصوص وبركة أعطاها الرب لآبائهم القدماء وموروث ديني هام توارثوه من قدم التاريخ ، بل إن تمسكهم بانسابهم ونقائها منذ الأزل وإن جهلو علته التي نحاول الكشف عنها هنا ، هي حكمة ربانية ومعجزة آلهية لا يعلم سرها الا الله سبحانه وتعالى فهو الذي خصهم بها وهو الذي جبلهم على حفظها بهذا التقدير ، مع إيماننا ان رسالة الاسلام قالت بأن البشر أخوة بلا استثناء وهم ابناء آدم عليه السلام وان اكرمكم عند الله أتقاكم .

البدايات :
قال تعالى : ..( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)‏ قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)...) ـ البقرة

وعن جذور النسب والتنسيب جاء في التكوين اسماء بني آدم حتى نوح كما يلي : " 4وَكَانَتْ أَيَّامُ آدَمَ بَعْدَ مَا وَلَدَ شِيثاً ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 5فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ آدَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَمَاتَ. 6وَعَاشَ شِيثُ مِئَةً وَخَمْسَ سِنِينَ وَوَلَدَ أَنُوشَ. 7وَعَاشَ شِيثُ بَعْدَ مَا وَلَدَ أَنُوشَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَسَبْعَ سِنِينَ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 8فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ شِيثَ تِسْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً وَمَاتَ. 9وَعَاشَ أَنُوشُ تِسْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ قِينَانَ. 10وَعَاشَ أَنُوشُ بَعْدَ مَا وَلَدَ قِينَانَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 11فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَنُوشَ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسَ سِنِينَ وَمَاتَ. 12وَعَاشَ قِينَانُ سَبْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ مَهْلَلْئِيلَ. 13 وَعَاشَ قِينَانُ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَهْلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 14فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ قِينَانَ تِسْعَ مِئَةٍ وَعَشَرَ سِنِينَ وَمَاتَ. 15وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ خَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً وَوَلَدَ يَارِدَ. 16وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ بَعْدَ مَا وَلَدَ يَارِدَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 17فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ مَهْلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْساً وَتِسْعِينَ سَنَةً وَمَاتَ. 18وَعَاشَ يَارِدُ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً وَوَلَدَ أَخْنُوخَ. 19وَعَاشَ يَارِدُ بَعْدَ مَا وَلَدَ أَخْنُوخَ ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 20فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ يَارِدَ تِسْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً وَمَاتَ. 21وَعَاشَ أَخْنُوخُ خَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً وَوَلَدَ مَتُوشَالَحَ. 22وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ ثَلاَثَ مِئَةِ سَنَةٍ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 23فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَخْنُوخَ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً. 24وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ. 25وَعَاشَ مَتُوشَالَحُ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَمَانِينَ سَنَةً وَوَلَدَ لاَمَكَ. 26وَعَاشَ مَتُوشَالَحُ بَعْدَ مَا وَلَدَ لاَمَكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 27فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ مَتُوشَالَحَ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعاً وَسِتِّينَ سَنَةً وَمَاتَ. 28وَعَاشَ لاَمَكُ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَوَلَدَ ابْناً. 29وَدَعَا اسْمَهُ نُوحاً قَائِلاً: «هَذَا يُعَزِّينَا عَنْ عَمَلِنَا وَتَعَبِ أَيْدِينَا بِسَبَبِ الأَرْضِ الَّتِي لَعَنَهَا الرَّبُّ». 30وَعَاشَ لاَمَكُ بَعْدَ مَا وَلَدَ نُوحاً خَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْساً وَتِسْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 31فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ لاَمَكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَسَبْعاً وَسَبْعِينَ سَنَةً وَمَاتَ. 32وَكَانَ نُوحٌ ابْنَ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ. وَوَلَدَ نُوحٌ: سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. " تكوين 6/4-32
ولك ان تتخيل تلك الأعمار وكم انجبت من البشر .

الطوفـان .. وبدايات أخرى للجنس البشري ..
هذه حادثة فارقه ، وكبرى ، في تاريخ الجنس البشري ، قال تعالى في محكم التنزيل : (...كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) ...) ـ القمر

نختصر من كتاب دراسات تاريخية من القرآن الكريم تأليف الدكتور مهران قصص الطوفان المتعارف عليها في العالم القديم ، فهناك قصص تحدثت عن الطوفان في الهند و بورما و الصين و الملايو و استراليا و جزر المحيط الهادي ، وفي جميع مجتمعات الهنود الحمر ، وان دل هذا على شئ فإنما يدل على أن اصول تلك الشعوب كانت واحده ، وهذه الرواية في ثقافات مختلف الأمم حفظها الاباء وخبروا بها الاجيال كل بلغته فيما بعد ، و لعل أهم هذه القصص قصة الطوفان السومرية ، وقصة الطوفان البابلية ، و قصة الطوفان اليهودية كما ترويها التوراة و على الرغم من التحريف الذي يشوب تلك القصص بسبب اختلاف اللغات وعمق تلك القصه في تواريخ الشعوب البعيده إلا انها متفقة على أنه قد حدث طوفان عظيم و أنه كان هناك رجل صالح قام ببناء الفلك و حمل فيها من كل حيوان زوجين إضافة إلى أهله و من تبعه من الناس المؤمنين بالله .
وكان الناس يعتقدون حتى أواخر القرن الماضي أن التوراة هي أقدم مصدر لقصة الطوفان , و لكن عثر في عام 1853 م على نسخة من رواية الطوفان البابلية ، و في الفترة ما بين 1889م 1900 م ، اكتشفت أول بعثة أمريكية قامت بحفر في العراق اللوح الطيني الذي يحتوي على القصة السومرية للطوفان في مدينة "نيبور " ( نفر ) ثم تبعه آخرون .. و يبدوا من طابع الكتابة التي كتبت بها القصة السومرية أنها ترجع إلى ما يقرب من عهد الملك البابلي الشهير " حمورابي " 1600ق.م و على أنه من المؤكد أنها كانت قبل ذلك ، وملخص القصة حسب الرواية السومرية تتحدث عن ملك يسمى ( زيوسودا ) و كان يوصف بالتقوى ، وكان هذا الملك يخاف الله ، و يكب على خدمته في تواضع و خشوع ، و يصل النظر إلي المكان المقدس ، و هو يقيم أخبره بالقرار الذي أعده مجمع الآلهة بإرسال الطوفان كما يصف اللوح العاصفة و الأمطار و التي استمرت سبعة أيام و سبع ليال يكتسح فيها الفيضان الأرض ، حيث يوصف ( زيوسودا) بأنه الشخص الذي حافظ على الجنس البشري من خلال بناء السفينة . ولقد عثر " سير ليونارد وولي " في حفائره في " أور " عام 1928م على طبقة من الغرين السميك الذي يقدر بحوالي ثمانية أقدام والذي اعتبره دليلاً مادياً على الطوفان السومري هذا مع ملاحظة أن تلك الطبقة الغرينية تقع فوق و تحت آثار تنتمي على عصر حضارة العبيد ، والتي تمثل عصر ما قبل الأسرات الأولي في جنوب العراق ، ثم اتجه " دولي " بعد ذلك إلى الحفر في موضع بعيد عن " أور" بحوالي ثلاثمائة يارده من ناحية الشمال الغربي للبحث عن مدى امتداد تلك الطبقة الغرينية ، و كانت نتيجة الحفر إيجابية ، مما أدى إلى القول بوجهة نظره المشهورة في ارتباط تلك الطبقة الغرينية السميكة بالطوفان الذي ذكرته الكتب المقدسة .
و هناك من الأدلة كذلك ما حدثنا عنه " سير ليونارد وولي " من أن قد وجد في أور أسفل طبقة المباني طبقة طينية مليئة بقدور من الفخار الملون ، مختلط بها أدوات من الصوان و الزجاج البركاني ، و كان سمك هذه الطبقة 16 قدماً ( 3 أمتار ) أسفل المباني الطينية التي يمكن أن تعود إلى 2700 ق. م و أن أور قد عاشت أسفل هذه الطبقة في عصر ما قبل الطوفان ، و يستنتج " وولي " أن سبب اختفاء هذا الفخار الملون الذي كان منتشراً على طول بلاد الرافدين قبل الطوفان اختفاء تاماً مرة واحدة كان الطوفان ، الذي قضى قضاء تاماً على سكان هذه البلاد .
وفي 1872 م أعلن سيدني سمث نجاحه في جمع القطع المتناثرة من ملحمة جلجامش بعضها إلى بعض ، مكتوبة في أثنى عشر نشيداً ، أو بالأحرى لوحاً، و محتوية على قصة الطوفان في لوحها الحادي عشر: و ملخص القصة أنه كان هناك رجل يسمى جلجامش أمرته الآلهة بأن يبني سفينة , و أن يدع الأملاك و أنه احتمل على ظهر الفلك بذور كل شيء حي ، و الفلك التي بنها ستكون أبعادها حسب هذا القياس ، عرضها مثل طولها . و أنه نزل مطر مدرار .. الخ ثم استوت السفينة على جبل نيصير ( نيزير ) و هو جيل بين الدجلة و الزاب الأسفل .
وفي النصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد، وعلى أيام الملك " أنتيوخوس الأول " ( 280 ـ 260 ق.م ) . كان هناك أحد كهنة الإله " ردوك " البابلي، و يدعى بيروسوس قد كتب تاريخ بلاده باللغة اليونانية في ثلاثة أجزاء و حوا الكتاب على قصة الطوفان و تقول أنه كان يعيش ملك اسمه " أكسيسو ثووس " يرى فيما يرى النائم أن الإله يحذره من طوفان يغمر الأرض و يهلك الحرث و النسل فيأمره بأن يبني فلكاً يأوي إليه ، فبنى فلكاً طوله مائة وألف يارده و عرضه أربعمائة وأربعون ياردة ، و يجمع فيه كل أقربائه ، و يختزن فيه زاداً من اللحم و الشراب فضلاً عن الكائنات الحية من الطيور و ذات الأربع ، و يغرق الطوفان الأرض.. و تستقر الفلك على جبل حيث ينزل و زوجته و ابنته و قائد الدفة، و يسجد الملك لربه و يقدم القرابين .
أما في التوراه فقال سفر التكوين عن قصة الطوفان : " 9... كَانَ نُوحٌ رَجُلاً بَارّاً كَامِلاً فِي أَجْيَالِهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ. 10وَوَلَدَ نُوحٌ ثَلاَثَةَ بَنِينَ: سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. 11وَفَسَدَتِ الأَرْضُ أَمَامَ اللهِ وَامْتَلَأَتِ الأَرْضُ ظُلْماً. 12وَرَأَى اللهُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الأَرْضِ. 13فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلَأَتْ ظُلْماً مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ. 14اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكاً مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ. 15وَهَكَذَا تَصْنَعُهُ: ثَلاَثَ مِئَةِ ذِرَاعٍ يَكُونُ طُولُ الْفُلْكِ وَخَمْسِينَ ذِرَاعاً عَرْضُهُ وَثَلاَثِينَ ذِرَاعاً ارْتِفَاعُهُ. 16وَتَصْنَعُ كَوّاً لِلْفُلْكِ وَتُكَمِّلُهُ إِلَى حَدِّ ذِرَاعٍ مِنْ فَوْقُ. وَتَضَعُ بَابَ الْفُلْكِ فِي جَانِبِهِ. مَسَاكِنَ سُفْلِيَّةً وَمُتَوَسِّطَةً وَعُلْوِيَّةً تَجْعَلُهُ. 17فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لِأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ. 18وَلَكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. 19وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لِاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَراً وَأُنْثَى. 20مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا وَمِنَ الْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا وَمِنْ كُلِّ دَباَّبَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهِ. اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لِاسْتِبْقَائِهَا. 21وَأَنْتَ فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ وَاجْمَعْهُ عِنْدَكَ فَيَكُونَ لَكَ وَلَهَا طَعَاماً». 22فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ اللهُ. هَكَذَا فَعَلَ." تكوين 6/9ـ22 ، ويستمر التكوين في سرد القصه : "1وَقَالَ الرَّبُّ لِنُوحٍ: «ادْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى الْفُلْكِ لأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارّاً لَدَيَّ فِي هَذَا الْجِيلِ. 2مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَراً وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَراً وَأُنْثَى. 3وَمِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ أَيْضاً سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَراً وَأُنْثَى. لِاسْتِبْقَاءِ نَسْلٍ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. 4لأَنِّي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً أُمْطِرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ كُلَّ قَائِمٍ عَمِلْتُهُ». 5فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ. 6وَلَمَّا كَانَ نُوحٌ ابْنَ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ صَارَ طُوفَانُ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ 7فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى الْفُلْكِ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ. 8وَمِنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ وَمِنَ الطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ: 9دَخَلَ اثْنَانِ اثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ ذَكَراً وَأُنْثَى. كَمَا أَمَرَ اللهُ نُوحاً. 10وَحَدَثَ بَعْدَ السَّبْعَةِ الأَيَّامِ أَنَّ مِيَاهَ الطُّوفَانِ صَارَتْ عَلَى الأَرْضِ. 11فِي سَنَةِ سِتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي فِي الْيَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ انْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ وَانْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ. 12وَكَانَ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. 13فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ وَامْرَأَةُ نُوحٍ وَثَلاَثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ إِلَى الْفُلْكِ. 14هُمْ وَكُلُّ الْوُحُوشِ كَأَجْنَاسِهَا وَكُلُّ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا وَكُلُّ الدَبَّابَاتِ الَّتِي تَدُبُّ عَلَى الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا وَكُلُّ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا: كُلُّ عُصْفُورٍ كُلُّ ذِي جَنَاحٍ. 15وَدَخَلَتْ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ. 16وَالدَّاخِلاَتُ دَخَلَتْ ذَكَراً وَأُنْثَى مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ. وَأَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ. 17وَكَانَ الطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْماً عَلَى الأَرْضِ. وَتَكَاثَرَتِ الْمِيَاهُ وَرَفَعَتِ الْفُلْكَ فَارْتَفَعَ عَنِ الأَرْضِ. 18وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ وَتَكَاثَرَتْ جِدّاً عَلَى الأَرْضِ فَكَانَ الْفُلْكُ يَسِيرُ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 19وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ كَثِيراً جِدّاً عَلَى الأَرْضِ فَتَغَطَّتْ جَمِيعُ الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ الَّتِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ. 20خَمْسَ عَشَرَةَ ذِرَاعاً فِي الِارْتِفَاعِ تَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ فَتَغَطَّتِ الْجِبَالُ. 21فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ وَكُلُّ الزَّحَّافَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ وَجَمِيعُ النَّاسِ. 22كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ رُوحِ حَيَاةٍ مِنْ كُلِّ مَا فِي الْيَابِسَةِ مَاتَ. 23فَمَحَا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ وَالدَّبَّابَاتَ وَطُيُورَ السَّمَاءِ فَانْمَحَتْ مِنَ الأَرْضِ. وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ. 24وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ عَلَى الأَرْضِ مِئَةً وَخَمْسِينَ يَوْماً. " تكوين 7/1-24


وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ... الصافات
إن العقاب الرهيب والرباني الذي انزله الله بالعالم القديم أزال شعوب لا نعرف عنها شئ ، واستبقى فقط رجل واحد مع ابنائه الثلاثة ونسائهم ومن معهم من ابنائهم ليتشكل جيل جديد من البشرية موحد للرب الخالق وليخبروا الاجيال القادمة بما حدث . فالبشر جميعاً في العصر الحالي هم من نسل نوح عليه السلام ، قال تعالى في محكم التنزيل : ..(وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ(76)‏ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ(77)..) الصافات ، وجاء في التكوين : " 18وَكَانَ بَنُو نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ الْفُلْكِ سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو كَنْعَانَ. 19هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ بَنُو نُوحٍ. وَمِنْ هَؤُلاَءِ تَشَعَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ." ، وجاء :" وَهَذِهِ مَوَالِيدُ بَنِي نُوحٍ: سَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ. وَوُلِدَ لَهُمْ بَنُونَ بَعْدَ الطُّوفَانِ.. " تكوين ـ 10/1 ، وقال الطبري : " قد ذكرنا قبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في قول الله عز وجل: (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ) : إنهم سام ، وحام ، ويافث."أ.هـ ، وقال:" حدثني عبد الله بن أبي زياد ، قال : حدثني روح ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "ولد نوح : سام وحام ويافث" أ.هـ

تفرق الأمم فيما بعد وتبلبل الألسن ..
وجاء في التكوين عن تبلبل الألسن : "1وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَاناً وَاحِداً وَلُغَةً وَاحِدَةً. 2وَحَدَثَ فِي ارْتِحَالِهِمْ شَرْقاً أَنَّهُمْ وَجَدُوا بُقْعَةً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ وَسَكَنُوا هُنَاكَ. 3وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نَصْنَعُ لِبْناً وَنَشْوِيهِ شَيّاً». فَكَانَ لَهُمُ اللِّبْنُ مَكَانَ الْحَجَرِ وَكَانَ لَهُمُ الْحُمَرُ مَكَانَ الطِّينِ. 4وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجاً رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْماً لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». .... 6وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ وَهَذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالْآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. .....8فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ 9لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. تكوين 11/1-9
وتقول المصادر العربية القديمة أن كل هؤلاء كانوا على الإسلام وهم ببابل ، حتى ملكهم نمرود بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح ، فدعاهم إلى عبادة الأوثان ففعلوا ، فأمسوا وكلامهم السريانية ، ثم أصبحوا وقد بلبل الله ألسنتهم ، فجعل لا يعرف بعضهم كلام بعض ، فصار لبني سام ثمانية عشر لساناً ، ولبني حام ثمانية عشر لساناً ، ولبني يافث ستة وثلاثون لساناً ، ففهم الله العربية عاداً وعبيل وثمود وجديس وعمليق وطسم وأميم وبني يقطن بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح . وكان الذي عقد لهم الألوية ببابل بوناظر بن نوح .

الكلام عن يافث ... الشعوب الآرية :
قال عنهم سفر التكوين : " 2بَنُو يَافَثَ: جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَاي وَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشِكُ وَتِيرَاسُ. 3وَبَنُو جُومَرَ: أَشْكَنَازُ وَرِيفَاثُ وَتُوجَرْمَةُ. 4وَبَنُو يَاوَانَ: أَلِيشَةُ وَتَرْشِيشُ وَكِتِّيمُ وَدُودَانِيمُ. 5مِنْ هَؤُلاَءِ تَفَرَّقَتْ جَزَائِرُ الأُمَمِ بِأَرَاضِيهِمْ كُلُّ إِنْسَانٍ كَلِسَانِهِ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ بِأُمَمِهِمْ " تكوين ـ أصحاح 10/2-5 . وتقول المصادر العربية القديمة : ونزل بنو يافث الصفون مجرى الشمال والصبا ، وفيهم الحمرة والشقرة ، وأخلى الله أرضهم فاشتد بردها ، وأخلى سماءهم ، فليس يجري فوقهم شيء من النجوم السبعة الجارية ، لأنهم صاروا تحت بنات نعش والجدي والفرقدين ، فابتلوا بالطاعون . ويطلق على تلك القبائل عند المؤرخين المتأخرين قبائل الشمال أو الشعوب الآرية ، يقول المؤرخ جيمس هنري في كتاب العصور القديمة ص 152 : " وقد شرعت تلك القبائل منذ القديم تهاجر من مراعيها في الشمال إلى كل الجهات ، ومع مرور الزمن تألف منها صف طويل من الخلق يمتد من تخوم الهند في الشرق قاطعاً أوروبا إلى الإطلنطي حيث نراهم اليوم " أ.هـ ولكن من الواضح ان هذه الشعوب تمتد إلى الشرق الأقصى ، يقول جيمس هنري : " فإذا بدأنا من أنكلترا غرباً واتجهنا شرقاً قاطعين قارة أوربا حتى نبلغ إلى شمال الهند وجدنا بضع كلمات مشتركة بين لغات الشعوب التي نمر بها ، فإن الكلمات الثلاث (أب) و(أم) و(أخ) في اللغة الأنكليزية والألمانية والللاتينية واليونانية والفارسية القديمة ولغات أواسط آسيا وشرقي الهندي متشابهة جداً " أ.هـ ، كما نلاحظ أن كتب الهندوس القديمة المقدسة (الفيدا) والتي كتبت قبل ما يقارب 4000 ق.م فيها إشارات إلى الوحدة الآرية والوطن القديم شرقي بحر قزوين . ومن تلك البلاد أيضا جاءت قبائل الاريين إلى أيران 600ق.م متمثلة في مملكة الماديين (نسبة إلى بني ماداي التي وردت في نص التوراه أعلاه) بعد أن أطاحت بمملكة بابل الكلدانية الحامية الاصل . ونخلص من التواريخ وغيرها ان الشعوب الآرية أستوطنت في أوروبا وروسيا والهند وأيران والصين ومنهم من استوطن في الجزر في الشرق والغرب .

الكلام عن حام :
نورد نصاً يحاول البعض في العصور المتأخره اسقاطه على العرب حيث جاء في التكوين قصة عجيبة فقالوا ان كنعان بن حام لعن قبل أن يولد " 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجاً. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ .............عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ 25فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ». 26وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ. 27لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُمْ». 28وَعَاشَ نُوحٌ بَعْدَ الطُّوفَانِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. 29فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ نُوحٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً وَمَاتَ. " 9/26ـ27 ، والفراغ في النص السابق حذفناه لما فيه من اتهام شنيع لنبي من انبياء الله وهو نوح عليه السلام بشرب الخمر نأبى ان نضعه في المقال ، واما سبب اللعن لكنعان بن حام قبل أن يولد فهو بلا شك باطل ، ونحن لم نذكر هذا النص الا لذكر مؤرخي العرب تلك القصه والتي يستدلون بها بطريقة غير مباشرة على نقاء العنصر السامي ، قال الطبري : " حدثنا ابن حميد ، قال: حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، في الحديث قال: ويزعم أهل التوراة أن ذلك لم يكن إلا عن دعوة نوح على ابنه حام ، وذلك أن نوحا نام فانكشف عن عورته ، فرآها حام فلم يغطها ، ورآها سام ويافث فألقيا عليها ثوباً فوارياً عورته، فلما وهب من نومته علم ما صنع حام وسام ويافث، فقال: ملعون كنعان بن حام ، عبيداً يكونون لإخوته ، وقال: يبارك الله ربي في سام ، ويكون حام عبد أخويه ، ويقرض الله يافث ، ويحل في مساكن حام ويكون كنعان عبداً لهم. " أ.هـ ، وهو كما قلنا اختلاق يهودي تلقفه قليل من المستشرقين وبعض العرب المنبهرين بالعلوم الغربية في القرن الماضي لاسقاط الكنعانية على عرب الشام في الوقت الحاضر لاسباب معروفه ، فيقول الدكتور جيمس هنري " الكنعانيون أسلاف العبرانيين " العصور القديمة ص91 ويقول في صفحة 92 " الفينيقيين من العبرانيين" بغية اثبات مالا يثبت وهو تميز الجنس الاسرائيلي وان أرض الميعاد هي فقط لبني اسرائيل، بينما الحقيقة ومن نصوص التوراة نفسها ان العرب سواء كانوا عدنانيين ( اسماعيليين) أي إبراهيميين أو قحطانيين هم ساميين بالدرجة الأولى وليسو كنعانيين من نسل حام ، وسنرى تهافت مثل هذا القول من نصوص التوراه نفسها ومن كلام العلماء الغربيين الآخرين فيما بعد ، والمعروف الان ان بوادي الشام وحواضره تملائها في الوقت الحاضر قبائل ذات اصول ساميه وليست كنعانية حامية لان الفرق التي تؤمن بحرفية الكتاب المقدس ثابت لديها اللعن في الايه على كنعان الذي يوصف في بعض المدارس الانجيلية بالجنس الهمجي والمنبوذ لخدمة أغراض خاصة ، وهم بهذا يكذبون نصوص التوراه التي نصت على أن كنعان من نسل حام حتى أنهم من أجل تأكيد تلك الفرضيه بعثو بالقوة الجبرية الثقافات الوثنية للبلاد الأخرى وكأنها كما كانت دينا وعرقا ومسمى متطابقة مع ما كان الوضع عليه 1000 ق.م قبل انقسام يهوذا واسرائل ، وربما كان هذا بسبب حفاظ اليهود على تاريخهم القديم مع نقاء عرقهم وعدم مخالطتهم للعناصر الأخرى ، ولكننا نعلم جميعاً ان معظم القبائل السامية في جزيرة العرب لا تزال محافظه على عراقة اصولها منذ أيام أبراهيم بل ومنذ أيام سام وحتى اليوم . لهذا فإن العرب الساميين ، قحطانيين واسماعيليين ، لا يقبلون مثل هذا الاسقاط ، بل إن لهم حق معلوم في إرث سام وفي إرث إبراهيم .
ونستمر في الكلام على حام ونسله ونقول جاء في التكوين : " 6وَبَنُو حَامٍ: كُوشُ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُ وَكَنْعَانُ. 7وَبَنُو كُوشَ: سَبَا وَحَوِيلَةُ وَسَبْتَةُ وَرَعْمَةُ وَسَبْتَكَا. وَبَنُو رَعْمَةَ: شَبَا وَدَدَانُ. 8وَكُوشُ وَلَدَ نِمْرُودَ الَّذِي ابْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ 9الَّذِي كَانَ جَبَّارَ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ. لِذَلِكَ يُقَالُ: «كَنِمْرُودَ جَبَّارُ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ». 10وَكَانَ ابْتِدَاءُ مَمْلَكَتِهِ بَابِلَ وَأَرَكَ وَأَكَّدَ وَكَلْنَةَ فِي أَرْضِ شِنْعَارَ. 11مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ خَرَجَ أَشُّورُ وَبَنَى نِينَوَى وَرَحُوبُوتَ عَيْرَ وَكَالَحَ 12وَرَسَنَ بَيْنَ نِينَوَى وَكَالَحَ. (هِيَ الْمَدِينَةُ الْكَبِيرَةُ). 13وَمِصْرَايِمُ وَلَدَ: لُودِيمَ وَعَنَامِيمَ وَلَهَابِيمَ وَنَفْتُوحِيمَ 14وَفَتْرُوسِيمَ وَكَسْلُوحِيمَ. (الَّذِينَ خَرَجَ مِنْهُمْ فِلِشْتِيمُ وَكَفْتُورِيمُ). 15وَكَنْعَانُ وَلَدَ: صَيْدُونَ بِكْرَهُ وَحِثَّ 16وَالْيَبُوسِيَّ وَالأَمُورِيَّ وَالْجِرْجَاشِيَّ 17وَالْحِوِّيَّ وَالْعَرْقِيَّ وَالسِّينِيَّ 18وَالأَرْوَادِيَّ وَالصَّمَارِيَّ وَالْحَمَاتِيَّ. وَبَعْدَ ذَلِكَ تَفَرَّقَتْ قَبَائِلُ الْكَنْعَانِيِّ. 19وَكَانَتْ تُخُومُ الْكَنْعَانِيِّ مِنْ صَيْدُونَ حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ جَرَارَ إِلَى غَزَّةَ وَحِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَأَدْمَةَ وَصَبُويِيمَ إِلَى لاَشَعَ. 20هَؤُلاَءِ بَنُو حَامٍ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ كَأَلْسِنَتِهِمْ بِأَرَاضِيهِمْ وَأُمَمِهِمْ.." تكوين ـ اصحاح 10/6-20 ،

نلاحظ من الوصف السابق أي قرابة 5000 ق.م :
ـ نسل حام في العراق : كوش حيث ولد نمروذ . وكان ابتداء مملكته بابل وأرك وأكد وكلنة (كلدة) في أرض شنعار . من هذه الأراضي خرج أشور وبني نينوى ورحوبوت عير وكالح . ورسن بين نينوى وكالح هي المدينة الكبيرة .
إن ما ذهب إليه المؤرخ سايس الانكليزي والآب انستاس الكرملي وجيمس هنري وغيرهم وأيدهم فيه محب الدين الخطيب 1934م وإسقاطهم ان كلدة 3600 ق.م من الساميين العرب لا تعضده نصوص التوراه فكلدة في التوراه كما لاحظنا في النص السابق هم من نسل حام وليس من نسل سام ، إذن هذا الاسقاط المشبوه مردود بنصوص التوراه ، والدولة الكلدانية حكمت في أشور فترة طويلة ، وكانت بعض قبائل الساميين في جزيرة العرب تتصل بهم تجارياً على عادة العرب في الجاهلية ، ولا بد أن هناك من الساميين من استوطن تلك البلاد (الرافدين ـ آشور) في عصور الكلدانية المتأخره، حيث خرج ابراهيم عليه السلام قرابة 1900ق.م ، وارتقاء ساموآبي (سام أبي) السامي على عرش كلده لفترة وجيزة لا يعني أن الكلدانيين ساميين كما يعتقد بعض المؤرخين ، إذ سرعان ما عادت الامور ألى الكلدانيين ممثلة في الملك الذي أعادها حامورآبي (حام آبي) الحامي الكلداني الاصل قبل استيلاء الماديين عليها ، وكلدة نصت التوراه على انها من نسل حام . واستيلاء الساميين (العرب) على كلديا حدث في عصر متأخر قرابة 1600 ق.م وقد سجل ذلك المؤرخ الآرامي باروز أو بيروس بالرسم اليوناني الذي كان معاصراً للاسكندر المقدوني وقد اعتمد على كتابه جماعة من العلماء مثل أبيدان الكاهن المصري في هيكل أزوريس على عهد خلفاء الاسكندر المقدوني ، واسكندر بوليستور المتوفي 1 ق.م وأبولو ووروس المعاصر لسيدنا عيسى عليه السلام وقد نقل عن الأخيرين جورج سينسالوس وأوسابيوس قول كاهن بعل باروز المذكور: " أن العرب استولو على كلديا ، وجلس منهم على أريكتها تسعة ملوك مدة 245 سنة " ، بل ويقول سايس :" أنه بسقوط الأسرة الثانية المالكة في أور نشأت في العراق أسرة سامية وكان اسم زعيمهم (سومو آبي) أي سام أبي والمعنى أبن سام ولكن دولته لم تستفحل لظهور بني عمومتهم العيلاميين عليهم" أ.هـ ، (نسبة الى عيلام) ولكن بعد فترة طويلة من الزمن توج الملك المشهور حمورابي هناك ولم يبين المؤرخ سايس ان حامورابي تعني حام أبي ، وربما كان لدولة سام أبي دور في ظهور السريانية كلغة للكلدانيين فيما بعد .

ـ نسل حام في الشام : جاء في تاريخ الأمم والملوك : " ولحق قوم من بني كنعان بالشأم فسميت الشأم حيث تشاءموا إليها ، وكانت الشأم يقال لها أرض بني كنعان " أ.هـ . لم تكن تعرف الشام بالشام في ذلك الوقت وهي سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وفيها سكن بنو كنعان حيث ولد صيدون بكره وحثا (الحثي) واليبوسي والأموري والجرجاني . والحوي والعرقي والسيني . والاروادي والصماري والحماني . وبعد ذلك تفرقت قبائل الكنعاني . وكانت تخوم الكنعاني من صيدون (المسماه الان صيدا) حينما تجيئ إلى جرار إلى غزة (جنوب فلسطين) وحينما تجئ نحو سدوم وعمورة وأدمة وسبوييم إلى لاشع (الأردن وسوريا) . ومن الكنعانيين خرج الفينيقيين ، يقول العلامة فرانسيس لنورمان F.Lenormand : " ان تقليد الفينيقيين الذي جمعه في مدينة صور المؤرخ اليوناني هيرودوتس البارع في تحري منابع الأخبار ، وقبله تروغ بمبي المعروف بالرأي الصائب ثم التقليد الذي كان جارياً ببابل في اوائل النصرانية أيام أنشئ الكتاب السرياني الكلداني ، جميع هذه التقاليد تتفق على أن الكنعانيين (الفينيقيين وإخوتهم من قبائل كنعان) سكنوا بالقرب من الكوشيين إخوتهم الأصليين عند أرياف خليج العجم " أ.هـ .

ـ نسل حام في أفريقيا ومصر : ومصرايم بن حام بن نوح عليه السلام ولد أوديم وعناميم ولهابيم ونفتوحيم . وفتروسيم وكلوجيم . الذين خرج منهم فلشتيم وكفتوريم . وهؤلاء بنو حضارة عظيمة في مصر ، وكان قدماء المصريين يعتقدون أنهم أول من سكن وادي النيل وعمر فيه ولذا سموا أنفسهم على الآثار 5000ق.م (روت) أو (لوت) ومعناه عندهم أصل البشر ظناً منهم أنهم آباء البشر ، بينما أصل كلمة لوت لوديم حذفت منها علامة التثنية (يم) فصارت لود ثم حرفت الدال الى التاء لقرب مخرجيهما ولوديم كما جاء في التوراه اسم لابن مصرايم بن حام بن نوح عليه السلام ، وبحسب كتاب مانيثون القديس المؤلف في عصر بطليموس الثاني عن ملوك مصر القدماء ، فإنه لا يعرف كيف تكونت دولة الملوك الفراعنة الا ان ماثينون القديس قسم تاريخ مصر القديم إلى إحدى وثلاثين عائلة ملوكيه ، وقسم هذه العائلات إلى ثلاث طبقات وجعل لكل طبقة بابا مخصوصا كالتالي :
ـ الطبقة القديمة وابتداؤها من سنة 5626 قبل الهجرة ومدة حكمها 2105 سنه وتشمل احدى عشر عائلة من الأولى وحتى الحادية عشرة .
ـ الطبقة الوسطى ومبدؤها من سنة 3521 قبل الهجرة ومدة حكمها 1361 سنة وتشمل وتشمل ست عائلات من الثانية عشرة إلى السابعة عشرة .
ـ الطبقة الأخيرة وابتداؤها من سنة 2160 قبل الهجرة ومدة حكمها 1371 سنة وتشمل على أربع عشرة عائلة من الثامنة عشرة إلى الحادية والثلاثين .
مع ذكره لمآثر الملوك الفراعنه وأهم احداثهم ملكاً ملكاً من العائلة الأولى وحتى الحادية والثلاثين . ولا أعلم اذا كان كتاب ماثينون قد طبع بالعربية مؤخراً أم لا ، الا انه يوجد في مكتبتنا نسخة مطبوعة من القرن 18م . يقول ابن الأثير ق7هـ : " وصارت بقية ولد حام بالسواحل من النوبة والحبشة والزنج ، ويقال: إن مصرايم ولد القبط والبربر. وأما قوط فقيل إنه سار الى الهند والسند فنزلها وأهلها من ولده " أ.هـ .


ومن مصرايم جاءت هاجر أم اسماعيل عليهم السلام .

ـ يتبع















التوقيع
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
أ‡أ،أٹأ¦أ‍أ*أڑ أ¥أڈأ*أ¥ أ£أ¤ أ‌أ‘أ¥أ¦أڈأ*
رد مع اقتباس