عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 09-Jul-2004, 05:53 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الدهاسي وبس
عضو
إحصائية العضو






التوقيت


الدهاسي وبس غير متواجد حالياً

افتراضي رسالة إلى كل مريض

رسالة إلى كل مريض

بسم الله الرحمن الرحيم
كثير من المرضى ( أو من لديه مريض ) ينظر لحاله بأنه لا أمل ولا حل لوضعه وأنه وصل للنهاية وأن جميع المحاولات } تؤدي لطريق مسدود .
وهذا الاعتقاد يسبب لهم ألما نفسيا شديدا إضافة إلى أنه مخالف للواقع ؛ لأن الإنسان بطبيعته عجول و{ إذا مسه الشر جزوعا }
فأبشر أيها المريض ، وابتعد عن حياة اليأس والقنوط .
كلا وألف كلا لهذه الحياة التي يغلفها اليأس والقنوط ، ما هذه الحياة التي تفقد قيمتها حين يفقد الإنسان قدرته على المقاومة والإرادة وتحقيق أحلامه وطموحاته ؟؟؟
الأمل لا ينقطع أبدًا والصبر يتجدد دوما وتأملوا معي هذا الحديث النبوي الشريف.
'ما أنزل الله من داء إلا وأنزل معه الدواء علمه من علمه وجهله من جهله'
[1] 'ما أنزل الله من داء إلا وأنزل معه الدواء' يقين لو ملأ جوانح المسلم وقلبه لما تسرب اليأس إلى النفوس ولما تسرب الشيطان إلى القلوب بالقنوط من رحمة الله تعالى أو الإحباط من تكرار المحاولة إنه الدواء خلقه الله كما خلق الداء إنه الحل أوجده الله تعالى كما أوجد المشكلة مثلا بمثل فكما ترى المشكلة أو المأساة رأي العين فكذا الحل كن على يقين أنه قريب منك رأي العين فالذي خلق هذا خلق هذا سواء بسواء ولكنه اليقين والثقة والصبر فأين تراها ذهبت؟
2] 'علمه من علمه وجهله من جهله'هذا هو الشق الثاني من الحديث وهو الذي سيرد على التساؤل الذي لا بد سيرد على الأذهان بعدما ذكرناه في تفسير وبيان معنى الشق الأول وهو كيف بنا إن صبرنا وصبرنا ولم نجد حلا ؟! أهو الصبر إلى الممات ذلك الذي تعنيه بقولك الصبر واليقين وكيف ذلك ؟

إن عدم توصلنا للحل إنما يرجع لأسباب عديدة منها:
1ـ أننا لا نعرف عما نبحث بل نحن نضع صورة للحل توافق هوانا ورغبتنا ولا يشترط أن تكون هي الحل كلا بل لا بد من تمام التسليم من المريض للطبيب لتحقق الشفاء التام بإذن الله تعالى إننا في الحقيقة نبحث عما نطمع لا ما نعرف أنه الحل .
2ـ قد يكون بحثنا عن الحل في المكان الخاطئ وهو قوله صلى الله عليه وسلم: [[علمه من علمه وجهله من جهله]] وفي هذا الأثر علم وحل وأمل فالعلم أن الدواء قد لا يوجد عند من تبحث عنه وهو تنبيه ألا تتجه بالمشاكل إلا لأهل الاختصاص والخبرة والمؤتمنون على دينك وأهل المشورة الصحيحة المعروفين بعلمهم وورعهم وخبرتهم وحرصهم على مصالح الناس والحل أن تعيد البحث عند غير من استشرت ولا يمتنع أن يوجد جزء من الحل عند هذا أو ذاك وتجمع من كل منهم ما يفيدك ويعينك على تجاوز المحن والصبر والثبات وأما الأمل فإن الحل الموجود وإذا فقدته عند أحد فستجده بإذن الله تعالى عند آخر ولكنها الهمة في البحث والتنقيب والصبر يرفعه الله في آخر الطريق جائزة للواصلين المطمئنين إلى وعد الله تعالى.
إذن أيها المريض هنيئاً لك ؛ أقبل فإنما أنت اختيار الله تعالى واصطفاؤه لتكون من حزب الصابرين والراضين بقضاء الله تعالى وقدره, فها هو اليقين يملأ جوانحك أن الله تعالى ما أنزل من داء إلا وأنزل له دواء وأنه سبحانه نبهنا أن هذا الدواء لا يعلمه كل الناس, بل هو مما يحتاج إلى البحث عنه وبذل الجهد لتحصيله, وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن الناس يوم القيامة عندما يرون أجر الصابرين يتمنون أن يعودوا إلى الدنيا فيقرضوا بالمقاريض لما يرون من عظم أجر الصابرين.

ولكل ما سبق يأتي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: [[ولا تداووا بحرام, إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم]] وكيف ونحن في ظلال عبادة المرض عبادة الرضا والصبر والأخذ بالأسباب, فكيف نصلها بالحرام؟ كلا بل هي تنال بالرضا واليقين فللهم ارفع منازلنا وثبت قلوبنا وزد يقيننا وعلمنا بك تبارك وتعاليت.
((( منقول بتصرف )))















رد مع اقتباس