عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 31-Oct-2009, 01:11 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
خالد بن مورق

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية خالد بن مورق

إحصائية العضو





التوقيت


خالد بن مورق غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى خالد بن مورق
افتراضي قصة جديع بن هذال مع محسن الفرم

ذهب جديع بن هذال (راعي الحصان ) جنبا مع الابل وركب معه اثنان من قبيلته على فرسيهما يرتادان المراعي وفي منتصف النهار ابتعدوا وحلوا في فيضة فعذروا لخيلهم فيها وناموا ففوجئوا بالشيخ الفرم شيخ بني علي من حرب وقومه يحيطون بهم ويأسرونهم..

فلما عرف الحروب أن هذا الفارس هو جديع بن هذال (راعي الحصان ) تشاورا بينهم فيما يعملونه به فقال أحد أخوان الشيخ الفرم وهو أخوه الصغير ويقال أنه هو الشيخ محسن الفرم الملقب (شريدة الفرسان) وكان صغيرا بالسن وقال رأيه :
إما خزيزة *وأما عايدة *

* خزيزة : أطيب الابل التي ينتقيها زعيم القوم من الغنيمة
*االعايدة : التي تليها في طيبها
والمراد هنا أن عند هذا الشيخ الصغير رأيين يشابها الخزيزة والعايدة ..

اي إما أن تطلقوه منا بلا فداء فتكون لكم عنده يد لا تضيع ، وإما أن تقتلوه وترتاحوا منه ، لانه فارس مشهور وترفعوا عنه المنع ولكم حرية التصرف فيه..

فلم يقبلوا رأي الشيخ الصغير وطلبوا فداءه بابل وخيل واحتجزوه ، وهذه كلها مشاورات بينهم وجديع لم يسمع شيئا..

فسألهم جديع عما يريدون منه ورفاقه ؟

فأبلغوه الفداء بالابل والخيل ، فقال : أرسلوا رفيقي إلى قومي يحضر لكم ما طلبتموه ، فأطلقوا خويه ونحوه عنه حتى لا يوصيه فلما ابتعد عن جديع ناداه جديع بأعلا صوته :
سمعت طلبهم ؟ (( يقصد طلبهم إبل وخيل كثيرة ))

قال خويه نعم
قال جديع : علمهم لايتركوني ، ولا يطيعوا راعي الغنم وخبرهم أن عند هدلان العبادي دواء راسي إذا أصابه الوجع ، أخبرهم يحضروا لي الدواء ..

وكان قول جديع بن هذال مشحون بالرموز ، ولكنه ظهر للحروب أنه كلام عادي ما لاحظوا فيه اي رمز..

ولما وصلت الوصاة الى قوم جديع جمعوا له طلبه فداء له حسب ظاهر كلامه ثم دعوا هدلان العبادي من السبعة ليأخذوا منه دواء الرأس ، فحضر هدلان واختصر بكبار عنزة وقالهم :

لست طبيبا أعالج رأس جديع ، ولكن سبق لجديع أنه استشارني وشرت عليه بالمشورة الطيبة ، وهذه المرة يبي مشورتي..

فقالو كبار عنزة وما هو رأيك يا هدلان ؟
قال : إن جديع يأمركم بترك راعي الغنم ومعنى كلامه :
أن تتركوا الماشية ةتسرعوا لتغنموا الفرم وجماعته ، لان جديع طمع فيهم ..

فقبلوا رأيه وأسرعوا الى جديع وسار هدلان معهم ، فلما قربوا من القوم قال هدلان : عندي رأي آخر..
قالوا وما هو ؟
قال أريد خيلا تسري وتكون وراء القوم فاذا انهزموا بجديع تردهم الخيل لان طمعنا إنما هو في جديع ، وفعلوا ما أمرهم
وفي الليل أحست فرس الشيخ جديع باقبال الخيل وكانت تسمى الشُّنين فبدأت تحرث الارض بيدها..
فقال الشيخ جديع بن هذال (راعي الحصان ) لرفيقه لما رأى حساسية الفرس : إذا كان العرب على ظني فيهم الليلة ياصلون .
وكانت هذه الكلمة في أذن الاخ الاصغر للفرم وكان بالقرب منهم يسمعهم ويراقبهم ، فرجع لجماعته وأخبرهم وقال : سبق وأن أعطيتكم رأي في قضية جديع فلم تقبلوا مني والان جماعة جديع بيباغتونكم وأرى أن تحجزوا جديع على ذلوله ويوكل به جماعة منا يسرون به وبأغلى ما عندنا من البل فإذا صبحنا قوم جديع وما لقوا جديع فلن يفعلوا شيئا ، لان تخليص جديع هو الغرض اللي جاءوا لاجله ..

فقبلوا رأيه هذه المرة ولكن بعد فوات الاوان لان الخيل اللي اقترحها هدلان العبادي السبيعي رصدت لمهربي جديع وردتهم وخلصت جديع منهم وبعدها بفترة غزى جديع على بني علي من حرب وشيوخهم الفروم وصارت مذبحه عظيمة انتصرت فيها عنزة بقيادة جديع بن هذال وغنمت أموال حرب وذبح جميع مشايخ الفروم ولم يبقى الا أخاهم الصغير بالسن فتمكن من الهرب على ظهر الخيل ولقّب فيما بعد ب ( شريدة الفرسان) وهذا الشيخ الصغير كان هو الشيخ محسن بن فرز الفرم...


منديل الفهيد, الجزء الرابع, من ص 118 - 121 .



منقول