الأخ العزيز / خالد نوار حياك الله ، بعد التحية
ألفاظ الحديث الذي سألت عنه غير صحيحة ، بل فيها شك أنها موضوعة ،
ولكن هناك
حديث ورواية قريبة من معناه صحيحة كما في الموطأ والمسند وصحيح مسلم وسنن النسائي وصحيح ابن خزيمة وابن حبان وسنن البيهقي الكبرى ومسند أبي يعلى والربيع و أبي عوانة وغيرهم ، كلهم عن أبي هريرة
رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أتى الْمَقْبُرَةَ فقال : ( السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إن شَاءَ الله بِكُمْ لَاحِقُونَ
وَدِدْتُ أَنَّا قد رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا قالوا أو لسنا إِخْوَانَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ قال أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لم يَأْتُوا بَعْدُ فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ من لم يَأْتِ بَعْدُ من أُمَّتِكَ يا رَسُولَ اللَّهِ فقال أَرَأَيْتَ لو أَنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بين ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ قالوا بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ قال فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ من الْوُضُوءِ وأنا فَرَطُهُمْ على الْحَوْضِ ألا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عن حَوْضِي كما يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ ألا هَلُمَّ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قد بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا ) ولفظ مالك والنسائي وابن حبان (وددت أني قد رأيت ).
كما أن هناك روايات قريبة ومشابهة لهذا الحديث ولكن طرقها وأسانيدها ضعيفة كحديث :
عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كنا في بيت عائشة أنا ورسول الله وأبو بكر فقال رسول الله : ( يا أبا بكر ليت أني لقيت أخواني ليت أني لقيت أخواني فإني أحبهم
فقال أبو بكر يا رسول الله نحن أخوانك قال لا أنتم أصحابي إخواني الذين لم يروني وصدقوني وأحبوني حتى أني لأحب إلى أحدهم من ولده ووالده قالوا يا رسول الله نحن أخوانك قال أنتم أصحابي ألا تحب يا أبا بكر قوما أحبوك بحبي إياك بلى قال فأحبهم ما أحبوك بحبي إياك ) .هذه الرواية عند أبي نعيم وهي ضعيفة بل واهية لضعف ابن هرمز الذي يرويها عن أنس .
وورد بعض الروايات المتقاربة ولكنها لا تخلو من كلام من حيث السند وإليك بعضا منها :
أخرج ابن أبي شيبة في مسنده عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا ليتني قد لقيت إخواني قالوا يا رسول الله ألسنا إخوانك وأصحابك قال بلى
ولكن قوما يجيئون من بعدكم يؤمنون بي إيمانكم ويصدقوني تصديقكم وينصروني نصركم
فيا ليتني قد لقيت إخواني ).
وأخرج ابن عساكر في الأربعين السباعية من طريق أبي هدبة وهو (
كذاب ) عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليتني قد لقيت إخواني ، فقال له رجل من أصحابه أو لسنا إخوانك ؟ قال : بلى
أنتم أصحابي وإخواني قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ثم قرأ الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة) .
وأخرج أحمد والدارمي والباوردي وابن قانع معا في معجم الصحابة والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم عن أبي جمعة الأنصاري قال قلنا يا رسول الله : هل من قوم أعظم منا آجرا آمنا بك واتبعناك ؟
قال : ( ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم الوحي من السماء بل قوم يأتون من بعدي يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم أجرا ).
وأخرج الطبراني والحاكم وغيرهما حديثا طويلا وفيه : (ولكن أعجب الناس إيمانا قوم يجيئون بعدي يؤمنون بي ولم يروني ويصدقوني ولم يروني أولئك إخواني ) ولفظ الحاكم والبزار وأبي يعلى (ألا إن أعجب الخلق إلي إيمانا لقوم يكونون من بعدكم يجدون صحفا فيها كتاب يؤمنون بما فيه ) وكما ذكرت لك هذه الروايات لا تخلو من كلام من حيث ضعفها .
وَأَخْرَجَ الطَّيَالِسِيُّ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ عن عُمَرَ رَفَعَهُ ( أَفْضَلُ الْخَلْقِ إيمَانًا قَوْمٌ في أَصْلابِ الرِّجَالِ يُؤْمِنُونَ بِي وَلا يَرَوْنِي ) .
والله تعالى أجل وأعلم
تقبل تحيتي وتقديري
.