نشر بجريدة المدينه الخميس 23 رجب 1427 - الموافق - 17 اغسطس 2006 - ( العدد 15821)
ناصر النفيعي - جدة
رغم مرور عشر سنوات عجاف على رحيل (راع الباكور) مطلق الثبيتي والذي اصاب ساحة المحاورة بشلل نصفي 0فساحة المحاورة افتقدت الشاعر القيادي والموجه الحكيم والشاعر الواعي المثقف بعد رحيل الثبيتي 0
وكذلك قبيلة الشاعر لم تستطع انجاب شاعر يملأ ولو حيزا قليلا من الفراغ الذي تركه الشاعر رغم ان قبيلة (الثبته ) تزخر بالعديد من الشعراء المعروفين بدءا بالشعراء منيع الله ومعيوض ومرورا بـالشعراء عبدالملك المنصوري ووصل الشهيب وعواض الشهيب وسعيد الشهيب والقائمة تطول والبديل مفقود !!
ربما كان الثقل الذي يمثله الشاعر مطلق عاملا نفسيا مساعدا على تذبذب مستوى شعراء الثبيته او ربما ضعف امكانات الشعراء انفسهم !!اوانقساماتهم وتفرق القبيلة وعدم اتحادهم على دعم شاعر معين!!
ليلة السبت الفارط كان الجميع على موعد مولد شاعر شاب يحمل من مواصفات وملامح الراحل مطلق الشعرية والفكرية الشيء الكثير والكثير انه الشاعر الشاب (سلطان المنصوري الثبيتي ) هذا الشاعر الشاب لم تفرح به قبيلته او ساحة المحاورة بقدر مافرح به الشاعر الكبير مستور العصيمي والذي اشاد بامكانات وامكانيات الشاعر الثبيتي الشاب ، بل وصفه بشاعر ( عتيبة ) القادم عندما صدح بصوته الجهوي معانقا الغيم حين قال :
الصفوف صفوفنا والليل يالشاعر عتابة
سوق غالي للشراء والبيع والا سوق خالي
مجيبا نداء الثبيتي الذي حث الصفوف على اللعب وطلب افادة العصيمي المتمثل بالصف الادنى للشاعر بعد الصف البعيد المتمثل في الشاعر حبيب العازمي احد شهود تلك الليلة الشعرية .. منشدا :
ياصفوف اللعب ساعة لين نسمع كل جابه
نسمع الصف البعيد و نسمع الصف الموالي
ثم طالبا من العصيمي ان يفل كتاب المعنى ويقلب اوراق الملعبة بادب جم كتلميذ نجيب مع استاذ نبيل قائلا :
يالعصيمي بعد سيف العز وثقنا نصابه
ودك نسوق الضعن يم اليمن والا الشمالي
.. ليرد العصيمي بقوله
الصفوف صفوفنا والليل ياشاعر عتابة
سوق غالي للشراء والبيع والا سوق خالي
.. ومقدما نصايحه وتوجيهاته للثبيتي :
لاتوهق والليالي بين ميلة وانقلابة
ماطمعت براس مالك وش تبى من راس مالي
وكدليل على براعة الثبيتي وان اشادة العصيمي لم تكن من فراغ قال :
سوق غالي كان ذاك العد صفيتوا شرابه
تثبت الغترة على الراس ويزينها العقالي
فساحة المحاورة بعد ان كانت منهلا عذبا اصبحت تشوبها الشوايب وربما الشيء الذي يقلق مضجع الثبيتي هو كثرة التناحر والتباغض بين الشعراء وكمثال خلاف الرياحي والعازمي والذي استفسر عن اسبابه من العصيمي حينما قال :
ودي انشد صاحبي مستور واميز جوابه
وش حصل مابين ابن غانم وابو زيد الهلالي
هذا الخلاف لم يأبه به العصيمي وتجاهل اجابته فهو امر غير مهم بقدر مايهم العصيمي ان يرى شاعرا يسد فراغ ( راع الباكور) فقال :
انت ياسلطان شاعر للجماعة بالنيابة
بالنيابة عن كبير القوم حمَال الثقالي
ليؤكد الثبيتي انه على قدر المسئولية بقوله :
ان بدينا في علو الضلع مافيها غرابة
الغرابة لو نبركها على الجرف الهيالي
ثم يعود لطرح سؤاله على العصيمي بشأن خلاف العازمي والرياحي عندما قال :
الجمل من فك قيده والخطأ من فك بابه
افطنوا قبل الحمل لايقصم ظهور الجمالي
ليرد العصيمي بشيء من الغضب والعنفوان هذا الامر لايهمني بتاتا بقوله :
يالثبيتي من قديم الوقت مااكلتنا الذيابة
الرجال نضدها ونهز راسية الجبالي
ثم يوجه العصيمي للثبيتي مامعناه ) دع مالايهمك ياسلطان والتفت لما يهمك واعتبرني عونك ومعينك وموجهك في غدو المحاورة وخصمك في النفس الوقت) في ثنايا هذا البيت :
كلنا للسلم سلم وقوم في وقت الحرابة
مثل ماقال المثل ياحيلتي من دون حالي
ليختتم العصيمي تلك المحاورة ناصحا سلطان الثبيتي بالسير بخطوات الواثق والابتعاد عن المهاترات والكلام المبتذل والرخيص وطالبا منه الرقي بالشعر..بقوله :
المعاني لاتلحنها على لحن الربابة
فرق ياسلطان واضح في الجواب وفي السؤالي
ان اعجابي بهذا الشاعر الشاب يأتي امتدادا لاشادة مستور العصيمي وشعراء تلك الليلة حبيب العازمي وعوض الله ابو مشعاب ومصلح بن عياد ومرورا بالحضور الذين لوى اعناقهم هذا الشاعر باتجاهه رغم ان الحكم على الشاعر من محاورة او محاورتين فيه شيء من الاستعجال وعدم التروي لكن الايام ستبرهن على صدق نظرة العصيمي الثاقبه وثقتي العمياء فـ " سلطان الثبيتي " مطلق عصره وان غدٍا لناظره قريب !
((ومااختيار لجنة الفرز لسلطان المنصوري ببرنامج شاعر المعنى للمراحل النهائية الا انصافا للمعنى واهله والشعر وذويه مع تمنياتي بالتوفيق لخليفة راع الباكور سلطان المنصوري ))
وفي برنامج شعرأء من ذآكرتنا الذي يعرض على قناة الساحة
في حلقة مطلق الثبتيتي المذيع سأل الشآعر مستور العصيمي
من هو خليفة مطلق في هذا الزمن فرد عليه انه سلطان المنصوري
والذي عرف عن ابو تركي انه لا يجامل..
فهنياً للساحة بزوغ هذا النجم عسى ربي يوفقه ويتبع طريق شعراء المحاورة القدمآء
منقووووووووووووووول للآمأنة