عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 29-Dec-2012, 02:38 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
العملا111ق

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية العملا111ق

إحصائية العضو





التوقيت


العملا111ق غير متواجد حالياً

افتراضي الصـــــــبر ضيــــــــــــاء

اذا استحكمت الأزمات وتعقدت حبالها .. وترادفت الضوائق .. وطال ليلها .. فالصب وحده هو الذي يشع للمسلم النور العاصم من التخبط .. والهداية الواقية من القنوط.

الصبر فضيلة يحتاج إليها المسلم في دينه ودنياه ولابد أن يبني عليها أعماله وآماله وإلا كان هازلا .. يجب أن يوطن نفسه على إحتمال المكاره دون ضجر .. وإنتظار النتائج مهما بعدت .. ومواجهة الأعباء مهما ثقلت بقلب لم تعلق به ريبة .. وعقل لا تطيش به كربة .. يجب أن يظل موفور الثقة بادي الثبات لا يرتاع لغيمة تظهر في الآفاق ولو تبعتها آخرى وأخرى .. بل يبقى موقنا بأن بوادر الصفو لابد آتية .. ومن الحكمة ارتقابها في سكون ويقين.

وقد أكد الله ابتلاء الناس لا محيص عنه حتى يأخذوا أهبتهم للنوازل المتوقعة فلا تذهلهم المفاجآت ويضرعوا لها

قال تعالى " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ"

ولا شك أن لقاء الاحداث ببصيرة مستنيرة ، واستعداد كامل أجدى على الانسان وأدنى إلى إحكام شؤونه.

فال تعالى " وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"


والصبر يعتمد على حقيقتين

أما الأولى : فتتعلق بطبيعة الحياة الدنيا .. فإن الله لم يجعلها دار جزاء وقرار .. بل جعلها دار تمحيص وامتحان .. والفترة التي يقضيها المرء بها فترة تجارب متصلة الحلقات .. يخرج من امتحان ليدخل في امتحان آخر وقد يغاير الأول مغايرة تامة .. أى أن الإنسان قد يمتحن بالشيء وضده مثلما يصهر الحديد في النار ثم يرمى في الماء.

أما الحقيقة الأخرى فتتعلق بطبيعة الإيمان .. فالايمان صلة بين الإنسان وبين الله عز وجل . واذا كانت صلات الصداقة بين الإنسان لا يعتد بها ، ولا ينوه بشأنها إلا إذا أكدها مر الأيام وتقلب الليالي وإختلاف الحوادث فكذلك الإيمان لابد أن تخضع صلته للابتلاء الذي يمحصها فإما كشف عن طيبها وإما كشف عن زيفها.

قال تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ.

ولا ريب أن علم الله محيط بظواهر الأمور وبواطنها .. وأن هذا الإمتحان لم يأت بجديد بالنسبة إلى الكشف الإلهي .. المستوعب للبدايات والنهايات غير أن الانسان لا يحاسب على ما في علم الله بل حسابه على عمله الشخصي .. واذا كان بعض المجرمين سينكرون ما اقترفوا من سيئات فكيف تقام عليهم الحجة الا بامتحان تشهده جوارحهم وتنطق به أركانهم.

على هذين الحقيقتين يقوم الصبر ومن أجلهما يطالب الدين به بيد أن الانسان ومن عادته تجاهل الحقائق يدهش للصعاب اذا لاقته ويتبرم بالآلام اذا مسته ويقوم له طبعه الجزوع ما يبغض له الصبر ويجعله في حلقة كريه المذاق فاذا أحرجه أمر أو صدمته خيبة أو نزلت به كارثة ضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه الأيام مهما أمتدت !! وحاول أن يخرج من حالته بأسرع من لمح البصر .. وهي محاولة قلما تنجح لانها ضد طبيعة الدين والدنيا وأولى بالمسلم أن يدرب نفسه على طول الإنتظار .

قال تعالى "خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ"

وفي الحديث " ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله. وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر" (البخاري)

الصبر خلق عظيم ووصف حميد من اتصف به فقد أوتي خيرا كثيرا والصبر هو حبس النفس عل ما تكره واستقبال المصيبة بالرضا والتسليم رجاء فيما عند الله من الثواب وخوفا مما عنده من العقاب.


والله الموفق
مراجع خلق المسلم .. محمد الغزالي















آخر تعديل العملا111ق يوم 29-Dec-2012 في 02:40 AM.
رد مع اقتباس