عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 02-Aug-2006, 10:06 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
النافذ
عضو مهم

الصورة الرمزية النافذ

إحصائية العضو





التوقيت


النافذ غير متواجد حالياً

Post دبلوماسية "غير تقليدية" لاحتواء إيران



جيم هوجلاند- واشنطن بوست


مفكرة الإسلام/ترجمة: زينب كمال

تمارس الولايات المتحدة و"إسرائيل" هيمنتهما العسكرية التقليدية المطلقة على الشرق الأوسط, إلا أنهما ينزفان من جراء الحرب غير التقليدية التي تكلفهما الكثير. والآن على كل منهما أن يتبنى أساليب أخرى لمواصلة الحرب, من خلال الأساليب الدبلوماسية والسياسية غير التقليدية والمبنية على أساس المرونة والتقنيات القابلة للتغيير.

و هذا - بالنسبة لإدارة بوش - يعني انتهاج استراتيجية "كما لو أن", أي التظاهر, وذلك من أجل عرقلة حيازة إيران لأسلحة نووية أو لمنعها من التدخل في العراق. وهذا يعني أن تتصرف واشنطن كما لو أنها سوف تضمن الدعم الصيني والروسي لفرض عقوبات ضد طهران, وأن تتصرف كما لو أنه سوف يتم التوصل إلى اتفاق مع إيران في آخر الأمر - على الرغم من أن الأمرين كليهما مستبعد الحدوث.

إن التحرك نحو دبلوماسية "غير تقليدية" سوف يدفع الرئيس بوش – في الوقت المناسب - إلى التعبير عن رغبته في التحدث مباشرة مع إيران بشأن كافة القضايا, ومن بينها قضية الأمن في العراق والخليج الفارسي, ملحوظة إلى بوش: ليس عليك أن تجيب عن الرسالة التي وصلتك, فيمكنك أن ترد على الرسالة التي أردت أن تحصل عليها.

وبالنسبة للحكومة "الإسرائيلية" الائتلافية الجديدة, فإن فن إدارة الحكم "غير التقليدي" يعني اتخاذ خطوات فعالة لتجنب حدوث كارثة إنسانية وسياسية في الأراضي الفلسطينية بدلاً من الاستمرار في رفع درجة الحرارة تحت ذلك القدر الذي يفور بالفعل. لقد أظهر إيهود أولمرت مؤشرات أولية على انتهاجه - إلى حد ما - هذا الأسلوب.

ويهدف رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بزيارته إلى واشنطن لقاء الرئيس بوش خلال مجموعة من الاجتماعات التي سوف تساهم في إعادة رسم استراتيجية التعامل مع الإيرانيين المحافظين الذين يسيطرون على الحكم الآن في إيران، إضافة إلى ما أفرزته الانتخابات الفلسطينية من تولي حماس زمام المسئولية. ومن الممكن أن يحقق بوش وأولمرت - من خلال إعطاء "المحافظين" في كلا الطرفين المساحة التي يحتاجونها للسقوط بمفردهم - موافقة دولية على الخيارات الصعبة التي سوف تتم مطالبتهم بتنفيذها وتقديمها للعالم في المستقبل القريب.

هذا هو جوهر ما أطلق عليه شارل دي جول "la force du faible" أو قوة الضعفاء: وهي استعداد الشعب للقبول بما يحققه من نجاح قليل نسبيًا من خلال التفجيرات "الانتحارية" أو من خلال التسلح النووي "الجنوني". فالشعب ليست لديه وسيلة أخرى للرد على القوة العسكرية القاهرة التي أقامتها الولايات المتحدة و"إسرائيل" في المنطقة. وهذا بدوره يخلق حاجة إلى حنكة سياسية غير تقليدية من قبل الأقوى.

فقد هدد البيت الأبيض بورقة قطع كافة المعونات الاقتصادية الغربية عن قطاع غزة والضفة الغربية , وذلك أملاً في إحداث انقسامات داخل حماس أو في إجبار الفلسطينيين على الإطاحة بحماس الذين فازوا في الانتخابات التشريعية التي جرت في شهر يناير. إلا أن الاتفاقية الأمريكية - التي تمت الأسبوع الماضي للعمل مع الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة من أجل تقديم الدعم اللازم لتخفيف شبح الأزمة الإنسانية الذي يخيم على الأراضي الفلسطينية - لهي إشارة إلى أن سياسة الأرض المحروقة لم يتم تبنيها بشكل حاسم من قبل إدارة بوش.

وقد وافق البيت الأبيض على المبادرة الأوروبية في تقديم معونات في حالات الطوارئ بعد أن اتصلت وزيرة الخارجية "الإسرائيلية" تسيبي ليفني برئيسة الوزراء الأمريكية كوندوليزا رايس وأيدت تقديم مساعدات للفلسطينيين عن طريق آخر غير حماس. وقد ذهب وزير الدفاع "الإسرائيلي" عمير بيريتس إلى أبعد من ذلك؛ حيث قال: إنه يتعين على "إسرائيل" أن تعيد التفكير في سياساتها الصارمة التي تساهم في هذه الأزمة الإنسانية في المقام الأول.

لقد أدت السياسات الاعتراضية لحماس وتصريحات نجاد اللاذعة إلى التقريب ما بين سياسة الولايات المتحدة وسياسة الاتحاد الأوروبي فيما يخص الشرق الأوسط, وهي النتيجة التي كثيرًا ما سعت "إسرائيل" المتشككة لتجنبها في الماضي. ولكن المرونة التي يتمتع بها أولمرت تشير إلى أنه يدرك أهمية قيام واشنطن ببناء جبهة عريضة وواسعة بقدر المستطاع من أجل مواصلة الحرب باستخدام أساليب أخرى في حال فشل الدبلوماسية التقليدية.

إن وزارة المالية, وليس البنتاجون, هي التي تمسك الآن بمفتاح الخطوات القادمة في حال عدم قيام الأمم المتحدة بإصدار قرار باتخاذ إجراء ما ضد إيران. إن الخيار غير التقليدي هو قدرة وزارة المالية على منع البنوك والشركات الأجنبية من الدخول إلى السوق الأمريكية الرائجة إذا ما تعاونوا مع الخارجين عن القانون الدولي. وقد ساعد التهديد بعدم الدخول إلى الأسواق مؤخرًا في تقليل ما تقوم به كوريا الشمالية من تزوير للعملات الأمريكية, كما أنه من شأنه أن يدمّر تدفق الاستثمارات التي تحتاجها إيران لإعادة بناء صناعتها النفطية المتدهورة.

ولكن واشنطن يجب أن تتظاهر كما لو أنها بذلت كل ما بوسعها في التشاور مع شركائها والتصالح معهم قبل أن تقوم باتخاذ أية خطوات من شأنها أن تؤثر على المشاريع الفرنسية والروسية وغيرها من المشروعات الدولية. كما أن عليها أن تتظاهر كما لو أن إمكانية التوصل لاتفاق مع إيران هو السبيل الوحيد للحصول على تأييد كل من موسكو وبكين لدعم هذه الجهود.

ولهذا فإن بوش على حق: عليه ألا يستبعد طرح أي خيار على الطاولة - ومن بينها التحدث إلى أحمدي نجاد أو إلى حماس في بعض الظروف, أو التحدث إلى فلاديمير بوتين في قمة مجموعة دول الثماني الكبرى في شهر يوليو - وهذه سوف تكون فرصة الولايات المتحدة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق بشأن طموحات إيران النووية.

قال بوش لزائر حديث للبيت الأبيض عن إيران: "إننا الآن في لعبة من ستطرف عينه أول". في الحقيقة, إنها لعبة من يفكر أولاً ويفكر أفضل.















رد مع اقتباس