عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 20-Aug-2009, 04:18 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الاجود
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو





التوقيت


الاجود غير متواجد حالياً

افتراضي قـحـطـان الاصـالـة مــلوك وأسـيـاد

بسم الله الرحمن الرحيم




المتتبع لسير التاريخ اليمني العظيم يجد أن أول من سكن اليمن بعد الطوفان هو سام بن نوح وقد قامت في اليمن دولة عاد التي حكمت العالم وقد ذكر الله خبرهم وشدة بطشهم وما بنوا من الابنية المشيدة التي تدعى على مر الدهور وبسبب كفرهم وتكبرهم اهلكهم الله عز وجل بالريح العقيم وأورث ارضهم وديارهم نبي الله هود عليه السلام وابنه قحطان بن هود ،ومنه انتشرت القبائل القحطانية وما تفرع منها في المعمورة واليه تنسب ومصداق ذلك قوله تعالى «فانجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وماكانوا مؤمنين» آية 71 الاعراف.

وقحطان بن هود بن عبدالله بن رياح بن خالد ين عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح الذي اتخذ صنعاء داراً لملكه وعاصمة لدولته وكان ملكاً عادلاً حسن السيرة والسياسة ملك الجزيرة وكان له من الولد إحدى وثلاثين ذكراً وهو ابو اليمن كلهم وكانوا بني قحطان مجتمعين فتشعب في الارض فضائلهم وتعددت أفخاذهم وعشائرهم ونما عددهم واستجدوا خلق الدولة لبني قحطان متصلة فيهم وكان اول من جمعهم احد احفاده «يعرب بن قحطان» وهو سليل قحطان وليس إبنه المباشر وعرف بيعرب بن قحطان لإعرابه اللغة العربية فهو أول من نطق العربية حيث عدلت لسانه من السريانية إلى العربيه وبه سميت العربية وسمي أبنائه (( بالعرب العاربه )) .



الوحدة الاولى لأرض اليمن والأحقاف و جزيرة العرب :


اول من وحد بني قحطان في دولة واحدة هو الملك يعرب بن قحطان ويرجع تاريخ وجود الموحد الاول للأمة العربية ورائد اللغة العربية ومبتدعها ومطورها الى «الالف الثامن قبل الميلاد» والملك يعرب بن قحطان هو سليل قحطان كما اسلفنا ذكره وهو اول الملوك في التاريخ اليمني اليعربي القحطاني القديم، بسط نفوذه على الجزيرة العربية وقضى على عاد في اليمن والعمالقة في الحجاز فولى أخاه جرهم على الحجاز فقضى على من بها من العمالقة وولى أخاه عمان على منطقة عمان التي سميت باسمه وولى أخاه عامر الملقب بحضرموت وبه سميت، وقضى فيها على نفوذ عاد ومن بقي منهم وكان شجاعاً مغواراً لاتقف امامه الابطال في المعارك ولا يبرز له بطل الا قتله وغلبه، فكان اذا حضر اية معركة يقولون حضر الموت فلقب به وبلقبه سميت المنطقة قال ابن خلدون في العبر «وكان لبني قحطان الدولة متصلة فيهم وكان يعرب بن قحطان من اعاظم ملوك العرب وهو الذي ملك بلاد اليمن وغلب عليها وغلب العمالقة على الحجاز وولى اخوته على جميع اعمال الحجاز والشحر وحضرموت وعمان».

وتؤكد المصادر ان الملك يعرب تمكن من توحيد القبائل القحطانية وخضعت له القبائل الاخرى وحكم الارض ودانت له البلاد وانه اول من حي بتحية الملك «أبيت اللعن» و«أنعم صباحاً».



الوحدة الثانية:

ثم كانت الوحدة الثانية التي تحققت في الجزيرة العربية وكان رائدها الملك سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ويعني هذا أن الوحدة السابقة تفتت في عهد الملك يشجب بن يعرب فلما وصل الملك الى سبأ وكان اسمه عبد شمس استطاع ان يجمع بني قحطان في دولة واحدة فهو صانع الامبراطورية السبئية العظمى ومؤسسها وهو المعروف بسبأ الاكبر، وكانت عاصمته صرواح ثم مأرب ملك اليمن والجزيرة العربية وتجاوز ملكه الى خارج الجزيرة العربية «وزمنه» وذلك حوالى «3500ق.م» وهو اول من بنى سد مأرب واهتم بالزراعة والري والتجارة الداخلية والخارجية، واكثر الغزو والفتوحات وأدخل السبي الى اليمن، فسمي بهذا الاسم سبأ.

واهتم بزراعة الارض وغرس الاشجار المثمرة فكانت المرأة اذا ارادت ان تجني من ثمارها شيئاً وضعت مكتلها على رأسها وخرجت تمشي تحت الشجر وهي تغزل أو تعمل فلا تمشي الا قليلاً حتى يمتلىء مكتلها من الثمر الذي يتساقط طيباً يانعاً.

فاليمن مهد الحضارات، ويعتبر التاريخ السبئي من اعظم الحضارات العالمية ولملك سبأ «عبد شمس» اول من سن السبي لكثرة غزوه وهو الذي بنى مدينة مأرب وله عدد من الولد اخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ان سائلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبأ أرجلاً كان أو امرأة أو وادياً أو جبلاً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان رجلاً ولد عشرة فتشاءم اربعة وتيامن ستة فالذين تشاءموا لخم وجذام وعاملة وغسان والذين تيامنوا حمير والازد ومذحج وكنانة والاشعريين وانمار الذين هم بجيلة «وخثعم» وكان لسبأ الولد الكثير واشهرهم حمير و كهلان اللذان منهما الامتان العظيمتان فيهما الملك والعز والتفرعات الكثيرة من القبائل العربية. هذا وقد استمرت الوحدة بعده وحافظ عليها الملك حمير بن سبأ الذي ملك بعد ابيه ومنه الملوك التبابعة ويعرف الملك حمير بلقب «العرنجيج» وهو اول من وضع على رأسه تاج الذهب وقد حزم الامر بعد ابيه وقام بتنظيم التقسيم الاداري وسمى كل منطقة باسم من سكنها من ولاته واولاده وبسبب اختلاف اولاده من بعده فقد ملك بعد ابنه وائل فتغلب اخوه مالك بن حمير على عمان ونشبت بينهما حروب وكذلك اخوه يعفر بن حمير وظهرت مناوىء اخرى خرج عليه مالك بن الحاف بن قضاعة وطالت الفتنة حتى ظهر الملك عبد شمس بن وائل.



الوحدة الثالثة:

كانت الوحدة الثالثة بقيادة الملك عبد شمس بن وائل بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الذي ظهر في «2750ق.م» وهو المعروف بـ«سبأ الثاني» وهو معاصر للنبي ابراهيم الخليل عليه السلام كان قوي العزيمة شديد السطو حكيم الرأي كثير الغزو حتى تغلب على المناطق العليا والخيالية منها اخضع نفوذ منافسيه فوجد جميع المناطق واعاد هيبة الملك ثم حذر اولاده من الفرقة والركون الى الترف ومن وصاياه قال: «يابني قحطان انكم ان لم تقاتلوا الناس قاتلوكم وان لم تغزوهم غزوكم ولم يغز قوم في عقر دارهم الا ركبتهم الذلة فوحدوا صفوفكم واغزوا الناس قبل ان تغزوكم وقاتلوهم قبل ان يقاتلوكم واعلموا ان الوحدة قوة وان الصبر فوز والعمل مجد والامل منهل فمن صبر ادرك ومن فعل فاز، فلتطب انفسكم تغزوا الامم، يعز عايركم ففي الصبر النجاة وفي الجزع الدرك».

وهناك تضارب فيمن ملك بعد حمير فقيل اخوة الملك كهلان ثم بعده وائل بن حمير ثم بعده الخيار بن زيد بن كهلان ثم حدث التشتت كما ذكرنا حتى وصلت الى عهد الملك عبدشمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن غريب بن زهير بن ابين« أيمن» بن الهميسع بن حمير.

ولما هلك ملك بعده ابنه الصور بن عبدشمس بن وائل وحافظ على الوحدة ثم وقع التشتت والخلافات والانفصالات في عهد ابنه عمرو بن ذي يقدم بن الصور وضعف حال الدولة بسبب كثرة الحروب الداخلية حتى ظهر تبع الأكبر« ذي مرائد» الحارث بنهمال وهو صاحب الوحدة الرابعة.

بعد تفرق وضعف وصل الى الملك أول التبابعة الملك تبع الاكبر« ذي مرائد» وهو الحارث بن همال بن سدد بن الملطاط بن عمرو بن ذي يقدم بن الصور بن عبدشمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن غريب بن زهير بن ابين«أيمن» بن الهميسع بن حميربن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

ويسمى هذا الملك الرائد وذي يزن سمي الرائد لارادته القوية وحكمته السياسيةلانه استطاع ان يؤلف بين القوى المتنافرة والمتحاربة من بين جشم بن عبدشمس بن وائل وبني الصور بن عبدشمس بن وائل بعد ان تقسمت وساد فيها صراع على العرش وصدامات وحروب صورتها النقوش بتفاصيل يحتاج الى تأمل وبحث حتى تعرف خيوطها المتشابكة لتناثر النصوص وترجمتها وهو ماحصل بسببه اللبس في تسميت « تبع » فقد انضوت تحت راية هذا الملك تلك المناطق التي كانت محل صراع ابناء عبدشمس أبناء الصور وأبناء جشم بن عبد شمس وكانت مناطق حضرموت والصيد والسلف والشحر من مناطق ملك«بني جشم» ومناطق اخرى مع « الصور بن عبدشمس» وقد استمر ذلك الانقسام والصراع حتى ظهور الملك« تبع الاكبر» وهو تبع« ذي مرائد» الذي بدأت بعهده الوحدة الرابعة هو اول عصور ملوك سبأ الذين نسبوا اليه فعرفوا في التاريخ القديم بالتبابعة تعاقبه سبعون تبعاً فقال لبيد بن ربيعة:

تتابع سبعون من بعد تبع تولوا جميعاً ازهراً بعد ازهر

قال ابن خلدون في العبر«وكان هؤلاء التبابعة ملوك عدة في عصور متعاقبة واحقاب متطاولة لم يضبطهم الحصر ولا تقيد منهم الشوارد وربما كانوا يتجاوزون ملك اليمن الى مابعد عنهم من العراق والهند والمغرب تارة ويقتصرون على يمنهم تارة أخرى فاختلفت احوالهم واتفقت اسماء كثير منهم ووقع اللبس في نقل ايامهم ودولتهم» انتهى هذا وقد استطاع الملك تبع ان يوحد اليمن وان يحرر الامم من الظلم والعبودية وكانت له فتوحات كثيرة واخبار متعددة وامجاد مشهورة وقد استمرت هذه الوحدة في عهده ثم في عهد ابنه شمر« الاملوك» الذي يقال فيه.

افنقب عن الاملوك واهتف بذكره.. وعش دار عز لايغالبه الدهر

وهو شمربن تبع الاكبر ذي مرائد» الحارث بن همال بن سدد بن الملطاط بن عمر بن ذي يقدم بن الصور بن عبدشمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن غريب بن زهير بن ابين« أيمن» بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

ويطلق عليه الملك شمر« ذو الجناحين» لكثرة جيوشه وغزوهم واتجاهاتهم في الاتجاهات التي كانوا يسيرون فيها شرقاً وغرباً، ثم واصل المسيرة بعد وفاته ولده الصعب «ذو القرنين» الذي مكن الله له في الارض وسلطه على كل ظالم وفهمه لغات الامم وتتبع مشارق الارض ومغاربها كما اخبر الله عنه في كتابه الكريم وكان اسمه الصعب بن شمر« ذو الجناحين» الاملوك الذي بنى مدينة ظفاربن تبع«ذي مرائد» الحارث بن همال بن سدد بن الملطاط بن عمر بن ذي يقدم بن الصور بن عبدشمس بن وائل..... كما سبق ذكره في نسب ابيه« ذو الجناحين».

وهذه الفترة هي اعظم فترة ازدهرت فيه دولة التبابعة ويعدو الاوائل فكان تبع مؤمناً وقومه خير الامم كما وصفه القرآن الكريم قال تعالى« أهم خير ام قوم تبع» اي قل لهم« لقريش»اهم خير قوم تبع وشمر الاملوك اشتهر بحكمته السياسية وحسن قيادته حتى سمي « ذو الجناحين».

والصعب بن شمر« ذو القرنين» العبد الصالح المؤمن بالله وباليوم الآخركما وصفه القرآن الكريم فقال تعالى« قال أمامن ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذاباً نكراً» فهذا دليل على انه مؤمن بالله تعالى ومؤمن باليوم الآخر وبما اعد الله للمؤمنين وللظالمين وكذا ثقته بالله تدل على ايمانه عندما عرض عليه الاقوام الخراج فقال كما قال تعالى«فقال مامكني فيه ربي خير» فهو دليل على ان «ذو القرنين» رجل صالح مؤمن وانه لايمكن ان يكون الاسكندرالمقدوني كما تقول الشعوبية لان المقدوني ملك كافر.

فالملك الصعب« ذو القرنين» الذي حكم الارض وبلغ المشارق والمغارب كما قال الملك تبع أسعد:

بلغ المشارق والمغارب يبتغي

أسباب امر من حكيم مرشد

فرأى مغيب الشمس عند غروبها

في عين ذي خلب رثاط حرمد

وقد مكن الله له في الارض وامد له في العمر وكان ملكه الفي وستمائةسنة روى بن كثير عن ابي محمد: حدثنا اسد عن ادريس عن وهب بن منبه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل ذي القرنين مما كان قال كان من حمير وهو الصعب بن ذي مرائد وهو الذي مكن الله له في الارض وآتاه من كل شيءسبباً بلغ قرني الشمس وداس الارض وبنى السد على يأجوج ومأجوج» انتهى وقال قس بن ساعدة الايادي في خطبة له« اين الصعب والقرنين جمع الثقلين واداخ الخافقين وعمر الفين لم تكن الدنيا عنده الا كلمحة عين» وبعد وفاة الملك الصعب صارالملك الى ابنه الملك صيفي بن الملك الصعب« ذو القرنين حمير الاصغر بن تبع سمر ذو الجناحين» سبأ الاصغر»بن تبع ذي مرائد» فحدث الانقسام في عهد الملك صيفي ثم ازداد الامر سوءاً في عهدابنه الملك قيس« عدي» وعاد حكم هؤلاءالملوك قاصراً على اليمن ثم وقع الانقسام الداخلي في عهد الملك سدد حتى وصل الى حكم الملك الحارث « سبأ الثالث» الذي استطاع استرجاع ما انقسم وانفضل من مخاليف ومحافد داخل اليمن واستمال الأقيال والاذواءبحكمته مرة وبالقوة والغلبة مرة اخرى ثم امتدت دولته.



الوحدة الخامسة

قامت الوحدة الخامسة كماسبق ذكره على يد الملك الحارث الرائش « سبأ الثالث» وهو الحارث بن سدد بن قيس بن صيفي بن الصعب بن تبع شمر ذو الجناحين ابن الحارث تبع الاكثر« ذي مرائد» الهمال بن سدد بن الملطاط بن عمرو بن ذي يقدم بن الصور بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيد بن قطن بن غريب بن زهير بن أبين« أيمن» بن الهميسع بن حميرالأكبر بن سبأ الاكبر بن يشجب بن يعرب سليل قحطان ابن قحطان بن هود النبي ابن عبدالله« عابر» بن خلد بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح النبي. هو اصح نسب ترجع لدينا بعد بحث شديد وجهد علمي متواصل وهذه الوحدة من اشهر الوحدات في تاريخ اليمن وكان تتويج الملك الحارث الرائش«1230 ق.م» وهو بالتالي بداية العصرالخامس لمملكة «سبأ» وهو العصر الثاني للملوك التبابعة وأول ملوكه الحارث الرائش ثم عظماء ملوكه بعده ذو المنآر بن الرائش وذو الاذعار بن ذي المنار وافريقس بن ذي المنار ثم تولى العرش الملك زيد بن الهمال واستمر العرش في سلالته حتى كان آخرهم الملك اذهل بن عبد شمس بن كعب بن زيد بن كهلان، نلاحظ ان الوحدة التي قام بها الرائش استمرت من بعده الى عام« 950 ق.م» وتناقل الملك الى ثلاثة بيوت بيت الحارث الرائش ثم بيت كعب بن زيد ثم انتقل الى بيت شرحبيل« ذي سحررح» بن عمر ذي الاذعار بن ابرهه ذي المنار بن الحارث الرائش وقد استمرت الوحدة الخامسة مائتين وسبعين سنة كما جاء في ابحاث الفرح هذا وقد امتد نفوذ ملك الحارث الرائش الى الهند والصين وافريقيا اضيفت الى عرش اليمن في عهدالملك افريقس وكان للرائش فتوحات كثيرة ثم في عهده ابنه الملك ابرهه ذي المنار بن الحارث الرائش وسمي الرائش لما راش اليه الناس من الخيرات وكثرة الغنائم وتطورت الزراعة والتجارة وانتشر العدل والامن وكان الرائش مؤمن وملك عادل صالح ثم ابنه ذي المنارسمي بهذا الاسم لكثرة مابنى من منارات في طرق غزوة تجارته لتستدل القوافل بها ثم جاء ذو الاذعار فسمي به لانه كان ملك حازم ينصف المظلوم من الظالم حتى ذعر منه الناس وصلح احوالهم ثم توسعت الدولة في عهد الملك افريقس وبأسمه سميت افريقيا وبموته تقلص حكم التبابعة وحدثت الانفصالات وتولى الملك زيد بن الهمال وحافظ على الملك في الجزيرة هو ثم ابنه كعب ثم ابنه عبدشمس ثم ابنه الملك اذهب بن عبدشمس وبموته رجع الملك الى الملك شرحبيل ابن عمرو ذي الاذعار واستمرت وحدة اليمن والجزيرة حتى وفاة الهدهاد بن شرحبيل واوصى بالملك الى ابنته الملكة بلقيس فحدثت الانقسامات الداخلية وانشق ملك حمير بسبب قتل الهدهاد وتمزقت وحدتها وبحكمة تلك المرأة استطاعت القضاء على قاتل والدها وتولت العرش ولكنها لم تستطع ان تعيد الملك على ماكان عليه في عهد أبيها فقد أنتزع منها بعض ملوك حمير وكهلان المناطق البعيدة التي كانوا ولاة عليها ولذلك اشارت بقولها كما ذكر الله عزو وجل في القرآن الكريم فقال تعالى« ان الملوك إذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا أعزة اهلها أذلة وكذلك يفعلون» فهي تقصد ملوك حمير وكهلان واقيالهما الذين تفرقوا في أيامهاوخالفوا امرها واستولوا على عدد من القرى والمدن ومزقوا الوحدة اليمنية ففي التفرق ذلة وسهولة للعدو وتجرثم للنقوش الضعيفة التي من طبيعتها زرع العداوة بين الاخوان لاجل مصالحهم الشخصية المريضة وتطورت هذه الانقسامات بدخول الملكةبلقيس في دين سليمان عليه السلام فظهرت النزعات الوثنية واستمرت هذه الانقسامات الى عهد الملك ياسر يهنعم.



الوحدة السادسة

ان المتتبع لرصدالوحدات اليمنية نجد ان القادة الذين قاموا بصنع امة موحدة يتفصون بصفات سجلها لهم التاريخ باحرف من نور وهي المواهب النفسية ومايتحلى به من طباع انسانية وشجاعة حكيمة وحزم على بينة وتواضع في غير مسكنة وسرعة الفهم للأمور النافعة والكلمة الصائبة والاخلاص لمن ولي عليهم يقدر من يعمل ويعاقب من يتكاسل ويتلاعب لايلين فينثني ولايتصلب فينكسر ويتواضع ببذل مافي يده حتى يحبه العامة والخاصة ويعرف الملك ياسر يهنعم بن عمرو بن يعفر بن عمرو بن شرحبيل« كرب أي وتر» ابن عمرو« ذي الاذعار»العبد بن أبرهه« ذي المنار» بن الحارث الرائش بلقبي اسر انعم « يهنعم» وذلك لانعامه على الخاصة والعامة من شعبه وبسبب حكمته وانعامه على الناس استجاب له الشعب والتفت حول القبائل والاقيال والاذواءوقادهم الى الوحدة وجمع الكلمة ولم الشمل فاجتمع امرهم بعدتفرق لقب ايضاً بملك سبأ وذي ريدان« وضم اعراب وكنده ومذحج وجريم وباهل وكل عرب سبأ وحمير وحضرموت ويمنت وكان قائداً عظيماً سار بنفسه في جيش عظيم ممن انعم عليهم فاستولى على ممالك الجزيرة وبلاد الشام ثم توجه نحو افريقياوهو الذي اعاد مجد آباءه وذلك «900-870 ق.م».



قال نشوان بن سعيد الحميري:

وياسر الملك المعيد لما مضى من ملك حي لاتراه القاح

واستمرت الوحدة بعده حيث قام بالعرش بعده ابنه شمر يرعش « يهرعش» الذي استطاع ان يوسع ملكة حتى شمل كل الممالك فكانت الوحدة في ايامه اوسع وأعظم وهو الذي توسع المؤرخون والباحثون من ذكره وذكر ايامه وله اخبار كثيرة في النقوش السبئيةوهو الذي وحد مع سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات« يمنت» واعرابهم وطودهم وتهامت والملك شمر يهرعش هو الذي اثبت الباحثون انهم وجدوا من عهده نقوش كثيرة وهو الذي وحد الامة وجمع العرب وغزا العجم وملك فارس والصين والهند ومعظم افريقيا وسيطر على البر والبحر وطرق التجارة البحرية والبرية. قال ابو الحسن الهمداني الملك تبع شمر يرعش هو تبع الاكبر الذي ذكره الله في القرآن الكريم لانه لم يقم للعرب قائم قط احفظ لهم منه يتجاوز عن مسيئهم ويحسن الى محسنهم فكان جميع العرب بن قحطان وبن عدنان شاكرين لايامه وكان اعقل من رأوامن الملوك واعلاهم همة واشدهم فكراً لمن حاربه فضربت به العرب الامثال « انظر الاكليل ج8» هذا وقد استمرت الوحدة في ايامه ثم في ايام ابنه من بعده الملك تبع الاقرن« اليشرح« الاول» كرب آل وتر « الثالث» ويطلق اسم كرب آل وتر على عدد من المكاربة السبئيين فنلاحظ انه ذكر لقب لاول ملوك حمير الريدانيين وهو الذي تفيد المصادر والنقوش والدراسات التاريخية انه اول من حمل لقب ملك سبأ وذي ريدان وهذا اللقب اطلقته النقوش على الملك ياسر يهنعم ولقب ابنه شمر يهرعش بملك « سبأ وذي ريدان» وحضرموت ويمنت واعرابهم طودم » اما الملك تبع الاقرن فهو كرب آل وتر الثالث فقد حافظ على الوحدة حتى وفاته ثم جاءبعده ابنه ذو جيشان بن الاقرن وعارضه اخوه ابو مالك فحدثت الحروب بينهما وخلافات وصدامات فتتت الوحدة لان الملك تبع الاقرن بن شمر خلف كيكرب« ذو جيشان» وملكيكرب « ابو مالك» وملكي كرب وبسبب اختلافهم على العرش حدث ذلك الانقسام وظهر كل منهم في جهة حتى وصل الملك الى أبكرب اسعد وتسميه النقوش « ذر امر» و«ذمار علي» وهو صاحب الوحدة التاسعة قبل الاسلام لان الوحدة السادسة والسابعة والثامنة متداخلة ومتدرجة عصورالملوك السابقين الذي سبق ذكرهم.


الوحدة التاسعة :

عندما تولى العرش ابي كرب او ابكرب او كيكرب اسعد عام 32-515م الذي حمل لقلب ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت واعرابهم طود وتهامة واشتهر بالوحدة الجبرية لانه استعمل في ذلك القوة لاخضاع العشائر التي ظلت نافرة في الطود وتهامة وتمكنت من ترسيخ الوحدة اليمنية ظلت بعده قرنين كاملين الرابع والخامس بعد الميلاد موحدا مستقر او امتدت الدولة الى خارج حدود الجزيرة العربية ومكن للملوك التبابعة من المحافظة على هذه الوحدةوجاءبعد ابنه الملك حسان بن اسعد ثم اخوه عمرو بن اسعد ثم خرج الملك من بيت اسعد البيت الهمداني وهو الملك عبدبن كلال ثم جاء بعده ابرهة بن الصباح ثم رجع الملك الى بيت اسعد فملك حسان بن عمرو بن اسعد ثم جاء بعده الخنيعةذو الشناتر ينوف ذو شمار فحدثت في ايامه ايام العرب المشهورة والانقسامات بسبب خبث حكمه وضعف سياسته وعكوفه على اللهو واللعب حتى خلص الناس منه يوسف زرعة ذو نواس وهو صاحب الوحدة العاشرة.



الوحدةالعاشرة :



استطاع الملك زرعة« ذو نواس» القضاءعلى الخنيعة ذي الشناتر الذي ضيع العرش بمجونه وقام بالنهوض من جديد بالوحدة وذلك في عام «515-575م» وكانت عاصمته ظفار واسمه زرعه بن عمرو بن زرعه الاوسط بن حسان الاصفر بن زرعةبن عمرووهو تبع الاصفر بن حسان بن اسعد تبع بن مليكرب« ابو مالك» ان تبع الاقرن«كرب آل وترالثالث»بن شمر يهرعش بن ياسريهنعم. وحد الارض اليمنيةالطبيعية وجعلها دولة واحدة وأعادمجد آبائه وقضى على النفوذ الاجنبي في تهامة ومايليها فشملت دولته معظم الجزيرة وضم مملكة حضرموت وامتدت شمالاً وجنوباً حتى وصلت آل اليمامة وعمان وعرف بملك كل الشعوب واستمرت الوحدة ستين عاماً حتى الغزو الحبشي الذي جثم على سواحل جزيرة العرب ومزق وحدتها وطمس المعالم العلمية والاثرية والتاريخية حتى جاء الملك سيف بن ذي يزن « معدي كرب» الذي ناضل حتى حرر الجزيرة من براثن الاحباش وهو المنقذ والمحرر والموحد واستمرت الوحدة في عهده عشرين سنة والله أعلم.



ملوك قحطان بالتسلسل.

مات الملك قحطان وملك بعده ابنه الملك يعرب بن قحطان وهو أول من نطق بالعربية على ما ذكر‏.‏



ثم ملك بعده ابنه الملك يشجب بن يعرب‏.‏



ثم ملك بعده ابنه عبد شمس بن يشجب ولما ملك أكثر الغزو في أقطار البلاد فسمي سبا وهو الذي بنى السد بأرض مأرب وفجر إليه سبعين نهراً وساق إليه السيول من أمد بعيد وهو الذي بنى مدينة مأرب وعرفت بمدينة سبا وقيل أن مأرب لقب للملك الذي يلي اليمن وخلف سبأ المذكور عدة أولاد منهم‏:‏ حمير وعمرو وكهلان وأشعر وغيرهم على ما سنذكره في الفصل الخامس عند ذكر أمة العرب‏.‏

قال علي بن الحسن الخزرجي. أعرق ملوك اليمن في الملك في الجاهلية والإسلام ملوك حمير وملوك غسان: ولهذا يقال حمير أرباب العرب وغسان أرباب الملوك. وذلك أن سبأ الأكبر لما حضرته الوفاة طلب أبنيه حمير وكهلان وكان الأكبر وأقعده عن يمينه وأقعد كهلان عن شماله ثم طلب سائر بنيه وبني عمه وجوه قومه وقال لهم: اعلموا أن ولديّ هذين هذا عن يميني وأشار إلى حمير وهذا عن شمالي وأشار إلى كهلان فأعطوا حمير من ملكي ما يصلح لليمين وأعطوا كهلان من ملكي ما يصلح للشمال. فقالوا يصلح لليمين السيف والسوط والقلم ويصلح للشمال العنان والترس والقوس.وحكموا أن صاحب السيف والقلم والسوط لا يكون إلا أمراً ناهيا فاتقاً راتقاً وإن هذه صفات الملك الأعظم وإن صاحب العنان يكون مصرفا لهوادي الخيل في الذبّ عن المملكة وإن الترس يرد به الناس عند اللقاء وإن القوس ينال بها المناوي والمغازي وإن كانا على البعد. ولا يصلح ذلك إلا لحفاظ الدولة القائم بحروبها وسد ثغورها. فتقلد حمير الملك فلم يزل في ولده وولد ولده يلي ذلك منهم خالف عن سالف إلى أن قام الحارث الرائش. وتقلد كهلان وولده حفظ الممالك والذب عنها وسد ثغورها. يلي ذلك منهم كابر عن كابر إلى أيام عامر بن حارثة الأزدي المسمى ماء السماء وكان في عصر الحارث الرائش قائما بحفظ المملكة وسد ثغورها على سنن آبائه من كهلان. وكان الحارث الرائش محدثا. والمتحدث بفتح الدال المشددة هو الذي يتحدث على مستقبلات الزمان ويخبر بما سيكون من الحوادث قبل كونها فيأتي الأمر بتصديق ما يقوله. وكان الحارث الرائش كذلك وله في هذا الشأن عدّة قصائد. منها القصيدة التي أولها:

أنا الملك المتوج ذو العطايا ... جلبت الخيل من أوطان سام
لأغزو أعبدا جهلوا مكاني ... سلالة يافث وقبيل حام
بني قحطان فانتجعوا وسيروا ... وحجوا البيت في البلد الحرام
بإذن الله حجوا فهو بيت ... توارثه الهُمامُ عن الهمام
وكونوا مثل ملطاط بن عمرو ... وذي إنس الغطارفة الكرام
فنحن الأغلبون إذا بطشنا ... ونحن المتقون لكل ذام
وإنا يوم نغضبُ أو نسامي ... تكاد الأرض ترجف بالأنام
وإن نرضى تقر بمن عليها ... و يشرق وجهها بعد الظلام
وفينا الملك والأملاك حقاً ... و نحن الأكرمون بنو الكرام
أبونا يعرب وسبا أبونا ... ونفخر من يفاخر أو يسامي
فان أهلك فقد أثّلت ملكاً ... لكم يبقى إلى زمن التّهامي
ويملك بعدنا منّا ملوك ... بنو عزّ كعالية الغمام
ويخاف بعدهم منّا ملوك ... يدينون العباد بغير ذام
وتنتشر الأساود بعد هذا ... عقاب الله في الآثام
ويملك بعدهم رجل عظيم ... نبيّ لا يرخّص في الحرام
يفارق أهله وله كتاب ... يوافق خطه رجع الكلام
يسمى أحمدا يا ليت أني ... أُؤخّرُ بعد مخرجه بعام
ويملك بعده خلفاء برّ ... ويملك بعدهم أولاد عام
ويظهر راية المنصور فيهم ... على خاء إذا نطقوا
ويملك بعده رجل نجيل ... على آبائه أزكى السلام





ولما مات سبأ ملك اليمن بعده ابنه حمير بن سبا ولما ملك أخرج ثمود من اليمن إلى الحجاز‏.‏



ثم ملك بعده ابنه واثل بن حمير‏.‏



ثم ملك بعده ابنه السكسك بن واثل‏.‏




ثم ملك بعده يعفر بن السكسك‏.‏




ثم وثب على ملك اليمن ذورياش وهو عامر بن باران بن عوف بن حمير‏.‏




ثم نهض من بني واثل النعمان بن يعفر بن السكسك بن واثل بن حمير واجتمع عليه الناس وطرد عامر بن باران عن الملك واستقل النعمان المذكور بملك يمن ولقب نعمان المذكور بالمعافر لقوله‏:‏ إِذا أنت عافرت الأمور بقدرة بلغت معالي الأقدمين المقاول والمقاول‏:‏ لفظة جمع وهم الذين يلون الجهات الكبار من اليمن‏.‏


ثم ملك بعده ابنه أشمح بن نعمان المعافر المذكور‏.‏




ثم ملك بعده شداد بن عاد بن ألماطاط بن سبا واجتمع له الملك وغزا البلاد إلى أن بلغ


ثم ملك بعده أخوه لقمان بن عاد



ثم ملك بعده أخوه ذو سدد بن عاد



ثم ملك بعده ابنه الحارث بن ذي سدد ويقال له الحارث الرائش وقيل إن حارث الرائش المذكور هو ابن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر وهو تبع الأول‏.‏




ثم ملك بعده ابنه ذو القرنين الصعب بن الرائش وقد نقل ابن سعيد أن ابن عباس سئل عن ذي القرنين الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز فقال‏:‏ هو من حمير وهو الصعب المذكور فيكون ذو القرنين المذكور في الكتاب العزيز هو الصعب بن الرائش المذكور لا الإسكندر الرومي‏.‏



ثم ملك بعده ابنه ذو المنار أبرهه بن ذي القرنين‏.‏



ثم ملك بعده ابنه أفريقس بن أبرهه الحميري ملك قاره افريقيا وتسمت بأسمه ثم ملك بعده أخوه ذو الأذعار عمرو بن ذي المنار‏.‏



ثم ملك بعده شرحبيل بن عمرو بن غالب بن المنتاب بن زيد بن يعفر بن السكسك بن واثل بن حمير فإِن حمير كرهت ذا الأذعار فخلعت طاعته وقلدت الملك شرحبيل المذكور وجرى بين شرحبيل وذي الأذعار قتال شديد قتل فيه خلق كثير واستقل شرحبيل بالملك‏.‏


ثم ملك بعده ابنه الهدهاد بن شرحبيل ثم ملكت بعده ابنته بلقيس بنت الهدهاد وبقيت في ملك اليمن عشرين سنة وتزوجها سليمان بن داود عليهما سلام



ثم ملك بعدها عمها ناشر النعم بن شرحبيل وقيل إن ناشر النعم اسمه مالك بن عمرو بن يعفر بن عمرو من ولد المنتاب



ثم ملك بعده شمر يرعش بن ناشر النعم المذكور وقيل شمر بن أفريقس ابن أبرهه ذي المنار‏.‏



ثم ملك بعده ابنه أبو مالك بن شمر



ثم ملك بعده عمران بن عامر الأزدي وهو عمران بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ‏.‏




وانتقل الملك حينئذ من ولد حمير بن سبأ إلى ولد أخيه كهلان بن سبأ وكان عمران المذكور كاهناً‏.‏



ثم ملك بعده أخوه مزيقيا عمرو بن عامر الأزدي وقيل له مزيقياء لأنه كان يلبس في كل يوم بدلة فإذا أراد الدخول إلى مجلسه رمى بها فمزقت لئلا يجد أحداً فيها ما يلبسه بعده‏.‏



انتهى كلام ابن سعيد المغربي‏.‏
ومن تاريخ حمزة الأصفهاني إن الذي ملك بعد أبي مالك بن شمر المذكور قبل عمران الأزدي ابنه الأقرن بن أبي مالك



ثم ملك بعده ذو حبشان بن الأقرن وهو الذي أوقع بطسم وجديس‏.‏


ثم ملك بعده أخوه تبع بن الأقرن


ثم ملك بعده ابنه كليكرب بن تبع


ثم ملك بعده أبو كرب أسعد وهو تبع الأوسط وقتل‏.‏


ثم ملك بعده ابنه حسان بن تبع وتتبع قتلة أبيه فقتلهم عن آخرهم ثم قتله أخوه عمرو بن تبع وملك بعده وتواترت الأسقام بعمرو المذكور حتى كان لا يمضي إلى الخلاء إلا محمولاً على نعش فسمي ذا الأعواد لذلك‏.‏




ثم ملك بعده عبد كلال بن ذي الأعواد


ثم ملك بعده تبع بن حسان بن كليكرب وهو تبع الأصغر‏.‏



ثم ملك بعده ابن أخيه الحارث بن عمرو وتهود الحارث المذكور



ثم ملك بعده مرثد بن كلال ثم تفرق بعده ملك حمير والذي اشتهر بعده أنه ملك وكيعة بن مرتد




ثم ملك أبرهة بن الصباح




ثم ملك صهبان بن محرث


ثم ملك عمرو بن تبع




ثم ملك بعده ذو شناتر



ثم ملك بعده ذو نواس وكان من لا يتهود ألقاه في أخدود مضطرم ناراً فقيل له صاحب الأخدود‏.‏



ثم ملك بعده ذوجدن وهو آخر ملوك حمير وكان مدة ملكهم على ما قيل ألفين وعشرين سنة وإنما لم نذكر مدة ما ملكه كل واحد منهم لعدم صحته ولذلك قال صاحب تواريخ الأمم‏:‏ ليس في جميع التواريخ أسقم من تاريخ ملوك حمير لم يذكر فيه من كثرة عدد سنيهم مع قلة عدد ملوكهم‏.‏


فإنهم يزعمون أن ملوكهم ستة وعشرون ملكاً ملكوا في مدة ألفين وعشرين سنة‏.‏







ملوك العرب الذين كانوا في غير اليمن وكان أول من ملك على العرب بأرض الحيرة


مالك بن فهم بن غنم بن دوس ابن عدنان بن عبد الله بن وهزان بن كعب بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد والأزد من ولد كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان


كان وملكه في أيام ملوك الطوائف قبل الأكاسرة ثم ملك بعده أخوه عمرو بن فهم‏.‏


ثم ملك بعده ابن أخيه جذيمة بن مالك بن فهم وكان به برص فكنوا عنه وقالوا جذيمة الأبرش وعظم شأن جذيمة المذكور .‏
وفي أيام جذيمة المذكور كان قد ملك الجزيرة وأعالي الفرات ومشارق الشام رجل من العمالقة يقال له عمرو بن الضرب بن حسان من حمير وجرى بينه وبين جذيمة حروب فانتصر جذيمة عليه وقتل عمرو المذكور‏.‏



وكان لعمرو بنت تدعى الزباء واسمها نائلة فملكت بعده وبنت على الفرات مدينتين متقابلتين وأخذت في الحيلة على جذيمة وأطمعته بنفسها حتى اغتر وقدم إليها فقتلته وأخذت بثأر أبيها‏.‏


ابتداء ملك اللخميين ملوك الحيرة وهم المناذرة بنو عدي بن نصر بن ربيعة من ولد لخم بن عدي بن عمرو بن سبا‏.‏


ولما قتل جذيمة ملك بعده ابن أخته رقاش عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة وكان لجذيمة عبد يقال له قصير فاتفق معه عمرو بن عدي المذكور وجدع أنف قصير وضربه بالسياط وحضر قصير على تلك الحالة إلى الزباء على أنه مغاضب لعمرو فصدقته الزباء وأمنت إليه لما رأت من حاله وصار قصير يتجر للزباء ويأخذ المال من مولاه ويحضره إلى الزباء على أنه كسب متجرها مرّة بعد أخرى حتى أتى بقفل نحو ألف حمل من الصناديق وأقفالها من داخل وفيها رجال معتدون فلما شاهدت الزباء تلك الأحمال ارتابت منه وقالت‏:‏ ما للجمال مشيها وئيدا أجندلاً يحملن أم حديدا فلما دخلوا إِلى حصن الزباء خرجت الرجال من الصناديق وأخذوا المدينة عنوة وقتلوا الزباء وأخذ قصير بثأر مولاه جذيمة وطالت مدة ملك عمرو بن عدي المذكور‏.‏
ثم مات وملك بعده ابنه امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة اللخمي وكان يقال لامرئ القيس المذكور البدا أي الأول‏.‏


ثم ملك بعد امرؤ القيس ابنه عمرو بن امرئ القيس وكان ملكه في أيام سابورذي الأكتاف ثم ملك بعده أوس بن قلام العمليقي ثم ملك آخر من العماليق ثم رجع الملك إلى بني عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة اللخميين المذكورين وملك منهم امرؤ القيس من ولد عمرو بن امرئ القيس المذكور عرف هذا امرؤ القيس الثاني بالمحرق لأنه أول من عاقب بالنار


ثم ملك بعده ابنه النعمان الأعور بن امرئ القيس وهو الذي بنى الخورنق والسدير وبقي في الملك ثلاثين سنة ثم تزهد وخرج من الملك في زمن بهرام جور بن يزدجرد وهو الذي ذكره عدي بن زيد في قصيدته الرائية المشهورة بقوله‏:‏

وتدبر رب الخورنق إِذ أشـ ** رف يوماً وللهدى تفكير سره
ماله وكثرة ما يمـ ** لك والبحر معرض والسدير
فارعوى قلبه وقال وما غب ** طة جى إِلى الممات بصير



ولما تزهد النعمان الأعور المذكور ملك بعده ابنه المنذر بن النعمان‏.‏
وانتهى ملكه في زمن فيزوز بن يزد جرد‏.‏


ثم ملك بعده ابنه الأسود بن المنذر وهو الذي انتصر على غسان عرب الشام وأسر عدة من ملوكهم وأراد الأسود المذكور أن يعفو عنهم وكان للأسود المذكور ابن عم يقال له أبو أذينة قد قتل آل غسان له أخاً في بعض الوقائع فقال أبو أذينة في ذلك قصيدته المشهورة يغري الأسود بقتلهم منها‏:‏ ما كل يوم ينال المرء ما طلبا ولا يسوغه المقدار ما وهبا وأحزم الناس من إِنْ فرصة عرضت لم يجعل السبب الموصول منقضبا وأنصف الناس في كل المواطن من سقى المعادين بالكأس الذي شربا وليس يظلمهم من راح يضربهم بحد سيف به من قبلهم ضربا والعفو إِلا عن الأكفاء مكرمة من قال غيره الذي قد قلته كذبا قتلت عمراً وتستبقي يزيد لقد راًيت رأياً يجر الويل والحربا لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها إِنْ كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا هم جردوا السيف فاجعلهم له جزراً وأوقد النار فاجعلهم لها حطبا هم أهلة غسان ومجدهم عال فإِن حاولوا ملكاً فلا عجبا وعرضوا بفداء واصفين لنا خيلاً وِإبلاً تروق العجم والعربا أيحلبون دماً منّا ونحلبهم رسلاً لقد شرفونا في الورى حلبا علام تقبل منهم فدية وهم لا فضة قبلوا منا ولا ذهبا ونقلت ذلك من مجموع بخط القاضي شمس الدين بن خلكان ورأيت في تاريخ ابن الأثير خلاف ذلك فقال‏:‏ إِن الأسود قتلته غسان وانتصرت عليه غسان ثم قال ابن الأثير وقيل غير ذلك وانتهى ملك الأسود بن المنذر المذكور في زمن فيروز‏.‏



ثم ملك بعده أخوه المنذر بن المنذر بن النعمان الأعور ثم ملك بعده علقمة الذميلي وذميل بطن من لخم ثم ملك بعده امرؤ القيس بن النعمان ابن امرئ القيس المحرق وهو الذي قتل سنمار الذي بنى لامرئ القيس المذكور قصره وفيه يقول المتلمس‏:‏ جزاني أبو لخم على ذات بيننا جزاء سنمار وما كان ذا ذنب ثم ملك بعده ابنه المنذر بن امرئ القيس وكانت أم المنذر المذكور يقال لها ماء السماء واشتهر المنذر المذكور بأمه فقيل له المنذر بن ماء السماء ولقبت بماء السماء لحسنها واسمها ماوية بنت عوف بن جشم وطرد كسرى قباذ المنذر المذكور عن ملك الحيرة وملك موضعه الحارث بن عمرو بن حجر الكندي لأن قباذ كان قد دخل في دين مردك ووافقه الحارث ولم يوافقه المنذر فطرد لذلك ثم لما تمكن كسرى أنوشروان بن قباذ المذكور في الملك طرد الحارث وأعاد المنذر بن ماء السماء إِلى ملك الحيرة وقد تقدم ذكر ذلك مع ذكر أنوشروان في الفصل الثاني من هذا الكتاب‏.‏


ثم ملك بعد المنذر عمرو مضرط الحجارة وهو ابن المنذر بن ماء السماء وكان اسم أمه هند ويعرف بعمرو بن هند ولثمان سنين مضت من ملكه كان مولد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
ثم ملك بعده أخوه قابوس بن المنذر بن ماء السماء‏.‏


وقيل إِنه لم يتملك وإنما سمي ملكاً لما كان أبوه وأخوه ملكين ثم ملك بعده أخوهما المنذر بن المنذر ثم ملك بعده ابنه النعمان بن المنذر بن المنذر بن ماء السماء وكنيته أبو قابوس وهو الذي تنصر وأمه سلمى بنت وائل بن عطية الصايغ من أهل فدك وملك اثنتين وعشرين سنة وقتله كسرى برويز وبسبب مقتله كانت وقعة ذي قار بين الفرس والعرب‏.‏


ثم انتقل الملك في الحيرة بعد النعمان المذكور عن اللخميين إِلى إِياس بن قبيصة الطائي ولستة أشهر من ملك إِياس بعث النبي صلى الله عليه وسلم ثم ملك بعد إِياس زاذويه ابن ماهسان ثم عاد الملك إِلى اللخميين ملك بعد زاذويه المنذر بن النعمان بن المنذر بن المنذر بن ماء السماء وسمته العرب المغرور واستمر مالكاً للحيرةِ إلى أن قدم إِليه خالد بن الوليد
واستولى على الحيرة



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوكم الاجود















آخر تعديل الاجود يوم 20-Aug-2009 في 04:25 PM.