عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 03-Mar-2003, 11:30 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو غازي
مستشار المنتدى
إحصائية العضو





التوقيت


ابو غازي غير متواجد حالياً

افتراضي عانقتُ فيها عندما ودعتها

السلام عليكم ايها الكرام

الأندلس ... تلك البلاد التي شهدت حضارة قلّ أن تتكرر في التاريخ ... انها حضارة الاسلام القائمة على تطبيق شرع الله .... وتمضي الايام والسنون فتتغير الأجيال ويبدء البعد عن المنهج الرباني ... فتضعف دولة الاسلام حتى سقطت ... " غرناطة " ... آخر معقل من معاقل الاسلام في عام 898 للهجرة .... ويسقط قصر الحمراء الذي لا يزال شامخاً حتى الان...ويقف آخر أمراء المسلمين على هضبة مرتفعة فتتساقط دموعه وهو يودع غرناطة ... فتهمس أمه في أذنه همساً أشد على المرء من وقع الحسام المهند .. " أبكي كالنساء ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال "
لقد وجدتني اكتب هذه المقدمة وانا أتأمل في القصيدة التالية التي في ظاهرها الغزل ... ولكنها تحوي في بحورها العميقة أسرارأخرى ؟؟؟؟
واسمحوا لي ببعض التعليقات البسيطة على القصيدة ....

يقول الشاعر ... وهو يصف اللقاء الأول والأخير مع هذه المرأة :

في مدخل ( الحمراء ) كان لقاؤنا ..
ما أطيبَ اللُّقيا بلا ميعادِ

عَيْنَانِ سَوْدَاوانِ .. في حَجَريْهِما
تتوالدُ الأبعادُ من أبعادِ ..

هل أنتِ إسبانيَّةٌ .. ساءلتُها
قالتْ : و في غرناطةٍ ميلادي
...

وهنا تجري الذكريات سريعة ... ذكريات ذلك التاريخ الخالد الذي سطره المسلمون في الأندلس " غرناطة "
ويتأمل في هذه المرأة التي لا تدري أنها حفيدة .... ؟؟؟؟؟

غرناطةٌ ! و صَحَتْ قرونٌ سبعةٌ
في تَيْنِكَ العينينِ .. بعدَ رُقادِ

و أميَّةٌ .. راياتُها مرفوعةٌ
و جيادُها موصولةٌ بجيادِ ..

ما اغربَ التاريخَ .. كيف أعادني
لحفيدةٍ سمراءَ .. من أحفادي

وجهٌ دمشقيٌّ .. رأيتُ خلالَهُ
اجفانَ بلقيسٍ .. و جيدَ سُعادِ

و رأيتُ منزلَنا القديمَ .. و حجرةٌ
كانتْ بها أمّي تمدُّ وسادي

و الياسمينةَ ، رُصِّعَتْ بنجومها
و البِرْكَةَ الذهبيَّةَ الإنشادِ
..

*****
وتسأل هذه المرأة اين دمشق ولسان حالها يقول ... وما علاقتنا بها وما علاقتنا بكم ياايها المسلمون !!!!

و دمشقُ .. أين تكونُ؟ قلتُ تَرَيْنَها
في شَعْركِ المنسابِ نهرَ سوادِ

في وجهكِ العربيِّ ، في الثغر الذي
ما زال مختزناً شموسَ بلادي

في طِيب ( جنّات العريفِ ) و مائها
في الفُلِّ ، في الريحانِ ، في الكبَّادِ

سارتْ معي .. و الشَعْرُ يلهثُ خلفها
كسنابلٍ تُركتْ بغير حصادِ ..

يتألَّقُ القُرْطُ الطويلُ بجيدها
مثلَ الشموع بليلةِ الميلاد ..

و مشيتُ مثل الطفل خلف دليلتي
و وراءيَ التاريخُ .. كومُ رمادِ ..

الزخرفاتُ أكادُ أسمعُ نَبْضَها
و الزركشاتُ على السقوفِ تنادي


******
وهنا تبادره بهذه الكلمات التي تنزل كالصاعقة وهي تنسب هذا القصر الرائع " الحمراء " لجدودها الأسبان... ولها العذر في ذلك فلقد ولدت وتربت ونشأت وهي لا تعلم شيئاً عنّا !!!!!!!

قالتْ : هنا الحمراءُ .. زَهْوُ جدودِنا
فاقرأ على جدرانها أمجادي

أمجادُها !! و مسحتُ جرحاً نازفاً
و مسحتُ جرحاً ثانياً بفؤادي

يا ليتَ وارثتي الجميلةَ ادركتْ
أنَّ الذينَ عَنَتْهُمُ أجدادي
...
* * *
عانقتُ فيها عندما ودَّعتُها
رجلاً يسمَّى ( طارقَ بنَ زيادِ )
..

اعتذر عن الاطالة ... وللجميع تحياتي















رد مع اقتباس