عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 28-May-2009, 12:07 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د/ نايف العتيبي
إدارة القسم الإسلامي
(دكتوراه في الإدارة التربوية والتخطيط - باحث في العلوم الشرعية والتراث الإسلامي)

الصورة الرمزية د/ نايف العتيبي

إحصائية العضو






التوقيت


د/ نايف العتيبي غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى د/ نايف العتيبي
افتراضي الصلوات الخمس بالأدلة من القرآن والسنة

الصلوات الخمس بالأدلة من القرآن والسنة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد :
مما هو معلوم من الدين بالضرورة أن الصلاة هي عماد الدين وقد فرضها الله في كتابه وهي ركن من أركان الإسلام العظام ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة أو أنقصها دون خمسة فروض في اليوم والليلة ، وقد فرضها الله في السماء عن سائر الشرائع لما لها من منزلة عظيمة ، فقد فرضت على نبي الرحمة عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم حينما عرج به إلى السماء كما في حادثة الإسراء والمعراج المعروفة والثابتة في الصحاح
قال تعالى :
{ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} (103) سورة النساء
وقال سبحانه : {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} (3) سورة البقرة .
وقال جل وعلا : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (71) سورة التوبة.
وقال تبارك وتقدس : {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } (114) سورة هود.
وقال : {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (78) سورة الإسراء.
وقال سبحانه : {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (14) سورة طـه.
وقال عز وجل : {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (45) سورة العنكبوت.
وقال سبحانه حكاية عن لقمان حينما وعظ ابنه : {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (17) سورة لقمان.
وقال سبحانه : {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ} (43) سورة البقرة.
وقال جل وعلا : {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } (45) سورة البقرة.
وقال : {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } (110) سورة البقرة.
وقال تبارك وتقدس : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (153) سورة البقرة.
وقال عز من قائل : {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (177) سورة البقرة.
وقال تعالى : {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} (238) سورة البقرة.
وقال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (277) سورة البقرة.
وقال تعالى : {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (55) سورة المائدة.
وقال سبحانه : {وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (72) سورة الأنعام.
وقال تبارك وتقدس : {وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} (170) سورة الأعراف.
وقال سبحانه : {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } (114) سورة هود.
وقال تعالى : {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ} (31) سورة إبراهيم.
وقال تبارك وتعالى : {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ} (31) سورة إبراهيم.
وقال تعالى : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } (132) سورة طـه.
وقال تعالى : {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} (73) سورة الأنبياء.
وقال تعالى : {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (41) سورة الحـج.
وقال تعالى : {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (56) سورة النــور.
وقال تعالى : {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} (3) سورة النمل.
وقال تعالى : {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (31) سورة الروم.
وقال تعالى : {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (33) سورة الأحزاب.
وقال : {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ} (29) سورة فاطر.
وقال تعالى : {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} (38) سورة الشورى.
وقال تعالى : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (5) سورة البينة.



وثبت في الصحيحين كما في حديث قصة الإسراء والمعراج الطويل وجاء فيه (فَأَوْحَى الله فِيمَا أَوْحَى إليه خَمْسِينَ صَلَاةً على أُمَّتِكَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثُمَّ هَبَطَ حتى بَلَغَ مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى فقال يا محمد مَاذَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ قال عَهِدَ إلي خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ قال إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذلك فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وَعَنْهُمْ فَالْتَفَتَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ في ذلك فَأَشَارَ إليه جِبْرِيلُ أَنْ نعم إن شِئْتَ فَعَلَا بِهِ إلى الْجَبَّارِ فقال وهو مَكَانَهُ يا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا فإن أُمَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ هذا فَوَضَعَ عنه عَشْرَ صَلَوَاتٍ ثُمَّ رَجَعَ إلى مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ فلم يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إلى رَبِّهِ حتى صَارَتْ إلى خَمْسِ صَلَوَاتٍ ثُمَّ احْتَبَسَهُ مُوسَى عِنْدَ الْخَمْسِ فقال يا محمد والله لقد رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْمِي على أَدْنَى من هذا فَضَعُفُوا فَتَرَكُوهُ فَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا وَقُلُوبًا وَأَبْدَانًا وَأَبْصَارًا وَأَسْمَاعًا فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ كُلَّ ذلك يَلْتَفِتُ النبي صلى الله عليه وسلم إلى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عليه ولا يَكْرَهُ ذلك جِبْرِيلُ فَرَفَعَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ فقال يا رَبِّ إِنَّ أُمَّتِي ضُعَفَاءُ أَجْسَادُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ فَخَفِّفْ عَنَّا فقال الْجَبَّارُ يا محمد قال لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ قال إنه لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ كما فرضت عَلَيْكَ في أُمِّ الْكِتَابِ قال فَكُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا فَهِيَ خَمْسُونَ في أُمِّ الْكِتَابِ وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ فَرَجَعَ إلى مُوسَى فقال كَيْفَ فَعَلْتَ فقال خَفَّفَ عَنَّا أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا قال مُوسَى قد والله رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ على أَدْنَى من ذلك فَتَرَكُوهُ ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أَيْضًا قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يا مُوسَى قد والله اسْتَحْيَيْتُ من رَبِّي مِمَّا اخْتَلَفْتُ إليه..الحديث )
ثبت في صحيحي البخاري ومسلم عن طَلْحَةَ بن عُبَيْدِ اللَّهِ قال : جاء رَجُلٌ إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ ولا يُفْقَهُ ما يقول حتى دَنَا فإذا هو يَسْأَلُ عن الْإِسْلَامِ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ فقال هل عَلَيَّ غَيْرُهَا قال لَا إلا أَنْ تَطَوَّعَ قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصِيَامُ رَمَضَانَ قال هل عَلَيَّ غَيْرُهُ قال لَا إلا أَنْ تَطَوَّعَ قال وَذَكَرَ له رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الزَّكَاةَ قال هل عَلَيَّ غَيْرُهَا قال لَا إلا أَنْ تَطَوَّعَ قال فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وهو يقول والله لَا أَزِيدُ على هذا ولا أَنْقُصُ قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَفْلَحَ إن صَدَقَ ).

وفي صحيحي البخاري ومسلم عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذًا رضي الله عنه إلى الْيَمَنِ فقال : (ادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَنِّي رسول اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قد افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كل يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ من أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ على فُقَرَائِهِمْ ).

وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أَبَي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول : (نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَمَّنِي فَصَلَّيْتُ معه ثُمَّ صَلَّيْتُ معه ثُمَّ صَلَّيْتُ معه ثُمَّ صَلَّيْتُ معه ثُمَّ صَلَّيْتُ معه يَحْسُبُ بِأَصَابِعِهِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ) .

وفي صحيح مسلم وغيره عن أنس رضي الله عنه قال : (..جَاءَ رَجُلٌ من أَهْلِ الْبَادِيَةِ فقال يا محمد أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ لنا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ قال صَدَقَ قال فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ قال الله قال فَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ قال الله قال فَمَنْ نَصَبَ هذه الْجِبَالَ وَجَعَلَ فيها ما جَعَلَ قال الله قال فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَخَلَقَ الْأَرْضَ وَنَصَبَ هذه الْجِبَالَ آللَّهُ أَرْسَلَكَ قال نعم قال وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا قال صَدَقَ قال فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بهذا قال نعم قال..الحديث ).

وقد تبين مما سبق أن الصلاة فرضها الله على الثقلين وعلى أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الرجال والنساء وقد أمرنا الله بإتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيها ، وعليه تفاصيل الأحكام وفي بيان وتفصيل ما أجمل في القرآن قال تعالى : {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (64) سورة النحل .
وقال سبحانه : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (44) سورة النحل.
وقال سبحانه : {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} (129) سورة البقرة.
وقال تعالى : {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} (151) سورة البقرة.
وقال تبارك وتقدس : {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} (151) سورة البقرة.
وقال تعالى : {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} (164) سورة آل عمران.
وقال سبحانه : {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} (113) سورة النساء.
وقال تعالى : {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (2) سورة الجمعة.
وقال تعالى لنساء النبي والمؤمنات تبعا لهن في الأخذ بالأمر : {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (34) سورة الأحزاب.
والحكمة بإجماع أهل الملة هي السنة وبيانها للقرآن . ولأهل العلم من السلف والخلف مؤلفات كثيرة فيما يسمى بحجية السنة ومكانتها من الدين والتشريع .
وقد تبين من الأحاديث أن جبريل هو من علم رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية الصلوات الخمس في وقتها بل بالتعليم العملي .
أما من حيث فرضية الصلوات الخمس فقد جاءت في الكتاب العزيز مجملة وبينها الرسول صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله وأمره صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد جاء ذكر الفروض الخمسة في القرآن الكريم على النحو التالي :
قال تعالى : {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } (114) سورة هود.
وهذه الآيات فيها (طرفي النهار هي صلاة الفجر والعصر ، وقيل طرفي النهار صلاة الظهر والعصر ، وقيل الفجر والمغرب وهذا الذي رجحه ابن جرير ، وزلفا من الليل هي صلاة المغرب والعشاء .
وقيل إن هذه الآية منسوخة أي أنها كانت الصلاة قبل أن تفرض فرضا على الرسول خمس صلوات أنها كانت صلاتين ثم نسخت بالفرض خمسا بعدما أعرج به صلى الله عليه وسلم قال ذلك ابن كثير رحمه الله في تفسيره وهذا احتمال مرجوح.
وقيل أن هذا الآية لها سبب نزول كما بوب البخاري في صحيحه أنها أي الصلاة من مكفرات الذنوب ثم أسند حديثا عن ابن مسعود فيه سبب نزول هذه الآية ، عن بن مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ من امْرَأَةٍ قُبْلَةً فَأَتَى النبي صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ فَأَنْزَلَ الله "وأقم الصَّلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا من اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ" فقال الرَّجُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ أَلِي هذا؟ قال : (لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ ).
فعليه قد تكون هذه الآية لها سبب ليس في شأن ذكر تعداد الصلوات الخمس وإنما في ماذكر عند قصة نزولها ، وتبقى صفة صلاة جبريل واقتداء الرسول به هي التشريع في تعداد الصلاة ووقتها وكيفيتها وذاك هو الحجة التي لاشك أنها وحي من الله تعالى .
وفي قوله تعالى : {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (78) سورة الإسراء.
ذكر صلاة الفجر .وذكر صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء ،
قال ابن كثير رحمه الله عن هذه الآية :
فعلى هذا تكون هذه الآية دخل فيها أوقات الصلوات الخمس فمن قوله ( لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) وهو ظلامه وقيل غروب الشمس أخذ منه الظهر والعصر والمغرب والعشاء وقوله ( وقرآن الفجر ) يعني صلاة الفجر وقد بينت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تواترا من أفعاله وأقواله تفاصيل هذه الأوقات على ما عليه أهل الإسلام اليوم مما تلقوه خلفا عن سلف وقرنا بعد قرن كما هو مقرر في مواضعه ولله الحمد.
وقال تعالى : {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} (238) سورة البقرة.
وهنا ذكر لصلاة العصر فحينما حددت الصلوات الظهر والفجر والمغرب والعشاء.
ذكرت هنا صلاة العصر والحمدلله رب العالمين .



وبعد ذكر ذلك كله نذكر أن وجوب أداء هذه الصلوات كما فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن ذلك دين بل عمود من أعمدة الإسلام ولا حظ لمن بدلها أو تركها كما في الصحيحين عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بُنِيَ الْإِسْلَامُ على خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ ) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح مسلم من حديث جَابِرَ بن عبد اللَّهِ يقول سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: (يقول بين الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ).
وقال صلى الله عليه وسلم : (كما أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه عن بريدة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (يقول العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) .
وقد دعاني لكتابة هذه السطور في عجالة ما قد يلبس به بعض الضالون على بني الإسلام ويطعنون في دين محمد وسنته وملته حيث قالوا بيننا وبينكم كتاب الله ولا نأخذ بغيره حتى ولو كان من صحيح سنة رسول الله ، ألا وإنما أمرُ رسول الله كأمر الله و تحريم رسول الله كتحريم الله ، كما ثبت في سنن أبي داود بسند صحيح كالشمس من حديث المقدام معد يكرب رضي الله عنه .
وفق الله الجميع لما يحبه الله ويرضاه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .


كتبه : د. نايف بن محمد العتيبي
3/6/1430هـ















التوقيع
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
رد مع اقتباس