عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 30-Aug-2004, 11:02 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
هنيدس الروقي
عبدالرحمن بن محمد بن هجهوج
رحمه الله
إحصائية العضو






التوقيت


هنيدس الروقي غير متواجد حالياً

افتراضي

الأخ العزيز شهاب حفظه الله
بعد التحيه والتقدير
تعلمون أخي الفاضل أننا هنا نتكلم ونناقش نصوص الكتب القديمة ولا نأتي باشياء من رؤوسنا. فمن نص الهمداني (ق3هـ) ونص المقدسي (ق4هـ) ونص ناصر خسرو (ق5هـ)وهم رحاله زاروا المنطقة ، نرى أنهم لم يذكروا هناك لا كنانه ولا سعدها وانما ذكروا بني عامر : عقيل وغيرهم ونصر وقلة من تميم . ولم يقولوا أن هناك سراة اسمها سراة بني سعد ولو أن هناك سراة أسمها سراة بني سعد لما أغفلوها لشهرتها ، وفي رأينا ومن خلال متابعة حركة القبائل بحسب النصوص أعلاه وغيرها نقول أن سراة بني سعد (التي من هوازن) ذكرت في أوقات متأخره بعد (ق5هـ) ومما يحضرنا الان ما ذكره الاحيوي عن نص الفاسي ق9هـ حيث قال : "قال الفاسي ( ت 832هــ ) في ترجمة شيخ الحرم عبد بن أحمد الهروي ( ت 434هــ ) وكان يقطن سراة بني شبابة : " وهي سراة بني سعد بجهة بجيلة بمجرى وما حولها من بلاد بني سعد " أ . هــ
لاحظ أن الفاسي لم يربط بني سعد ببني شبابة نسباً وانما ربطهم الاحيوي ، والذي يفهم من النص ان بني سعد حلوا في عصره أي (ق9هـ) في نفس منطقة شبابة القديمة ، وشبابة القديمة تلك ذكرت في (ق 1و2هـ) ثم انحصرت (ق3هـ) بنص الهمداني في جزء ضيق بين عدوان وبجاله ثم أختفت في (ق4هـ) بنص المقدسي ولم تذكر في (ق5هـ) في نص ناصر خسروا وجميع هؤلاء العلماء زاروا المنطقة وذكروا ن القبائل هناك أغلبها هوازنية .
وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على أن هوازن امتدت تدريجياً في تلك المنطقة واستولت عليها ، وقد مر معنا أعلاه وفي مواضيعنا الأخرى ان بني سعد بن بكر وبني هلال وجشم ونصر وعقيل اصبح لهم نفوذ في تلك المناطق . وهذا يتطابق مع ما يرويه أهل تلك المنطقة كما ذكرتم من ان بني هلال وبني سعد طردوا القبائل هناك فلقد جاء التاريخ مطابقاً لما يقولون ، تماماً كما يتطابق مع ما يقوله نسابة الذويبات وموروثهم القديم وانهم من بني سعد بن بكر بن هوازن .
فإذا كان الذويبات يعلمون تمام العلم انهم من نسل سعد بن بكر بن هوازن ويعضدهم في ذلك الموروث والتاريخ ، فكيف يقول البعض أن سعد هو سعد آخر .
وإليك أخي العزيز شهاب بعض ما قالته العرب عن بطون بني سعد تميم في الجاهلية وهي قبيلة شهرتها فائقة في التاريخ سواء في العراق أو شرق ووسط جزيرة العرب ولو أن لهم كثرة في جنوب عدوان لما أغفلهم التاريخ والمؤرخون :

قبائل بني سعد تميم في الجاهلية :
وقد أنتشرت في الجاهلية في جزيرة العرب .
قالت العرب : وحُدَّثت أنَّ سعداً لما أسنَّ بعثَ بنيه في رعاية إبله فأبَوا، فبعث ببني مالك ابن زيد مناة فسرقوا إبله، فلما رأى ذلك اتَّخَذ المِعزَى وقال لابنه هبيرة: ارعَها. فقال: لا أسْرَحُ فيها حتَّى يَحِنَّ الضّبُّ في إثْر الإبلِ الصادرة. فقال لعَبْشَمَسٍ: ارعَها. فقال: لا أرعاهَا سبعين خريفاً. فقال لآخرَ منهم: ارعَها. فقال: لا أرعاها أَلُوَّةَ أبي هُبيرة. أراد: يمين أبي هبيرة. فانطَلَق سعدٌ بشائه إلى عُكاظ فقال: ألا إنَّ مِعْزَى الفزر نَهْبٌ، جَدَع الله أنفَ رجلٍ أخذ أكثرَ من شاة! فتفرَّقت في العرب، فصارت مثلاً لما لا يدرك. قال الشاعر:

ومُرّةُ ليسوا ناصرِيكَ ولا ترى *** لهمْ وافداً حتَّى ترى غَنم الفِزْرِ

ومن قبائل سعد: كعبٌ، وعمرو، والحارث وهو عُوَافَةُ، وعَبْشَمْسٍ ويلقَّب مقروعاً، ومالكُ بن سعد، وعوف بن سعد، والعدد في كعب. واشتقاق عُوَافة من قولهم: خرج الأسد يتعوَّف، إذا خرج بالليل يطلب ما يفَرِسُه؛ والذي يأكلُ عُوافةٌ له.
ومن قبائلهم: بنو حِمّانَ، واسمُه عبد العُزَّى. وإنَّما سمِّي حمَّاناً لسواده. كأنّه فِعلانُ من الأحمّ. وقال قوم: إنّما سمِّي حّماناً لنه يحمِّم شفتيه، أي يسوِّدهما. والحارث هو الأعرج. وعَبْشمسٍ.
ومن قبائلهم: بنو مُقاعِس، وسمِّي مقاعس مقاعِساً يومَ الكُلاب، لأنَّهم قاتلوا بني الحارث بن كعب فتنادوا: يالَ حارث، واشتبه الاسمان فقالوا: يال مقاعس! وهو مفاعل من القَعَسْ، وهو أن ينخزل عن أصحابه ويقعد عنهم.
ومن قبائلهم: عَمْرو، وصَرِيمٌ، وأصرَمُ، ورُبَيْعٌ، وعُمَير، وعُبَيد.ومن رجال بني مقاعس: سُلَيك بن السُّلَكة. وسُلَيك: تصغير سِلْك، وكذلك السُّلَكة، وهو ضربٌ من الطَّير. يقال: سلكت الطَّريقَ وأسلكتُه بمعنًى. وفي التنزيل: "ما سَلككُمْ في سَقَر". قال الشاعر:

حتَّى إذا أسلكوهمْ في قُتـائدةٍ *** شَلاًّ كما تَطرُد الجَمَّالةُ الشُّرُدا

والمسلك: الطريق. والسِّلْك: الخيط.
ومنهم: البُرَك، وهو الذي ضَرب معاوية على أَلْيتهِ، والبُرَك: الذي يَبرُك على قِرْنه، والبَرَاكاء: الثَّبات في الحرب. قال الشاعر:

ولا يُنْجى من الغَمَرات إلا *** بَرَاكاءُ القتالِ أو الفِـرارُ

والبَرْك: الصَّدر. وكان أهل الكوفة يلقِّبون زياداً: أشْعَرَ بَرْكاً؛ لكثرة عر صَدرِه. والبركة: الصَّدر أيضاً، إذا دخَلَتْها تُكسَر الباء، وبَرَك الجملُ بروكاً فهو بارك، ولا يكادون يقولون أبركته، وإنمَّا يقولون أنَخْته، وربمَّا استعملوها. والبَرَكة: النماء والزيادة. فأمّا قولهم: تبارَكَ اللهُ فهو تعظيمٌ لله جل وعزّ. والبُرَيكانِ: رجلانِ من فُرسان العَرب كان اسم أحدِهما بارك، والآخرَ بُرَيْك. وقولهم: بارَكَ الله لنا في الموت، أي بارك الله لنا فيما يهجُم علينا به الموتُ.
ومن رجالهم: كَهْمَس بن طَلْق. وزعموا أنَّ كهمساً من أسماء الأسد. والطَّلْق من قولهم: ليلة طَلْقة ويومٌ طلق، إذا كان معتدلاً لا حرَّ ولا فُرّ. ورجلٌ طَلْق الوجهِ، وطليق الوجه. والطَّلاق معروف. والطَّليق: الأسير.
ومن رجال بني رُبَيع: خُلَيف بن عُقْبة، وكان من أظرفِ أهل البصرة، وإليه تُنسَب الفالُوذقةُ الخُلَيْفيَّة.
ومن شعرائهم: مُرَّة بن مِحْكان. ومِحْكانُ: فِعلانُ من المَحْك.
ومنهم: حنظلة بن عَرادة، وكان شاعراً. والعَرَاد: ضربٌ من الشَّجَر. والتَّعريد: العَدْو من فزَعٍ ونحوهِ.
ومنهم: عَسْعَس بن سَلامَة. وكان مذكوراً بالبصرة في أوّل الإسلام. وعَسْعَسٌ من قولهم: عسعَسَ الليلُ، إذا رقَّتْ ظُلمته. وكذلك فُسِّر في التنزيل. والله أعلم.
ومن قبائل بني سعد: بنو مِنْقر بن عُبيد. ومِنْقرٌ اشتقاقه من شيئين: إمّا من نَقرك الشيءَ، أو من مِنْقر، وهي ركِيٌّ كثيرةُ الماء. قالوا: ركيٌّ مِنْقَر، إذا كانت كثيرةَ الماء. والمنقار: منقار الطائر، معروف. ونَقِير النَّوَةُ: نكتةٌ في ظهر النَّواة التي تنبت منها الخُوصة. ونقَّرت عن الأمر، إذا كشفتَ عنه.
ومن رجالهم: خليفة بن عبد قيس بن بَوّ. وبَوٌّ اشتقاقهُ من البَوّ الذي يُتَّخذ للناقة، وهو أَن يسلخَ الفصيل ويؤخذ جلدُه ويُحشى تِبناً ويُتركَ بين يدَيْ أمِّه لترأمَه فتدِرَّ عليه. وكان خليفةُ أحد رجالِ بني تميمٍ في الإسلام، شهد القادسيّة. وهو الذي يقول:

أنا ابنُ بوٍ ومعي مخراقِي *** أضربُ كلَّ قدمٍ وسَـاقِ

إذْ كرةَ الموتَ أبو إسحاقِ يعني سعد بن أبي وقاص. ونزل عليه عُبيد الله بن علي بن أبي طالب في أيّام مُصعب بن الزبير.
ومنهم: زيد بن مِرداس، كان على وفْدِ بني تميمٍ حيثُ وفدوا إلى عمر.
ومنهم: هِمْيان بن قُحافةَ الراجز، وأحسب أنَّ الهِميان المعروفَ ليس بعربيٍّ محض.
ومنهم: عامر بن أُبيَر، كان من ساداتهم وفُرسانهم في الجاهليّة، وأخذ أربعينَ مِرباعأً.
ومن قبائل بني مُرّة: بنو النَّزَّال. ومنهم: صعصعةُ وقيسٌ وجَزْيٌّ. والمتشمِّس: بنو معاوية.
فأمَّا قيسٌ فهو أبو الأحنف بن قيس، واسم الأحنف صخر. وقد سادَ الأحنفُ تميمَ البصرةِ كلَّها.
ومن بني النزَّال: عِكراش بن ذُؤيب، لقي النبي صلى الله عليه وسلم وله حديث. وشهد الجمل مع عائشة فقال الأحنف: كأنّكم به قد أُتِيَ به قتيلاً أو به جراحةٌ لا تفارقه حتَّى يموتَ! فضُرِب ضربةً على أنفه فعاش بعدها مائة سنة وأثَرُ الضَّرْبة به. وعِكراشٌ من العَكْرَشة، وهو التقبُّض.
والعكْرِشُ: نبتٌ معروف.
ومنهم: يزيد بن حُذيفة. ويزيدُ هذا هو الأعْيس الذي أسَر الهُذَيلَ التَّغلبيّ في الجاهلية. والأعْيسَ من العَيَس، وهو من ألوان الإبل بياضٌ تَخِطه حمرةٌ. بعيرٌ أعيسُ وناقة عَيساء.
ومنهم: الأسود بن سريع، لقي النبيَّ صلى الله عليه وسلم وكان يقُصُّ في مسجد البَصرة.
ومنهم: عبد الله بن إباض، صاحبُ الإباضيّة. والإباض: حبلٌ يشَدُّ في ذِراع الجَمَل، ثم يشدُّ إلى وظيف يده، فالجَمَل مأبوضٌ، والمصدر الأبض.
والأَبْض: الدَّهر.
ومن قبائل بني مِنْقر: حَزْن، وجندلٌ، وصَخْر، وجَرْول، يسمَّوْنَ الأحجارَ.
ومن رجالهم: فَدَكِيُّ بن أعْبَدَ، وكان من عظماء بني سعدٍ في الجاهلية، وله عقب بالبصرة والبادية. وكان أبو عبيدةَ يطعُن في عقبِهِ بالبصرة، وذلك باطل.
والجَرْول: أرضٌ ذات حجارة يصعُب فيها المَشْي. والحَزْن: ضدُّ السهل. ويقال جرول والجمع جراول، وحَزْنٌ والجمع حُزُون.
ومنهم: القلاخ بن حَزْنٍِ الراجز. والقُلاَخ، وهو أن يردِّد الفحلُ صوتَه في جوفه. يقال: قلخَ البعيرُ يقلَخُ قَلْخاً.
ومنهم: بنو أحْمَس، منهم مُحرِز بن حُمْران، من فُرسان بني تميم. واشتقاق أحْمَسَ من قولهم: حَمِس الشرُّ، إذا اشتدَّ. وكلُّ شيءٍ اشتدّ فقد حَمِس. والحُمْس: قبائلُ من العرب تشدَّدوا في دينهم، منهم: قريش، وبنو عامر بن صعصعة، وخُزَاعة.
ومن رجالهم: جَيْهان بن مُحْرِز، كان شجاعاً شريفاً. وجَيْهانُ اشتقاقهُ إن كانت النون فيه زائدة فهو من قوله: جاء يَجِيه، إذا أحسن القيامَ على ماله فهو جاءه، والمال مَجُوهٌ أو مَجِيه، من جاهَهُ يَجيهه. ومن ذلك اشتقاق جُهَينة إن كانت النون زائدة في جُهَينة، ولا أحسِبها إلا أصليّةً من الجَهْنِ، والجَهْن: الزَّجر وغِلَظ الكلام.
ومن رجالهم: سِنان بن خالدٍ الأشدُّ، وسمِّي الأشدَّ لشجاعته.
ومنهم: اللَّعِين الشاعر، واسمه مُنازِل، وهو الذي هجا الفرزدقَ وجريراً جميعاً.
ومنهم: سُمَيّ بن خالد، وهو أبو الأهتم، واسم الأهتم سِنان وسمِّي الأهتم لأنَّ قيس بن عاصمٍ ضرَبهُ بقوسٍ على فيه فَهَتَم أسنانَه، أي كَسَرها. وفي بني الأهتم رجالٌ معروفون خطباءُ يَطولُ الكتابُ بأسمائهم.
ومن رجالهم: قيس بن عاصم، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "هذا سيِّد أهلِ الوبر". وهو من حُلماء بني تميم، وحَرَّم الخمرَ على نفسه في الجاهليَة، وله حديث.
ومن بني مِنْقر: بطن يقال لهم بنو هَرَاسة، من ولدِ فَدكى بن أعْبَد.
والهَرَاس: ضَرب من الشجر له شوك.
ومنهم: بنو هِدْم. والهِدْم: الكِساء الخَلَقُ، والجمع أهدام، والهَدْم: مصدرُ هدمتُ الشيءَ أهدِمه هدْماً، والهَدَم: ما وَقَع من الهَدْم.
ومنهم: جعفر بن جرفاس، وقد مرّ جعفرٌ. وجرفاسٌ: اسمٌ من أسماء الأسد. كان من عُبَّاد أهلِ البصرة المعدودين، ذكره الحسن فقال: إنِّي لا أرى مثل الجَعفرَين! يعني جعفراً هذا، وجعفَر بن زيدٍ العبدي.
ومن قبائل بني سعد: جُشَمُ، وعَبشمس. واشتقاق جُشَم من قولهم: جشمت إليك هذا الأمر، أي تحمَّلت ثِقَله. وجُشَمُ البعيرِ: صدرُه وكَلْكَلُهُُ. يقال: ألقى عليه جُشَمَه. وهو من قولهم: تجشَّمت كذا وكذا، أي حملت ثقله عليَّ.
ومنهم: بنو حرام بن كَعْب، وهم قليل .
ومنهم: بنو مُخَاشِنٍ، وهو مُفاعل من الخُشونة. وسمَّت العرب مُخاشِيناً، وخُشَيناً، وخُشَينْة، وخَيْشَنة. وخُشَيْنٌ: بطن من العرب من قضاعة. ومنهم: أبو نُخيلَة الراجز، وكان يُطعَن في نسبه، وإنّما كُني بهذا لأنَّ أمه ولدَاْه في أصل نخلة.
وأمّا ربيعة بن كعب بن سعد فيلقَّبون: الحِباق، بكسر الحاء.
ومنهم: المستوغِر المعمِّر، عاش ثلاثمائةٍ وعشرين سنةً، ولقِّب المستوغرَ لقوله:

يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلات منـهـا *** نَشِيشَ الرَّضْف في اللَّبنِ الوغيرِ

والرَّضْف: حجارة تُحمى وتُلقَى في اللبَن فينِشّ. ووَغْرة الهاجرة من هذا اشتقاقها، أي شدَّتها. ويقال: فلانٌ وَغِر الصَّدر عَلى فلانٍ، أي حَقِدٌ عليه.
ومنهم: جارية بن قُدامة كان شيعيَّاً، وكانَ من أصحاب عليٍّ عليه السلام. وهو الذي تولى إحراق عبد الله بن عامر الحضْرَميّ.
ومنهم: مكحول بن حِذْيم، وقالوا: ابن عبد الله بن حِذْيمَ، وهو صاحب نهرِ مكحولٍ بالبصرة. وحِذْيمٌ مشتقٌّ من الحَذْم، وهو السُّرعة في كلامٍ أو سيرٍ، وبه سمِّيت حَذَامِ.
ومن ولده: الأحامسة، لهم عدد بالبصرة.
ومنهم: شَيبان بن عبد شمس، الذي تنسب إليه مَقبرةُ شيبانَ بالبصرة، وكان زيادٌ ولاَّه الجامعَ ونما يليه ليحرسَ باللَّيل، فكان يقتُل الخوارج، فجاءته الخوارجُ نهاراً فقتَلتْه الخوارج، وقتلَتْ سبعة بنينَ له.
ومنهم: عمرو بن جُرموزٍ قاتلُ الزُّبير رحمه الله.
ومن موالي ربيعة: خالِدٌ الرَّبَعي الفقيه.
وأمَّا مالك بن كعب بن سعدٍ فإنَّه يقال له ولأخيه: المزروعانِ، لعددهم.
وأما الحارث بن كعبٍ فهو الأعرج، وسمِّي الأعرجَ لأنَّ غيلان بن مال بن عمرو بن تميم ضربَه في حربٍ بينهم وبين بني سعد فَعَرج.
وأمَّا جُشَمُ، ، فولد جُعْشُمَ بن جُشَم. والجُعْشُم: الغليظ.
ومنهم: زُهرة بن عبد الله بن الحَوِيَّة. وزُهْرة هذا هو قاتل جَالِينوس الفارسيِّ، بعث به كسرى لقتال العرب.
ومنهم: مَضْرحِيّ بن كلاب، وكان شاعراً، وشهد المغازيَ بفارسَ مع المهلَّب. والمَضْرحيُّ: النَّسر؛ وربَّما سمِّي الرجلُ الكريمُ مضرحِيّاً.
وأما عوف بن كعب بن سعد فولد قُرَيعاً، وعُطارِداً، وبَهدَلة. - وهو ضربٌ من الطَّير زعموا- وبِرْنيقاُ، هو ضربٌ من الكمأة يكون لها شبيهُ الأقماعِ يكون فيها سمٌّ قاتل.
وأما بَهدلة فمنهم أُحَيْم، وكان شريفاً.
ومن بني خَلَف بن بهدلة: الزِّبرقان بن بدر، قال قومٌ: إنِّما سمِّي الزبرقانَ لخفّة لحِيته. وقال قوم: بل لجماله، لأنَّ القمر يسمَّى الزبرقان. وقال قومٌ: لأنَّه كان يصبُغ عِمامتَه بالزَّعفران، وكنت سادةُ العرب تفعَل ذلك. قال الشاعر:

فهم أَهَلاَتٌ حولَ قيسِ بن عاصمٍ *** يحُجُّون سِبَّ الزِّبرقانِ المُزَعْفَرا

ومن بني بَهدلة: خالدُ بن ثعلب. والثَّعلب معروف. وثَعلب الرُّمح: ما دَخَل في جُبّةِ السِّنان من الرُّمح. قال الراجز:

وأطعُ، النجلاءَ تَعوِي وتَهِـرُّ
لها من الجَوف رَشاشٌ منهمِرْ
وثعلبُ العامل فيها منكسِـرْ

والثعلب: مَخرج الماء من الجَرِين، وهو الجَوْخان.
ومن بني سعد: الأضبط، كان شريفاً في الجاهلية.

ومنهم: وكيع بن عُمَير، وأمُّه من سَبْي دَوْرَق، وهو الذي قَتَل عبدَ الله بن خازم السُّلَمى، ويعرف بابن الدَّورقيّة.
ومنهم: أوس بن مَغْراء الشاعر. ومَغْراء: فَعلاء من اللَّون الأمغَر. والمُغْرة: حُمرةٌ فيها كُدْرة. والمَغْرة معروفة بفتح الميم.
ومنهم: أبو دَهْلَبٍ الرّاجز، والدَّهلَب: الرجل الثقيل.
ومنهم: بنو أنفِ الناقة، وفيهم شرفٌ وعدد. وسمِّي بذلك لأنّه أكلَ رأس ناقة. وفيهم يقول الحطيئة:
قومٌ همُ الأنفُ والأذنابُ غيرهمُ *** ومَن يُسوِّي بأنفِ النّاقةِ الذَّنَبا
ومن ولد أنف الناقة: لأُيٌ، وابنُه شمَّاس بن لأْي واشتقاق لأْيٍ من البُطء. قال الشاعر:

فلأياً بلأْيٍ ما حَمَلْنا وليدَنا

وشَمَّاس: فَعّال من الشَّماس، من قولهم: شَمَس الفرسُ شِماساً، فالفرس شَموس. والشَّمس معروفة. والشَّمْسة: ضرب من المَشْط كان يُمشَط في الجاهليّة. وقد سمَّت العربُ شمّاساً وشَمِيساً، وشُمَيساً، وشَمْساً. وأشَمسَ يومُنا، إذا اشتدَّ حرُّ شمسه؛ وَشمِسَ أيضاً قال الشاعر:

فغودِرَ تحتَ الضَّالِ وهو كأنّه *** قَريعُ هجانٍ فادرٌ مُتَشّمِـسُ

وقال آخر:
فلو كان فينا إذْ لحقنـا بُـلالَةٌ *** وفيهنَّ واليومُ العَبُوريُّ شامسُ

ومنهم: عامر وعلقمة: ابنا هَوذة بن شمّاس، كانا شريفين. والهوذة: ضربٌ من الطير. وهما اللذان يقول فيهما الحطئية:

أمثالُ علقمة بن هَوذة كلَّ غاليةٍ مَيَاسِرْ

ومنهم: بغيض بن عامر بن هَوْذة، كان شريفاً وهو الذي نَقل الحطيئةَ إلى جِواره من جوار الزِّبرقان. وأدركَ بغيضٌ الإسلامَ، ووفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسَّماه حبيباً.
ومنهم: المخبَّل الشاعر، واسمه ربيعة. ومخبَّل: مفعَّل من الخَبْل.
والخَبْل: استرخاء المفاصل من ضعفٍ أو جنون. والخِبَال: الهلاك. والخابل: الجِنّ.

ومنهم: الحَرِيش بن هِلال بن قُدامة، كانَ من فرسان بني تميم، وله أيام بخُراسان مشهورة. وحَرِيش: فعيلٌ، إمّا من حَرْش الضبِّ، وهو أن يضربَ الرجلُ بيده على باب الجُحر فيسمعَه فيحسِبَه أفعَى، فيخرج فيُؤخذ. والفعل الحَرْش. قال الراجز:

قد ضحِكَتْ لمَّا رأتني أحتـرِشْ *** ولو حَرَشْتِ لكشفتِ عن حِرِشْ

وإمّا من حَرْش البعير، وهو أن يحكَّ غاربَه بِعصاً أو مِحْجَن ليمشِيَ.
ومن بني عُطاردٍ: شِجْنة. واشتقاق شِجْنة من الشُّجون والشواجن، وهو الشَّجر الملتفّ الدَّغِل. ومن أمثالهم: "إنَّ الحديثَ ذو شجون" أي يجرُّ بعضُه بعضاً. والشواجن: الأودية ذاتُ الشجر الملتفّ. والشُّجونُ المصدرُ من هذا، لتداخلها واشتباكها. والشَّجَن: الحاجة. والشجون: الحوائج.
ومنهم: كرِب صَفْوان، وهو الذي أنذرَ بني عامرٍ على بني تميم يوم جَبَلة، قالت دَخْتَنوس:

كَرِبَ بن صفوانَ بن شِجْنةً لم تَدَعْ *** من دارمٍ أحداً ولا من نهـشـلِ
وتركت يربوعاً كَـفَـورة دابـرٍ *** وليَحْلفَنْ باللـه إنْ لـم يَفـعَـلِ

فقال: والله لا أحلف! والدابر: الواحد من الأيسار.
وعُوَير بن شِجْنة: الذي أجارَ قطينَ امرئ القسيس عند انقضاء مُلْك كِندة فوفَى له، فقال امرؤ القيس:

لا حِميريٌّ وفَى ولا عُدَسٌ *** ولا استُ عَيْر يحكُّها الثَّغَرُ
لكنُ عُوَيرٌ وَفَى بذمَّتـهِ *** لا عَوَرٌ شانَهُ ولا قِصَرُ

وكان أعورَ قصيراً.
ومن بني عطارد: أبو رجاء عمرانُ بن تَيْم، وهو الذي يُعرَف بأبي رجاءِ العُطارديّ. كان فقيهاً، أدركَ النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سُبِيَ يوم الكُلاَب فأعتَقَه رجلٌ من بني عطارد.
وأما بنو عمرو بن سعد، فهم بالكوفة والجزيرة، وليس بالبصرة منهم أحد، يقال لهم الصَّحْصَحِيُّون. والصحْصَح: الفَضَاء الأملس من الأرض.
ومن بني عمرو هذهِ: الهائلةُ، والبسوس: ابنتا مُنْقِذ. فأمّا الهائلة فإِنَّما سميِّت بذلك لأنّه نَزَل بها ضيفٌ ومعه وِعاءٌ فيه دقيق، فأخذت وعاءَ كان عندها فيه دقيق أيضاً لتأخذَ من دقيق الضيف لتلقىَ في وعائها، ففاجأها الضَّيف فلما رأتْه جعلَتْ تأخذ من وعائها فَتَهِيلُ في وعاء الضَّيف، فقال: ما تصنعين? قالت: أَهيل من هذا في هذا. قال: "محسنةٌ فَهِيلى" فذهبَتْ مثلاً فولدت جَسَّاس بن مُرَّة قاتل كليب. وكانت أختها البسوسَ التي يقال أشْأَمُ من البسوس، وعلى رأسها كان حربُ ابنَيْ وائل أربعين سنة، فقالت العرب: أشأم من البسوس!.
واشتقاق البسوس من الناقة التي تَدُرُّ على الإبساس، وهو أن يُبِسَّ بها الراعي فيقول: بُسْ بُسْ! فتتيه فيحلُبها.
ومنهم: عَلاَّق بن شِهاب، كان سيِّداً في الجاهليَّةَ. وعَلاَّق: فعَّال من قولهم: علِقَ عُلوقا. والعَلَق: الدم، معروف. والعَلَق: الحُبّ. والعلَق. حبلُ السَّانية وأداتُها. والعَلُوق من النوق: التي ترأم بأنفها وتزينُ حالبَها قال الشاعر:

أم كيفَ ينفع ما تأتي العَلوقُ به *** رثمانَ أنفٍ إذا ما ظُنَّ باللبـنِ

والعُلَّيْق: ضرب من الشجر. والعَلْقَى: ضربٌ من النَّبْت. ومَعَاليق: اسمُ نَخلةٍ معروفة. قال الشاعر:

لئِنْ نجوتَ ونجَتْ مَعَاليقْ *** من الدَّبَا إنِّي إذاً لمَرزوقُ
ورجلٌ مِعلاقٌ، إذا كان خَصيماً، قال الشاعرُ، مهلهِل:

إنَّ تحتَ الأحجار حَزْماً ولِيناً *** وخصيماً ألدَّ ذا مِـعـلاقِ

ومنهم: جَبْر بن حبيب بن عطيّة، كان عالماً بالُّلغة؛ أخذَ عنه علماءُ البصرة، والجَبْر: الملك. قال الشاعر:
وانعَمْ صباحاً أيُّها الجَبْر
ومنهم: عبد الله بن رؤبة، وهو العجّاج. وسمِّي العجاجَ لقوله:

حتى يَعِجَّ ثَخَنَا مَن عَجعـجـا *** ويُودِيَ المُودِي وينجو مَنْ نجا
وابنه رؤبة بن العجّاج.
والمجّ: الصوت. وفي كلامهم: العجّ والثَّجَ. فالعجّ: رفع الصوت بالدعاء. والثجًّ: صبُّ الدم، يعني النحر. والعَجَاج: الغُبار، معروف. والعَجيج: رفع الصَّوت أيضاً. واشتقاق رؤبة إمّا من قولهم: مرّت رُوبة من اللَّيل، أي قطعة؛ أو من قولهم: قضيت رُوبةَ أهلي، أي حاجَتهم؛ أو من قولهم: أَعطِني رُوبةَ فرسِك أي جَمَامه؛ أو من رُوبة اللبن، وهو الحامض يصبُّ عليه الحليب. هذا كلُّه غير مهموز. فإن كان مهموزاً فالرُّؤبة: القطعة من الخشب يُرقع بها القَعْب والقَصعة. يقال: رابت القَدَح، إذا شعبته.
ومن بني جُشَمَ بن سعد: بَلْج بن نُشْبة. واشتقاق بَلْج من البَلَج، وهو وضوحُ للَّون. وكلُّ واضحٍ أبلجُ. قال الشاعر:

ألم تر أنَّ الحقَّ تلقاه أبلـجـاً *** وإنّك تلقَى باطلَ القول لَجْلَجَا

والبَلَج: انحسارُ ما بينَ الحاجبين من الشعرَ؛ والعرب تمدح به. وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أبلجَ، وبَلْجٌ: صاحب مسجدِ بَلْجٍ بالبصرة، وإليه ينسب البِياح البَلْجِيُّ.
واشتقاق نُشْبة من قولهم: نشِبَ الشيءُ في الشيء، إذا الْتَبسَ به. وأحسِب أن اشتقاق النُّشَاب من هذا. وبيني وبين فُلانٍ نُشْبة، أي عَلاقة. والنَّشَب: المال. والناشب: صاحب النُّشّاب؛ وهو في كلامهم قليل، نحو: ناشبٍ، وتارسٍ، ودارع، وفارس، وما أشبه ذلك.
ومن رجالهم: سِنَانُ بن الحَوْتكيَّة. فسِنَانٌ من أشياء: إمَّا من سنان الرمح، وإمَّا من قولهم: سانَّ الفرسُ الأنثى، أو البعيرُ الناقةَ، سِنَاناً ومُسَانَةً، إذا عَدَا معها. والسِّنان: المِسنُّ. والحَوْتَك: الصغير الجسم. ويقال لِصغار النعم: حَوَاتك.
وليس في بني عُوَافَة رجلٌ مذكور.
بنو ظالم، وبنو شَرِيط، وبنو خَطَّاب.
واشتقاق شَرِِيط وهو فعيل، من شَرْط الحَجَّام، كأنّه معدولٌ عن مشروط. وإمَّا من الشّرْط الذي يتعامل به النَّاسُ. والشَّرَطانِ: نجمانِ من منازل القمر، وتسمَّى الأشراط. وشَرَطانُ اسمٌ. والشِّرْط: العَلامة، وبه سمِّي الشُّرَط؛ لأنَّهم قد جعلوا علامةً يعُرَفون بها. قال الشاعر:

فأشرَطَ فيها نفسَه وهو مُعْصِمٌ *** وألقَى بأسبابٍ له وتـوكَّـلا

أي جعلَ على نفسه علامةً لذلك.
ومن بني سعدٍ: بنو مُلاَدس. ومُلادِس: مُفاعِلٌ من الَّلدْس. واللَّلْدس: الرمي. وناقةٌ لديس، أي سمينة، كأنَّها قد رُمِيَت باللَّحم. قال الشاعر:

سَدِيسٌ لَدِيسٌ عَيطَموسٌ شِمِلَّةٌ *** تُبَارُ إليها المحصناتُ النجائبُ

ومن بني مُلادِس: بنو مَوْأْلة. وموألة: مفعَلةٌ من قولهم: وأَْلَ الرجل يئِل فهو وائل، إذا نَجَا. والوَأْلة: الدِّمنة يكون فيها البَعْر والكِرْس. يقال: نزلنا بوَألة منكَرة. والوَأْلة الوَعْلة واحد، وهو الملجأ من الجبل.
ومنهم: حاجب بن خُشَينة، وقد مرّ تفسيره.
ومن بني العُمَير بن عَبْشَمْسٍ: بنو الدَّوْسَران. والدَّوْسَر: الناقة الصُّلبة. وكانت للنُّعمان كتيبةٌ يقال لها دَوْسَر. قال الشاعر:

ضربَتْ دَوْسَرُ فيهم ضربةً *** أثبتَتْ أوتادَ مُلكٍ فاستَقَـرّْ
ومنهم عَبْدَة بن الطَّبيب الشاعر.
وربما لم نذكر بعض قبائلهم .















التوقيع
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
أ‡أ،أٹأ¦أ‍أ*أڑ أ¥أڈأ*أ¥ أ£أ¤ أ‌أ‘أ¥أ¦أڈأ*
رد مع اقتباس