الموضوع: الخيل العربية
عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 05-Mar-2007, 01:33 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
راعي الحرقا
موقوف لمخالفة الأنظمة
إحصائية العضو





التوقيت


راعي الحرقا غير متواجد حالياً

افتراضي

. محمد القاضي - مكتب "الرياض"
يتذكر اليمنيون بحسرة ما تركه الآباء والأجداد من ثروة تتمثل في عشرات الآلاف من الخيول العربية الأصيلة التي اشتهر بها اليمن ومنطقة الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، والخيول اليمانية التي عرفت باصالة وعراقة نسبها وجمال قوامها وخفة حركتها والسرعة في كرها وفرها في المعارك والنوائب وفي تقريب المسافات أثناء الترحال والسفر أصبحت اليوم من أحاديث الذكريات في الدواوين والمنتديات، وتؤكد الروايات المعاصرة وشهادات الآباء والأجداد إن اليمن كان في مطلع القرن الماضي من أكبر حظائر الخيول العربية والأصيلة وكان اليمنيون يفاخرون بها فيما بينهم في الجزيرة العربية ويحافظون على تأصيلها "بلقح" إناثها من خلائص "فحولها" وكانت القبائل اليمنية تعتبر عنوانا بارزا لمكانتها وقوتها وفروسية أبنائها وجزء من ثروتها، وكان شيوخ القبائل من أقصى اليمن إلى أقصاه كما الحكام والولاة ووجهاء المجتمع "ومقادمة" الحروب والغزوات يمنحون خيولهم المكانة التي تليق بها مثل (حدقات الأعين) ويسمونها بأسماء توارثتها عبر حقب التاريخ بين قبائل العرب وفرسانها الأوائل ويحافظون على استمرار نسلها وشملوها بأوصاف وألقاب من (البديع) وينظمون فيها الشعر في قصائد ومعلقات ففي (رباطها) عزة ومنفعة.. وفي "حوافرها" جسارة وقوة وإيقاع من الزهور وفي (نواصيها) الخير والشرف والكبرياء وفي (صهيلها) بشائر النصر والسلام.. وعلى (جبينها) لمعان السيوف والرماح في المدى الفسيح ومن (الخيول) مراكب ومفاخر وتاريخ يروى ومنافع لا تحصى وتجمع بين صفاتها وفاء الصدق ودفء الأهل ورفيق السفر والسند في الحروب والنوائب عبر التاريخ.لهذه الأسباب انقرضت (الخيول) اليمانية:كان اليمن في مطلع القرن العشرين موطنا لأكثر من مائة ألف (خيل) أكثرها مؤصلة تأصيلا عريقا في النسب والصفات.. غير ان هذا العدد تضاءل تدريجيا لأسباب تعد أهمها الحروب والمواجهات بين اليمنيين والأتراك في المناطق الشمالية وبينهم الانجليز في المناطق الجنوبية وبين اليمنيين بعضهم البعض في الحروب والغزوات بين القبائل والسلطات والطامحين في الحكم والخارجين عليه بالإضافة إلى تفشي الفقر وشح إمكانية الناس في رعاية (الخيول) في مأكلها ومشربها ومربطها وانحسار ترويضها في ميادين السباق والتدريب.. كما تعرضت (الخيول) اليمانية للمصادرة المستمرة من قبل الاحتلال البريطاني ورحل البريطانيون الآلاف منها خلال خمسين عاما إلى بريطانيا - وأوروبا والهند.. واستولى الأتراك على جزء غير يسير منها ورحلوها إلى تركيا وإهدائها لولاة الأمصار وزعماء الأمصار في البلاد العربية وكانوا (الأتراك - والانجليز) يأخذونها إما نهبا في الحروب أو غصبا أو يشترونها بأثمان زهيدة في زمن الاحتلال والنفوذ.. وقبل نحو أربعين عاما لم يتجاوز عدد (الخيول) في اليمن عشرين الفا موزعة على جميع المناطق ومعظم ملاكها من طبقة الحكام - أو السلاطين والمشايخ والتجار الأثرياء غير ان دورة انحسارها استمرت فكان للانجليز نصيب مما تبقى رحلوها عبر شواطئ عدن قبل رحيلهم النهائي عنها أواخر عام 1976م فيما كان للمصريين نصيب الأسد أثناء وجود القوات المصرية أيام الثورة في شمال اليمن بين أعوام 1962- 1968م.
ما تبقى للتذكير بالأمجاد - والأصالة: واليوم لم يتبق لليمنيين غير بضع مئات لا تزال موجودة شاهدة على أصالة (الخيول) اليمانية كثيرها يعيش (الكفاف) داخل (إسطبلات) الكليات العسكرية وقليلها يجد عناية من أصحابها وفي طليعتهم الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحرص على رعايتها بصورة مباشرة ويمارس رياضة الفروسية بين حين وآخر ويمتلك ما لا يقل عن خمسين خيلا بين ذكور وإناث معظمها ذات حسب ونسب ويملك الشيخ بالأحمر رئيس مجلس النواب اليمني نحو عشرين خيلا بالإضافة إلى ثلاثين خيلا يملكها ناد للفروسية ثم إنشاؤه قبل عامين في صنعاء بهدف إحياء رياضة الفروسية كتراث شعبي ووطني متأصل.الخيل صور في دهاليز السياسة:وباستثناء القلة من الشخصيات المرموقة في اليمن فان الاهتمام بإحياء تراث الفروسية وتعزيز ثروة الخيول الأصيلة أصبح غائبا رغم إن صور (الخيول) في اليمن أصبحت منذ ثلاثة أعوام ونيف تزين جدران المنازل و(حيطان) الشوارع ودخل (الخيل) الورقي دهاليز السياسة كشعار أصبح منذ انتخابات مجلس النواب عام 1997م رمزا انتخابيا للحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) يسبق بحوافره (الورقية) وهامشه (المشرابة) على الصور جميع منافسيه من حيوان وعقارب الساعة والشمس - والقمر - والنباتات - والسيف والرمح - والقلم - واخرى من الشعارات (الرموز) التي اتخذتها الأحزاب السياسية والمرشحين في الانتخابات مواجهة (الخيل) الذي اختاره الحزب الحاكم يخوض به غمار معاركه الانتخابية في خطوة تستجلب التفاؤل بحسم النتائج لصالحه وكسب أصوات الناخبين وتعريف الآخرين (بأصالة) وقوة (حوافره).k















رد مع اقتباس