عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 10-May-2005, 01:23 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
البرقاوي نت
عضو فضي
إحصائية العضو






التوقيت


البرقاوي نت غير متواجد حالياً

افتراضي

لا ادري لماذا يسحرك كلام الاحيوي المسعودي العطوي الشمري الهذلي العقبي الطائي الكناني كل هذه المسميات قد تسموا بها

لكن هذا لك وله
يقول البكري في تاريخه وغيرة من المؤرخين، بان القبائل المضريه كانت اما (خندفية او قيسية)، وكانت مقيمة في مكة وما والاها من بطائح تهامة حتى تباينت قبائلها وكثر عددها وضاقت بهم الأرض بما رحبت، فطغى بعضهم على بعض، بسبب الضغائن وطلب المتسع، وتتبع الكلاء والماء لمواشيهم، فتنافسوا في المحال والمنازل واقتتلوا حتى ظهرت القبائل (الخندفية) على (القيسية)، مما جعل القبائل القيسية ومنها قبيلة (هوازن) تنساح إلى البلاد النجدية و الأغوار من تهامة, فنزلت هوازن ما بين غور تهامة إلى ما وراء بيشه وناحية سراة تهامة والطائف, وذا المجاز وحنين و اوطاس, واتسع مكان وجودها الى أماكن شاسعة من نجد واطراف المدينة المنورة شرقاً, وكل ذلك حدث قبل الإسلام, وقد تبوأت هذه البلاد الشاسعة, عندما قويت شوكتها وتكاثرت بطونها حتى ان أطلق عليها المؤرخون ( إحدى جماجم العرب, أي رؤسائهم، ولأنها بمنزلة الرأس من الجسد) فطلبت المتسع من البلاد طلباً للعيش الكريم وبحثاً عن المرابع الخضراء لمواشيهم, فإذا هوازن عاشت ما بين جبال الحجاز الشامخة وفيافي نجد البهية, فاكتسبت من شموخ الجبال همتها وهيبتها, ومن سهولها دماثة أخلاقها, ومن صفاء جوها كرمها وجودها, ومن زرقة سمائها سعة خيالها وشاعريتها.

وقد تداخلت بطون هوازن منذ القدم تداخل عجيب بسبب روابطها القبلية القوية يصعب على اياً من الباحثين اعادة نسب كل فرعاً منها إلى جذعه الأصلي, وهنا تخطر على بالي مقوله لأحد الباحثين من أبناء القبيلة هو الأستاذ/ حمود السواط، حيث يقول الأخ / حمود ( بأنني لم أجد او اعرف قبيلة مثل (عتيبة) في زماننا هذا تداخلت بطونها مع بعضها البعض كما هو قائم في ( قبيلة عتيبة) ).

وهذه مقوله صحيحة ، فكما نعرف ألان هناك عشائر من (برقا) في (الروقه) وعشائر من (الروقة) في (برقا) وهناك من بني سعد من هو في (برقا) او في (الروقه) ، وهذا دليل تالف وتداخل بطون القبيلة منذ القدم ، لهذا فقولك بان الخليفة على بن ابي طالب قد غزا قوماً من بني سعد بن بكر بن هوازن بالقرب من المدينة في القرن الاول من الاسلام, قول صحيح، فقد اشتهر أيضا من أهلها بني عامر الهوازنيين, وذلك كما قلت بتداخل بطونها وتنقلها داخل حدودها الجغرافية الشاسعة قبل الإسلام وبعده.

وقد ارتبطت هوازن بمعاهدات مع القبائل المجاورة لها , فعلى سبيل المثال هناك المعاهدة التي ربطت بين عشائر من هوازن بزعامة ابو براء ( ملاعب الاسنة) عامر بن مالك الهوازني ، وقبيلة بني لام وزعيمها اوس بن حارث , حيث كانت القبيلتان ممن يستوطنون تلك البلاد القريبة من المدينة المنورة , وقد اغارت كوكبة من فرسان بني لام على جمع من هوازن شرقي يثرب , وسبوا واسروا منهم فارسل عامر بن مالك الى اوس بان يفك ويعيد السبي , فاجابة سيد بني لام , وامر باطلاق الاسرى واعادة السبي , وفي ذلك يقول عامر بن مالك:

الم ترني رحلت العيس يوماً.....
..........الى اوس بن حارث بن لام
الى ضخم الدسيعة مذ جحي.......
...........نماه من جديلة خير نام
تقرب ما استطاع ابو بجير........
..........وفك القوم من قبل الكلام
فما اوس بن حارث بن لام.......
..........بغمر في الحرب ولا كهام

وهناك دليل اخر على قرب منازل بعض العشائر الهوازنية من المدينة المنورة , فهذا شاعر من قبيلة سليم ( الاخ الاخر لقبيلة هوازن), يقول من قصيدة طويلة يصلح بها بين بني هلال الهوازنيين وبني سليم فيقول :

ومن يمنع الجوز الذي بين اثرب ........ ومكة مرسى حومة العز والمجد

وهذا شاعر من هوازن يدلل على اتساع رقعة بلاد قبيلة هوازن ومفاخراً بها , فهو ان كان في نجد ذكرهم في الحجاز وبالعكس , فيقول شريح ابن الاحوص العامري:

اعزك بالحجاز وان تقصر ......... تجدني من اعزة اهل نجد

واهل نجد في عصرة معظمهم من بني عامر الجشميين, والتي يعود لها اكثر بطون قبيلة ( عتيبة) زمننا هذا خاصة (روق وبرقا) ، وقد قال صاحب معجم البلدان ( الحموي) بان كثير من بني سعد من هوازن نزح من السراة واستوطنت ما يعرف بالسيل وهذا ايضاً دليل قوي على تنقل بطون هوازن في بلادها الشاسعة.

كل هذه الشواهد (غيض من فيض ) ودلالة كبيرة على اتساع رقعة بلادها سواء في جنوب الطائف والسراة ونجد والمدينه وجبل حضن وتربة قبل رحيل بني هلال منها ونزول قبيلة بني باقم اليمنية فيها , واندماج البطون الهلالية التي لم ترحل مع باقي عشائر بني هلال في قبيلة ( البقوم) ومنهم بني رياح على سبيل المثال وبعض البطون الاخرى من هوازن, حتى ان قال بعض الباحثين بهوازنية قبيلة (البقوم) لقوة اواصر العلاقه بينهم وبين عشائر هوازن.

ذكرت في بحثك ان اقدم من رايتة نسب قبيلة ( عتيبه) ، الى هوازن هو كتاب (لمع الشهاب) عام 1232هـ , وهذا كما قلت لم يتجاوز القرنين من الزمن , وهذا حقيقة لا ينطبق الا على مؤلف هذا الكتاب المجهول, والذي لا يعتدّ به , ثم بسبب وجود وثائق اقدم من هذا الكتاب بقرون كثيرة, ولدى مؤرخي قبيلة ( عتيبة ) انفسهم سواء (بني سعد) وكبار رجالاتها او لـدى نسابة بني جشم بـن (معاوية بن بكر) الشقيق الاخر ( لسعد بن بكر ).

صحيح ان توالي الثورات والانقلابات والانفلات الامني الذي اتسم بة حكم الاشراف على الحجاز جعل القبائل الحجازية ومنها ( عتيبة هوازن) , تناء بنفسها عن ما يدور في حاضرتي الحجاز الكبيرتين ( مكة والطائف ) وكذلك بسبب اعتماد حكامها على العنصر الغير حجازي والدخلاء على منطقة الحجاز, سواء كانوا عرباً او عجم لتصفية الحسابات الثأرية , فيما بينهم, مما جعل هذة القبائل ( وعتيبة) منها تعيش الحياة البدائية وتعتمد على كسب يدها, كالغزو والنهب , الامر الذي تخوف معه المؤرخين من المغامرة بحياتهم في زيارة بلادها وتدوين تاريخها وانسابها بشكل دقيق وموثوق فية , خاصه مع تموج هذة القبائل داخل الجزيرة , اما بسبب ترحالها او الحروب مع بعضها البعض , او قلة الامطار وتوالي السنين عليها , وقد ذكر مؤلف ( صحاح الاخبار ) المولود عام 730هـ بلمحة سريعة , بان (عتيبة) احدى بوادي الحجاز, فامام هذا الواقع ليس امامنا من بدٍ سوى الرجوع الى ما نجدة من وثائق لدى الاسر ( الهوازنيه) والتي لها علاقة جيده مع حكام الحجاز ، ولها املاك زراعية او الى ما لديها من حجج استحكام في الطائف وغيرة.

فمن هذة الوثائق ما رايته شخصياً لدى الباحث المؤرخ / نايف بن محمد العصيمي العتيبي , يعود تاريخها الى سنة 905هـ , وموضوع هذة الوثيقة , حجة استحكام لمزارع ابائة في الطائف , موثقة من شريف مكة في ذلك التاريخ , مرجعةٍ نسب اسرتة (الشجاعين) من العصمة من بني عامر (عصيمه) بن جشم بن معاويه بن بكر بن هوازن , وهناك وثيقة اخرى من شريف مكة عام 1005هـ , ترجع نسب عشائر ( النفعة ) وفروعها الى الاب الاكبر (هوازن ) , ولعل (شباب) الذي ذكرتة الوثيقة هو ما وجدته في احد احياء (بني عامر) , وهو (شبيب) وفي روايه (شباب) بن جزاد بن طهفة بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب من معاويه بن بكر بن هوازن , وهذا ليس ببعيد عن عين الحقيقة , خاصة اذا راينا الروابط القوية بين عشائر (النفعه) وعشائر (المقطه) , الذي يجمعهم الجد الاكبر ( شملان ) , خاصه وان في عشائر (المقطه) من ثبت لدى البعض منهم بانهم من سلالة ( عامر بن كرز بن ربيعة بن عامر) وكذلك عشيرة (الروسان) التي يقول احد رجالاتها انهم من سلالة (الحارث) الملقب ( برؤاس ) بن كعب بن ربيعه بن عامر , وكذلك عشيرة (الجعده) بن كعب بن ربيعة بن عامر وكذلك عشيرة ( وقدان) الذي نسبهم ابن الهجري الى ( الحريش ) بن كعب بن ربيعه أي ان هؤلاء جميعاً يجتمعون مع بطون ( شمله) في ربيعة بن عامر من معاوية بن بكر بن هوازن , وهؤلاء جميعاً يجتمعون مع بطون (عتيبه) الاخرى ، فهناك عشيرة القثمة وبني نصر ( الدهسه) معهم كما يقول مؤرخهم / مناحي القثامي , وعشيرة (العصمة) واكثر عشائر الروقه بن غزية وجميعهم في جشم بن معاويه بن بكر , أي ان هؤلاء جميعاً هم عماد قبيلة (عتيبه) مع اخوتهم بطون بني سعد بن بكر بن هوازن.

كذلك اطلعت على وثيقة لدى المؤرخ الاخ نايف العصيمي , وهي وثيقة (صلح ) بين عشيرتي (القثمه) و (العصمه) على اثر خلاف نشب بينهم حول بعض المنازل والمناهل المائيه والحدود القريبة من بعضها, يعود تاريخ هذة الوثيقة الى عام 1218هـ وهي تنسبهم جميعاً الى بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن.

كل هذة الشواهد قبل كتاب ( لمع الشهاب ) ومؤلفة, وقبيلة ( هوازن) كانت وما زالت شديدة الاعتزاز بنفسها , فها هو (معود الحكماء) معاوية بن مالك من (بني كلاب) يقول:

اني امرءُ من عصبه مشهورة......
...................حشد لهم مجد اشم تليد
الفوا اباهم سيداً واعانهم......
..................كرم و اعمام لهم وجدود

ويقول عوف بن الاحوص الكلابي الهوازني , مفاخراً:

نجير ولا نجار وكل حي...........
..................لهم حلف وليس لنا حليف

قلت: هذه القوة عندما كانت هوازن مجتمعه ولم تهاجر اقوى بطونها من بلادها الى اطراف الجزيرة وما جاورها من البلاد.

ويقول شاعر آخر:
ربعي هوازن قبل تدعى (عتيبة)...........
................تهزم نهار الكون جمع المعادي
اذكر حنين وما جرى لصاحبه.........
...............واقراء الكتاب اللي نزل للعبادي

وها هو شاعر آخر من بني سعد الهوازنيين , يحدوا امام زعيم لاشراف حكام الحجاز ( حلفاء عتيبة) :

حنا بني سعد عمى عين الحفيف............
........................رحا (عتيبة) يوم كلٍ له رحا
والله يا لولا حشمتك يا ذا الشريف........
....................يا كل القبايل ما يغدونا ضحا

ويقول الشاعر بديوي الوقداني العتيبي ، والذي نسب عشيرتة ابن الهجري الى ( بني عامر) بينما هناك من نسبهم الى ( بني سعد) والمولود عام 1244هـ ، ويقول بديوي:

عتيبة جناح الصقر وثبيت عظمها........
..........................ولا يستوي طير بغير جناح
حموا نجد بالسيف اليماني والتفق......
........................ومعهم من العود الطويل رماح
ضدوا قحطان ومطير كلها.........
........................وخلوك يا نجد العريض بياح

ويقول شاعر آخر :

انا عتيبي من سلالة هوازن...........
..................ربعي عوايدها الفخر من جودها
رسمنا ثلاث البيض في الجاهلية.........
..................واقرها الاسلام واثبت حدودها

ويقصد بالثلاث: الجار , والضيف, و الرفيق (الخوي) .

وهذا شاعر قبيلة قحطان ( مذحج) يقول فيهم :

ثم التقينا بالزحول ( عتيبة )..........
.....................حرار قطا من فروخ حرار
معهم سنين والقنا يقرع القنا.........
.....................شجعان لكن وقتهم منهار
وسقنا حليمه لين جات الحرة..........
....................اللي على لطم الغريم جسار

الى ان قال:

وردت عتيبة ردة مشهورة..........
...................ردت على قحطان تطلب ثار
روق تزعمها وقامت برقا...........
....................وارتدوا المسلوب بالتكرار
واليوم يعرف حدنا من حدهم..........
....................وما بيننا مامونة الاسفار

وقبائل الروقة هي اول من حاولت من ( عتيبة ) دخول نجد بعد انكماشها فترة طويلة في الحجاز, وهجرة بعض بطونها الى خارج الجزيرة وكان ذلك عام 1130هـ بقيادة فارسهم المشهور/ صنيدح الزلامي ورفقة خالة/ خضار القسامي، الا انهم لم يتجاوزوا جبل كشب وركبة لعدم اتحادهم , يقول الشاعر (شجعان لكن وقتهم منهار) , وقد بقوا هناك حتى ان هياء الله لهم الفارس الشيخ/ تركي بن حميد , فاتحدت حوله عتيبة ( برقا و روق ) وتمكنوا من دخول نجد منتصرين وذلك في عام 1265هـ وكانت نجد معشبة خضراء لم يعرف لذلك مثيل (كما يقول ابن بشر في تاريخة).

قلت وهذا ما قصده الشاعر (القحطاني) عندما قال:

روق تزعمها وقامت برقا ......... وارتدوا المسلوب بالتكرار

وقد تحدث إلي الأخ / نايف بن فيحان بن ربيعان ، احد شيوخ (عتيبه) عن سبب قوة عتيبه وهيبتها لدى القبائل الاخرى فقال:

( اني لم اسمع من قبل او اقراء في التاريخ ، بان (عتيبة) انهزمت عندما توحدت صفوفها حول احد فرسانها) .

وهذه مقوله صحيحة , ولهذا فقد دأب السلاطين والولاه عبر السنين على بث اسباب روح الفرقه والتناحر بينهم , ليسهل عليهم الانفراد بمن يريدون اخضاعة واملاء شروطهم الاستسلامية عليهم, وقد نجحوا في كثيراً من ذلك , خاصه مع ضعاف النفوس والوصوليين في القبيله ، مما جعلها لقمه سائغة لهؤلاء الولاة , لكنهم سرعان ما يتنبهون لهذه المخططات القذرة , ويقومون بتوحيد صفوفهم مرة اخرى بجهد الغيورين من ابنائها.

واما قصد الشاعر ( بحليمه) في قصيدتة وهو الشاهد في ذلك ؛ حينما قال:

سقنا حليمه لين جات الحرة ............. اللي على لطم الغريم جسار

فهو يقصد ( حليمه ) مرضعة الرسول عليه الصلاة والسلام , كما يقول صاحب السيرة ابن هشام.
وهذه (الصفه) ما زالت تطلق على (عتيبه) بشكل عام حتى زمننا هذا.


تسمية (عتيبة):


خلاصة القول فان (عتيبه) عشائر هوازنيه متحالفه تجمعهم نخوتهم يا آل (عتيبه), التي هي لحمة نسبهم , وعماد اجتماعهم , وقد قال بذلك المؤرخ السوري الدكتور / محمد فردوس العظم محقق النسب الكبير لابن الكلبي (مكتبة دار اليقضه) بدمشق عندما قابلته , وقال لي حرفياً (اهلاً يابن هوازن), (انتم نسبه الى علم من اعلام هوازن , وهو (عتيبه(1) بن غزيه بن جشم بن معاويه بن بكر بن هوازن) اجتمعت بطون من هوازن على احداً من سلالته في وقت مبكر من القرون الاولى (لم يحددها), والتف حوله عشائر هوازنية اخرى , بعد رحيل اكثر بطون هوازن (جموعاً وافراداً) من ارض الحجاز ونجد الى بلاد الله الواسعه , الى الشام والعراق ومصر وبلاد المغرب الاقصى بل وفي بلاد فارس وما جاورها من بلاد العجم , ولم يبقى منهم الا من لم يستطع ترك ارضه وبلاده , وشكل من بقي منهم اكبر تحالف هوازني في وقتنا الحاضر اطلق علية (عتيبه) كما اجتمعت بكر وتغلب حول اعلامها المشهورة ) انتهى كلام الدكتور العظم.

قلت: فهناك من الاعلام المشهورة في (هوازن) من تسمى (بعتيبه), فعلى سبيل المثال هناك كما ذكر الدكتور/ العظم (عتيبه بن غزيه بن جشم), وهو ما اميل الى تسمية القبيله باسمه, وقد ذكرة ابن الاعرابي المتوفي عام 340هـ في معجمة, وقال (حي من سلالة عتيبه بن غزيه ,وان هذا الحي قد ذكره ابن الكلبي قبله , وانهم الذي قال فيهم فارس بني جشم بن معاويه بن بكر بن هوازن, دريد بن الحارث (الصمه) حيث قال:

وهل انا الا من غزيه ان غوت .......... غويت وان ترشد غزيه ارشد

وهناك من قال انهم من بني سعد بن بكر بن هوازن ، كما توحي بذلك روايه صاحب (الطبقات) في ترجمته لمعاذ بن عبدالرحمن بن معاذ , قال, فولد لمعاذ بن عبدالرحمن ابنه عبدالرحمن وامه ام عمرو زبينة من (عتيبه) من بني سعد بن بكر ولم يزد على ذلك.

وقد قال ابن خلدون رحمه الله (ان التقارب في الاصل والمواطن , هو الذي يحمل البعض على ان يطلق اسم احد البطون على الاخرى , وان يستخدم اسماً جامعاً لكافة هذه الفروع عبر الامتداد الجغرافي للقبيله).

وهنا مقوله للعلامه الشيخ/ حمد الجاسر رحمه الله عندما سألته عن تسمية القبيله (عتيبه) , فقال رحمه الله ( من عادة القبائل او العشائر العربيه الانتساب الى العم او الاخ, اذا اشتهر باسمه او عشيرته او حتى بمنازل احدى بطون القبيله).

قلت: وهناك قول ثالث ينسبهم الى الحلف الذي تكون من بطون هوازنية للاخذ بثار زعيمهم (عتبه الرحال) او (عتيبه الرحال) عند بعض المؤرخين , عندما قام احد خلعاء بني كنانة بقتله غيله وهو في طريقه للحجاز بعد ان اجار قوافل المناذرة (حكام العراق), على سائر القبائل , ويقول النسابة ان عشائر من هوازن تنادوا يا آل (عتيبه), عندما بلغهم الخبر وهم في سوق عكاظ فلحقوا بقبائل كنانه وقريش منها وحصلت بعد ذلك حروب الفجار المشهوره, وان هذا الحلف هو النواه الاولى لحلف قبيلة (عتيبه) التي اشتهرت به فيما بعد بين القبائل، و( عتيبه الرحال) هو من سلالة بني كلاب بن عامر بن معاويه بن بكر , وهذا ليس ببعيد لان معظم قبائل (عتيبه) ترجع الى هذا النسب , وممن يقول بهذا النسب في زمننا هذا هو الشيخ/سلطان بن جهجاه بن حميد, شيخ شمل قبائل عتيبه والذي نسبة يعود الى (عامر بن كرز بن ربيعه بن عامر بن كلاب من معاويه بن بكر بن هوازن) وكذلك الباحث الاردني/ طلال الشمري, وهذا ليس ببعيد لاننا لو امعنا النظر في نسب (عتيبه الرحال) ونسب قبائل عتيبه المعروفه الان لوجدناهم جميعاً من سلاله معاويه بن بكر بن هوازن, وانا لا استبعد هذه المقولة والله اعلم.

وقد قال الشيخ ابن حميد ارجوزة شعريه على هذا السياق منها:

عتيبة هوازن بلا شك اخوانا......
..................تسلسلوا من مضر والجد عدنانا

وكلمة حق لابد ان اقولها حول هذا الرجل (ابن حميد) , فهو رجل مواقف جليله وعظيمه, تحب فيه تواضعه, وعلمه الواسع واعتزازة بقبيلته, وعزة نفسه, وترفعها عن صغائر الامور , وهذه خصال اتمنى ان اراها في سائر شيوخ (قبيلة عتيبه) بلا استثناء.

ايضاً هناك روايه اخرى , تقول ان هناك من يطلق عليه ( عتيبه)(1), حي من بني هلال وقد قال احد المؤرخين انهم رحلوا مع بني عمومتهم سواء بني هلال او غيرهم من هوازن التي رحلت الى المغرب , ولم يبقى من يعتد به في الحجاز ولم يقل جميعهم رحلوا.

قلت فايا كان سبب التسميه, فالجميع يعود نسبه اما الى (معاويه بن بكر او سعد بن بكر) وهما عماد قبيلة هوازن عند اكثر المؤرخين , كما هو الحال الان ( برقا والروقه) عماد قبيلة (عتيبة هوازن) وجلهم من سلالة (جشم بن معاوية بن بكر).

وقد قال مؤلف كتاب (امراء البلد الحرام عبر عصور الاسلام) (هوازن) هم من يطلق عليهم (عتيبة) انتهى كلامه رحمه الله.


اما فيما يختص بحلف (شبابه
) , والذي (عتيبه) احدى اقوى ركائزة, فانني اعتقد انه يعود الى الاقرب لها نسباً , فهناك بني شبابه من بني سويد بن عامر بن مالك من بني هلال بن عامر من سلاله معاويه بن بكر بن هوازن, حيث ان بني هلال ممن استوطن تلك البلاد وما حولها من سراه تهامه , وهناك من النسابه من ينسب قبيلة (حرب) المعروفه الى حرب بن هلال بن عامر , وهي كما هو معروف ما زالت الحليف الرئيسي لقبيلة (عتيبه), وهناك اواصر قربى ومصاهره بين القبيلتين قديماً وحديثاً, وهناك ادله كثيرة تؤكد نسب قبيلة (حرب) الى بني هلال , بدليل ان بني (علي) الذي في حرب يعودون نسباً الى بني كلاب بن ربيعه من بني عامر ، وهؤلاء معظمهم ممن يشكل حلف قبيلة عتيبه الهوازنيه, فقد قال الشاعر ابن المقرب شاعر الدوله (العيونيه) في الاحساء من قصيدته الطويله:

عشية عامر وبني علي..............
..................كدفاع السيول من الرعان

وهناك الان عشائر من بني علي تسكن (الاحساء) اقر الشيخ/ عبدالمحسن الفرم بصحة نسبهم الى بني علي وايضاً رجوع معظم بطون قبيلة (حرب) الى قبائل عدنانيه صريحه النسب, خاصه من بطون سليم الذين هم اخوة هوازن ابناء منصور بن عكرمه.

اما تشابه الاسماء فهو كثير في القبائل العربيه, فهناك شبابه بن فهم, (وبني فهم). احد رموز حلف (شبابه), وكذلك (شبابه) بن مالك من دوس من (زهران) من الازد, وهؤلاء ايضاً حلفاء (لعتيبه).

والاحلاف تحصل بين القبائل المتباينه في النسب, اما بسبب الجوار, كما هو في حلف (شبابه) اليوم, والذي يجمع بالاضافه الى (عتيبه), قبائل متباينه في انسابها وهي (الاشراف, زهران, بالحارث, حرب، فهم) وهؤلاء جميعاً مزيجاً من القبائل القحطانيه والعدنانيه, ويقابله الحلف (الخندفي), الذي يضم قبائل ( سليم "اخوة هوازن", وقريش"التي الاشراف منهم" , وغامد"اخوة زهران" , وبني مالك, وسبيع , ومطير, والبقوم) وهم ايضاً مزيج من القبائل القحطانيه والعدنانيه, وهذه التحالفات المتباينه تعزز مقولة من يقول ان اهم سبب لوجود هذه التحالفات هو الوقوف في وجه المخاطر التي تواجه القبائل المتجاورة, وهذه القبائل مر عليها الكثير من المخاطر, الامر الذي جعلها تتحالف حتى مع ابعد القبائل عنها نسباً, ولكنها قريبه في المنازل, وهذا ما اميل اليه.

وقصيدة (سلطان المريبض) ليست دليلاً على نسب قبيلة (عتيبه) الى (شبابه), وقوله (صفوة شبابه), أي صاحبة القوة والمكانه فيها, وقد قال شاعر اخر يدعوا (عتيبه) الى التخلي عن حلف (شبابه), حيث لم يعد ينفعها او هي في حاجته, لانها اصبحت صاحبة مغازي وارضها شاسعه, ومحبوبه لدى حكام الحجاز (الاشراف), فيقول الشاعر ممتدحاً حلف قبيلة (عتيبه) عما سواه, عندما هزمت قبيلة (بني لام) في القرن التاسع تقريباً, باعاز من شريف مكه:

انتهينا الى حلفٍ وقد ضم شملنا ........... (عتيبه) اعطت من قواها مصادرة

ويقول:

ولبيتموة كي تعيشوا بمتعة ............ وسدتم به قومأ فبانت مفاخرة

حتى ان قال من قصيدة طويله:

فحلف عتيبيً جنى الفخر كله ......... ومارد ما عادت تشع نواضرة
كفاك حليفاً دع شبابه لم يعد ........... يفيد فان الدهر اخلق ناضرة

والقصيده طويله تعدد مناقب هذه القبيلة العظيمه، عندما قامت بردع اهل الزيغ والفساد من القبائل التي كانت في يوم من الايام, مهيمنه على بلاد (نجد) واطرافه, جاعلة منه مسرح لتجاوزاتها, التي جعلت اهله ينفرون منهم ويطلبون المدد من قبيلة (عتيبة) في ذلك التاريخ.

ختاماً فإنني احيي جهودك الرائعة, وما تقوم به من بحث وتحقيق حول نسب قبيلة (عتيبة) وفروعها, خاصة مؤلفك عن عشائر (النفعه الهوازنيه), والذي أصبت في أكثرة, وتحريت الدقة قدر استطاعتك, والذي هو في حقيقة الأمر جهد تشكر عليه, استغرب معه أن
(تشطح)
إن جاز التعبير, وترجع قبيلة أكثر عشائرها ما زالت تحمل نفس مسمياتها منذ العصور الأولى, مثل بعض عشائر (الروقه) في ( روق بن عزية من جشم) وبعض عشائر (العصمه) أبناء منصور الابرق من (جشم) أيضا, وهما (روق وبرقا) زمننا هذا وما انضوى معهما من بطون هوازنيه معروفه، تشكلت به قبيلة (عتيبه), وهذا ليس بغريب على تداخل بطون (هوازن) منذ القدم, كما أسلفت في مقدمة هذا البحث الموجز, والذي هو من مقدمه لمخطوطة تاريخ (نسب هوازن الكبير), الذي لم نحصل بعد على الموافقة لإصدارة من قبل الاعلام لاسباب معروفة لدى معظم الباحثين في الانساب.


وبالله التوفيق,,
هذا رد ابن عمي العصيمي