[ظلال السيوف]

"نيويورك تايمز": حماس تجد نفسها مصطفة مع إسرائيل في مواجهة "الجماعات المتطرفة"

في تقرير مثير نشرته أمس صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية وأعده مراسلاها من غزة والقدس، ادعى أن حركة حماس التي تحكم قطاع غزة "تعمل على قمع الجماعات الإسلامية المتطرفة التي ظهرت في غزة، وفقا لناشطين، لتجد الحركة نفسها في موقف غير عادي تتقاسم فيه المصلحة مع إسرائيل".

وحسب كاتب التقرير، فإن من سماهم بالمتطرفين الجهاديين، والمعروفين باسم السلفيين والقريبين من فكر تنظيم القاعدة، يشكلون تحديا لإعلان حماس وقف إطلاق النار (الهش وغير الرسمي) مع إسرائيل.

وينقل التقرير عن ناشطين سلفيين (حسبما أورده) قولهم إن حماس اعتقلت في الأيام الأخيرة أفرادا من إحدى مجموعاتهم، المسماة "جيش الأمة"، وصادرت أسلحتهم.

ويرى التقرير أن كلا من حماس وإسرائيل تشعر بقلق متزايد إزاء تنامي الجماعات السلفية المتشددة (حسب تعبيره). ويشير مسؤولون إسرائيليون، كما أفاد التقرير، إلى استمرار تدفق الأسلحة إلى غزة، ويربطون بين المجموعات (السلفية الجهادية) في غزة وتلك المنتشرة عبر الحدود الجنوبية، في التضاريس الصحراوية الوعرة والجبلية في شبه جزيرة سيناء.

"حماس تضيق الخناق على رقابنا وتعصف ببيوتنا"، كما نقل المراسل عن أحد السلفيين في مقابلة هذا الأسبوع في منزله في مخيم للاجئين وسط قطاع غزة، وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لتجنب انتباه سلطات حماس، وأضاف: "نحن نُطارد من إسرائيل وحماس ومصر".

وكان هذا الناشط السلفي، كما يذكر التقرير، منتميا لمجموعة أخرى تسمى"جند أنصار الله"، وقد قُمعت من قبل حماس في عام 2009 (كما ورد في التقرير). وقال إنه يقضي معظم وقته في دراسة الشريعة والتشاور مع السلفيين الذين يأتون إلى بيته.

ونقل التقرير عن أحد زعماء السلفية في غزة، والذي رفض الكشف عن اسمه خوفا من انتقام حماس، قوله: "إن المجموعات الجهادية هي أكثر عددا الآن." وأضاف أن حماس كانت تتعقب المجموعة تلو الأخرى.

وأفاد التقرير أن مسؤولي حماس الحكوميين رفضوا التعليق على التدابير ضد "المتشددين السلفيين"، لكن "يحيى موسى"، عضو البرلمان الفلسطيني عن حركة حماس، صرح بأن المجموعات السلفية من حقها مقاومة إسرائيل، لكن يجب أن تكون "ضمن برنامج وطني موحد"، مما يعني تماشيا مع سياسة حماس (كما ذكر المراسل).

وذكر التقرير، استنادا لفلسطينيين يعملون في أنفاق التهريب، إلى أن حماس قامت بتشديد الأمن على طول حدود غزة مع مصر في محاولة لمنع التعاون اللوجستي بين المجموعات الجهادية من الجانبين، وعززت إجراءات التثبت من هوية الناس في المنطقة.

وفي حين يشير البعض إلى نجاح حماس في احتواء المجموعات السلفية (كما يذكر التقرير)، فإن آخرين يلاحظون أن هذا الجهد يبدو معقدا بالنظر إلى أن معظم الجهاديين خرج من صفوف حماس، غادروها بعد أن قررت حماس المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2006 وفازا على منافسها حركة فتح.