هذه قصة قديمة من قصص الشجاعة ، رواها مسلم بن مجفل امير الصملة من قبيلة سبيع ، يقول كان فيه بعضا من سبيع أمحلت ديارهم وسمعوا عن ارض قد نزل عليها مطر الوسم وفيها ربيع ، وانتقلوا اليها على وقت الشيخ مسلم وسالم من شيوخ الصملة ، وفارس بن صقر من النبطة ، وفارس بن شويه من شيوخ العرينات ومنصور بن جفيران من شيوخ آل جبور وكلهم من قبيلة سبيع .
فلما ذكر لهم ان فيه وسم وفيه ربيع تضيع فيه الغنم من غزارته ، والبادية دائما يبحثون ويسعون الى مايفيد حلالهم ، فأنتقلوا الى مضارب هذا الوسم وربعوا فيه ، وصادف ان اغار عليهم قوم طامعون في حلالهم ودائما المبتلى عند حلاله يعينه الله وينصره الله ، فحصل بين الطرفين مناوشات حرب ، وسلاحهم ذلك الوقت كان الرمح ، وحموا انفسهم لانهم يدافعون عن حلالهم ومحارمهم ، والمدافع ليس مثل المغير.
ولم يكن في ذلك الوقت حكم وسلطات تردع بعض البادية عن بعض ، وعندما انتهى الربيع رجعوا الى ديارهم ، وكانت زوجة فارس بن شوية رافضة الانتقال معه الى المكان الذي ربعوا فيه ، وباقية عند اهلها ، فغضب عليها ، لهذا عندما مر من عند اهلها على فرسه كانت زوجته تنظر اليه عندما مر من امامهم ولم يسلم وكان معه قلايع ويقول مسلم انه اهداهن على الامام عبدالله الفيصل ، فارسلت له زوجته رجلا عندهم اسمه ابن نامي قالت : قل له ليأتي ليسلم على بناته وعلى اهله، فقال بهذه المناسبه ابياتا طويلة يرد عليها :
احفظ سلامي يا ابن نامي وقله
عشرين عام ما تجيها علامي
والله لا لقيها القفا حشمة له
بتردني لا أرعاء نبات الوسامي
نرعا بقطعان عليها الاهله
لينه تواسي حجزها والسنامي
من دونها ريش النعايم نفله
لاطار ستر معورجات الاوشامي
وشكرا لكم والمزيد قادم بأذن الله تعالى
------------------------------------------------------------------
زماننا غير زمانهم وحتى نتذكر الاولين
اخوكم ابن نجد