السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,, أعزائي وأخواني
سأذكر لكم لمحات من تاريخ مدينة ( الطائف ) وكيف دخلت قبيلة ( عتيبة ) الطائف, فالكثير من الناس يقولون " هوازن من أيام الجاهلية وهي بالطايف " وهذا غير صحيح , فيجب أن نعطي كل ذي حق حقه .
كانت قبيلة عدوان تسكن الطائف , وهي من قبائل قيس , فجاء إليهم ثقيف وتزوج زينت بنت حاكم الطائف وهو عامر بن الظرب العدواني , وكان من أحكم حكام العرب , وأنجب منها جشم وعوف ثم ماتت , فتزوج أختها عمرة بنت عامر بن الظرب , وكانت قبل ذلك متزوجة من صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن , أي إبن عم ثقيف .. وكان معها إبنها عامر بن صعصعة , فتزوجها وأنجب منها دارس وسلامة ويقال أنهم دخلوا في قبائل الأزد , فتكاثر أبناء ثقيف وأبناء عامر بن صعصعة بالطائف , وحدثت بعض الخلافات داخل قبيلة عدوان فأنتهزت ثقيف الخلافات وأخرجت عدوان من الطائف , فأصبحت الطائف ملكاً لقبيلتي ثقيف وبنو عامر , وبعد ذلك أخرجت ثقيف بنو عامر بعد معركة عنيفة بسبب خلاف بينهم .. فأصبحت الطائف ملكاً لقبيلة ثقيف , وهي آخر قبيلة حكمت الطائف , البعض يتسائلون عن كيفية تواجد قبيلة عتيبة بالطائف بالرغم أنه لا توجد أي معارك بين ثقيف وعتيبة , أو ثقيف و هوازن .. فبالأمس كانت الطائف لثقيف فقط , واليوم الطائف لعتيبة وثقيف وبعض القبائل المتحالفة ..!!
أنا أجتهدت بالبحث عن الجواب , وأعتقد أني وصلت للجواب الصحيح .. وهو أنه بعد أن حدثت معركة حنين وكانت بين المسلمين وقبيلتي هوازن وثقيف وكان فيهم قبائل نصر وجشم وسعد بن بكر وعدد من أبناء بني هلال وبني مالك، قد تراجع الثقفيون والهوازنيون إلى الطائف , فهذا يدل على العلاقة الوثيقة بين القبيلتين , ولحقهم الرسول صلى الله عليه وسلم إليها ,وما إن اقترب من الطائف حتّى أمطرته ثقيف بوابل من النبال، فأصابت جماعة من المسلمين، ما دعا النبيّ (ص) أن يبعد المسلمين عن مدى النبال التي كانت تنطلق من حصون ثقيف، وظلّ يحاصرهم بضعاً وعشرين ليلة، ولكن ثقيفاً لـم تكن على استعداد للمواجهة بعدما لحقت بها الهزيمة في حنين، وفي المقابل، لـم يكن لدى المسلمين آلات الحصار الكافية لكي يرغموا ثقيف على الاستسلام، ولذلك اعتمدوا سياسة الانتظار التي قد تكون لصالحهم أكثر منها لصالح المسلمين , حتى أنهم أستخدموا المنجنيق ولكن المقاومة العنيفة مستمرة , طالت مدة الحصار، وثقيف لديها ما يكفيها من المؤن والسّلاح لمدّة طويلة، وفوق ذلك، أصبح المسلمون على أبواب ذي القعدة وهو من الأشهر التي حرّم فيها الإسلام القتال، فآثر النبيّ (ص) أن يرفع الحصار عنهم ويرجع بمن معه إلى الجعرانة حيث الأسرى والغنائم، ومنها إلى مكة، ثُمَّ إلى المدينة على أن يعود إلى الطائف بعد انقضاء الأشهر الحرم فيما لو أصرّت ثقيف وهوازن على موقفها المعادي للإسلام.
وبعد ذلك قدم وفد هوازن ووفد ثقيف إلى الرسول ( ص ) , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد هوازن ، وسألهم عن مالك بن عوف ما فعل ؟ فقالوا : هو بالطائف مع ثقيف ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروا مالكا أنه إن أتاني مسلما رددت عليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل فأتي مالك بذلك فخرج إليه من الطائف . وقد كان مالك خاف ثقيفا على نفسه أن يعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ما قال فيحبسوه فأمر براحلته فهيئت له وأمر بفرس له فأتي به إلى الطائف ، فخرج ليلا ، فجلس على فرسه فركضه حتى أتى راحلته حيث أمر بها أن تحبس فركبها ، فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركه بالجعرانة أو بمكة فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل وأسلم فحسن إسلامه .
(( وسألهم عن مالك بن عوف ما فعل ؟ فقالوا : هو بالطائف مع ثقيف )) هذا يدل على مكوث بعض الهوازنيين بالطائف بعد معركة حنين , وإستقرارهم فيها , وهذه أيضاً دليل قاطع لمن يقول أن عتيبة ليست من هوازن .. إذا لم تكن من هوازن فكيف دخلت الطائف ؟؟ .. وشكراً لكم