عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 30-Oct-2013, 08:36 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
احمد العـتيبي

رابطة محبي الهيلا

إحصائية العضو






التوقيت


احمد العـتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي إيهاب فوزي يكتب: الانقلاب يعجل بالخلافة

إيهاب فوزي يكتب: الانقلاب يعجل بالخلافة

الثلاثاء 29 اكتوبر 2013


لعلك تعجب من العنوان، ولكن هاك الدليل:

الدليل العقلي:

الانقلاب بإجرامه وقتله وسحله وتعذيبه وسجنه للشرفاء، فإنه يصنع رجالا لا تهاب الموت، ومستعدة لمعارك قادمة خارجية، ويهيئ لقيام دولة ليس فيها مكان للمجرمين واللصوص والرويبضة، بعدما قطع الانقلاب كل السبل للحلول الوسط أو للانتقال التدريجي لما بعده، دولة لا يتولى فيها أحد أمرا إلا من كان في معسكر الثورة. فقد فرقت الأيام القليلة الماضية بوضوح بين المعسكرين، معسكر الحق، ومعسكر الباطل، وصار الخط الفاصل واضحا وحادا.

الدليل التاريخي:

الأحداث التاريخية المفسرة لنبوءة النبي صلى الله عليه وسلم، والتي يتنبأ فيها بالمراحل التاريخية التي تمر بها الأمة من حيث نظام الحكم، فيقول: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة".

ومن وجهة نظري الشخصية، أرى أن التاريخ يخبرنا بسنة كونية قدرها الله في هذه الحقب التاريخية المتعاقبة.

هذه الحقب التاريخية يفصلها عن بعضها أحداث دموية عنيفة كانت فاصلا واضحا وحادا بين هذه الحقب وبعضها البعض.

فبين حقبة النبوة والخلافة الراشدة، كانت حروب الردة، أعنف ثورة مضادة عرفها التاريخ، كاد أن يقضى فيها على الدولة الإسلامية في مهدها. وبين حقبة الخلافة الراشدة والملك العضود كانت فتنة الخوارج والتي بدأت في عصر خلافة سيدنا علي بن أبي طالب. وبين حقبة الملك العضود والحكم العسكري الجبري في ربوع العالم الإسلامي عامة والعربي خاصة، دارت معارك طاحنة بين قوى المقاومة الشعبية وقوات الاحتلال الانجليزي والفرنسي والإيطالي، ومن بعدها قوى الانقلاب في سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر وغيرها، التي انقلب بعضها على حكم ملكي، والآخر على حكم عسكري مثله، هذه الانقلابات العسكرية التي كان هدفها تكوين "قبة حديدية" حول الدولة الوليدة "إسرائيل المزعومة"، لتمنع أي تحرك عسكري أو شعبي لنصرة الشعب الفلسطيني المحتل، أو لتهديد كيان الدولة الغاصبة. وقد نجحت.

هذه الفترة التي امتدت إلى ما يقرب من قرن راح ضحيتها الملايين من الأبرياء، لم يفرق فيها العسكر بين رجل وامرأة، طفل أو شيخ، شريف أو ضعيف. هذا الحكم العسكري الفاشي لم يظهر مدى إجرامه للعوام، إلا بعد أن ثارت الشعوب على حكامها، فكان القتل والسحل والاعتقال والسجن، وهذه المرحلة الفاصلة بين الحقبتين، يأبى الله إلا أن يجري فيها سنته على الأمة الإسلامية، فيتخذ منها الشهداء ويطالبها بالتضحيات

هذه المراحل الانتقالية العنيفة في انقلاب العسكر وقوى الدولة الظالمة تؤكد هذا المعنى الذي ذكرته في العنوان، وهو أنه "كلما اشتد العنف والإجرام، كان الانتقال إلى المرحلة التالية أسرع وأقرب".

الدليل القرآني:

يقول عز وجل: (وفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ . الَّذِينَ طَغَوْا فِي البِلادِ . فَأَكْثَرُوا فِيهَا الفَسَادَ . فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ . إنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر: 10- 14].

لاحظ ارتباط (فَأَكْثَرُوا فِيهَا الفَسَادَ) بالسرعة في (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ).















رد مع اقتباس