عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 24-Aug-2011, 07:31 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عمر الحصيني
عضو نشيط

الصورة الرمزية عمر الحصيني

إحصائية العضو






التوقيت


عمر الحصيني غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى عمر الحصيني
افتراضي


أخي الكريم
عين الحق

مساؤك بخير أنت وجميع الأخوة المشاركين.

مسألة " شرب الفنجال " وليس الكأس !! لأن الكأس أعاذنا الله وإياك من شربه، لكن " شرب فنجال " الخصم أمر معروف قديماً منذ مئات السنين في قبائل عتيبة الحجاز.
وكان الفارس الشجاع / حامد بن عيفان الهضيب الحصيني من فخذ ( ذوي عيفان ) من هضبة الحصنة وله كناية أشتهر بها إذ يكنى بـ ( زافر صلا ) كناية عن شجاعته وفروسيته.
وحامد هذا له أخ شجاع اسمه مطلق بن حامد بن عيفان الهضيب تعرض له قطاع طرق من قبيلة أبا الحارث قيل عددهم خمسة وقيل سبعة، وهو ذاهب لمزرعته في وادي صلا تسمى " القصباء " فقتلوه وأخذوا سبيه وماله الذي كان معه إذ كان رجل صاحب زراعة ومال ، بل بلغ بهم الدناءة أن وجدوا خاتماً من الفضة في أصبع يديه ولم يستطيعوا إخراجه من إصبعه فقطعوا إصبع اليد وأخذوه معهم وعادوا مقفين لقومهم ولم يلمحهم سوى طفل صغير كان هذا الطفل أخ المقتول واسمه / حامد بن عيفان الهضيب الحصيني الذي أصبح فيما بعد واحداً من ألمع فرسان الحصنة ، بل لا أبالغ إن قلت كان من فرسان الطفحة المعدودين إن لم يكون من فرسان النفعة المشهورين.
حينما عاد القوم بما أخذوه من سبي مطلق الهضيب ظل أفراد الحصنة في حيرة في أمرهم من يا ترى قاتل الفارس مطلق الهضيب؟ إذ لم يتعرفوا على قاتله والطفل لم يبلغ أحداً بقاتل أخيه بل لم يبلغ أنه كان معه.
من ضمن فرسان الحصنة الذين أزعجهم مقتل مطلق المذكور فارس يقال له / صالح أبو عيون من فخذ ( ذوي عيفه ) من الهضبة .. وبالمناسبة صالح أبو عيون هذا عاش فترة طويلة من العمر ، وكان قائد بلوك فيما يقال مع الشريف ، وقتل في معركة تربة الشهيرة وهو في صف الشريف ومن قواده المشهورين ، ظل صالح يبحث عمن قتل مطلق الهضيب لكن دون فائدة ، والقوم لم يتعرفوا هل قاتله هل هو : من قبيلة عتيبة أم من خارجها ؟ بل هل هو من الأقربين أم من البعيدين!؟
كبر الطفل حامد بن عيفان وسرب خبر قاتل أخيه ويتوعد بأخذ الثأر منه وأنه من قبيلة أبا الحارث ، ما أن سمع صالح بذكر الرجل إلا وذهب يطلب ثأر مطلق الهضيب وبعد خمسة أيام عاد ليخبر القوم أنه قتل قاتل مطلق الهضيب الحارثي ويقول وجدته في سوق حداد بني مالك فقتلته ، لكن أتت الأخبار بأن المقتول لم يكن قاتل مطلق الهضيب ، بل أن قاتل مطلق الحارثي في منطقة ميسان يتمتع بالحياة ، كما أنه يُعد من الفرسان المشهورين في أبا الحارث ، وله عدد ليس بالبسيط من الغرماء من قبائل شتى ، حينها عرض شيخ الحصنة فنجال الحارثي على الحصنة ومن يشربه ويأتي بالثأر ، فما أن وضع الفنجال إلاّ وقفز حامد بن عيفان الخضيب من بين الحضور وشربه.
ذهب الفارس / حامد ابن عيفان الهضيب الحصيني ومعه خمسة فرسان الحصنة من بينهم الفارس المشهور / صالح أبو عيون وغيره ، ذهبوا فرسان الحصنة لمنطقة ميسان أبا الحارث يطلبون ثأر مطلق الهضيب ، لكن أتتهم الأخبار بما لا تسر ، حيث أن الرجل القاتل أخذ الحيطة والحذر ، وبدأت العيون ( السبر) تسبرهم وتتبع أخبارهم من قرية إلى قرية في بلاد أبا الحارث ، وحينما علموا فرسان الحصنة بما عليه خصمهم فضل النفر من الحصنة العودة لقومهم وتأجيل أخذ ثأر مطلق لوقت أخر إلى حين أن تلهى عنهم العيون وتنسى القصة مؤقتاً ، لكن الفارس / حامد بن عيفان الهضيب أنسل من بين القوم ولم يرى مرآهم ، بل كمن عند رجل كبير من أبا الحارث وزوجته العجوز الذين كان بينهم وبين فخذ ذوي عيفان صداقة قديمة ومودة وتربطهم بهم علاقة تجارة وزراعة.
ولكي لا يفضح أمر القوم عادوا ودخل رجل من قبائل النفعة نيابة عن حامد مع القوم راجعين لقبيلة الحصنة ، لكي يوهموا أخصامهم بأن الرجال عدلوا عن رأيهم في أخذ الثأر ، وبالفعل عاد القوم الستة باستثناء الفارس / حامد بن عيفان الهضيب الذي أنسل من بين القوم ولم يراه أحد ، بل كمن عند رجل كبير في السن من أبا الحارث وزوجته العجوز. ويبدو أن قبيلة أبا الحارث لم يكن يعجبهم تصرف الرجل الحارثي لا سيما مسألة قطع الأصبع الذي رأوا فيها من الدناءة والخسة مابها ، وما كانت يجب أن تكون وتعاطفوا مع الفارس حامد الهضيب حينما علموا بالقصة.
أستطاع حامد أن يحدد مزرعة الحارثي وموقعها في بلاد أبا الحارث وأتت الأخبار بأن خصمه له من الأعداء ما الله به عليم ، لذا هو يأخذ مبدأ الحيطة والحذر ، ومتقلداً سلاحه دوماً ، ومتوقعاً تربص و مجي أي خصم له بأي وقت كان ، لذا هو دوما على تلك الحالة والهيئة من الحذر ، والأدهى أنه دوما يسير بطريقة الحذر المتيقظ ، لذا رأي أن من الحكمة أن تكون المواجهة بالجنابي والطفحة عامة والحصنة والحلسة خاصة مشهورين بمسألة المقاتلة بالجنابي ، لكي لا يكون لصوت إطلاق البنادق أي مجال ، حتى لا يأتي القوم على أثرها ويفتضح أمره ، وربما يؤخذ بالثأر في حينه ، لذا حدد طريقة المقاتلة ، وحينما واجهه خصمه وجها لوجه فرض عليه أن تكون المقاتلة بالجنابي التي يتقنها حامد مثله في ذلك مثل بقية أبناء الطفحة ، فقتله وأخذ سبيه وجاء بالصائب ، لذا يطلق عليه حامد راعي الصايبة ، وعاد إلى مكمنه بعد انتهاء المهمة ، وانتشر خبر مقتل الحارثي في قبائل أبا الحارث انتشار النار في الهشيم ، كيف لا ؟ والرجل يقتل رجلهم بين ظهرانيهم وفي وضح النهار ، وظلوا يبحثون عن حامد وعند مجيئهم عن تلك العجوز الذي كمن عندها الفارس حامد تمكنت من التمويه عليهم ، بأنه أتى من هنا وذهب من هناك ، في إشارة لطريق غير الطريق الذي سلكه الفارس حامد ابن عيفان الهضيب ، الذي حرص بأن لا تطلع شمس اليوم التالي إلاّ ويكون قد غادر ديار أبا الحارث إلى أقرب ديار قبائل عتيبة والتي كانت قبيلة خديد من الطفحة أبناء عمومتهم ، وقد شاع عند قبيلة خديد أن ابن عمهم الحصيني قد أخذ بصائبه من غريمه وغريمهم الحارثي ، فكانوا يرقبون مجيئه في أي لحظة تكون ، وحين خرج لهم وكان يحمل معه خرجه الذي أختلط دم القتيل من سبيه الذي بالخرج بزبيب كان يتزود به ويأكل منه طيلة فترة خروجه بطلب دم أخيه مطلق .
وحين دخوله قبائل عتيبة وفي قبيلة خديد تحديداً أقامت له وليمة العداء وأخذوه على معراض إلى أقرب قبائل عتيبة منهم في طريق عودته لقبيلته الحصنة فكانت إحدى قبائل الثبتة الذين أخذوه على معراض إلى قبيلة السياييل الذين بدورهم أخذوه على معراض إلى حين وصوله إلى ( قرية الصِّناع ) وهي عاصمة قبيلة الحصنة ، والتي بها شيخ شمل الحصنة الذي عاد معه هو وباقي الحصنة إلى ( قرية جوش ) في وادي صلا وهي من قرى الحصنة ، والتي هي مسقط رأس الفارس / حامد ابن عيفان الهضيب والتي حولها قتل أخيه مطلق. وهناك أقيم له احتفال كبير ودعوا له قبائل شتى من قبائل الطفحة والنفعة ، وحيث أن مطلق وحامد أبني عيفان الهضيب خوالهم قبيلة الزود من النفعة ، فكانوا مما حضر هذا الاحتفال قبيلة الزود ومعهم كملتهم وموجبهم وشاركوا أبن بنتهم بهذه المناسبة فقال شاعرهم القديم وهو من بيت بن مسيفر الذي كان مشاركاً بهذا الاحتفال بأبيات من الرجز قال فيها :

سلام يا من دوّر الصايب وجابه
.................... ماجابه الا ولد عيفان الهضيب
يصبر على الديان ومجود حسابه
................. والساس طيب والجدر مافيه عيب

يقصد في صدر البيت الثاني إمهال ابن عيفان لخصمه فترة طويلة ، ولكن كل ذلك التأخير بقصد إعداد العدة للعودة بالظفر ، وفي عجز البيت الثاني يقصد طيب الخوال الذين هم قبيلة الزود بقوله الساس طيب ، وأنه من بيت مافيه عيب يقصد بوالده الحصيني.

وأنا هنا حينما ذكرت القصة ليس من باب المفاخرة والعياذ بالله ، بل من باب الاستشهاد في مسألة شرب الفنجال الذي ذكرته أخي أنه مشهور في قبيلة عتيبة في الحجاز منذ فترة قديمة وكان هذا الأمر مشهور ومعلوم في قبائل عتيبة عامة وفي قبائل الطفحة خاصة مثلما ذكر الأخ الأمير بن حريبيش الجعيد ، وكل ماقاله صحيح وتأكيداً لكلامه أوردت هذه القصة لا غير.


لك وللجميع
ود و ورد


عمر الحصيني

















آخر تعديل عمر الحصيني يوم 24-Aug-2011 في 07:34 AM.
رد مع اقتباس