عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 26-May-2009, 04:30 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
متعب العصيمي
مشرف سابق
إحصائية العضو






التوقيت


متعب العصيمي غير متواجد حالياً

افتراضي

الحديث الحادي عشر

عن معاوية رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين‏)‏ متفق عليه‏.‏

هذا الحديث من أعظم فضائل العلم، وفيه‏:‏ أن العلم النافع علامة على سعادة العبد، وأن الله أراد به خيراً‏.‏

والفقه في الدين يشمل الفقه في أصول الإيمان، وشرائع الإسلام والأحكام، وحقائق الإحسان‏.‏ فإن الدين يشمل الثلاثة كلها، كما في حديث جبريل لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان، وأجابه صلى الله عليه وسلم بحدودها‏.‏ ففسر الإيمان بأصوله الستة‏.‏ وفسر الإسلام بقواعده الخمس‏.‏ وفسر الإحسان بـ ‏(‏أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك‏)‏ فيدخل في ذلك التفقه في العقائد، ومعرفة مذهب السلف فيها، والتحقق به ظاهراً وباطناً، ومعرفة مذاهب المخالفين، وبيان مخالفتها للكتاب والسنة‏.‏

ودخل في ذلك‏:‏ علم الفقه، أصوله وفروعه، أحكام العبادات والمعاملات، والجنايات وغيرها‏.‏

ودخل في ذلك‏:‏ التفقه بحقائق الإيمان، ومعرفة السير والسلوك إلى الله، الموافقة لما دل عليه الكتاب والسنة‏.‏

وكذلك يدخل في هذا‏:‏ تعلُّم جميع الوسائل المعينة على الفقه في الدين كعلوم العربية بأنواعها‏.‏

فمن أراد الله به خيراً فقهه في هذه الأمور، ووفقه لها‏.‏

ودلّ مفهوم الحديث على أن من أعرض عن هذه العلوم بالكلية فإن الله لم يرد به خيراً، لحرمانه الأسباب التي تنال بها الخيرات، وتكتسب بها السعادة‏.‏