سيف الحجاج بن يوسف لا يفرق بين عالم وغيره عندما يخرج على القانون ، فالعلم ليس حجة لصاحبة عندما يخرق القانون ويخلع الخليفة بل حجة عليه ، والحجاج قتل سعيد بن جبير رحمه الله كما قتل غيره ممن خلعوا الخلفية عبد الملك ورفعوا السلاح بوجه الدولة ، ولكنه عفا عن كثير من العلماء والحفاظ الذين اعتذروا ومنهم الامام الشعبي وابن ابي ليلى وغيرهم ، ولكن سعيد بن جبير رحمه الله ذابت روحه بذات الله ولم يعطي طاعة للحجاج ولم يعتذر بل هاجه على نفسه ، فلعل الله اكرمه بيد الحجاج فقتله ، ولم يقتله الحجاج بدون حجة يتخذها سترة له يوم القيامة من دم سعيد عند الله ، فهو رجل عالم حافظ للحديث فقيه ، وليس هو بالجاهل الذي لا يعرف لسعيد حقه ، فلقد خرج على الأئمة منه افضل من سعيد سابقة بالدين وقتل كالامام الحسين رضي الله عنه والصحابي حجر الكندي قتله معاوية ، فلما لا يكتب التاريخ أن معاوية كان ظالم له ، وكتب عن ظلم الحجاج فقط ، انما هذه هي السياسة ، ومصالح الرعية ، فعندما عاتبت عائشة الصديقة رضي الله عنها وعن ابيها معاوية في قتل حجر قال : دعيه الله بيني وبينه يوم القيامة ، فالقضية هنا نوع من التعزير السياسي ولولي الامر الحق في ما يراه رادعاً للرعية عن بعض التجاوزات .
آخر تعديل القارظ العنزي يوم 19-Aug-2016 في 09:30 AM.