المقلب أن ابن عتقان استمر في مخاطبة ابن شايق من أول المحاورة الى آخرها كأنه هندي دون أن ينتبه ابن شايق الا لأول مرة فقط , وذلك رداً على شيئن وهو أن ابن شايق تكلم بكلام ليس عربي , وكذلك حاول الاستهزاء بلهجة أهل الحجاز , وسبب ذلك أن ابن عتقان كعادة الشعراء الكبار يصنع المقلب بنفس الوقت الذي يجاري فيه معنى خصمه وهذا يسمى صنع الحربة بروؤس متعددة ومسمومة .
ويلاحظ ذلك في
(( جاك سعودي وابن سعودي ماهو هندي ))
(( رضوان )) اللي من (( ديلي )) , رضوان أسم منتشر بين أهل الهندي , وديلي عاصمة الهند وكهذا ينطقها الهنود , وهذا التركيب الرائع استمرار من ابن عتقان في مقلبه لخطاب ابن شايق .
كذلك
(( ياسواق الدنة )) (( جعلك تصدم في البرميلي )) استمرار لمقلب الهندي ومخاطبة ابن شايق بهذا الطريقة وهي المقلب .
كذلك نرى ابن عتقان وضع ابن شايق كهندي مباشر في مقهى ويلاحظ ذلك في تركيباته (( ياسايق فنجال الدله )) قهوجي , (( أهل الجلسة والتعميرة تعطيك الكلام الهايف )) اللي يشيشون يتكلمون على الهندي مستضعفينه , (( جاتك شلة حطي شيلي )) مقلبين كخادمة هندية بخطاب المؤنث أيضاً .
لكن السر وابداع الشعراء الكبار هو صنع الحربة ذات الروؤس ويلاحظ ان ابن عتقان يركبها كمقلب على ابن شايق الهندي رداً على مواله الغير عربي والاستهزاء بلهجة الحجاز , وكذلك مجاراة معنى ابن شايق بكلامه عن الشعراء المنافسين , وهذا سر الابداع مقلب وفي نفس الوقت رد على المعنى وكما قلت هذا شئ يبرع فيه الشعراء الكبار وهو صنع الحربة ذات الوجهين وجه طيب مباشر ووجه مخفي , والشاعر الذكي هو من يستطيع الرد على كلا المعنيين , وابن شايق أكتشف أول مرة لأنها كانت مباشرة وواضحة من ابن عتقان , لكن بقية المقلب لم ينتبه له ابن شايق لأن ابن عتقان أبدع في اخفائه , وكذلك ابن عتقان جارى ابن شايق في حديثه للشعراء المنافسين أو الحزب المقابل ايضاً .
آخر تعديل شمروخ ابن عايد يوم 13-Feb-2010 في 11:32 AM.