عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 06-Feb-2010, 08:38 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
اسير الحزن
عضو
إحصائية العضو





التوقيت


اسير الحزن غير متواجد حالياً

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود المقعار مشاهدة المشاركة
مشكور يا اسير الحزن على الموضوع و السرد الرائع لكن عندي سؤالين

ما هي عشائر المنتفق ؟

و متى انتهى ملك السعدون للعراق ؟



أشكرك أخي الكريم على ردك , ويشرفني أجاوب على اسئلتك , بالنسبه للسؤال الأول:



اقتباس:
ما هي عشائر المنتفق ؟
هذه نبذه عن امارة المنتفق (التي تضم قبائل وعشائر المنتفق) وتوضيح للفرق بينها وبين قبيلة المنتفق :

امارة المنتفق(1530م - 1918م): كانت دولة تضم معظم قبائل وعشائر جنوب ووسط العراق حضر وبادية, سنة وشيعة , مسلمين وغير مسلمين (الصابئة واليهود والمسيحيين في جنوب العراق). الأسرة الحاكمة لها : أسرة السعدون.

أما قبيلة المنتفق المعروفة تاريخيا منذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فقد تشتت عام 1546م بعد هزيمتها من قبل الدولة العثمانية ولم يبقى منها سوى فرع أصبح يعرف لاحقا بقبيلة بني سعيد التي انضمت الى امارة المنتفق , وامارة المنتفق كانت تسمى امارة المتفق (مأخوذه من الأتفاق بين قبائلها) ثم حرف الأسم لاحقا الى امارة المنتفق . وقد أسسها جد أسرة السعدون الشريف حسن بن مانع عام 1530م وأول قبيلتين في الأمارة هما : قبيلة بني مالك وقبيلة الأجود.

امارة المنتفق تاريخيا تنقسم اداريا إلى 3 أقسام رئيسية وكل قسم يسمى الثلث (الثلث يضم الكثير من القبائل من أصول مختلفة) وكل ثلث يسمى على اسم القبيلة الرئيسية فيه وهذه الثلاث اثلاث هي :

1-ثلث بني مالك.

2-ثلث الاجود.

3-ثلث بني سعيد.

س: لماذا سميت الأثلاث على اسماء هذه الثلاث قبائل؟

ج: لأنها اول 3 قبائل تشكلت منها الأمارة وبعد ذلك أصبحت كل قبيلة جديدة تنظم لامارة المنتفق تدخل في أحد الأثلاث , وقد توسعت الأمارة حتى ضمت معظم قبائل جنوب ووسط العراق ومعظم قبائل الأمارة تتبع تقسيم الأثلاث.

ويمكن الرجوع الى كتاب عشائر العراق للعزاوي (قسم امارة المنتفق) للقراءة عن قبائل الأمارة والى أي ثلث تتبع. يذكر ديكسون عند حديثه عن المنتفق في كتابه الكويت وجاراتها , ج1, ص: 156 ((( وهنالك ثلاثة أقسام رئيسية لاتربطها رابطة الا قبولها المشترك لسلطة عائلة السعدون . وهذه الأقسام التي ليست قبائل بل مجرد تجمعات هي : أجود, وبني مالك , وبني سعيد))). ثم تحدث المؤلف عن مناطقهم وعدد بعض القبائل التي تتبع كل ثلث.


وهذا نص من كتاب فصول من تاريخ العراق القريب للمس بيل والتي كانت في العراق بعد الحرب العالمية الأولى , علما بأن امارة المنتفق في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى كانت في أقل اتساع لها تاريخيا :

(((فان المنطقة الممتدة من القرنة الى الناصرية , ومافيها من مستنقعات وأهوار الشلب وبساتين النخيل والبادية , تسكنها الآن حوالي خمسين قبيلة ذات أصل مختلف كانت كل منها تؤلف في وقت من الأوقات جزءا من مجموعة قبائل المنتفك في ظل الأسرة الحجازية الجبارة, أسرة السعدون))).

وهذا نص من كتاب عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد , والذي كتبه ابراهيم فصيح الحيدري بعد منتصف القرن التاسع عشر وقد عدد فيه أكثر من ثلاثين قبيلة من امارة المنتفق وذكر انه اقتصر على ذكر بعض قبائل الأمارة علما بأن امارة المنتفق في عصره لم تكن في اقصى اتساع تاريخي لها :

(((فمن أجل عشائرها عشيرة المنتفك – وهي ذات كثرة وتفرع الى عدة قبائل , فمن قبائلها : بنو مالك , والأجود , وبنوسعيد , وبنو ركاب , والخفاجة , والطوينات , والشويلات , والطوكبة , والبدور , والشريفات , والجمعيات , والماجد وآل صالح , والزهيرية , وشمر الزوابع , وشمر العبيدات وبنو سكين , وبنو تميم , والسليمات , والعيايشة , والبراجقة , والغزيوي , والعوينات , والفضيلة , وبنو نهد , وعبوده , والمجاوعة , وخرسان , وأمارة وربيعة , وكويش , وسراج , وآل دراج . وغير ذلك من القبيلة الكثيرة التي يطول بيانها . وكذا في جهة الغراف قبائل كثيرة للمنتفك يطول بيانها . وأنما اقتصرنا على بعضها ليعرف عظم عشائر المنتفك وأكابرهم آل شبيب وأكابر آل شبيب آل سعدون , وهم شيوخ المنتفك في عصرنا))) .


وقد أسست أسرة السعدون العديد من المدن في العراق وأهمها:

1- مدينة الناصرية: رابع أكبر مدينة في العراق حاليا. وقد بنيت على طراز حديث خططه المهندس البلجيكي جولس تيلي. وهي من مفاخر ال السعدون التاريخية. وقد بناها الأمير ناصر السعدون وسميت على اسمه.

2- سوق الشيوخ : كانت عاصمة لامارة المنتفق لمايقارب من مائة عام, وقد أسسها الأمير ثويني بن عبد الله أحد أشهر حكام المنتفق تاريخيا, وجعلها مدينة اقتصادية للقبائل في جنوب العراق وشمال ووسط الجزيرة العربية ، وقد كانت أسرة السعدون تسيطر بها اقتصاديا على تجارة القبائل في المنطقة.أما لفظة الشيوخ فهي نسبة إلى آل شبيب (الاسم القديم لآل سعدون) الذين سرعان ما تملكوا البساتين في المنطقة، وأقاموا فيها خلال أشهر الصيف. يذكر الدكتور حميد حمد السعدون في كتابه: امارة المنتفق وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الأقليمية، ص: 288 (((كما كانت مدينة سوق الشيوخ، تشهد طيلة أيام السنة, نشاطا تجاريا واسعا, مستفيدة بذلك من اطلالتها على نهر الفرات ومرور السفن فيه للتبادل التجاري، حيث كانت المنتفق تصدر أو يشترى من أسواقها الحبوب، كالأرز والشعير والذرة, وكذلك الملبوسات وأنواع الأقمشة, خصوصا من قبائل البدو, وبنفس الوقت فهي مفتوحة لكل مصدر لها من قبل الأسواق أسواق البصرة أو بغداد. وكانت سوق الشيوخ ومن بعدها الناصرية والخميسية، المراكز الأساسية لتموين ديار شمال نجد حيث كانت القبائل تترى عليها لشراء ماتحتاجه وترغب باقتنائه حتى في موضوع شراءالسلاح. بحيث كانت "الديرة" المخزن الأساسي لقبائل شمال نجد وحائل.)))

وهذه نبذه عن أسرة السعدون شيوخ وحكام قبائل امارة المنتفق تاريخيا وشيوخ قبائل المنتفق حاليا :

أسرة السعدون: تنتسب للأشراف وتحديد لأمراء المدينة المنورة لأكثر من خمس قرون (آل مهنا) , وقد أسس جد الأسرة (الشريف حسن بن مانع) امارة المنتفق عام 1530م , وقد كانت أسرة السعدون تعرف بآل شبيب نسبة الى الأمير شبيب بن الشريف حسن وقد تغير الاسم الى آل سعدون في القرن الثالث عشر الهجري وهو نسبة الى الأمير سعدون بن محمد المقتول من الدولة العثمانية عام 1742م ونسبه هو :


الأمير سعدون (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الأمير محمد (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) الامير مانع الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير شبيب الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير ما نع الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الاميرشبيب الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الشريف حسن( مؤسس امارة المنتفق) بن الشريف مانع بن مالك بن سعدون الأول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الامير كبش (امير المدينة المنورة) بن الامير منصور (امير المدينة المنورة) بن الامير جماز (امير المدينة المنورة + امير مكة المكرمة 687هـ) بن الامير شيحة (امير المدينة المنورة+امير مكة المكرمة عام 637هـ) بن الامير هاشم (امير المدينة المنورة) بن الامير قاسم (أبو فليته) (امير المدينة المنورة+ امير مكة عام 571هـ) بن الامير مهنا الاعرج (امير المدينة المنورة) بن الامير الحسين (شهاب الدين ) (امير المدينة المنورة) بن الامير مهنا الأكبر ( أبو عمارة ) (امير المدينة المنورة) بن الامير داود (أبو هاشم ) (امير المدينة المنورة) بن الامير القاسم (امير المدينة المنورة) بن الامير عبيد الله (امير المدينة المنورة+ امير العقيق) بن طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر ( الحجة ) بن عبيد الله ( الاعرج ) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين - رضي الله عنه - ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –.


السؤال الثاني :

اقتباس:
و متى انتهى ملك السعدون للعراق ؟


في الحرب العالمية الأولى وقف الأمير عجمي السعدون (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) الى جانب الدولة العثمانية وحارب الأنجليز مايقارب اربع سنوات 1914-1918 , وفي عام 1915 رفض الأميرعجمي عرض السير برسي كوكس والذي يعده فيه بالحكم وهو العرض الذي مازال احفاده يحتفظون بوثيقته حتى الأن ونشرت الوثيقة في كتاب القاموس العشائري العراقي ج:1 ص437 ونصها (((الى شيخ العرب الأمير السعدوني,نبارك النسب الهاشمي في الجزيرة العربية وشجاعة ابائكم وأخوانكم ونقدر موقفكم من الاتراك نعرض عليكم كأمير عربي ونود أن نعلمكم ان الشيخ مبارك أمير الكويت وعبدالعزيز أمير أرضه تخلو عن الأتراك واننا نعرض عليكم أميرا على أرضك لاتضيع الفرص على أهليكم ياشجاع نقدر فيك الموقف نعرض عليك لأنك أحق من غيرك))) وبعد رفض العرض واستمرار المعارك حتى خسارة المنتفق الحرب فقد تم مصادرة أغلب املاك وأراضي آل سعدون. وقد سنت بريطانيا العظمى قانونا لم يطبق الا في أراضي المنتفق وتقوم بموجبه بمصادرة 92,5% من أراضي أسرة السعدون وتعطيها الى شيوخ المناطق والقبائل في العراق الذين تعاونوا معهم والذين كانوا سابقا تحت حكم أسرة السعدون وتبقي فقط 7,5% للمالك الأصلي من أسرة السعدون (راجع كتاب امارة المنتفق وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الأقليمية , ص: 206 ).


ينقل ماكس فرايهير الألماني في كتابه البدو وصف للأمير عجمي السعدون , الجزء الثالث , ص 631 , (عن فيلبي ..الجزء الأول, ص 257 ) :
(((كان عجمي أعظم ان لم يكن في الواقع العبقرية العسكرية الوحيدة التي أنجبها العرب خلال الحرب وكانت صفاته تستحق اعترافا أفضل ونجاحا أكبر حظا . وعلى الرغم من أنه كان عدونا لا يمكننا انكار تقديرنا للطريقة والشكل اللذين استمر فيهما في خدمة قضية خاسرة ولا مستقبل لها على مدى سنوات الحرب في الصحراء , على الجانب الأخر من الفرات , كان دوما سهما في لحمنا وعاملا توجب علينا أن نحسب له حسابا ))).


وقد هاجر الامير عجمي بعد الحرب الى تركيا وتم منحه مقاطعة زراعية هناك. يذكر الكاتب فهد المارك في كتابه من شيم العرب , ج1 , ص:103 , نص الرسالة التي وجهها كمال أتاتورك للأمير عجمي عند قدومه لتركيا , وذلك في الفترة التي سبقت انقلاب أتاتورك على العثمانيين وقد ترجمها للعربية الدكتور أمين رويحة ((( حضرة شيخ مشايخ العراق عجمي باشا . استبشرت بتشريفكم الى ديار بكر , وكنت قد سمعت عن سجاياكم ورجولتكم وارتباطكم بمقام الخلافة المقدس , .....))) ويكمل المؤلف بعد نص الرسالة ((( وهكذا ذهب البطل ضحية لوفائه حيث خسر زعامته في العراق واملاكه التي لاتحصى وبقي في تركيا لاجئا ))).



بعد سقوط المنتفق في الحرب العالمية الأولى ذهب الكثير من أبناء الأسرة الحاكمة في المنتفق (آل سعدون) الى الرياض وقد شارك من قدم منهم - في وقت معارك توحيد المملكة- الى جانب الملك عبدالعزيز في هذه المعارك. وأبناء أسرة آل سعدون في المملكة متزوجون من الأسرة الحاكمة في المملكة (آل سعود) ومن أسر مشايخ القبائل مثل الشعلان شيوخ الرولة من عنزة والعريعر شيوخ بني خالد وغيرهم من أسر المشيخة في القبائل العربية.

اتمنى أن أكون وفقت في الأجابة على أسئلتك أخي الكريم.















آخر تعديل اسير الحزن يوم 06-Feb-2010 في 08:44 PM.
رد مع اقتباس