فيصل مسلم: اصمد فقد زادك الإحراق طيبا
--------------------------------------------------------------------------------
كتب بدر خالد البحر :
سوالف العجوز أبو هاني هي كل ما حصلنا عليه من خبرته، بعد ان قام صديقي بوعبدالعزيز بتفنيشه عندما خاست تنكات الجبن العكاوي وخسرنا جميع مناقصات وزارتي الداخلية والدفاع، وكان أمتعها تلك التي لا يستحي وهو يسردها عن كيفية توزيعه للرشى على المتنفذين في الوزارات بعد ترسية المناقصات، حيث كان يضعها في أكياس من الورق ويتواعد معهم في مواقف الجمعية في الليل، وكان يقول «كنت استحي يا زلمة وانا اعطيهم الأكياس». فعلمنا ابو هاني درسا بأن الرشوة لا تعطى بالتحويل البنكي ولا بشيك، ولكن احيانا غلطة الشاطر بألف!
لقد فاجأنا مؤخرا من نعتقد انهم وطنيون بالهجوم على د. فيصل، كما هاجمه المدافعون عن الحكومة في السابق، حين قالوا ان د. فيصل ليس لديه صور الشيكات، وقد توقعنا انه كان أذكى من ذلك، فقام بتأجيلها في فترة حل المجلس حتى يسترد حصانته البرلمانية، ثم أظهرها ليفقع بها أعينهم جميعا!
نحن نوصي د. فيصل بالصمود في وجه الصحف الصفراء، وفي وجه أشباه الرجال وأنصاف النساء الذين تبجحوا بوقاحة الهجوم عليه ليكشفوا عن قبح مواقفهم بالوقوف في وجه من يحاول تعرية الفساد بالسبل الدستورية بدلا من مؤازرته حتى تنكشف الحقيقة اما بإدانة سمو الرئيس أو بتبرئته! ونقول للدكتور فيصل ان هؤلاء لن ينفع معهم حتى وان جئت بتصوير فيديو لاستلام الشيكات!
ويذكرنا ذلك بحادثة الرشى التي كادت تطيح الحزب الحاكم في الهند منذ اكثر من عشرة اعوام، وقد ذكرناها في مقال سابق، عندما كشف موقع «تهلكة» الالكتروني فضيحة مصورة بالفيديو يتلقى فيها رؤساء الاحزاب الحاكمة رشى عن صفقة أسلحة، لكن الموقع تعرض للاغلاق، واستطاع السياسيون والمتورطون بالأدلة الدامغة تحريف الحقائق وخلط الاوراق وتضليل عامة الشعب من الغوغاء، الغوغاء الذين لدينا منهم «وايد» ما شاء الله! نحن نخجل حين نرى اخلاق السياسيين الغربيين حين يتحملون اخطاءهم ويستقيلون، والتي نأمل ان يتحلى بها سمو الرئيس، ان ثبتت إدانته، بتقديم استقالته، كما فعل في يونيو الماضي رئيس مجلس العموم البريطاني مايكل مارتن على خلفية تستره على مخصصات بعض النواب التي صرفت بالخطأ.
نقول للدكتور فيصل انك انت وعادل الصرعاوي تذكراننا بطراز بعض النواب الذين لم تستطع الحكومة شراء ذممهم على مر الزمان ومن الرعيل الأول، أمثال عبدالرحمن العمر وعبدالعزيز الصقر وأحمد الخطيب وسامي المنيس، وغيرهم ممن لا تحضرنا اسماؤهم، بغض النظر عن مبادئ بعضهم العلمانية التي لا نؤيدها، ونقول للدكتور فيصل: اصمد فقد زادك الإحراق طيبا.