عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 24-Oct-2009, 06:23 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ولدعساف

مشرف سابق


الصورة الرمزية ولدعساف

إحصائية العضو






التوقيت


ولدعساف غير متواجد حالياً

افتراضي


كيف تعيش مع مريضك وتغيّر واقعه الذي يعيش فيه ؟

يستطيع « القريب من أهل المريض أو الأخ في الله أو الطبيب » أن يتخطى
حواجز المريض وحدوده إذا استطاع أن يشعره بقيمة وجوده وأعطاه الثقة بالله
بالكلمة الصادقة المرجو بها وجه الله يستطيع متى ما ساعد ذلك المريض على رؤية
الأشياء من حوله بوضوح تام خالياً من سحابة الخوف والجزع وظلمة اليأس ،
والإنسان كلما ارتقى بنفسه ارتقت همته وصغرت في عينه كل الصعاب وسهلت .
ولا ننكر دور الحالة النفسية للمريض وغير المريض ؛ والسؤال : كيف تعيش مع
مريضك وتغيِّر واقعه الذي يعيش فيه ؟ وكيف تكسر حواجزه وحدوده ؟ يمكن أن
يستحق ذلك بإذن الله بأمور أوجهها إليك ، ومنها :



1 - عُدْه ، واسأله عن حاله ، واسأل أهله عنه :
فعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« أطعموا الجائع ، وعودوا المريض ، وفكوا العاني » [4] ، ولقد عاد رسول الله
صلى الله عليه وسلم أصحابه ؛ فعن ابن المنكدر سمع جابر بن عبد الله يقول :
« مرضت مرضاً ، فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر وهما
ماشيان » [5] وما من شك في أن عيادة المريض تحقق الإيجابيات التي يسعى من
هم حول المريض إلى إيجادها وتحقيقها . وإيجابيات عيادة المريض كثيرة منها :
أولاً : إيناس المريض وامتلاك قلبه وشعوره بقيمته لدى الآخرين ؛ وكما قيل :
« الصديق وقت الضيق » .
ثانياً : إحساس الأسرة بمكانتها بين الناس ومدى احترامهم لها وحرصهم على
السؤال عن مريضها .

ثالثاً : الحصول على الأجر والثواب .

وإن تعذرت العيادة ففي مهاتفة المريض أو مكاتبته دور كذلك ؛ لكن عيادته
هي أقواها وأحبها إلى نفس المريض ، وإن لم تتجاوز دقائق معدودة ؛ ففيها عاطفة
صادقة وإحساس بمشاعر غامرة وخلق فاضل وأدب من الآداب التي يتحلى بها
المسلم ؛ فعيادة المريض « من الآداب الاجتماعية ، وهي حق من حقوق المسلم على
أخيه ؛ لأن المريض بحاجة ماسة إلى من يواسيه ويسليه ويتفقد أحواله ، ويساعده
إذا احتاج إلى مساعدة ، وهذا الأدب يرتبط بخلق العطاء عند المسلم ، وهو يعبر
تعبيراً صادقاً عن مبلغ التآخي بين المسلمين ويوثق الصلة بينهم ، ويزيد من وشائج
المحبة ، وأواصر المودات لا سيما إذا لاحظنا أن حالة المريض فيها من الانكسار
النفسي ما يجعله رقيق الحاشية ، فيّاض العواطف مُهيّأ نفسياً للتأثير عليه وامتلاك
مشاعر المحبة في قلبه ، والمحبة متى وجدت في طرف سرت غالباً إلى الطرف
الآخر بقوة نفاذها وقوة عدواها »[6] .

وإذا ما عدت المريض فلا تغفل عن اتباع هدي المصطفى صلى الله عليه
وسلم في طريقة السؤال والدعاء وإيناس المريض . قال ابن القيم - رحمه الله
تعالى - في زاد المعاد : « كان صلى الله عليه وسلم يعود من مرض من
أصحابه ... وكان يدنو من المريض ، ويجلس عند رأسه ، ويسأله عن حاله فيقول :
كيف تجدك ؟ وذُكِرَ : أنه كان يسأل المريض عما يشتهيه ، فيقول : « هل تشتهي
شيئاً ؟ » [7] فإذا اشتهى شيئاً وعلم أنه لا يضره أمر به ، و كان يمسح بيده اليمنى
على المريض ، ويقول : « اللهم رب الناس ، أذهب الباس ، واشفه أنت الشافي ،
لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً » [8] ، وكان يدعو للمريض ثلاثاً كما قال
لسعد : « اللهم اشف سعداً ، اللهم اشف سعداً ، اللهم اشف سعداً » [9] وكان إذا دخل
على المريض يقول له : « لا بأس طهور إن شاء الله » [10] ، وربما كان يقول :
« كفارة وطهور » [11] . وكان يرقي من به قرحة أو جرح ، أو شكوى ، فيضع
سبابته بالأرض ثم يرفعها ويقول : « بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفى
سقيمنا ، بإذن ربنا » [12] [13] .

يتبع باذن الله..















التوقيع





قال أبوبكر الصديق - رضي الله عنه -
( الموت أهون مما بعده، و أشدّ مما قبله )

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


حسبي الله ونعم الوكيل

كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي .. بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستجزى بمثله .. وإن كتبت شرا عليها حسابها
رد مع اقتباس