د/صنهات بن بدر العتيبي
ما حدث في حلقة طاش السخيفة وترتيـبها الحلقة الثالثة في المسلسل القذر والمعنونة ب “التطوير” كان تهريجاً مروعاً جاء ممزوجا بقدر من الخسة والدناءة في التعبـير والأسلوب والألفاظ تعودنا عليها مرارا من الثـنائي الشرير القصبي-السدحان؟!
المؤمنون المتفائلون يجدون ريحا طيبة من الآية الكريمة (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) خاصة عندما يتكالب عليهم الأشرار وينفث العلاقمة سمومهم في فترة البث الذهبية، لا لشيء إلا بالرجوع إلى السنة الإلهية الثابتة بأن الحق سيدمغ الباطل ولو طال الأمد وإن الباطل كان زهوقا حتى لو دُعم بالدولار والقرار!! وتجندت له عشرات القنوات الفضائية المائلة؟! الخير هنا يأتي من كون هؤلاء الناقدين الناقمين هم من (سفلة القوم) الذين لا يعتد بهم ومن أصحاب السوابق الذين لا سبق لهم ومن المهرجين المتلبسين بسوء الخلق (بالفتح) والخلق (بالضم)، والحمد لله رب العالمين!!
حلقة طاش المنفتحة أعطتـني () تصورا أن في البلد (شوية) انـفتاح وحرية!! وأنني استطيع أن انـتقد الأخطاء والتجاوزات بكل هذه الحدة والجراءة، وسأفعل؟! لما لا؟! ورب الكعبة الطاهرة المشرفة التي هي قبلتـنا إلى يوم يـبعثون ليست مناهجنا ولا قيمنا ولا خطابنا الديني بأقل شأنا من مجموعة ام بي سي حتى يسرف البعض في التهجم على كتبنا ومبادئـنا وتبقي المجموعة الفضائية عزيزة مكرمة لا تطالها النبال؟! وقد قال الحكماء منذ القدم (الذي بـيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة)؟!
مجموعة ام بي سي هي مجموعة قنوات فضائية عربيدة قلبت ظهر المجن للإسلام وأهله ومرقت من الوطنية كما يمرق السهم من الرمية؟! تأسست في ظروف غامضة وعاشت على الكفاف لفترة ثم تـفتحت لها صفقات مطبوخة وعقود مشبوهة (راجع مشروع الكيـبل العربي) وبدأت تأكل بثديـيها عن طريق إعلانات المارينز فجرى الدم الحرام في الشرايين واستـقوت وطغت ثم توالدت بناتها الشائـنات (وصلن إلى ست أو سبع) وشعارهن الأوحد الترويج للفجور والأغاني والثـقافة الأمريكية!! ومن الواضح أن المجموعة تجاهد من اجل تـشويه المجتمع السعودي والثـقافة السعودية، لماذا لا أحد يدري؟ وكما قال القائد الفذ نايف بن عبد العزيز عن صحيفة الوطن نقول عنها “توجه هذه المجموعة سيئ حيث يجري بث معلومات غير صحيحة ولا أعرف لماذا؟ وأرجو أن تغير المجموعة هذا التوجه، لأنها تستكتب أصحاب الأهواء الذين يكتبون ضد العقيدة وهذا أمر لا يليق بالمجموعة ولا بأي مواطن ولا حتى بكاتب أو محرر”، انتهى؟!
أسلوب المجموعة في التكسب أصبح يعتمد على القمار والياناصيب بالتوسع المخيف في الرسائل التي تدعوك أيها المواطن المغلوب إلى إرسال رسالة مكتوب فيها (نعم) فتدخل في السحب على مبلغ مليون ريال أو فيلا قيمتها مليون ريال وبعد تجميع ملايين بل مئات الملايين من المال الحرام يعلنون عن فائز واحد أو اثنين ثم يهربون إلى بنوك سويسرا، وليت شعري أين سيهربون من علام الغيوب!!
كذلك فقد أتوسع في النقد لأنني فهمت السالفة (حرية مطلقة)!! فأقول بدلا من صب استهزاء هؤلاء “الدشير”!! على المناهج والخطاب الديني أليس من الأولى أن نبحث مشاكل بل مصائب أخرى أكثر إلحاحا وأحرى بالمداولة والنقاش؟ على سبيل المثال متلازمة “عدم وجود” المتكررة أما المواطن ليل نهار (عدم وجود سرير للمريض)؟! (عدم وجود مقعد في الجامعة)؟! (عدم وجود وظيفة)؟! الخ تعتبر فضيحة في بلد ينام على اكبر مخزون نفطي معروف في التاريخ؟! ومن مهام الحكومة المعروفة عالمياً ضمان حقوق المواطنين بالعمل الشريف أو الإعانة الشريفة أما لدينا فيرمى الشاب المتخرج من جامعاتنا نفسها إلى الشارع ومعه ملفه الأخضر العلاقي (عاشت بلادي)؟! هو مواطن لا توجد له وظيفة شريفة ولا حتى راتب شهري ليمثل (علاوة بطالة) كما يحدث في جميع بلدان العالم!! عش على الرصيف يا ولدي حتى ما تقدر تـتكلم؟!
ألم يقولوا أن ما يقومون به يدخل من باب (الحرية) في نقد الدين كما فهمت؟! أذن سأدخل مع الدريشة؟! فهيا بنا (أقصد هيا بي) لنرى أين تذهب الوظائف القيادية في بلادي؟! عندنا يلاحظ اقتصار المناصب العليا والكراسي الوثيرة، ومن ثم الصفقات والعقود والمليارات وآذن الجمل وخشم الجمل وكراعينه؟! على “فئات” معروفة وأسماء محددة ونعرف أن الكثير منهم يتحول بسرعة فائقة من موظف حكومي إلى ملياردير متقاعد ثم يكتب في الصحف عن الأمانة والشرف وسبل تطوير الوطن المسروق؟! في وزارة التربية والتعليم نفسها التي حاولت طاش أن توضح أن فيها (صراعا ممجوجاً حول المناهج)!! و(حربا هوجاء حول الاحتفال باليوم الوطني)!! ظهرت فيها مؤخرا أخبار غريـبة عن صفقات لشركات مقاولات صينية تبني مدارس بلادي (خلصوا المقاولين الوطنيين)؟! تجاوزت فيها الأسعار حدود المعقول فالمدرسة التي ينهيها المقاول السعودي عادة بأربعة ملايين رست على المقاول الصيني بعشرة ملايين (الباقي راح فين..)؟!
ولن أدس القلم في جرابه قبل التطرق إلى كاتب الحلقة الشوهاء المدعو يحي الأمير (أشعر أن أسمه ناقص، يعنى ما فيه الصفوي هنا أو هناك)؟! وهو من كتاب صحيفة الوطن المفضوحة ولا عجب فقد قالت العرب منذ القدم:
هذه العصا من تلك العصية وهل تلد الحية إلا حية
ومن المشهور عن هذا الأهوج وصفه لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ما تركت فتـنة أضر على الرجال من النساء) بأنه خطاب متوحش؟!!! وكذلك اشتهر بالسخرية التي ذكرها حياً على البلاء!! في إحدى ندوات معرض الكتاب حيث جاء في معرض تعليقه على الآية الكريمة (إذ قالت رب أبنِ لي عندك بيتا في الجنة.. الآية) فقال ضاحكا “بيت أو فلة”؟!! اللهم نجنا مما يفعل السفهاء من بني ليبرال فهم لا يحترمون القرآن ولا السنة ولا التاريخ ولا السيرة، ولكنهم ينحنون هلعاً وجزعا إذا تـنحنح أوباما؟! هذا الكاتب وربعه يحملون أولويات مشوهة إلى ابعد الحدود فقد اجمعوا خيلهم ورجلهم للجهاد في سبيل الحفلات الغنائية والمهرجانات الاحتفالية والأفلام السينمائية والموسيقى المستوردة وجعلوها الهم الأهم
نهاية التهريج:
تهريج طاش الممتد منذ ستة عشر عاما ضرب هذه السنة في فئة نقدرها ونحترمها وهم (المؤلفة قلوبهم)؟! وكلنا يعرف مدى التقدير والاحترام الذي قدمه الرسول صلى الله عليه وسلم لمثل هؤلاء رغبة في تمكين الإسلام من قلوبهم ولنا في حبيـبنا قدوة حسنة.. ولكن ماذا قدم أقزام طاش؟ لقد تفنـنوا في السخرية والاستهزاء بالمسلمين الجدد وجعلوا من الختان سببا للردة ثم أتوا بشيخ (سعودي يعنى) ليحكم عليهم بالقصاص إلى أخر المهزلة!! بالله عليكم ماذا نقول وماذا نفعل؟ لقد تمادوا في طاش بشكل يدعو فعلا إلى التذكير بأن طاش أصبح خطرا ماحقا على الإسلام والمسلمين وأداة جهنمية لتـشويه السعوديين كلهم وتـشويه سمعة الدولة برمتها فهل من مدكر؟!