عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 05-Jun-2009, 04:24 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحزيمي2000
عضو ماسي
إحصائية العضو





التوقيت


الحزيمي2000 غير متواجد حالياً

افتراضي فريج العتبان بالأحساء

http://www.alriyadh.com/2009/06/05/article435283.html


وفيه


فريج العتبان

أقدم نص تاريخي اطلعت عليه يُذكر فيه حي العتبان، هو لابن غنام في روضة الأفكار، وكان يتحدث عن إحدى غزوات الدولة السعودية الأولى في الأحساء عام 1203ه، ومما قاله: «وشهرت أصوات البنادق رماته وقد كانوا قبل ذلك الوقت والأوان محيطين بفريق العتبان فحينما نهضوا يريدون الأصوات أجاد كثيرا منهم أولئك الرماة فلم يكن لهم سبيل إلى الخروج بل كانوا إلى السطوح في عروج فدافعوا عن الدخول والهجوم فلم يكن للمسلمين عليهم إقدام بعد القدوم». ثم في حديثه عن التمرد في الأحساء عام 1207ه، ذكرعدة أسماء من زعماء تلك الحركة وأماكنهم، وكان من بينهم شخص اسمه مهيني بن عمران من العتبان(11)، ونفسه ذكره ابن بشر أيضاً. ثم في أحداث عام 1210ه وعند الحديث عن صالح النجار أحد الزعماء الرئيسيين للتمرد، قال ابن بشر: «فلما رأى صالح ابن النجار مساعدة أهل المبرز السياسب أرسل إلى مهوس بن شقير رئيس العتبان وأخذ منهم الأمان فأمّنه وأما الرفَعة والنعاثل وأهل الشرق فصمموا على أمرهم»(12). كما ذكر فريق العتبان البريطاني لوريمر (J.G. Lorimer) الذي جمع معلوماته عن الأحساء في عام 1905م، فقال: «يحتل وسط الواجهة الشمالية للمدينة وبه 400 منزل أغلبها للشيعة ولا يزال يوجد بعض المنازل من العتابية المستقرين ويقال إن الحي أخذ اسمه منهم»(13). والحقيقة لايمكننا تحديد زمن بداية تكوين الحي على وجه الدقة، لكن يمكننا القول إن تكوينه بدأ قبل حوالي 350 إلى 400 سنة على أبعد تقدير. وكان أول من حل في هذه البقعة هم مجموعة من قبيلة عتيبة التي برزت في القرنين الماضيين في بادية نجد، وهذا أمر كان متداولا بين أبناء الحي والمبرز بشكل عام إلا أن أحداً من المؤرخين لم يدوّنه. وهؤلاء العتبان المؤسسون للحي لم يبق منهم فيه اليوم سوى عائلة واحدة فقط هي عائلة آل مثيني ومنها الحاج سعود بن محمد المثيني العتيبي رحمه الله، وقد كان من المعمرين حيث توفي في المحرم من عام 1428ه عن عمر ناهز 120عاماً، وقد استفدنا منه بمعلومات نادرة. وكذلك أبناؤه الأفاضل الذين لم يقصروا في تزويدي بكل ما لديهم من معلومات ووثائق تتعلق بهم، خاصة أخينا العزيز سلطان. والقصة كما يرويها آل مثيني هي أن قبيلة العتبان لم تحل في نجد سوى في وقت متأخر وأن موطنها الأصلي كان في الحجاز التي هاجر منها أجداد عتبان الأحساء، وأنهم ينحدرون من آل زحّاف النجدة من الهوارنة من المقطة من برقا عتيبة. وسبب الهجرة هو خلاف بين شريف مكة في ذلك الوقت وبين أحد شيوخ الهوارنة وهو ابن عياش (والحقيقة لم أتوصل لمعرفة الشريف المذكور لعدم دقة تاريخ الحادثة). وقد كان بن عياش يجير شخص اسمه غنيم السهلي وكان غنيم يمتلك كمية من أفضل أنواع الإبل (عمانية)، وكان الشريف قد حاول شراءها منه أو مقايضته بغيرها إلا أنه لم يقبل، فما كان من الشريف سوى الاستيلاء عليها عنوة وضمها إلى إبله. فاضطر ابن عياش حينها للتدخل في الأمر على عادة العرب في حماية الجار، حيث ان الرجل دخيله والشريف كان يعلم ذلك. فسعى للالتقاء بالشريف للتفاهم معه واسترداد إبل الرجل بأي ثمن إلا أن الشريف لم يتجاوب واستهان به، مما جعل ابن عياش يستشيط غضباً من ذلك اللقاء. وعندها اتخذ مع جماعته قرارهم المصيري حيث هيأوا أنفسهم وشدوا رحالهم استعداداً للرحيل، ولكن ليس قبل الهجوم ليلاً على أحواش الشريف وأخذ إبل السهلي بل وإبل الشريف نفسه، ومن تلك الليلة تركوا الحجاز بمن فيها خوفاً من بطش الشريف وشدة انتقامه. فتوجهوا إلى الأحساء التي كانوا يطلقون عليها الهاوية حسب تعبيرهم البدوي في ذلك الوقت لأنها منطقة منخفضة. ثم ربطتهم علاقات طيبة مع آل حميد وعموم بني خالد الذين كانوا يسيطرون على البادية والأحساء في ذلك الوقت، فأصبحوا يراوحون بين البادية في الشتاء وبين هذه البقعة في الصيف، والتي أطلق عليها الأهالي اسم العتبان نسبة إليهم. ثم بدأ منهم البعض بالاستقرار والسكن في حي العيوني في بادئ الأمر (بجوار مسجد رشيد الحالي)، إلى أن استقروا لاحقاً هم وحاشيتهم ومواليهم في العتبان فتكون الحي وسكن به العديد من الأسر الأخرى التي أغلبها هو امتداد لأسر في حي العيوني أو السياسب. ويبدو لي أن حي العتبان كان خارج السور ثم أدخل فيه لاحقاً بعد بناء المنازل. ومن فروع العتبان التي كانت تسكن الحي حسب ما يرويه آل مثيني فهم آل عياش وهم الشيوخ، وآل عرّه، والجهيم (الصويلح)، والمعجوَر، والفريضي، والمحسني، وكل هؤلاء انقرضوا. وآل غريس المعياني وبقاياهم في الدمام حالياً. والشهاب يسكنون الهفوف حالياً. والرشود وقد انتقلوا للكويت. والحويدر انقرضوا، وقد أطلعوني على صورة وثيقة عدسانية تخص جد الحويدر هؤلاء وهي مؤرخة بعام 1172ه حيث يوقف فيها رجل اسمه حويدر بن علي بن زحاف نخلا اسمه الغراريف تابع بلاد ابن بطال (البطالية حالياً). ومن غير المقطة سكن معهم من الأساعدة الحيلان آل بليدان وقد انتقلوا للرياض، والعْريدي ومنهم في الكويت والنعيرية حالياً، والحداري والطويرش وهؤلاء رحلوا إلى العراق ثم عادوا لاحقاً إلى مغيب السر قرب الطائف والتحقوا بقبيلتهم هناك، والردهان والرثيع انقرضوا. ومن العصمة الطوال والجديع والدهش (الرجلان)، وقد انقرضوا. ومن الدغالبة آل شديّد وآل باطح والملفي والظهران، وهؤلاء كلهم انقرضوا. وأما عن انقراض كل هذه الأسر، فقد نقلت ذلك بناء على ما أفادني به آل مثيني فهم مصدري الوحيد في ذلك، وبعض هذه الأسماء كانت بالفعل معروفة في الحي حتى وقت قريب جداً. هذا وقد ذكر العبدالقادر من عوائل حي العتبان آل مثيني وآل شديّد ولم ينسبهما(14). وكان من عتبان الأحساء من حصل على لقب الباشوية في العهد العثماني وهو الباشا غديّر بن سلطان بن مثيني. كما كان مدعث بن عايد الغريس من النافذين في المبرز. ومن العتبان رشيد بن مثيني مؤسس مسجد رشيد في حي العيوني، وقد ذكر الأستاذ الموسى أن باني هذا المسجد هو رشيد بن محمد الجحاحفة. والحقيقة يبدو أن في هذا الأمر لبسا غير واضح لي بشكل تام، لأن عائلة المثيني يملكون حالياً صورة لوقفية هذا المسجد. وقد اطلعت عليها وهي بختم قاضي الأحساء الشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف بن نعيم، قال في نهايتها «وقد نقلتها من المنقول من أصلها وقابلتها وراجعتها حرفاً بحرف من غير زيادة ولا نقص» وحسب النص فالأصل كان بتاريخ 7/12/1102ه مع عدد كبير من الشهود، وقد جاء أن المسجد في محلة «بليدان» من المبرز، واسم صاحب الوقف هو «رشيد بن مثيني الجحاحفة». والتفسير الوحيد الذي أملكه لهذا الخلط، هو أن أصل الاسم الزحاحفة وليس الجحاحفة حيث مر علينا أن آل مثيني من فرع اسمه الزحّاف، كتب أيضاً في وثيقة الحويدر المذكورة سابقاً. فالزحاحفة والجحاحفة شديدي التشابه في النطق والكتابة، والأصل كان بختم أحد قضاة العدساني كما ورد في هذه الوثيقة والعدساني من أهالي الهفوف. فقد يكون الخطأ وقع في الأصل، أو في نقلها الأول، خاصة وأن اسم الجحاحفة كان هو الأكثر انتشاراً كما مر علينا. الأمر الآخر أن الوقفية حددت موقع المسجد في محلة بليدان، وقد مر علينا بأن هناك عائلة من الأساعدة كانت تحمل اسم آل بليدان. أما إمام المسجد الذي ترجم له الموسى وقال عنه: «الشيخ العلامة أحمد بن حسين بن رشيد ولد في مدينة المبرز سنة 1177ه تقريباً»(15). فهذا يقول عنه آل مثيني إنه حفيد رشيد بن مثيني باني المسجد واسمه أحمد بن حسن وليس حسين، وأن ما سمعوه عنه أنه كان من المتعاطفين مع دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في بداية ظهورها، وحدث خلاف بينه وبين الشيخ الفيروز، فترك الأحساء وسكن في نجد وكان من رجال الدعوة فيها.

أما عن رئاسة حي العتبان فقد اشتهر العمدة عبدالرحمن الشهيل وكان بعد تأسيس المملكة، وهو لم يكن أساساً من الحي، لكنه سكن فيه. وممن عرفناه أيضاً وكان في العهد العثماني فهو المختار أحمد بن حسن بن محمد العليوي، من عائلة العليوي المعروفة في الحي، ولم أطلع على أسماء محددة قبل هذين الشخصين. أما من ورد ذكره كرئيس لفريق العتبان في نص ابن بشر السابق، وهو مهوس بن شقير فيبدو لي أنه كان معيناً من قبل الأمير سعود بن عبدالعزيز في ذلك الوقت، وربما يكون من قبيلة عتيبه لكنه بالتأكيد ليس من عتبان الأحساء هؤلاء. حيث ذكره ابن بشر في موضع آخر من ضمن أحداث 1207ه، فبعد ذكره لمعركة الشيّط مع بني خالد قال: «ولما بلغ أهل الأحسا خبر هذه الوقعة وقع الرعب في قلوبهم وخافوا خوفاً عظيماً ثم أن سعودا رحل بجنود المسلمين وقصد ناحية الأحسا وأرسل أمامه غنيم أبا العلا من عتيبة ومهوس بن شقير يدعوهم إلى دين الله ورسوله والمبايعة والسمع والطاعة»(16). وأما مهيني بن عمران المذكور سابقاً فلم أعرفه، ولا أعلم إن كان له علاقة بعائلة المهيني التي تسكن هذا الحي.

وقبل الختام نشير إلى المساجد والتعليم في الحي. فأما المساجد فقد كانت أربعة وهي: مسجد رشود نسبة لجد عائلة الرشود من العتبان، ومسجد العتبان، ومسجد حطاب، ومسجد مصبّح. وكان في الحي مدرسة واحدة وهي مدرسة المصري. كما كان في الحي مجموعة من المعلمين والمعلمات الذين يدرسون القرآن الكريم وتجويده (مطوع أو مطوعة) ذكرهم الدكتور الطاهر كالتالي: الشيخ أحمد بوسهل والسيد أحمد الطاهر (السلمان) والملا محمد البن ضيف (بوابراهيم)، ومن النساء آمنة الناصر وأم أحمد علي المعيان وأم راضي السروج وزهرة علي السلمان وفاطمة أحمد السعيدي وفضة السروج والسيدة مريم السلمان ومريم محمد البراهيم(17). كما ذكر الأستاذ الموسى زهرة الماجد على أنها من معلمات حي السياسب(18). والحقيقة أن هذه المعلمة تكون جدتي واسمها زهرة بنت علي بن عيسى الماجد وكانت تسكن مع زوجها محمد بن عبدالعزيز النزر -رحمهم الله- في منزلهم بحي العتبان الملاصق لمسجد حطاب القريب من السياسب، وأغلب طالباتها كانوا من السياسب، لذلك وقع اللبس. وهذا ما أمكننا تقديمه من نبذة عن حي العتبان نرجو أن نكون قد أفدنا وأمتعنا بها القارئ والله ولي التوفيق.















رد مع اقتباس