الموضوع
:
صفة الرسول الخَلْقية والخُلُقية ( كأنك تراه أمامك )
عرض مشاركة واحدة
15-Mar-2009, 10:37 PM
رقم المشاركة :
2
معلومات العضو
د/ نايف العتيبي
إدارة القسم الإسلامي
(دكتوراه في الإدارة التربوية والتخطيط - باحث في العلوم الشرعية والتراث الإسلامي)
إحصائية العضو
صفاته الخُلُقِية :
أما عن صفاته الخُلقية ولأن مقام ذلك يطول فنجملها في عدة أمور :
أبرز صفاته الخلقية أنه صلى الله عليه وسلم
كأنه قرآنا يمشي على الأرض
فإليه المنتهى في الخلق العظيم وقد أثنى الله عليه في كتابه فقال {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم ، و وصفه باللين وبعدم الفظاظة والغلظة فقال {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (159) سورة آل عمران وقد سُئلت أمنا عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت للسائل أما تقرأ القرآن ؟قال بلى ، قالت :
كان خلقه القرآن
رواه أحمد و مسلم وغيرهما ، وفي رواية عنها قالت كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه.
ولا تسأل عن رجل تحلى بكل فضائل القرآن و يتأدب بآدابه ويتخلق بأخلاقه فما مدحه القرآن كان فيه رضاه وما ذمه القرآن كان فيه سخطه ، نزهه ربه عن كل عيب وخلل رجل جاء ليحل لأمته كل الطيبات ويحرم عليهم كل الخبائث .
وكان قدوة صلى الله عليه وسلم في بيته
وفي معاملته أهل بيته ونساءه ولم يروى عنه حديث ولا حتى ضعيف أنه ضرب أحد من أهل بيته أو عنف وإنما كان يلاطف ويربي ويعلم وكان طيب الريح ، كأن ريحه الطبيعي مسكا وكان حاضر الابتسامة ومكمن الحنان،
بل كان يجيء إلى بيته وهو يريد الطعام ويجد زوجته لم تحضر له شيئا فينقلب على نفسه ويقول إني إذا صائم ولم يعنفها ولم يثرب عليها فأي خلق هذا ؟
وكان صلى الله عليه وسلم
أكرم الناس
وكان إليه المنتهى في الجود ثبت في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ الناس وَأَجْوَدُ ما يَكُونُ في رَمَضَانَ حين يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وكان جِبْرِيلُ عليه السَّلَام يَلْقَاهُ في كل لَيْلَةٍ من رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ من الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ .
وكان صلى الله عليه وسلم
كثير الصبر
ولما بلغه ابن مسعود قول القائل هذه قسمة ما أريد بها وجه الله شق عليه صلى الله عليه وسلم وتغير وجهه وغضب ولم يزد على أن قال لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر .
لم يغضب قط إلا إذا انتهكت محارم الله لا ينتقم لنفسه ولكن إذا انتهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء ولم يضرب بيده خادما ولا امرأة إلا أن يجاهد في سبيل الله
، وكان صلى الله عليه وسلم يخالط الناس ويحب المساكين ويمشي معهم في الأسواق ويداعب أصحابه ويستمع للصغار ويحنوا عليهم
ولا يضع على أبوابه حراس ولا حُجََاب
ويغيث الملهوف ويقضي حاجة المحتاج ويكرم ضيفه ويعدل حتى مع خصومه وأعداءه ليس له أعداء شخصيين قط سوى من حارب ملته ودينه ، قال تعالى {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (157) سورة الأعراف هذه صفة الرسول صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم . فقد كان صلى الله عليه إذا دل على خير وفضيلة كان أول العاملين بها وإذا نهى عن خلق ذميم فهو أول المجتنبين له . ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا بذيئا كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو رضي الله عنهما قال : لم يَكُنْ النبي صلى الله عليه وسلم فَاحِشًا ولا مُتَفَحِّشًا وكان يقول إِنَّ من خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا ، ويقول أنس رضي الله عنه خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أحمل إليه حذاءه فلم يعنفني ولم يقل لي لشي أفعلته لما فعلت ولا لشيء لم أفعله لما تركته قط، رواه الطبراني وغيره .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم شجاعا بل
كان أشجع الناس
روى مسلم في صحيحه عن أَنَسِ بن مَالِكٍ قال كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ الناس وكان أَجْوَدَ الناس وكان أَشْجَعَ الناس وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ فَتَلَقَّاهُمْ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاجِعًا وقد سَبَقَهُمْ إلى الصَّوْتِ وهو على فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ في عُنُقِهِ السَّيْفُ وهو يقول لم تُرَاعُوا لم تُرَاعُوا قال وَجَدْنَاهُ بَحْرًا أو إنه لَبَحْرٌ قال وكان فَرَسًا يُبَطَّأُ .
وكان من خلقه صلى الله عليه وسلم شدة الحياء كما في الصحيح عن أبي سعيد الخدري قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
أشد حياء من العذراء في خدرها
فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه .
وكان صلى الله عليه وسلم
يحب الرفق واليسر والتيسير
ففي البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قالت ما خُيِّرَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بين أَمْرَيْنِ إلا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا ما لم يَكُنْ إِثْمًا فَإِنْ كان إِثْمًا كان أَبْعَدَ الناس منه وما انْتَقَمَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ إلا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بها .
وكان صلى الله عليه وسلم
لايعيب الطعام أبدا
كما في صحيح البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال ما عَابَ النبي صلى الله عليه وسلم طَعَامًا قَطُّ إن اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ .
سيتبع ذكر بعض الآيات والأحاديث التي تذكر صفاته الخَلقية والخُلقية تباعا بإذن الله
كتبه د.نايف بن محمد العتيبي
18/3/1430هـ
التوقيع
د/ نايف العتيبي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى د/ نايف العتيبي
البحث عن المشاركات التي كتبها د/ نايف العتيبي