عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 12-Oct-2008, 04:06 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو جعفر المنصور
عضو
إحصائية العضو





التوقيت


أبو جعفر المنصور غير متواجد حالياً

افتراضي

هل يكفي ماسبق لتتأكد بأن سبيع نجد المعروفة اليوم هي من بني عامر بن صعصعة؟

إذا لم يكفي فتفضل:

إن قبيلة سبيع بن عامر تتميز بميزة لا توجد أبدا في أي قبيلة أخرى تثبت أصالتها وأنها بني عامر بن صعصعة وهذه الميزة تتمثل في أن القبائل التي تعود إلى عامر بن صعصعة عند التعريف بها تربط بسبيع لتأكيد هذا النسب العامري وإليك بعض الأدلة على هذا:

قال ديكسون ت 1355هـ: ( وأبلغني سمو الشيخ عبدالله السالم الصباح أن ال نصار عائلة عربية تتصل بسبيع).
ويقول أيضا: (السهول قبيلة من الأشراف تتصل بسبيع).

ويقول المؤرخ عبدالله بن خميس: (العوامر: قبيلة عمانية يقال إن أصولهم ترجع لعامر بن صعصعة جد قبيلة سبيع المعروفة في نجد)أهـ.

وقال محمد خليفه ال نبهان1368هـ : (وأكثرهم منحدرون من نجد كالعتوب والسهول الذين هم من سبيع...).

وقال محمد بن سلوم المتوفى عام 1246هـ في نبذته المخطوطة: (السهول من سبيع بن عامر).

وقال لوريمر في دليل الخليج: (تقول بعض المراجع أن قبيلة السهول ليست في الحقيقة سوى فرع من سبيع).

وكل هؤلاء من غير سبيع يربطون قبائل من عامر بن صعصعة بسبيع لزيادة التعريف بهم وأنهم عامريون.

والسهول هم بنو سهل بن أنس بن ربيعة بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن
صعصعة


هل هذا يكفي لتتأكد بأن سبيع نجد المعروفة اليوم هي بقية بني عامر بن صعصعة في منازلها القديمة؟ إذا لم يكفي تفضل هذه الحادثة:

كتب المؤرخ الباحث الأستاذ راشد الأحيوي: (في عام 1249 هــ 1834 م غزا الشريف محمد بن عون قبيلة سبيع في بلادهم في رنية وانتصر عليهم ثم عفا عنهم فامتدحه الشاعر عبد الجليل بن ياسين البصري وقد سماهم بني عامر فقال:
فسل بني عامر في يوم رنية إذ = وافوه بالعاديين الخيل والرجل
قلت: هذا الشاعر بصري المولد وقد زار الحجاز فحج والتقى بالشريف محمد بن عون ومدحه وذكر غزوته لسبيع، ونجده هنا سمى قبيلة سبيع بني عامر، وهذا نص نفيس في قدم تسمية قبيلة سبيع ببني عامر)
اهـ.

واليك أيضا هذه الحادثة المشهورة وهي أن جريس بن مطرف أغضب شريف الحجاز الشريف غالب، فقال الشريف انه لن يسمع ولن يرى حتى يذبحه، واقسم أن يدمر كل قبيلة تؤويه، وكانت القبائل تؤويه لمدة شهرين وهي المدة التي حددها الشريف لبقائه عند كل قبيلة حفاظاً على ماء الوجه، وبعدها تطلب منه المغادرة لأنه لا قبل لهم بالشريف، ولم يزبنه سوى الدواسر، فحاربهم الشريف فهزموه فقال بن مطرف قصيدته المشهورة التي منها:
جليت وجلاني الشريف ابن هاشم وسواة من جلاه الشريف يخـــاف
زبنت على غلب سبيع بن عامــر يدوسون الأريا والعزوم ضعـاف
زبنت أنا على صبيان عتيـــــبـة وقلوبهم يم الشريف صخـــــــاف
وزبنت أنا على صبيان آل زايــد يداوون عمى من شيف وشــــاف


هل هذا يكفي لتتأكد بأن سبيع نجد المعروفة اليوم هي من بني عامر بن صعصعة؟ إذا لم يكفي فتفضل حكم الشرع:

أخي الكريم لابد أنك تقر بما يقره الشرع وعليه لكي يتضح لك الأمر وتزول عنك أية شكوك اسمح لي أن أقدم لك هذه القصة الموثقة: (حصل نزاع بين الدولة السعودية الحالية في أواخر عهد الملك عبدالعزيز وبين قبيلة سبيع على ارض قرب الغريف تسمى بستان ابن عامر، وكانت الحكومة السعودية ترى أنه ليس لسبيع، وسبيع يقولون أن الأرض ما دامت لبني عامر بن صعصعة فهي لنا، ونُظرت القضية شرعا فحكم القاضي بأن الأرض لسبيع، ومُكنت سبيعا من أرضها بحكم الشرع، وقد أورد القصة ابن بليهد الخالدي في كتابه صحيح الأخبار إذ قال: ( إن الغريف بين بلدة تربه والخرمة... إلى أن قال: عند عمار الغريف اختلفت على ملكيته مع بني عامر فأصدرت أمرا بأنه من كان بيده حجج يثبت بها ملكيته له فيأخذه ثم اتضح أنه لبني عامر، وأنه حقهم لان تربه وواديها في الجاهلية وصدر الإسلام لبني هلال بن عامر ... الخ)اهـ.

قال لبيد بن ربيعه من بني عامر بن صعصعة:
بكتنا دارنا لـما ارتحــلنا0000 وحيـّـتنا سفـــيرة والغـــيام
وسفيرة والغيام في الغريف التي من ديار سبيع بني عامر ولا يزالون بها إلى يومنا هذا.


--هل هذا يكفي؟ ولكن عندك تساءل من أين أتى اسم سبيع لبني عامر بن صعصعة؟

نحن نجيبك: أخي الكريم لاشك بأنك تعلم بأن القبائل العربية تأخذ اسمها من طرق مختلفة منها مثلا: من اسم أمها كباهلة أو أسم جدها كبني تميم أو لقب جدها كقريش أو اسم أحد بطونها أو أفخاذها كشمر، فشمر اسم فخذ صغير ولكنه شمل القبيلة الأم طي، وحال بني عامر في ديارها كحال طي شملها اسم سبيع وهو فخذ صغير منها ولكن بني عامر تتميز عن طي بأنه لم يندثر اسمها القديم بني عامر، إذا أنها لازالت تعرف به إلى يومنا هذا مع الاسم سبيع الذي شملها، فيقال سبيع بني عامر أو سبيع بن عامر، ولا يقال شمر طي.

ولكن هل في بني عامر بن صعصعة فخذ يعرف بسبيع؟
هذا يجيبنا عنه الأصفهاني في كتابه الأغاني ج5 ص25 عند ترجمته للنابغة الجعدي فيقول: (قال أبو عمرو الشيباني ( المتوفي عام 210هـ) كان السبب في قول الجعدي هذه القصيدة أن المنتشر الباهلي خرج فأغار على اليمن ثم رجع مظفرا. فوجد بني جعدة قد قتلوا ابنا له يقال له سيدان وكانت باهلة في بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ثم في بني جعدة ، فلما أن علم ذلك المنتشر واتاه الخبر أغار على( بني جعدة ثم على بني سبيع في وجهه ذلك فقتل منهم ثلاثة نفر) فلما فعل ذلك تصدعت باهلة فلحقت فرقة منهم يقال لهم بنو وائل بعقال بن خويلد العقيلي ولحقت فرقة أخرى يقال لهم بنو قتيبة وعليهم حجل الباهلي بيزيد بن عمرو بن الصعق الكلابي فأجارهم يزيد وأجار عقال وائلا فلما رأت ذلك بنو جعدة أرادوا قتالهم فقال لهم عقال لا تقاتلوهم فقد أجرتهم فأما أحد الثلاثة القتلى منكم فهو بالمقتول وأما الآخران فعلي عقلهما فقالوا لا نقبل إلا القتال ولا نريد من وائل غيرا - يعني الدية- فقال لا تفعلوا فقد أجرت القوم فلم يزل بهم حتى قبلوا الدية وانتقلت وائل الى قومهم فقال النابغة في ذلك قصيدته التي ذكر فيها عقالا :
أيا دار سلمى بالحرورية اسلمي ****** إلى جانب الصمان فالمتثلــم
أقامت به البرديــــــــن ثم تذكرت ***** منازلها بين الدخول فجرثـــم
ومسكنها بين العزوب إلى اللوى ***** إلى شعب ترعى بهن فعيهــم
ليالي تصطاد الرجال بفاحـــــــــم ***** وأبيض كالأغريض لم يتثلـــم
فأبلغ عقالا أن غاية داحــــــــس ***** بكفيك فاستأخر لها أو تقــــدم
تجير علينا وائلا في دمائــنا **** كأنك عما ناب أشياعنا عم

الخ الأبيات) اهـ.
والجملة ( أغار على بني جعدة ثم على بني سبيع) تفيدنا بأن بني سبيع إما أنهم بني عم بني جعدة الأقربون أي أقرب بني عامر بن صعصعة لبني جعدة أو أنهم من بني جعدة أنفسهم ومنازلهم مستقلة عن إخوانهم، وذلك لأن الباهلي اعتبرهم ممن يؤخذ منه الثأر لولده الذي قتله بنو جعده والعرب لا تأخذ الثأر إلا من الواتر أو من بني عمه الأقربين، والراجح أنهم من جعدة وذلك لقول عقال لبني جعدة ( القتلى منكم) وكذلك قول النابغة الجعدي ( في دمائنا) والمُطالب به دماء السبيعيين فالنص يقول: ( ثم على بني سبيع وقتل منهم ثلاثة) وفيه روايات تقول أن القتيل واحد من بني جعدة والراجح أنهم ثلاثة لدفع دية اثنين للجعديين، ولذا قال الأستاذ حسن السندوبي في شرحه لديوان امرئ القيس ص373 عند ذكره النابغة: ( ومما قاله أيام جاهليته هذه الأبيات الآتية وكان عقال بن خويلد العقيلي أجار قتلة قوم قتلوا بعض بني جعدة ثم تراضوا على الدية... وذكر الأبيات)اهـ. وأيا كانوا من بني جعدة أو من بني عمهم الأقربين فإنهم من بني عامر بن صعصعة لأن المنازل التي ذكرها النابغة في قصيدته ليست إلا من بلاد بني عامر كما رأينا أعلاه وكذلك لوحدة الدم والثأر ووحدة المطالبة والدية ولقرب المنازل أو توحدها.

ويخبرنا عن بعض منازلهم ياقوت الحموي في معجم البلدان 2/ 429 فيقول: (قال نصر واد بنجد في قول عدي بن الرقاع العاملي:
كأنها وهي تحت الرحل لاهيـة ... إذا المطي على أنقابه ذمــــلا
جونية من قطا الصوان مسكنها ... جفا جف تنبت القعفاء والنقـــلا
باضت بحزم سبيع أوبمرفضـه ... ذي الشيح حين تلاقى التلع فانسحلا


سبيع موضع ومرفضه حيث انقطع الوادي وإياها فيما أحسب عنى الراعي بقوله:
كأني بصحراء السبيعين لم أكن ... بأمثال هند قبل هند مفجعا

والراعي المذكور هو النمير من بني عامر بن صعصعة من أهل القرن الأول الهجري، سمي بالراعي لكثرة وصفه الإبل، المصدر منتهى الطلب من أشعار العرب لابن المبارك.
وهذا الوادي المذكور الذي عرّفه الراعي بصحراء السبيعيين ليس إلا وادي سبيع المعروف اليوم وهم فيه إلى يومهم هذا، يقول الشاعر عائض بن محمد العتيبي:
أجنبوا يم وادي سبيع محذين المقلين يوم الكيل فاض ...
من قديم الزمان اللي مضى دايم يضيف الخلا حصن حصين


بقي أن نقول لك
: أنك نسيت أن تسأل لماذا لم يشتهر اسم سبيع إلا من القرن الثامن الهجري تقريبا مع وجود هذا الفخذ منذ القدم؟

نحن نجيبك أيضا: أخي الكريم لا شك بأن بني سبيع هؤلاء فخذ صغير ولا يستطيع أن يشمل اسمه فروعا أقوى وأكثر منه ولكن بعد تغريبة بني هلال ونزوح بني كلاب إلى اليمامة ونزوح أكثر بني عقيل إلى العراق كخفاجة والمنتفق وهم من كانت لهم السطوة في رنية ونزوح الكعوب إلى الخليج ومع مرور الزمن بدأت تخفت أسماء هذه الفروع الكبيرة من بني عامر في ديارها ويبرز أسم الفخذ الصغير سبيع على ديارهم ليشمل كل من بقي من بني عامر بن صعصعة في منازلهم القديمة مع اسمهم بني عامر.


بقي أيضا شيء واحد وهو أن نوصيك يا أخي الكريم وأنفسنا بتقوى الله، ونذكرك بقوله تعالى: { ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}.

هذا وصلى الله على نبينا محمد















رد مع اقتباس