سكن أرض الكويت الكثير من العوائل والأسر القديمة التي تختلف في جذورها ومشاربها المتنوعة من عدة بقاع مشهورة من الجزيرة العربية وخارجها ليتكون المجتمع الكويتي من مزيج متنوع من الأصول والفروع العربية، وان كل أسرة كان لابنائها ذكريات وبصمات في هذه الأرض المباركة قد تكون غائبة أو مغيبة بحيث لم توثق وتكتب بأقلام المؤرخين والباحثين لتكون عرضة للضياع والنسيان.
وفي هذا السياق أصدر الباحث الدكتور عبدالمحسن عبدالله الجارالله الخرافي كتاباً قيما أطلق عليه اسم «الوصول إلى الأصول: أوراق كويتية في سياق السيرة العائلية» تناول خلاله تاريخ أسرته الكريمة الجار الله الخرافي وأعلامها بشيء من التوثيق والدراسة ويأتي هذا الإصدار بعد سلسلة من الكتب القيمة التي ألفها الدكتور عبدالمحسن عن تواريخ عدة عوائل كويتية كالمشاري والعثمان.
ويذكر أن للدكتور عبدالمحسن الخرافي عدة مؤلفات توثيقية وتراثية مميزة أبرزها موسوعة «مربون من بلدي» التي تعد أهم ما كتب في هذا المجال التربوي وإعلامه في الكويت وكتاب «الأيادي البيض: سجل الوفاء للمحسنين الكويتيين في مجال دعم الخدمات الصحية»، والحائز على جائزة الدولة التقديرية في الدراسات التاريخية للعام 2005.
وقد جاء كتاب «الوصول إلى الأصول» في ثلاثمئة وستين صفحة من الحجم الكبير وملونة وبإخراج لطيف وموثق بالكثير من الوثائق والمشجرات المهمة والصور النادرة الجميلة والجدير بالذكر أن هذا الكتاب طبع على نفقة عضو المجلس البلدي المهندس عادل مساعد محمد الجار الله الخرافي كبادرة منه ليوزع هذا المؤلف في ديوان العائلة «الجار الله الخرافي».
وقد بدأ د. الخرافي كتابه بالحديث عن فضل علم الأنساب وفوائده على الأمة الإسلامية ثم تناول نسب قبيلة عتيبة ومساكنها وتفرعاتها ومناقبها وتوسع الباحث في شرح تفريعات عشيرة الأساعده ومساكنها الجغرافية وبعضاً من أخبارها في التاريخ بأسلوب سلس ممتع، ثم تحدث عن عائلة الجار الله الخرافي والعوائل الكويتية التي يرجع نسبها إلى عشيرة الأساعدة الروقة وهي البداح والحجمة والجسار والحمد الدخيل والحمد الراشد والذكير والراشد والشايع والسبت والطاحوس والعساكر والعمر والفرهود والمنصور والفوزان والمحجم والملحم وتناول أخبارها وبعضاً من أعلامها والكتاب لا يخلو من فوائد تاريخية قيمة كتناوله للحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية في نجد وشرحه الممتع لتقسيمات مناطق الكويت القديمة كالمرقاب وشرق والقبلة وغيره من المواضيع التاريخية المتنوعة.
سبب تسمة الجار الله الخرافي
يقول الدكتور عبدالمحسن الخرافي في كتابه بأن عائلة الجار الله تنتمي إلى عشيرة الأساعدة من طلحة من الروقة من قبيلة عتيبة من هوازن من عدنان ومساكنها القديمة في رهاط الواقعة شمال مكة ثم نزحت إلى الكويت والزلفي وقد دفن كل من جار الله وأبناه حمود ومحمد في الكويت بينما استقر ابنه عبدالمحسن وأبناؤه من بعده في الزلفى والرياض ويشير إلى تسميه الخرافي على عائلة الجار الله جاءت منذ ما يقارب قرنا من الزمان فسبب ذلك أنه لماتوفي حمود والدمشاري وعبدالله وهما طفلان قدم أبوه «أي جدهما» جارالله من الزلفى ليأخذهما لكن والدتهما حصة ابنة ناصر الخرافي كانت موجودة وكانت تحت رعاية أخيها عبدالمحسن الخرافي وقد كان من وجهاء الكويت وتوفي جدها جارالله في الكويت.
وقد نشأ الطفلان في كنف والدتهما وخالهما عبدالمحسن الذي عمد إلى تسجيل اسميهما في الوثائق الرسمية باسم مشاري حمود الخرافي وعبدالله حمود الخرافي ونشأ بعدهما جيلان من العائلة باسم الخرافي وهكذا كان الاسم الذي اشتهروا به أصلاً.
الرابط والخبر نزل اليوم ع جريدة عالم اليوم الصادره من دولة الكويت