بسم الله الرحمن الرحيم
حذرت أخصائية التغذية هدى الحرز من تناول الدجاج بكميات كبيرة لخطورته البالغة بسبب احتوائه على هرمونات ذات نسب عالية تتعدى المصرح بها دوليا. وقالت الحرز إن أهم هرمون هو "تستسترون" من المفترض أن لا يتجاوز 0.1 وعند الرقابة تبين أنها تحتوي على 25.9 نانوجرام في الدول العربية بالإضافة إلى هرمون "أوستراديول" الذي من المفترض أن لا يتجاوز 0.1 وبعد أن تم وضعه عند الرقابة تبين أنه 0.7 نانوجرام، كما أكدت أن زيادة الهرمونات سبب رئيسي في تغيير تصرفات الشباب وميله للأنوثة وميل الفتيات للذكورة بسبب اضطراب الهرمونات الجنسية لديهم.
من جانبها, قالت أخصائية التغذية هدى العلي إن ما يعطى للدواجن من مضادات حيوية في فترات متقاربة وعادة ما تتجمع هذه المضادات في جسم الحيوان وبعد ذبحة يبقى هذا المضاد وبالتالي يؤثر على أعضاء جسم الإنسان عند تناوله ويعطل عمل الكبد،كما تحدثت عن قصر عمر الدجاج وعن عدم تحمله الجرعات الكبيرة التي يتم تزويده بها من المضادات والهرمونات وقالت إن معظم الأمراض كالفشل الكلوي والذئبة الحمراء تكون من أهم أسباب الإصابة بها هي الهرمونات والتلوثات التي تعطى للدواجن فهي تنقل أمراض لا يتحملها جسم الإنسان فينتج عنها العديد من الأمراض.
من جانبه, قال استشاري التغذية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية الدكتور خالد المدني إن الهرمونات عبارة عن مواد كيميائية عضوية تفرزها خلايا الكائن الحي من خلال الغدد الصماء داخل الجسم أو يتم صبها في مجرى الدم مباشرة. وأضاف أن هذه الهرمونات تعمل بنشاط تحت تركيزات منخفضة جدا وتستخدم هذه الهرمونات لغرضين الأول غرض علاجي ويكون لعلاج بعض الحالات المرضية مثل استعمال هرمون الأنسولين أو هرمون الكورتيزون أو هرمون الأستروجين أو هرمون الغدة الدرقية،أما الغرض الآخر فهو لتنشيط النمو في مجال الإنتاج الحيواني حيث تستعمل بعض الدول منشطات النمو الهرمونية. وأكد المدني أن استعمال الهرمونات لزيادة نمو الدواجن غير قانوني حيث تترسب هذه الهرمونات بالأعضاء الداخلية لها كالكبد والصدر والفخذ ودهن البطن والدم فإذا ما استهلك الإنسان وبصفة مستمرة الدواجن المحتوية على بقايا تلك الهرمونات فإنها ستشكل مصدرا خطرا على جهاز المناعة كما تؤثر سلبيا على الصفات الجنسية وتزيد فرصة الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل السرطان. كما بين طريقة استخدام هذه الهرمونات والتي عادة ما تكون عن طريق إضافتها إلى عليقه الدواجن أو الماشية لرفع جودة اللحوم ومعدل إنتاجها لكي تكسب صفات مرغوبة لدى المستهلك، وقد أكد الدكتور المدني أنه وجد من التجارب أن تلك الهرمونات تسبب زيادة في نمو الحيوان بنسبة 10% إلى 25% وزيادة نمو لحومها بنسبة 10% إلى 20% بالإضافة إلى تقليل كمية شحومها بنسبة 6% إلى 25% وهذه الهرمونات إما صناعية أو طبيعية. وحول تقسيم الهرمونات المنشطة للنمو من حيث نوعها قال المدني إمّا أن تكون هرمونات جنسية أنثوية وهي تلك التي تفرز من الغدد الجنسية للإناث والتي يمكن إنتاجها صناعيا في صور مختلفة ومنها "داى إيثيل ستلبسترول، إيثيل إستراديول، بنزوات إستراديول، هكسو سترول", وإما أن تكون هرمونات جنسية ذكرية وهي تلك التي تفرز من الغدد الجنسية الذكورية وتسمى بالأندروجين حيث تنتج صناعيا في صورة بروبيونات التستسرون، أو تكون هرمونات الغدة الدرقية وهي الثيروكسين وتنتج صناعيا في صورة مركب يشبهها في نفس التأثير وهو يوديد الكازين.
وأضاف أنه عادة ما تعطى هذه الهرمونات في شكل أقراص تخلط مع العلف أو تزرع تحت الجلد أو قد تعطى في شكل حقن حيث يتم حقن الهرمون الصناعي تحت جلد الرقبة للدواجن. كما تحدث الدكتور خالد عن قوانين الدول في سماحها لاستخدام المنشطات والهرمونات في الإنتاج الحيواني فقال إن استخدام منشطات النمو الهرمونية في الإنتاج الحيواني للماشية في أمريكا يعتبر أمرا قانونيا حيث تبلغ نسبة الأبقار التي يتم استخدام تلك الهرمونات فيها حوالي 90% في حين يعتبر استخدام هذه الهرمونات لدى دول مجموعه الاتحاد الأوربي غير قانونية وذلك منذ عام 1988.
ولذلك فإن المواصفات الخاصة بدليل المواد المضافة لعلف المواشي والدواجن وفقا لأمان استخدامها والصادرة من الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس وكذلك المواصفات الخاصة لمواد العلف الخام ومضافات الأعلاف المصنعة لحيوانات المزرعة والدواجن والصادرة أيضا من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس برقم (م ق س 890 ) والصادرة سنه 2002، تنص على عدم قانونية إضافة تلك الهرمونات لعلف الدواجن في مراكز إنتاج الدواجن حفاظا على صحة وسلامة المواطنين بالإضافة إلى أن هناك جهات رقابية للتأكد من عدم إضافة تلك الهرمونات لعلف الدواجن المنتجة محليا أو المستوردة.
كذلك من أن لحوم الدواجن بالأسواق خالية من بقايا تلك الهرمونات كما أن الشركات الكبرى تحافظ على سمعتها من أجل الاستمرار في التجارة الناجحة وبالتالي تتجنب الوقوع في مثل هذه الأخطاء ولا تعتمد على المكسب المؤقت الذي قد يعرضها للإفلاس وخروجها من السوق ومن ذلك يرى أن الشركات الكبرى لإنتاج الدواجن تكون أكثر حرصا من الجهات الرقابية على تنفيذ القانون.
من جهته, نفى الوكيل المساعد لشؤون الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة محمد الشيحة وجود أي نوع من أنواع الهرمونات في غذاء الدواجن حيث قال إنه يمنع منعا باتا استخدام أي نوع من أنواع الهرمونات في مزارع الدواجن بالمملكة كشأن معظم دول العالم الأخرى التي تمنع كذلك استخدام أي هرمونات في الدواجن علما بأنه قد تم بموجب أمر سام كريم تشكيل لجنة من هذه الوزارة والوزارات الأخرى المعنية لمراقبة ومتابعة مشاريع الدواجن بالمملكة للتأكد من عدم استخدامها لأي نوع من الهرمونات كما أن مختبر السموم وبقايا الهرمونات والأدوية بالوزارة يستقبل بصفة دوريه عينات من مزارع الدواجن من مختلف مناطق المملكة وفحصها مخبريا للتأكد من خلوها من بقايا الهرمونات، كما تجدر الإشارة إلى أن التعليمات والأنظمة المتوجه بالموافقة السامية الكريمة تنص على تطبيق عقوبات صارمة على أية مزرعة يثبت استخدامها لأي نوع من الهرمونات في تربية الدواجن بالمملكة وعن حجم الهرمونات التي تعطى للدواجن في المزارع المحلية قال الشيحة بأنه لا يعطى أي نوع من الهرمونات للدواجن في المزارع المحلية بالمملكة وبالتالي لا حجم لشيء معدوم أصلا.
وعن أضرار هذه الهرمونات التي تعطى للدواجن بالنسبة للإنسان قال إن الأسباب الرئيسة لمنع استخدام الهرمونات في تربية الدواجن أو الحيوانات بالمملكة ومعظم دول العالم الأخرى هي أن الأبحاث العلمية قد أجمعت على أن تعرض الإنسان أو الحيوان لهرمون "الأستروجين" مثلا يؤدي إلى زيادة في نسب الإصابة بالأمراض السرطانية كما يؤدي استخدام الهرمونات مثل "الأستراديول، التستيستيرون، البروجتستيرون، الترنبولون" وغيرها إلى تأثيرات ضارة في الإنسان على الغدد الصماء والنمو والجهاز المناعي والعصبي وتأثيرات ضارة أخرى كما يعتبر الأطفال أكثر عرضة لهذه الأخطار.
وعن النسب المسموح بها دوليا قال الشيحة: استخدام الهرمونات في الدواجن ممنوع دوليا فإنه لا توجد نسب مسموح بها لتلك الهرمونات أصلا.
وأضاف بما أن هذه الهرمونات ممنوع أصلا استيرادها أو تسويقها بالمملكة كمحفزات للنمو ونتيجة للمراقبة المستمرة لمزارع الدواجن بالمملكة من قبل الوزارة فقد أوضحت التحاليل الدورية للعينات الواردة لمختبر الوزارة عدم وجود أية زيادة في الهرمونات الطبيعية عن المعدلات المطلوبة الفسيولوجية وعدم وجود بقايا لأي نوع من الهرمونات المصنعة.
المصدر جريدة الوطن.