عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 23-Nov-2007, 09:00 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ضمير كايف
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


ضمير كايف غير متواجد حالياً

افتراضي حرب المليداء و " يامال صكة بقعا " سرد شيق !

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


هذه قراءة لحرب المليداء بقلم الدكتور عبدالعزيز الشبل من أهالي عنيزة .

أعجبني سرده للرواية ، فأحببت أن أنقله لكم ، لمن لديه إضافه أو تعليق .
كما أني لا أحمل وجهة نظر ماهو مكتوب ، وإنما كل كتب يمثل وجهة نظر الدكتور الشبل .


الحلقة الأولى :



كارثة " بقعاء " مقدمة لكارثة " المليدا "
قصة: " المليدا " أكثرمن مجرد معركة حربية
- الحلقة الأولى - ( مقدمة)

" يا مال صكة بقعا " وتروى أحياناً بالجمع ( صكات) !!! هذا مثل اشتهر في القصيم في الماضي خاصة في عنيزة. يقال عادة في حالة الزعل أو النرفزة من شخص أو أشخاص غائبين أو سيتغيبون دون رضى أو موافقة أو دون علم من صاحب أو صاحبة الشأن.، فيردد أو تردد " يا مال صكة بقعا" والمعنى المقصود هو: إن شا الله عساك (أو عساكم) ما ترجعون (أو عساهم) ما يرجعون. وبالتعبير المستخدم حالياً: الله لا يردكم، أو لا يردهم. كما أن (صكات بقعا) بصيغة الجمع يقصد بها أكثرمن مأساة بقعاء التي سنتحدث عنها، بل تعني جميع المصائب والشدائد خاصة سنوات القحط وشح الأمطار، يقول أحد شعراء عنيزة مفتخراً بعنيزة ضمن بعض الأبيات:

حيثه على صكات بقعا ما تبيد..........ولا ترف من الخصوم جنوبها

وهنا ينبغي أن نتأمل ونتساءل: لماذا النص على " بقعا" وماعمق مدلول هذه العبارة في " يا مال صكة بقعا" ؟؟ً
" بقعا" أو " بقعاء" بلدة في شمال نجد شرق مدينة حائل إلى الشمال الشرقي قليلاً، وتبعد عن حائل حوالي 90 إلى 95 كيلو متراً.
والمثل في الأساس يشير إلى قصة غزو أهل القصيم لمنطقة بقعاء في جماد أول عام 1257هـ ( يوليو 1841م ) لمحاربة ابن رشيد، حيث انهزم أهل القصيم هزيمة شنيعة وقتل كثيرمنهم في شدة الحر والعطش والبعد عن الأوطان، خاصة أهل عنيزة الذين قتل أميرهم يحي السليم ورجال كثيرون وهم مشاة في أرض فلاة بعد أن هرب البعض بالإبل وتركهم رجال قبيلة عنزة الذين كانوا حلفاءهم في وجه ابن رشيد غيرمتوقعين ما سيحصل لمن ثبت وصبرمنهم، وعلى رأس الذين بقوا وحدهم دون ركايب يحي السليم أميرعنيزة ومن معه ليكونوا ضحايا المذبحة (يحي السليم حاول أن يستجير بـ: عبد الله بن رشيد أمير حائل لكنه خذله فقتله)، أما عبد العزيزآل ابو عليان أميربريدة فقد هرب مع من تمكنوا من الفرار.

باختصار شديد:

كانت معركة بقعاء تمثل حلقة من حلقات الصراع الأولى بين أهل القصيم وآل رشيد
وقد جرت العادة عند تناول " المليدا " أن يأتي ذكرها ومن حارب فيها ونتائجها المأساوية على أساس أنها مأساة أهل القصيم الكبرى أوائل القرن الرابع عشر الهجري ( أواخر القرن التاسع عشر الميلادي) ، وكأنها ليس لها سوابق ومقدمات.
هذا الطرح لا غبارعليه وهو الشائع والمعروف لدى أكثر الناس، وهو الذي يتبادر إلى الذهن عندما تذكر " المليدا "، لأنه في الإطارالإقليمي.
ولكن الكثيرين يغفلون عن مقدماتها البعيدة والقريبة، ويظن البعض بأن " المليدا " حدث كبيرمنعزل ويصابون بالدهشة من هول الكارثة فقط.
لقد وعدت سابقاً بأن أتناول " المليدا " من منظورأوسع وأسلوب مختلف، أرجو أن يجد قبولاً وتفهماً لربط الأحداث ببعضها وإعطائها خلفيتها التاريخية والسياسية الموسعة في إطار نجد كلها وصراع أهل القصيم المتعدد الإتجاهات.
إذاً حتى نفهم وندرك عمق مأساة " المليدا" على أهلنا في القصيم بعقلانية وبحس تاريخي ونظرة بعيدة لا بد أن نضعها في إطار ظروفها السياسية والتاريخية آنذاك.
فلا شك أن نتائج وآثارهزيمة بقعاء قد حفرت في نفوس الجميع العداوة الشديدة والمتبادلة بين أهل القصيم وابن رشيد.
واشتهرعن عبيد بن رشيد الشاعر وهو أخ عبد الله بن رشيد أمير حائل وقت معركة بقعاء أشعار كثيرة يفخر فيها بانتصارهم على القصمان وقتله هو شخصياً تسعين منهم في بقعا، فها هوعبيد بن رشيد مثلاً يقول مفتخراً وشامتاً بالقصمان من قصيدة طويلة:

يانحمد اللي هبهب الريح ياحسين.........صارت على القصمان واولاد وايل
اللي ذبحت بشذرة السيف تسعين.........أيضا ولاني عن طردهم بسايل
نجرهم بالقاع جر الخرافين .............واصبح صفا بقعا من الدم سايل
يا دارنا من جانا جيناه عجلين ............ بالليل نسري والصفر والقوايل
فان كان هم عنا بالانشاد محفين.......... فمن الراس ما نحتاج رد الرسايل
جينا صباح واثرهم مستكنين ............ وثار الدخن من حر صلو الفتايل


وبناءً على ذلك كله، فإن الأمور خلال خمسين سنة قبل " المليدا " ازدادت سوءاً وتدهوراً بين آل رشيد وأهل القصيم، وزاد الطين بلة حينما تحالف أهل القصيم مع الدولة السعودية في الجنوب ضد محمد العبد الله ابن رشيد مما أدى فيما بعد إلى الصراع في المليدا.
المسألة إذاً أكبر من كون المليدا مذبحة هائلة فقط لزهرة رجال وشباب القصيم – مع أن هذا لا يستهان به – إنما هي حاسمة في إنهاء تطلعات أهل منطقة القصيم للإستقلال أو التمتع بشبه إستقلال ذاتي كانوا يحاولون أن ينعموا به قبل المليدا. والكلام هنا سيكون مركزاً على المدينتين الرئيستين عنيزة وبريدة أكثرمن غيرهما باعتبارهما دائماً – سواء في مرحلة بقعاء أو ما بعدها- هما واجهة الصراع السياسي والعسكري لمنطقة القصيم لما لهما من مكانة وأهمية لا تخفى على أحد.
لا بد لقارىء تاريخ النطقة تلك الأيام أن يتساءل حول كارثة بحجم المليدا عن خلفيتها وظروفها التي أدت إليها بمعنى: هل تتناسب هذه المعركة مع ما سبقها وما رافقها من ظروف وأسباب؟ والجواب بالطبع نعم، وسأوضح ما أقصد باختصار في الحلقة القادمة إن شاء الله مع شيء من التفاصيل عن معركة " المليدا" وبعض أسماء من قتلوا فيها من أهل عنيزة إن أمكن.


يتبع الحلقة الثانية















رد مع اقتباس