عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 27-Oct-2007, 09:41 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فهد النفيعي
مشرف سابق
إحصائية العضو






التوقيت


فهد النفيعي غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى فهد النفيعي إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى فهد النفيعي
افتراضي

الاغتيال

على الرغم من جرائم المافيا البشعة وعددها الضخم إلا أن من المدهش والعجيب أن المنظمة لم تتصف أبدأً بالغدر بضحاياها، فكانت الطلقة غالباً تأتي أمام أعين الضحية وفي ظهره عند هروبه، وقد يسبقها حديث أو إطلاق عبارة ما حتى أن (ويلي موريتي) كان مبالغاً بعض الشيء بحديثه المطول مع الضحية حتى أتصف بـ(القاتل الرحيم) ..!

ولكن في المقابل أعداء المافيا لم يتصفوا بهذا الشيء فكان رجال المافيا غالباً ما يلقون مصرعهم برصاصات غادرة توجه لهم من الخلف بشكل خاطف..

الاماكن المفضلة لهم

وكانت الشوارع الضيقة ومحطات القطار والمطاعم تمثل الأماكن المفضلة لهم، فـ(كارمين جالانتي) تمت دعوته لتناول الغداء في بروكلين بمطعم إيطالي وفي لحظات ظهر عدد من الرجال المقنعين ليغتالوه وحارسه الشخصي، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على ما يتمتع به أعضاء المافيا من هيبة وشراسة ترهب من ينوي اغتيالهم، بالإضافة إلى تميزهم بسرعة التقاط المسدس وتسديد الطلقات بدقة شديدة مما يقلل من فرص النجاح في مهمة اغتيالهم


السيطرة


تميزت المافيا بسيطرتها الواسعة وتمكنها من بسط نفوذها على نطاق واسع ليشمل جميع العصابات المنافسة أياً كان عدها وعتادها، فعصابات الزنوج على سبيل المثال التي تتكاثر غالباً في منطقة هارلم في ولاية نيويورك استطاعت المافيا أن تتصدى لها وتقف عائقاً أمامها، من خلال تعطيلها الدائم لنشاطاتهم الإجرامية ما لم يلتزموا بدفع إتاوات ونسب معينة عن كل عملية يقومون بها، ويذكر أن قائد جماعة هارلم الشهير ريموند ماركيز كان يدفع نسبة 15% لعائلة (جينوفيز) وكانت هذه النسبة مجاملة له نظراً لعلاقة أبيه السابقة برجالات المافيا وعمله لصالحهم إلى أن لقي حتفه.

ولم يذكر أن عصابة قد تمردت على قوانين المافيا بشكل علني سوى ما أقدم عليه عصابة من الزنوج عام 1930 بإستحواذهم على بعض مناطق نيويورك واغتنام الأموال هناك ومن ثم رفضهم لدفع الجزية إلى رجال المافيا فأنقلبت تلك المناطق إلى مجازر علنية .. حيث اقتحمها رجال المافيا بقيادة الزعيم الدموي (دستن شولتز) بالرشاشات والمسدسات والأ***ة البيضاء واستطاع أن يعيد للمنطقة انضباطها وينهي التمرد في وقت قصير، ومنذ ذلك الحين تسبب هذا العصيان إلى اختلال في موازين الثقة بين رجالات المافيا والزنوج.

وسرت شائعة في ذلك الحين تقول بأن عصابة الزنوج المشئومة إياها لم تقم بأعمال يمكن تصنفيها كتمرد، لكن بعض قادتها كانوا يدّعون ذلك للتفاخر والتباهي بين جماعات السود الأخرى وما كان رد أحد زعماء المافيا حول هذه الشائعة ذلك سوى أن قال: ((إذاً وجب تلقينهم درساً في عدم التفكير بعصيان العائلة)) ..!!


المافيا والمخدرات


شكلت المخدرات لرجالات المافيا أحد أهم العوامل في دعمهم لإحراز المزيد من العائدات المادية والأرباح ومن ثم الإمساك بزمام السلطة في العديد من الولايات وبسط النفوذ فيها، فكانت ما تدره المخدرات من أموال كافياً لأن يغطي نفقات المنظمة الباهضة إضافة إلى رشوة رجال الأمن والسياسيين ودعم نفوذ المافيا في أوساطهم، وحسب ما ورد في بعض الوثائق التي تسربت من الـFBI إثبات لتورط عدد من رجال المافيا في نيويورك بصفقات ضخمة أدرت عليهم مليارات الدولارات خلال عام واحد فقط وتم احتواء الأمر ومنع انتشاره إعلامياً..!!

الغريب في الأمر أن جو بنانو والذي كان يلقب نفسه بـ(رجل الشرف) دارت حوله الشكوك بتورطه في الاتجار بالمخدرات رغم نفيه لذلك في مذكراته بعد أن اعتقل نائبه كارمين جالانتي بتهمة الترويج مع عدد من رجاله


على الجانب الآخر هناك عائلة لاكي لوسيانو والتي تورطت إلى حد بعيد بالمتاجرة بالمخدر بأنواعه، وكان قائد حرسه فرانك كوستيللو قد أعلن لأكثر من مرة في اجتماعات الزعماء عن ضرورة تجنب تجارة المخدرات وما قد تجلبه من متاعب لرجال المافيا مستقبلاً من تأليب للرأي العام وفقدان لمؤازرة البوليس وحمايته لهم، وبينما كان فيتو جينوفيز مؤيداً كبيراً له انتهى به الأمر أن اعتقل ومات في السجن بتهمة الاتجار بالمخدرات..!

كما أعلن رسمياً أن من اعتقل من عائلة جينوفيز بنفس التهمة يصل عددهم إلى قرابة الـ 478 شخصاً بالإضافة إلى نسب مقاربة في العائلات الأخرى

المافيا وهوليود

إبان حقبة العشرينات من القرن الماضي وأثناء تزعم آل كابوني لمافيا شيكاغو، استطاع بعض رجاله بمساندة بعض الوسطاء أمثال ويلي بيوف وجورج بروني من التحكم بإدارة الإتحاد الدولي للسينمائيين مما عاد عليهم بثروة طائلة، وخلال فترة انتخابات رئاسة الإتحاد نجح زعماء المافيا في دفع جورج بروني إلى مقعد الرئاسة مما مكنهم من فرض إتاوات على كبرى شركات التوزيع في ذلك الحين أمثال فوكس وباراماونت وكانت تصل في بعض الأحيان إلى ما يزيد على 50 ألف دولار سنوياً إلى جانب ابتزاز أموال الاتحاد وتقاضي نسب معينة من أجور النجوم.



وقد دعا هذا الابتزاز السافر إلى موجة من التذمر من قبل أعضاء الاتحاد ومن ثم إلى إضراب عام مما جعل الصحف تسلط الضوء على هذه الإتهامات، وأدى هذا إلى مثول بروني وبيوف أمام المحكمة - عام 1941 - وأدركا أن أمامهم سنوات طوال يقضونها خلف القضبان، فأفشيا أسرار تورط رجال مافيا شيكاغو مما أدى إلى سلسلة من الاعتقالات أطاحت برؤوس كبيرة أمثال فرانك نيتي - خليفة كابوني - وجوني روزيللي وتشارلز كوفمان فحكم على كل منهم بعشر سنوات، وبعد هذه الحادثة بدأت قبضة المافيا على صناعة السينما تضعف حتى تلاشت تقريباً..!



حين نتطرق إلى علاقة المافيا بالمشاهير لعل ما سيخطر على البال فوراً المطرب الشهير (فرانك سيناترا) نجم لم تفلح جميع التحريات والتحقيقات في إدانته بأي تهمة وجهت له رغم خوضه في وحل المافيا إلى حد كبير، ويعود الفضل في ذلك إلى علاقاته الكبيرة بزعماء المنظمة وما تربطه بهم من علاقة مصالح .. إضافة إلى ما تضفيه ديانته اليهودية من حصانة والتي ضمنت له مساندة اللوبي اليهودي المتغلغل في القيادات والمناصب العليا.

وقد افتضحت العلاقة المشبوهة بعثور البوليس الإيطالي على سيجار من الذهب أثناء تحقيق مع زعيم المافيا لوسيانو عام 1946، خط عليه عبارة (( إلى العزيز لاكي .. إهداء من الصديق المخلص فرانك سيناترا )).

ومع المزيد من التحقيقات ثبت وجود علاقة تربط سيناترا بالعديد من الزعماء الآخرين أمثال آل كابوني .. ماير لانسكي .. ويلي مورتي .. جوني روزيللي وغيرهم، ولم يشأ مكتب التحقيقات الفيدرالي التصريح بها للصحافة في ظل عدم وجود دليل إدانة صريح بالإضافة إلى ما يتمتع به سيناترا من حصانة يهودية.

وكان ويلي موريتي زعيم مافيا نيوجيرسي من أقرب الزعماء لسيناترا حيث كان يمثل داعماً كبيراً له في بداياته، وساعده على الإرتقاء من الغناء في المسارح الرخيصة والنوادي الليلية إلى كبرى القاعات والمسارح الشهيرة مع فرق موسيقية ذائعة الصيت، حتى سطع نجمه بظهور أغنيته الشهيرة All or Nothing at All وساعده موريتي في رواج هذا الأغنية بتعاقده مع أحد المسارح الشهيرة لغناءها في البرنامج اليومي مقابل أجر خيالي .. بل وتخطت أفضاله ذلك لتصل إلى التدخل لحل مشاكل فرانك العائلية..!

ومع إصابة موريتي بمرض الزهري واعتلال قواه العقلية .. قطع سيناترا علاقته بصانع أمجاده وأراد طمس كل ما يربطه به، خصوصاً بعد أن تنكرت المافيا لموريتي وأخرجته من عضويتها خوفاً من إفشاء أسرارها، وسرعان ما وطد سيناترا علاقته بـ(سام جيانكانا) & (جوني روزيللي) كما قام بافتتاح فندق Sands بمدينة لاس فيجاس والدعاية له كإعتراف بجميل مالكه ماير لانسكي عليه .. مما جعل الفندق يشهد إقبالاً منقطع النظير

توفي فرانك سيناترا في الرابع عشر من شهر مايو 1998 في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا مصاباً بأشنع الأمراض فمن أمراض في القلب والكلى مروراً بسرطان المثانة وإنتهاءً بالخرف .. لتطوى صفحة أحد أشهر من ربطتهم علاقات مشبوهة بالمافيا من النجوم















رد مع اقتباس